هالاند يقود سيتي لمنافسة يونايتد على النادي الأكثر شعبية في آسيا

الفجوة بين جماهيرية الفريقين داخل أكبر قارة في العالم تضيق منذ انضمام النجم النرويجي إلى «السماوي»

رغم فوز سيتي بخمسة ألقاب منذ آخر فوز ليونايتد عام 2013 فإن الأخير لا يزال يحظى بشعبية أكبر في قارة آسيا (أ.ف.ب)
رغم فوز سيتي بخمسة ألقاب منذ آخر فوز ليونايتد عام 2013 فإن الأخير لا يزال يحظى بشعبية أكبر في قارة آسيا (أ.ف.ب)
TT

هالاند يقود سيتي لمنافسة يونايتد على النادي الأكثر شعبية في آسيا

رغم فوز سيتي بخمسة ألقاب منذ آخر فوز ليونايتد عام 2013 فإن الأخير لا يزال يحظى بشعبية أكبر في قارة آسيا (أ.ف.ب)
رغم فوز سيتي بخمسة ألقاب منذ آخر فوز ليونايتد عام 2013 فإن الأخير لا يزال يحظى بشعبية أكبر في قارة آسيا (أ.ف.ب)

فاز مانشستر سيتي بخمسة ألقاب للدوري الإنجليزي الممتاز منذ آخر فوز لمانشستر يونايتد باللقب في عام 2013، لكن مانشستر يونايتد لا يزال يحظى بشعبية أكبر في قارة آسيا.
وبالمقارنة مع القمصان الحمراء الشهيرة لمانشستر يونايتد، كان من النادر أن تشاهد قميصاً سماوياً لمانشستر سيتي في شوارع بانكوك وكوالالمبور وشنغهاي على مر السنين.
لكن هذا الأمر بدأ يتغير الآن، وبدأت الفجوة بين شعبية الناديين في أكبر قارة في العالم تضيق، ثم أصبحت تضيق بشكل أسرع من أي وقت مضى منذ انضمام النجم النرويجي الشاب إيرلينغ هالاند إلى «السيتيزنز».
هناك كثير من الأرقام المشكوك في صحتها، التي تقدمها الأندية الأوروبية حول أعداد متابعيها في الشرق.
ففي عام 2015، أعلن تشيلسي أن لديه ربع مليار مشجع آسيوي، بعد ثلاث سنوات من إعلان مانشستر يونايتد أن لديه 325 مليون مشجع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
ويمتلك مانشستر يونايتد، إلى جانب ليفربول، قاعدة جماهيرية عريضة في قلب جنوب شرق آسيا، وبالتحديد في ماليزيا وسنغافورة وتايلاند؛ بسبب بث مباريات كرة القدم الإنجليزية هناك في السبعينات والثمانيات من القرن الماضي.
وفي أواخر التسعينات من القرن الماضي وطوال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ومع تنامي شعبية الدوري الإنجليزي الممتاز في كل مكان، كان مانشستر يونايتد هو الأبرز داخل المستطيل الأخضر، وكان يمتلك نجوماً من العيار الثقيل مثل كريستيانو رونالدو، وكارلوس تيفيز، وواين روني، وبارك جي سونغ، كما كان مهيمناً ومسيطراً خارج الملعب أيضاً من خلال خبراته التجارية الهائلة.


الجماهير الآسيوية الآن مفتونة بالمهاجم النرويجي الشاب (أ.ف.ب)

وأدى هذا المزيج الرائع إلى جذب جماهير من أسواق جديدة مثل الصين وكوريا الجنوبية واليابان والهند.
والآن، يتراجع مانشستر يونايتد، وتزداد نجاحات مانشستر سيتي وترتفع أعداد متابعيه في آسيا.
وعلى الرغم من أن مانشستر سيتي كان يضم نجوماً رائعين مثل كيفن دي بروين وسيرخيو أغويرو وديفيد سيلفا، فإن هذه هي المرة الأولى التي يضم فيها الفريق نجماً عالمياً حقيقياً مثل المهاجم النرويجي إيرلينغ هالاند.
وغالباً ما يُنظر إلى المشجعين الآسيويين للأندية الأوروبية على أنهم أكثر اهتماماً باللاعبين أصحاب المهارات والإمكانيات الفردية العالية من اللعب الجماعي، ويتابعون الأندية التي تحقق الفوز وتفوز بالبطولات، ويبتعدون عن تلك التي تعاني وتخسر.
ومن المؤكد أن هالاند يساعد في كلا الأمرين، فهو يمتلك قدرات فنية هائلة، ويساعد فريقه على تحقيق الفوز.
يقول ثاناماهامونغخول كريتيكورن، الذي يشجع ليفربول ويعمل في قناة «سبورتنغ نيوز تايلاند»، إنه لم ير شيئاً كهذا من قبل، ويضيف: «إنه جيد للغاية لدرجة أنه لا يمكن لأحد أن يكرهه، وحتى جماهير الأندية المنافسة تحترمه. شعبيته الآن تتجاوز مجرد كونه لاعباً، وحتى الفتيات اللائي لا يشاهدن كرة القدم يسألن: من هذا الرجل؟».
ويتفق المشجعون المحليون لمانشستر سيتي مع ذلك، إذ يقول تشوتيديت براسارناسانغ، المقيم في تايلاند: «يرتدي كثير من الناس قمصان مانشستر سيتي في شوارع بانكوك هذا العام. لا يمكنك شراء قميص مانشستر سيتي بالسهولة نفسها التي كان عليها الأمر في السابق، وكل من يشتري قميص مانشستر سيتي يريد أن يكون عليه اسم هالاند من الخلف».
في الحقيقة، يعد هذا أمراً طبيعياً بالنسبة للاعب تمكن من إحراز 20 هدفاً في 14 مباراة. يقول براسارناسانغ: «توقع المشجعون التايلانديون لمانشستر سيتي أن يكون هالاند لاعباً رائعاً، وأن يرفع مستوى مانشستر سيتي، لكننا لم نتوقع أن يكون له مثل هذا التأثير الكبير وأن يصبح رمزاً بهذه السرعة. إنه ظاهرة».
ويضيف: «جميع وسائل الإعلام وجميع المنصات، وحتى صفحات مشجعي كرة القدم الأخرى، تتحدث عنه. وحتى أصدقائي الذين لا يشجعون مانشستر سيتي يريدون أن يشاهدوا مباريات الفريق فقط من أجل هالاند. إنه موجود في كل مكان على وسائل التواصل الاجتماعي، وبطريقة إيجابية».
وهناك قصة مماثلة في الهند، حيث يقول جايدف تريباثي، وهو من دلهي ويشجع مانشستر سيتي: «جذب هالاند كثيراً إلى القاعدة الجماهيرية الهندية لمانشستر سيتي، وسيواصل القيام بذلك. لقد تم الاحتفال به في وسائل الإعلام الرياضية الهندية». ويزعم تريباثي أن نجم مانشستر سيتي الجديد يتقدم على النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في ما يتعلق بعدد القمصان المبيعة لهما في الهند، ويقول: «الطلب على قمصان هالاند مرتفع للغاية».
وقال إيان كويك، من شركة «بوما جنون شرق آسيا»، إن هناك زيادة ملحوظة في مبيعات قمصان مانشستر سيتي منذ العام الماضي. ويضيف: «في ما يتعلق بالقمصان التي تحمل اسم هالاند، هناك تفاعل إيجابي للغاية في ما يتعلق بالمبيعات. وبناءً على التعليقات الواردة من متاجر كرة القدم المتخصصة لدينا، نمت شعبية مانشستر سيتي بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وأصبح النادي قادراً على منافسة أندية الدوري الإنجليزي الممتاز الأخرى في ما يتعلق بالشعبية الكبيرة في الخارج».
وفي الصين، يأتي مانشستر يونايتد في المقدمة على موقع «ويبو»، الذي يشبه موقع «تويتر»، بـ11 مليون متابع، ثم يأتي تشيلسي وبرشلونة بأعداد قريبة. ويحتل مانشستر سيتي المركز الرابع بـ9.25 مليون متابع، أي ضعف أعداد متابعي ريال مدريد وليفربول.
ويحظى هالاند بشعبية كبيرة هناك، وقد زادت هذه الشعبية بشكل ملحوظ بعد انتقاله من الدوري الألماني إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي يحظى بمتابعة أكبر. يقول المستشار بي يوان، المقيم في بكين: «لقد أصبح هالاند محور كثير من الموضوعات على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، وقد ساعد مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز هالاند على جذب متابعين جدد في الصين».
في آسيا، نادراً ما تسمع أي مخاوف بشأن مصدر الأموال التي حولت مانشستر سيتي إلى نادٍ قوي للغاية على الساحة العالمية.
في الواقع، يُنظر إلى مجموعة الأندية العالمية التابعة «لمجموعة سيتي لكرة القدم» الممولة من أبوظبي على أنها شيء جيد ومميز وتجربة يجب الاستفادة منها كلما تتردد شائعات عن عمليات استحواذ على أندية جديدة.
ففي الهند، أصبح نادي مومباي سيتي قوة كبيرة، كما أصبح يوكوهاما مارينوس قريباً من الفوز بلقب الدوري الياباني الممتاز.
وفي عام 2019، تم الاستحواذ على نادي سيتشوان جيونيو الذي كان يلعب في دوري الدرجة الثالثة، لكنه أصبح الآن يمتلك إمكانيات هائلة ويتطلع للفوز بالدوري الصيني الممتاز.
من المؤكد أن هذه التطورات تتطلب وقتاً طويلاً وخططاً طويلة الأمد، لكن إذا تمكن هالاند من قيادة مانشستر سيتي للوصول إلى آفاق جديدة على أرض الملعب، فسيحدث الشيء نفسه خارج الملعب أيضاً.
يقول بي يوان: «مانشستر سيتي بحاجة إلى الاستمرار في تحقيق الفوز، حيث سيؤدي هذا إلى زيادة عدد المشجعين الشباب الذين جذبهم النادي خلال السنوات القليلة الماضية، وسيساعد هذا النادي، في المستقبل القريب، على أن يكون الأكثر شعبية في الصين، مع تقدم معظم مشجعي مانشستر يونايتد في السن. لكن المحرك الحقيقي لشعبية مانشستر سيتي يتمثل في الفوز بدوري أبطال أوروبا».
وفي ظل وجود هالاند في خط هجوم مانشستر سيتي، يبدو النادي أقرب من أي وقت مضى للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، ومنافسة مانشستر يونايتد على النادي الأكثر شعبية في قارة آسيا.


مقالات ذات صلة

نيستلروي مرشح لتدريب هامبورغ وليستر سيتي

رياضة عالمية رود فان نيستلروي (أ.ب)

نيستلروي مرشح لتدريب هامبورغ وليستر سيتي

ذكرت تقارير إعلامية، اليوم الاثنين، أن فريقيْ هامبورغ الألماني وليستر سيتي الإنجليزي يتنافسان على التعاقد مع المهاجم الهولندي السابق رود فان نيستلروي.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
رياضة عالمية محمد صلاح (أ.ف.ب)

محمد صلاح يشعر بخيبة أمل بسبب عقده مع ليفربول

قال محمد صلاح إنه يشعر بخيبة أمل؛ لأن ليفربول لم يقدم له عقداً جديداً؛ مشيراً إلى أنه «ربما هو أقرب إلى الرحيل من البقاء» في النادي، بعد نهاية الموسم.

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة عالمية كيران ماكينا مدرب إبسويتش (رويترز)

هدوء في إبسويتش تاون بعد انطلاقة مريرة بالبريميرليغ

ربما كان إبسويتش تاون يتساءل عن مدى صعوبة الأمور بعد فشله في الفوز خلال أول 10 مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم هذا الموسم

«الشرق الأوسط» (إنجلترا)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (د.ب.أ)

غوارديولا: سأبحث عن طريقة ليفوز السيتي

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي إنه يتحمل مسؤولية إعادة مسار موسم فريقه للطريق الصحيح بعد تلقيه الهزيمة الخامسة على التوالي يوم السبت الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)

هزيمة خامسة وانهيار غير مسبوق... ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟

غوارديولا يعترف بأن فريقه في وضع لا يسمح له بالتفكير في اللقب... وإصلاح المسيرة الهدف الأهم ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟ هل هو نهاية لجيل فرض سيطرته على…


مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».