القاهرة تسعى لحضور دولي واسع في «كوب27»

الأمم المتحدة حددت 5 طرق للتصدي لأزمات المناخ

محمود محيي الدين رائد المناخ للرئاسة المصرية لـ«كوب27» (الموقع الرسمي لمحمود محيي الدين)
محمود محيي الدين رائد المناخ للرئاسة المصرية لـ«كوب27» (الموقع الرسمي لمحمود محيي الدين)
TT

القاهرة تسعى لحضور دولي واسع في «كوب27»

محمود محيي الدين رائد المناخ للرئاسة المصرية لـ«كوب27» (الموقع الرسمي لمحمود محيي الدين)
محمود محيي الدين رائد المناخ للرئاسة المصرية لـ«كوب27» (الموقع الرسمي لمحمود محيي الدين)

مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي «كوب27»، تستمر مصر في وضع اللمسات الأخيرة استعداداً للقمة المقرر عقدها في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وسط مساعٍ لحضور دولي «واسع»، وقال الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لـ«كوب27»، إن «بلاده تبذل جهوداً فعالة للتنسيق لقمة المناخ وتنفيذها وسط تجمع وحضور دولي كبير».
وقبل يومين أعلن البيت الأبيض عن مشاركة الرئيس الأميركي جو بايدن في فعاليات قمة المناخ، فيما أعلنت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني أيضاً عن عزمها المشاركة في «كوب27»، وكان السفير الفرنسي لدى القاهرة قد أعلن في وقت سابق عن مشاركة الرئيس الفرنسي ماكرون، كما أكدت ألمانيا وهولندا مشاركة المستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس الوزراء الهولندي مارك روتا.
وقال محيي الدين، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية (الأحد)، إن قمة المناخ «تُعقد في ظل ظروف عالمية صعبة وتحديات دولية كبرى، ما يؤكد ضرورة تعزيز التعاون الدولي في قضايا التغيرات المناخية»، واصفاً القمة المقبلة بـ«المتميزة وجيدة الإعداد»، وأضاف أن «مخرجات القمة ستوضع في شكل برنامج عمل لمتابعتها والتأكد من الالتزام بتنفيذها».
وأكد رائد المناخ للرئاسة المصرية لـ«كوب27»، إن «القمة تتعامل مع أزمات راهنة وتجمع الدول من أجل مستقبل أكثر أماناً، وتأخذ في اعتبارها كافة تلك الظروف والأوضاع الدولية»، لافتاً إلى المبادرات التي تعتزم مصر تقديمها في مجال النوع الاجتماعي، وقال إن «القمة تتضمن يوماً كاملاً لموضوعات المرأة، ويوماً آخر للشباب».
ويُعلق المهتمون بقضايا البيئة والمناخ الأمل على القمة، التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ المصرية، باعتبارها «قمة التنفيذ»، وتسعى مصر ودول أفريقية إلى «إلزام الدول الصناعية الكبرى بتعهداتها الخاصة بتمويل مشروعات التكيف مع المناخ».
وعلى صعيد متصل قالت الأمم المتحدة، في إفادة رسمية، إن «آثار حالة الطوارئ المناخية أصبحت ملموسة في جميع أنحاء العالم، من فيضانات باكستان إلى حرائق غابات سيبيريا»، داعية إلى «مزيد من الاستثمار لمساعدة الدول على التكيف مع بيئة غير مستقرة بشكل متزايد».
وحثت الأمم المتحدة دول العالم على تخفيض انبعاثات الوقود الأحفوري، والانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون، على أمل خفض درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة فوق مستويات ما قبل الصناعة.
ودعت الأمم المتحدة إلى «اتخاذ تدابير عاجلة لمساعدة البلدان على التكيف مع كوكب عدائي بشكل متزايد»، مستعرضة 5 طرق قالت إن «من شأنها تحقيق مرونة أكبر في مواجهة تغير المناخ».
تضمنت هذه الطرق توفير أنظمة الإنذار المبكر للتنبؤ بالتغيرات المناخية، والتي من شأنها تقليل الضرر بنسبة 30 في المائة، إضافة إلى إصلاح النظم البيئية، ما يساعد على امتصاص الكربون، وذلك عبر استعادة الغابات الحضرية، وتخضير المنحدرات الجبلية، وغيرها، حسب إفادة الأمم المتحدة.
أما الطريقة الثالثة فركزت على توفير بنية تحتية مقاومة للمناخ عبر إنشاء طرق وجسور تتحمل الصدمات المناخية، وقالت الأمم المتحدة إن «البنية التحتية تشكل نحو 88 في المائة من التكاليف المتوقعة للتكيف مع التغيرات المناخية».
ولفتت الأمم المتحدة إلى أنه بحلول عام 2030 «من المتوقع أن يواجه شخص من كل شخصين نقصاً حاداً في المياه»، ما يجعل الاستثمار في توفير إمدادات المياه والأمن المائي إحدى طرق مواجهة التغيرات المناخية، عبر نظم ري أكثر كفاءة، وتطوير خطط شاملة لإدارة المياه، والاستثمار في أنظمة حصاد مياه.
وركزت الطريقة الخامسة على التخطيط طويل الأمد، حيث أكدت الأمم المتحدة أن «حلول التكيف مع المناخ تكون أكثر فاعلية إذا تم دمجها في الاستراتيجيات والسياسات طويلة الأجل».



رغم إعلان «هدنة غزة»... الحوثيون يهاجمون إسرائيل والحاملة «ترومان»

جنود إسرائيليون يعملون في مبنى تضرّر بعد سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)
جنود إسرائيليون يعملون في مبنى تضرّر بعد سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)
TT

رغم إعلان «هدنة غزة»... الحوثيون يهاجمون إسرائيل والحاملة «ترومان»

جنود إسرائيليون يعملون في مبنى تضرّر بعد سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)
جنود إسرائيليون يعملون في مبنى تضرّر بعد سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)

على الرغم من التوصل إلى «هدنة غزة» واصلت الجماعة الحوثية، الجمعة، تصعيدها الإقليمي، إذ تبنّت مهاجمة إسرائيل في 3 عمليات بالصواريخ والمسيرّات، بالإضافة إلى مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» في شمال البحر الأحمر.

وبينما لم تصدر تعليقات على الفور من الجيشَيْن الأميركي والإسرائيلي بخصوص هذه الهجمات، أقرت الجماعة المدعومة من إيران بتلقيها 5 غارات وصفتها بـ«الأميركية» استهدفت منطقة حرف سفيان، التابعة لمحافظة عمران الواقعة إلى الشمال من صنعاء.

وخلال حشد في أكبر ميادين صنعاء دعا إليه زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، أعلن المتحدث العسكري باسم الجماعة، يحيى سريع، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر.

وزعم المتحدث الحوثي أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

وبالتزامن مع ذلك، زعم المتحدث العسكري الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

المتحدث العسكري باسم الحوثيين يردّد «الصرخة الخمينية» خلال حشد في صنعاء (أ.ف.ب)

وتوعّد المتحدث الحوثي بأن قوات جماعته جاهزة لأي تصعيد أميركي أو إسرائيلي، وأنها ستراقب «تطورات الوضع» في غزة، و«ستتخذ الخيارات التصعيدية المناسبة» في حال نكثت إسرائيل الاتفاق مع حركة «حماس».

وبينما أعلنت وسائل إعلام الجماعة تلقي خمس غارات في منطقة حرف سفيان، لم تتحدث على الفور عن الآثار التي تسبّبت فيها لجهة الخسائر البشرية أو المادية.

ومع التفاؤل الدولي والإقليمي واليمني بأن تؤدي الهدنة في غزة إلى استعادة مسار السلام في اليمن، إلا أن مراقبين يمنيين يتخوّفون من استمرار الجماعة الحوثية في تصعيدها سواء البحري أو الداخلي، مستبعدين أن تجنح إلى السلام دون أن تنكسر عسكرياً.

تهديد بالتصعيد

جاءت الهجمات الحوثية والضربات الأميركية، غداة الخطبة الأسبوعية لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، التي استعرض فيها إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال 15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتِّفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

عناصر حوثية خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيم الجماعة لاستعراض القوة (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

يُشار إلى أن الجماعة تلقت في 10 يناير (كانون الثاني) الحالي أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران، ومحطة كهرباء جنوب صنعاء، وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

عرقلة السلام

عاق التصعيد الحوثي وردود الفعل الغربية والإسرائيلية مسار السلام اليمني، إذ كان اليمنيون يستبشرون أواخر 2023 بقرب إعلان خريطة طريق توسطت فيها السعودية وسلطنة عمان من أجل طي صفحة الصراع المستمر منذ 10 سنوات.

وتنفي الحكومة اليمنية السردية الحوثية بخصوص مناصرة الفلسطينيين في غزة، وتتهم الجماعة بتنفيذ أجندة إيران في المنطقة، خاصة أن الجماعة استغلت الأحداث لتجنيد عشرات الآلاف تحت مزاعم الاستعداد للمواجهة مع إسرائيل والولايات المتحدة، وفيما يبدو أن المسعى الحقيقي هو التجهيز لمهاجمة المناطق اليمنية الخاضعة للحكومة الشرعية.

السفينة التجارية «غلاكسي ليدر» قرصنها الحوثيون واحتجزوا طاقمها منذ 14 شهراً (رويترز)

وأدّت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، خلال 14 شهراً، إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتَيْن، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

وإذ استقبلت الجماعة نحو ألف غارة جوية وقصف بحري، خلال عام من التدخل الأميركي، كانت الولايات المتحدة أنشأت في ديسمبر (كانون الأول) 2023 تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على الهجمات الحوثية ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في عدد من المرات.

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين كان أغلبيتها من نصيب الحديدة الساحلية، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة.