معارض فنية في أميركا تركز على الطعام

من قضايا الاستدامة والعدالة إلى ثقافة المائدة في أوروبا

عربة طعام في معرض «الطعام في نيويورك: أكبر من الطبق» المقام في متحف مدينة نيويورك حتى شهر سبتمبر من العام المقبل (نيويورك تايمز)
عربة طعام في معرض «الطعام في نيويورك: أكبر من الطبق» المقام في متحف مدينة نيويورك حتى شهر سبتمبر من العام المقبل (نيويورك تايمز)
TT

معارض فنية في أميركا تركز على الطعام

عربة طعام في معرض «الطعام في نيويورك: أكبر من الطبق» المقام في متحف مدينة نيويورك حتى شهر سبتمبر من العام المقبل (نيويورك تايمز)
عربة طعام في معرض «الطعام في نيويورك: أكبر من الطبق» المقام في متحف مدينة نيويورك حتى شهر سبتمبر من العام المقبل (نيويورك تايمز)

إنه أمر يحظى بقبول عالمي، وله أهمية كبيرة في الكثير من المدن، خصوصاً في نيويورك. هناك الكثير من متاجر الوجبات الجاهزة، ولدى المدينة تاريخ طويل مع المحار.
يُقام معرض بعنوان «الطعام في نيويورك: أكبر من مجرد طبق» من بين معارض أخرى كثيرة تتعلق بالطعام في أنحاء مختلفة من البلاد، في حين تسافر معارض أخرى إلى مؤسسات عديدة.
تم تنظيم معرض نيويورك، الذي تم افتتاحه خلال الشهر الماضي في متحف مدينة نيويورك، ويستمر حتى 30 سبتمبر (أيلول) 2023 على أساس إلهام من معرض آخر له اسم مماثل تم إقامته عام 2019 في متحف «فيكتوريا وألبرت» في لندن، الذي «استعرض تجارب حالية في كل مرحلة من مراحل المنظومة الغذائية من التربة إلى الطاولة».
ليس من المفاجئ أن يكون المعرض متمحوراً حول نيويورك ومعدلاً، حسب تصريح المتحف، «للتركيز على تناول الطعام والمنظومات الغذائية في مدينة نيويورك... بشكل يتمركز حول قضايا الاستدامة والصمود، والعدالة العمالية، وتكافؤ فرص الحصول على طعام».
إنه يستعرض المحار، الذي جمعه أفراد قبيلة لنابي قبل وصول الهولنديين، وطرق بيع الطعام في نيويورك من الباعة الجائلين ومحال البقالة إلى المطاعم التي يصل عددها إلى 23 ألفاً في المدينة. كذلك يستعرض نقاط ضعف المنظومة الغذائية.
إضافة إلى ذلك، يضم المعرض أعمال أكثر من 20 فناناً معاصراً ومصمماً يستخدمون «مهاراتهم من أجل تصور حلول للتحديات العالمية والمحلية الخاصة بالغذاء»، كما أشار المتحف. من بين هذه الأعمال «بيوسفير» من إبداع ماري ماتينغلي، الذي يطلق عليه المتحف «نظاماً بيئياً بنيوياً (تنمو به) نباتات أصيلة في مياه مالحة»، وتصاحبه صور فوتوغرافية بعدسة ماكسيمو كولون تتناول «المغذيات» في كل من حي هارلم وحي إيست هارلم القريبين، إلى جانب خلية نحلة محمولة لجان مان.
يتضمن معرض بعنوان «الطعام من أجل الفكر» من متحف بالتيمور للصناعة صوراً فوتوغرافية بعدسة جيه إم جوردانو للعاملين في مجال الغذاء والتغذية في مدارس مدينة بالتيمور الحكومية، الذين قاموا بإعداد وتوزيع أكثر من 88 ألف وجبة بشكل يومي خلال العام الدراسي 2021 - 2022، إلى جانب مقابلات أجراها أرون هينكين، منتج في محطة إذاعية محلية، مع أولئك العاملين. ويقام المعرض في بهو داخل مقر مدارس بالتيمور الحكومية حتى شهر يونيو (حزيران) 2023، وعبر الإنترنت أيضاً. ومن المقرر أن يتم إقامة معرض أكبر عن العاملين في هذا المجال في المتحف خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2023.
كذلك هناك معرض أعجب للطعام وهو رقمي تحت عنوان «معجون: قصص الخبز من لوس أنجليس» من متحف التاريخ الطبيعي في مقاطعة لوس أنجليس، وقد تم تحديثه خلال نوفمبر (تشرين الثاني)، ثم إتاحته إلى أجل غير مسمى. يضم المعرض خبازين من أكثر من 20 جنسية يعملون في مراكز تجارية صغيرة، ومطاعم متنقلة، وشاحنات طعام، ومخابز صغيرة. حسب المتحف، «يعد الخبازون في لوس أنجليس الخبز بحب لمجتمعاتهم الصغيرة، لكن الأهم من ذلك هو إدراك الكثير منهم لتجاوز الخبز لفكرة الغذاء، فهو يبني المجتمع. إن وجوده حول العالم، واستهلاك الناس باختلاف خلفياتهم له، يجعل منه لغة عالمية. في أشد وأحلك الأوقات، يجمع الخبز الناس سوياً».
هناك أيضاً معرض بعنوان «فن الطعام» من مجموعة مؤسسة «جوردون شنيتزر» في بورتلاند بولاية أوريغون، ويضم أكثر من مائة عمل تتعلق بالطعام من إبداع ما يزيد على 30 فناناً، من بينهم أندي وارهول، ولورنا سيمبسون، وإينريك تشاغويا، وهانغ لو. وقد بدأ المعرض خلال فصل الخريف الماضي في متحف الفن بجامعة أريزونا في توسان.
تقول أوليفيا ميلر، المديرة المؤقتة وأمينة المعارض في متحف أريزونا الذي تولى تجميع هذا المعرض، «الطعام أمر معقد، ليس فقط باعتباره ضرورة مادية، بل هو يمثل أيضاً جزءاً لا يتجزأ من مجتمعاتنا وعلاقاتنا وثقافاتنا وذكرياتنا. إنه سلعة، وأحد سبل المعيشة والرزق، وله آثار أخلاقية ومعنوية».
على الجانب الآخر، من المقرر أن يستضيف مركز «ذا بارد غرادويت» في مدينة نيويورك خلال شهر فبراير (شباط) معرضاً بعنوان «إعداد المائدة في أوروبا 1500 - 1800»، الذي يستعرض تاريخ عادات وثقافة تناول الطعام في كل من إيطاليا وألمانيا وفرنسا وإنجلترا وهولندا.
* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

نقل 11 معتقلاً يمنياً من غوانتانامو إلى سلطنة عمان

سياج من الأسلاك الشائكة في معسكر السجن الأميركي في خليج غوانتانامو (د.ب.أ)
سياج من الأسلاك الشائكة في معسكر السجن الأميركي في خليج غوانتانامو (د.ب.أ)
TT

نقل 11 معتقلاً يمنياً من غوانتانامو إلى سلطنة عمان

سياج من الأسلاك الشائكة في معسكر السجن الأميركي في خليج غوانتانامو (د.ب.أ)
سياج من الأسلاك الشائكة في معسكر السجن الأميركي في خليج غوانتانامو (د.ب.أ)

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، أمس الاثنين، أنّها سلّمت إلى سلطنة عُمان 11 يمنياً كانوا معتقلين في غوانتانامو، السجن المثير للجدل داخل القاعدة العسكرية الأميركية في شرق جزيرة كوبا، حيث لم يبق سوى 15 سجيناً لا يزالون محتجزين فيه.

وقال البنتاغون في بيان إنّ «الولايات المتّحدة تثمّن استعداد حكومة سلطنة عمان والشركاء الآخرين لدعم الجهود الأميركية الحالية لتقليل عدد المحتجزين بشكل مسؤول وإغلاق منشأة خليج غوانتانامو في نهاية المطاف».

مجموعة من الأشخاص يرتدون ملابس السجناء يحتجون على معسكر الاحتجاز في خليج غوانتانامو خارج مبنى الكونغرس الأميركي في واشنطن العاصمة (أرشيفية - رويترز)

ويأتي هذا الإعلان بعد أسبوع من نقل معتقل تونسي من غوانتانامو إلى بلده.

وبحسب البنتاغون فإنّ من بين السجناء الـ15 المتبقّين في غوانتانامو هناك ثلاثة تم تأهيلهم لنقلهم فوراً إلى بلادهم أو إلى دول ثالثة، كما أن ثلاثة تم تأهيلهم أيضاً لمراجعة ملفاتهم للنظر بإمكان الإفراج عنهم، بينما وُجّهت اتهامات إلى سبعة آخرين وأدين الاثنان الباقيان.

وأبرز هؤلاء المعتقلين الـ15 خالد شيخ محمد، «العقل المدبّر» لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001.

زنزانة فارغة في معسكر 6 في غوانتانامو 5 مارس عام 2013 (رويترز)

ومن بين هؤلاء المعتقلين الـ29 هناك 15 معتقلاً تم تأهيلهم لنقلهم إلى بلادهم أو إلى دول ثالثة، وهناك ثلاثة معتقلين مؤهّلون لمراجعة ملفاتهم للنظر بإمكان الإفراج عنهم، وسبعة معتقلين ملاحقون بتهم قضائية وأربعة مدانين يقضون عقوبات صدرت بحقّهم، وفقاً لبيان البنتاغون.

واستخدمت الولايات المتحدة معتقل غوانتانامو لاحتجاز أشخاص أوقفتهم خلال «الحرب على الإرهاب» التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر، وذلك في محاولة منها لحرمانهم من الحقوق التي يضمنها القانون الأميركي.

تظهر أقدام أحد المعتقلين في غوانتانامو مقيدة بالأرض أثناء حضوره دورة تدريبية حول «مهارات الحياة» داخل منشأة الاحتجاز شديدة الحراسة في معسكر 6 في قاعدة غوانتانامو البحرية الأميركية في 27 أبريل 2010 (رويترز)

وكان المعتقل يضمّ نحو 800 سجين في ذروته، قبل أن يتم نقل الغالبية الساحقة منهم ببطء إلى بلدان أخرى.

وعلى غرار الرئيس الأسبق باراك أوباما، تعهد الرئيس جو بايدن قبل انتخابه بالسعي لإغلاق غوانتانامو، لكنّ ولايته شارفت على الانتهاء والمعتقل لا يزال مفتوحاً.

ولطالما أثارت ظروف الاعتقال في غوانتانامو تنديداً واسعاً من منظمات حقوقية اتّهمت الولايات المتحدة بأنها تمارس فيه عمليات تعذيب وانتهاكات لحقوق الإنسان.