قالت مجموعة «عرين الأسود» السبت، إنها «ماضية في طريق مقاتلة إسرائيل، ولم تنتهِ كما يظن البعض»، في رد صريح على تقديرات إسرائيلية وفلسطينية بتفكك المجموعة في نهاية المطاف. وجاء في بيان أصدرته ووجهته إلى الفلسطينيين، أنها باقية: «وواهم من يظن أن (العرين) ينتهي. وواهم أيضاً من يظن أنه يمتلك معلومات» عن المجموعة.
وقالت المجموعة المسلحة التي تعتبرها إسرائيل الأخطر في الضفة الغربية، وتعهدت «بتفكيكها بكل الطرق»، أنه لو بقي منها جندي واحد، فإنه «سيموت دفاعاً عن فكرة المقاومة حتى تبقى مستمرة».
وفي انتقاد واضح لتسليم مقاتلين من المجموعة أنفسهم للسلطة الفلسطينية الأسبوع الماضي، قالت المجموعة: «أي وطن هذا الذي نهادن فيه من يستبيح دماءنا». وأضافت: «لا نامت أعين الجبناء، ولا أبقى الله بندقية لا تشتبك ولا تفكر في الاشتباك». وأكدت أنها تجهز للإسرائيليين والمستوطنين في محيط نابلس «ما يشفي صدور» الفلسطينيين.
وجاء البيان بعد أيام قليلة من تسليم قيادي بارز في المجموعة نفسه، و3 من رفاقه إلى الأجهزة الأمنية الفلسطينية، في خطوة أثارت الجدل، وأظهرت بوادر خلافات بين المسلحين في المدينة.
وكان محمود البنا الذي تعتبره إسرائيل العقل المدبر للمجموعة، قد سلَّم نفسه للسلطة بعد مشاورات مع رفاقه من أجل حمايتهم من إسرائيل، كما أوضح لاحقاً. وجاءت خطوته بعد يومين من الهجوم الواسع الذي شنه الجيش الإسرائيلي على مجموعة «عرين الأسود» في نابلس، وقتل فيه 5 منهم، بينهم قائد المجموعة وديع الحوح.
وتسليم البنا نفسه هو أول اختراق تستطيع السلطة الفلسطينية تحقيقه، لجهة تسوية أوضاع المسلحين في نابلس. وكانت قد اقترحت على المسلحين في نابلس وجنين، تسليم أسلحتهم ووضعهم تحت الاعتقال الوقائي في مقرات الأجهزة الأمنية، حتى تسوية ملفاتهم مع إسرائيل، وحصولهم على «عفو إسرائيلي عام»، وهو ترتيب لجأت إليه السلطة مع مجموعات «كتائب الأقصى» التابعة لحركة «فتح» نهاية الانتفاضة الثانية، ونجح آنذاك، وتحول المسلحون في نهاية المطاف إلى عناصر في الأجهزة الأمنية الفلسطينية. لكن مجموعة «العرين» خرجت في بيان وقالت إنها «لم تطلب من أي جهة رسمية أو أمنية، أن تتسلم أياً من مقاتليها»، في رفض مباشر للفكرة. وتبرأت من الذين سلموا أنفسهم، وقالت إن عناصرها «إما قضوا، وإما جُرحوا، وإما مقاتلون».
والاتفاق بين السلطة والبنا جاء في وقت قالت فيه وسائل إعلام إسرائيلية، إن إسرائيل ناقشت إعطاء السلطة فرصة للتعامل مع المسلحين في نابلس؛ لكنها ستواصل ملاحقة مطلقي النار على جندي إسرائيلي وقتله قبل أكثر من أسبوعين في محيط نابلس. وترى أن تسليم البنا نفسه: «خطوة يمكن أن يتم البناء عليها».
ونقلت قناة «كان» الرسمية، عن مصادر أمنية إسرائيلية، أن مسؤولين في السلطة يعتقدون أن مسلحين آخرين من تنظيم «عرين الأسود» سوف يسلِّمون أنفسهم إلى الأجهزة الأمنية الفلسطينية خلال الأيام القريبة. وأكدت أن «أي مسلح شارك في نشاطات وعمليات قتل لن يتم العفو عنه بأي حال من الأحوال». وقالت: «إن إسرائيل ستلاحق الإرهابيين أياً كانوا وأينما وُجِدُوا».
وفي مؤشر على تأييد شعبي لقرار «العرين» مواصلة القتال، خروج مسيرة حاشدة في نابلس فجر الأحد، هتفت لـ«العرين» وضد إسرائيل. وتكتسب المجموعة تأييداً شعبياً متزايداً، وهو ما شكل صداعاً لدى الإسرائيليين الذي يخشون من تمدد الفكرة إلى المدن الأخرى في بقية الضفة الغربية.
«عرين الأسود» تقول إنها باقية ولم تنتهِ كما يظن البعض
مصادر إسرائيلية تشدد على أن أي عفو عام «لن يطول مشاركين في عمليات قتل»
«عرين الأسود» تقول إنها باقية ولم تنتهِ كما يظن البعض
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة