كوريا الشمالية تتحدى التحذيرات الأميركية وتطلق صاروخين باليستيين

القيادة المركزية الأميركية: ملتزمون بالدفاع عن كوريا الجنوبية واليابان

كوريون جنوبيون يشاهدون إطلاق صاروخ كوري شمالي (أ.ف.ب)
كوريون جنوبيون يشاهدون إطلاق صاروخ كوري شمالي (أ.ف.ب)
TT

كوريا الشمالية تتحدى التحذيرات الأميركية وتطلق صاروخين باليستيين

كوريون جنوبيون يشاهدون إطلاق صاروخ كوري شمالي (أ.ف.ب)
كوريون جنوبيون يشاهدون إطلاق صاروخ كوري شمالي (أ.ف.ب)

ضربت كوريا الشمالية عرض الحائط بكل التحذيرات الأميركية من أن استخدام الأسلحة النووية «سيؤدي إلى نهاية النظام»، وأطلقت، الجمعة، صاروخين باليستيين قصيري المدى باتجاه البحر، في ما اعتبرته القيادة الأميركية في المحيطين الهندي والهادي عملاً يسلط الضوء على «التأثير المزعزع للاستقرار» للأسلحة النووية غير المشروعة لكوريا الشمالية وبرامج الصواريخ الباليستية.
وقالت القيادة الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادي في بيان صحافي إنها تتشاور مع الحلفاء في المنطقة بشأن عمليات الإطلاق. وجاء في البيان: «في تقييمنا إن هذا الحدث لا يشكل تهديداً مباشرا لأفراد الولايات المتحدة أو أراضيها، أو لحلفائنا، إلا أن عمليات إطلاق الصواريخ تسلط الضوء على التأثير المزعزع للاستقرار لبرامج أسلحة الدمار الشامل غير القانونية لكوريا الشمالية والصواريخ الباليستية». وشدد البيان على أن الولايات المتحدة تظل ملتزمة التزاماً صارماً بالدفاع عن كوريا الجنوبية واليابان.
من جانبها، قالت هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية في بيان إن الجيش الكوري الجنوبي رصد عمليتي الإطلاق من منطقة تونغتشون الساحلية الشمالية الشرقية يوم الجمعة. وأضافت أن كلا الصاروخين حلقا نحو 230 كيلومتراً (140 ميلاً) على ارتفاع أقصى يبلغ 24 كيلومتراً (15 ميلاً). وتقع منطقة تونغتشون، على مسافة نحو 60 كيلومتراً (37 ميلاً) من الحدود البرية بين الكوريتين.
وقال البيان إن كوريا الجنوبية تدين بشدة عمليات الإطلاق ووصفها بأنها «استفزاز خطير» يقوض السلام الإقليمي وينتهك قرارات مجلس الأمن الدولي التي تحظر أي أنشطة باليستية لكوريا الشمالية.
وأكدت وزارة الدفاع اليابانية أنها رصدت أيضاً عمليات الإطلاق.
وقالت وزارة الخارجية في كوريا الجنوبية إن كبير مبعوثيها النوويين أجرى محادثات هاتفية منفصلة مع نظيريه الأميركي والياباني، بعد وقت قصير من الإطلاق. وأضافت أن الدول الثلاث اتفقت على تعزيز التنسيق الثلاثي بشأن كوريا الشمالية مع تكرار دعواتها لكوريا الشمالية لوقف تجارب الأسلحة والعودة إلى المحادثات.
وتُعدّ عمليات الإطلاق أول اختبارات صاروخية باليستية لكوريا الشمالية منذ 14 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بعد تدريبات «هوغوك» السنوية لكوريا الجنوبية، التي تضمنت مشاركة القوات الأميركية.
وترى كوريا الشمالية هذه التدريبات المنتظمة التي تجريها سيول وواشنطن على أنها تمهيد لشن هجوم على كوريا الشمالية.
كما أتى الإطلاق بعد تحذيرات قادة «البنتاغون» الأميركي أن أي هجوم نووي من كوريا الشمالية ضد الولايات المتحدة أو حلفائها وشركائها «سيؤدي إلى نهاية هذا النظام». وأشار تقرير استراتيجية الدفاع الوطني الصادر عن «البنتاغون» يوم الخميس إلى أنه «لا يوجد سيناريو يمكن أن يستخدم فيه نظام كيم جونغ أون الأسلحة النووية والبقاء على قيد الحياة».
وقالت وزارة الدفاع الأميركية إنها ستواصل ردع الهجمات الكورية الشمالية من خلال «الموقف الأمامي»، بما في ذلك الردع النووي، والدفاعات الجوية والصاروخية المتكاملة، والتنسيق الوثيق والتشغيل البيني مع كوريا الجنوبية. وخلال زيارة إلى طوكيو يوم الثلاثاء الماضي، أكدت نائبة وزيرة الخارجية الأميركية ويندي شيرمان أن الولايات المتحدة ستستخدم قدراتها العسكرية الكاملة «بما في ذلك النووية»، للدفاع عن حليفتيها كوريا الجنوبية واليابان.
* تدريبات جوية
ومن المقرر إجراء تدريبات جوية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأسبوع المقبل تحت عنوان «العاصفة اليقظة» من الاثنين إلى الجمعة، وتشمل نحو 140 طائرة حربية كورية جنوبية، ونحو 100 طائرة أميركية، وآلاف الجنود من الجيشين الأميركي والكوري الجنوبي، وتستمر خمسة أيام. وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في بيان في وقت سابق يوم الجمعة إن الطائرات تشمل مقاتلات متطورة مثل «إف - 35» من البلدين، وسيتم إجراء 1600 طلعة جوية.
يذكر أنه منذ أواخر سبتمبر (أيلول)، أطلقت كوريا الشمالية وابلاً من الصواريخ باتجاه البحر، في ما وصفته بـ«التجارب المحاكية لأنظمة الأسلحة النووية التكتيكية المصممة لمهاجمة أهداف كورية جنوبية وأميركية». واختبر النظام الكوري الشمالي إطلاق أكثر من 40 صاروخاً حتى الآن هذا العام، وهو رقم قياسي سنوي.
وكانت آخر مرة أطلقت فيها صاروخاً، وأكثر من 100 طلقة مدفعية، في 14 أكتوبر. وحلّق صاروخ كوري شمالي فوق محافظة أوموري، في شمال اليابان في 4 أكتوبر.
وتقول كوريا الشمالية إن أنشطتها التجريبية تهدف إلى إصدار تحذير وسط سلسلة من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة. تدريبات عسكرية. لكن بعض الخبراء يقولون إن بيونغ يانغ استخدمت أيضاً تدريبات منافسيها فرصةً لاختبار أنظمة أسلحة جديدة، وتعزيز قدرتها النووية، وزيادة نفوذها في التعاملات المستقبلية مع واشنطن وسيول.


مقالات ذات صلة

كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

العالم كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

تعتزم كوريا الشمالية تعزيز «الردع العسكري» ضد كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، منتقدة اتفاق القمة الذي عقد هذا الأسبوع بين البلدين بشأن تعزيز الردع الموسع الأميركي، ووصفته بأنه «نتاج سياسة عدائية شائنة» ضد بيونغ يانغ، وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية. ونشرت وكالة الأنباء المركزية الكورية (الأحد)، تعليقاً انتقدت فيه زيارة الدولة التي قام بها رئيس كوريا الجنوبية يون سيوك - يول إلى الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، ووصفت الرحلة بأنها «الرحلة الأكثر عدائية وعدوانية واستفزازاً، وهي رحلة خطيرة بالنسبة لحرب نووية»، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الألمانية. وذكرت وكالة أنباء «

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

حذرت كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لتعزيز الردع النووي ضد بيونغ يانغ لن يؤدي إلا إلى «خطر أكثر فداحة»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. كانت واشنطن وسيول حذرتا الأربعاء كوريا الشمالية من أن أي هجوم نووي تطلقه «سيفضي إلى نهاية» نظامها. وردت الشقيقة الشديدة النفوذ للزعيم الكوري الشمالي على هذا التهديد، قائلة إن كوريا الشمالية مقتنعة بضرورة «أن تحسن بشكل أكبر» برنامج الردع النووي الخاص بها، وفقا لتصريحات نقلتها «وكالة الأنباء الكورية الشمالية» اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
العالم شركة تبغ ستدفع 600 مليون دولار كتسوية لانتهاكها العقوبات على بيونغ يانغ

شركة تبغ ستدفع 600 مليون دولار كتسوية لانتهاكها العقوبات على بيونغ يانغ

وافقت مجموعة «بريتيش أميركان توباكو» على دفع أكثر من 600 مليون دولار لتسوية اتهامات ببيعها سجائر لكوريا الشمالية طوال سنوات في انتهاك للعقوبات التي تفرضها واشنطن، كما أعلنت وزارة العدل الأميركية الثلاثاء. في أشدّ إجراء تتخذه السلطات الأميركية ضدّ شركة لانتهاك العقوبات على كوريا الشمالية، وافق فرع الشركة في سنغافورة على الإقرار بالذنب في تهم جنائية تتعلق بالاحتيال المصرفي وخرق العقوبات. وأفادت وزارة العدل الأميركية بأنه بين عامَي 2007 و2017، عملت المجموعة على تشغيل شبكة من الشركات الوهمية لتزويد صانعي السجائر في كوريا الشمالية بسلع. وقال مسؤولون أميركيون إن الشركة كانت تعلم أنها تنتهك عقوبات أم

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم كوريا الشمالية: وضعنا كدولة تملك أسلحة نووية حقيقة لا يمكن إنكارها

كوريا الشمالية: وضعنا كدولة تملك أسلحة نووية حقيقة لا يمكن إنكارها

نقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية، اليوم الجمعة، عن وزيرة خارجية كوريا الشمالية، تشوي سون هوي، قولها إن وضع البلاد باعتبارها دولة تمتلك أسلحة نووية سيظل حقيقة لا يمكن إنكارها، وإنها ستستمر في بناء قوتها حتى القضاء على التهديدات العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها. جاءت تصريحات الوزيرة في بيان ينتقد الولايات المتحدة ودول مجموعة السبع.

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم كوريا الشمالية ترفض دعوة «مجموعة السبع» للامتناع عن تجارب نووية جديدة

كوريا الشمالية ترفض دعوة «مجموعة السبع» للامتناع عن تجارب نووية جديدة

رفضت كوريا الشمالية، اليوم (الجمعة)، دعوة مجموعة السبع لها إلى «الامتناع» عن أي تجارب نووية أخرى، أو إطلاق صواريخ باليستية، مجددةً التأكيد أن وضعها بوصفها قوة نووية «نهائي ولا رجعة فيه»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». ونددت وزيرة الخارجية الكورية الشمالية تشوي سون هوي بالبيان «التدخلي جداً» الصادر عن «مجموعة السبع»، قائلة إن القوى الاقتصادية السبع الكبرى في العالم تُهاجم «بشكل خبيث الممارسة المشروعة للسيادة» من جانب بلادها. وقالت تشوي في بيان نشرته «وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية» إن «موقف جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية بصفتها قوة نووية عالمية نهائي ولا رجوع فيه». واعتبرت أن «(مج

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.