اليونان: إغلاق البنوك حتى 7 يوليو وسط ذعر في الشارع

رئيس المفوضية الأوروبية دعا أثنيا إلى قول الحقيقة للشعب.. واليونانيين للتصويت بـ «نعم» في الاستفتاء

اليونان: إغلاق البنوك حتى 7 يوليو وسط ذعر في الشارع
TT

اليونان: إغلاق البنوك حتى 7 يوليو وسط ذعر في الشارع

اليونان: إغلاق البنوك حتى 7 يوليو وسط ذعر في الشارع

تهيمن الأجواء الاجتماعية المحزنة، والأجواء السياسية المتوترة والقلقلة على مستقبل اليونان، بعد توقف المفاوضات بين أثينا والدائنين، وإغلاق المصارف اليونانية لمدة أسبوع وعدم استطاعة سحب أموال من ماكينات الصرف الآلي، إلا ستين يورو فقط يوميا، مما جعل قطاعا كبيرا من الشعب يعاني كثيرا، خصوصا أن هذا الأمر جاء في نهاية الشهر وقت تسلم المرتبات والمعاشات.
ويعرب قطاع كبير من الشعب اليوناني الذي أصيب بالذعر، عن استيائه مما يفعله حزب سيريزا اليساري الحاكم بزعامة تسيبراس وخصوصا بعد فشله في المفاوضات المستمرة منذ خمسة أشهر، وحديث الساعة في الشارع اليوناني أن هذه الحكومة التي تم انتخابها لإنقاذ الشعب، ها هي ربما تجعل الشعب يدفع الثمن غاليا بعد أن جعلته يعاني معاناة قاسية في حياته اليومية.
تجدر الإشارة إلى أن الأسباب التي دفعت الكسيس تسيبراس إلى اتخاذ قرار الاستفتاء هو عدم موافقة المؤسسات الدائنة على مقترحات أثينا، وكانوا في كل مرة يطالبون بإصلاحات أكثر صعوبة وغير معقولة، وتتضمن ابتزازا للشعب اليوناني، مما جعله يعتقد أنهم إما لا يريدون اتفاقا أو أنهم يخدمون مصالح معينة في اليونان، وفقا لما قاله.
وفيما يتعلق بمواقف الطبقة السياسية تجاه مطالب الدائنين، فترى الحكومة أن مقترحات الدائنين مقحمة وقاسية على الشعب ولا يمكن تقبلها حيث إنها وصلت إلى الحكم بوعود قطعتها على نفسها للشعب بإلغاء تدابير التقشف ومذكرات الدائنين وإعادة الكرامة والحرية للشعب اليوناني الذي قاسى كثيرا طوال السنوات الماضية ولم يكن هناك أي تقدم في الاقتصاد اليوناني بل خلق مشاكل إنسانية.
أما المعارضة حاليا والتي كانت تحكم البلاد قبل يناير (كانون الثاني) الماضي والمتمثلة في حزب الديمقراطية الجديدة بزعامة أندونيس ساماراس، تقول: إن الدائنين يمنحون أموالهم مقابل إصلاحات، وبالفعل هي كادت تخرج البلاد من الأزمة، لولا الانتخابات التي غيرت الموقف السياسي، وتتهم المعارضة حاليا اليساريين أنهم يقودون البلاد إلى مصير مجهول، وعليهم التفاوض بجدية.
واستمرارا للأزمة اليونانية والتوتر والقلق الذي يهيمن على اليونانيين، وجه رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر انتقادا شديدا للحكومة اليونانية بسبب رفضها اتفاق التمويل مقابل الإصلاحات بداية الأسبوع وقال إنه شخصيا شعر بأنه تعرض للخديعة، وأكد يونكر أنه ما زال يعتقد بأن خروج اليونان من منطقة اليورو ليس خيارا مطروحا لكنه حذر من أنه وحده لن يكون بمقدوره أن يحمي أثينا من القادة الآخرين الذين قد لا يوافقونه الرأي، ودعا الحكومة اليونانية لأن تقول كل الحقيقة للشعب ودعا اليونانيين للتصويت بنعم في الاستفتاء.
وفي رد فعل رسمي على تصريحات يونكر، ذكر المتحدث باسم الحكومة اليونانية أن العنصر الأساسي لإظهار حسن النية وأن تكون هناك ثقة في أي مفاوضات هو الصدق. كما كان هناك اتصال هاتفي بين يونكر وتسيبراس حول آخر المستجدات، وكرر رئيس الوزراء اليوناني طلبه حول تمديد برنامج المساعدات لاستعادة السيولة.
كما اتصل رئيس الوزراء اليوناني تسيبراس برئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولز، وكرر تسيبراس طلبه «التمديد لبضعة أيام» لبرنامج المساعدة لليونان الذي ينتهي في 30 يونيو (حزيران) حتى استفتاء الأحد، حفاظا على توازن النظام المصرفي اليوناني الذي يفتقر إلى السيولة.
ووفقا للحكومة أبلغ مارتن شولز تسيبراس بأنه سيدعو فورا إلى اجتماع لرؤساء الكتل البرلمانية في البرلمان لدرس هذه المسألة والوضع عموما لاتخاذ مبادرات.
من جانبه، رأى الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند أن الاستفتاء الذي دعت إليه الحكومة اليونانية، في الخامس من يوليو (تموز) هو «خيار سيادي» لأثينا غير أنه يضع البلاد أمام رهان «جوهري» يتعلق ببقائها في منطقة «اليورو» أو خروجها منها، وقال هولاند إنه «من حق الشعب اليوناني أن يعبر عما يريده لمستقبله، والرهان، وهو سيكون جوهريا، يكمن في معرفة ما إذا كان اليونانيون يريدون البقاء في منطقة اليورو أو يجازفون بالخروج منها». وعبر هولاند متحدثا إثر اجتماع مع وزرائه الرئيسيين خصص لبحث الأزمة اليونانية عن أسفه لقرار أثينا وقف المفاوضات مع دائنيها وقال: «إنني آسف لهذا الخيار».



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.