تحذير أميركي يعيد التذكير بـ«العنف ضد الأجانب» في جنوب أفريقيا

معلومات عن «هجوم» في أغنى ضواحي جوهانسبرغ السبت المقبل

عاملون في شركة الخدمات اللوجيستية المملوكة للدولة في جنوب أفريقيا يتظاهرون خارج ميناء كيب تاون بينما يواصلون الإضراب على مستوى البلاد أكتوبر 2022 (رويترز)
عاملون في شركة الخدمات اللوجيستية المملوكة للدولة في جنوب أفريقيا يتظاهرون خارج ميناء كيب تاون بينما يواصلون الإضراب على مستوى البلاد أكتوبر 2022 (رويترز)
TT

تحذير أميركي يعيد التذكير بـ«العنف ضد الأجانب» في جنوب أفريقيا

عاملون في شركة الخدمات اللوجيستية المملوكة للدولة في جنوب أفريقيا يتظاهرون خارج ميناء كيب تاون بينما يواصلون الإضراب على مستوى البلاد أكتوبر 2022 (رويترز)
عاملون في شركة الخدمات اللوجيستية المملوكة للدولة في جنوب أفريقيا يتظاهرون خارج ميناء كيب تاون بينما يواصلون الإضراب على مستوى البلاد أكتوبر 2022 (رويترز)

أعادت تحذيرات أميركية من «هجوم إرهابي» محتمل في أغنى ضواحي مدينة جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، يوم (السبت) المقبل، التذكير بموجة «العنف ضد الأجانب» قبل نحو ثلاث سنوات، والتي هزت استقرار إحدى أقوى القوى الاقتصادية في القارة الأفريقية.
ووفق معلومات نشرتها السفارة الأميركية في جنوب أفريقيا (الأربعاء)، فإن «إرهابيين قد يقدمون على تنفيذ هجوم يستهدف تجمعات كبيرة وموقعا غير محدد في منطقة ساندتون الكبرى في جوهانسبرغ يوم السبت». ولم تشر إلى أي معلومات إضافية بشأن توقيت أو أسلوب أو هدف الهجوم المحتمل. وتعد جوهانسبرغ هي المركز الاقتصادي لجنوب أفريقيا، في حين أن منطقة ساندتون هي مكان مقرات كبرى الشركات في البلاد وإحدى أغنى ضواحيها.
ويرى رامي زهدي، خبير الشؤون الأفريقية في مركز «إيچيبشن إنتربرايز» للدراسات الاستراتيجية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن وجود معلومات أمنية لدى الولايات المتحدة، إحدى الدول الكبرى استخباراتياً في العالم، والتي تمتلك جهاز تنسيق وإدارة عسكريا وأمنيا مخصصا للقارة الأفريقية تحت اسم (أفريكوم)، يعني أن احتمالية مصداقية هذه المعلومات كبيرة جدا، خاصة أن التاريخ محدد، والمنطقة المستهدفة محددة أيضا. لكن ورغم مدلول هذا التحديد، ووفقا للخبير المصري، الذي عاش فترة في المدينة ذاتها، فإن زهدي يعتقد أن «دقة التحديد بهذا الشكل تثير الشك في جدية الجهة المتوقع تنفيذها لهذه العملية، خاصة أن منطقة ساندتون، هي الأعلى تجهيزاً أمنياً في مدينة جوهانسبرغ وربما جنوب أفريقيا على الإطلاق، وربما عمليا ليس من الصعب إضافة مزيد من الحماية والدعم الأمني لها خاصة وهي منطقة مغلقة وصغيرة». علما بأنها المنطقة الأغنى في جنوب أفريقيا وعامرة بالشركات الكبرى والفنادق ومسكن لكبار رجال الأعمال والأثرياء. ويضيف: «احتمالية وقوع هجوم إرهابي في حد ذاته أمر خطير، تحسبا أن تكون بداية لحركات إرهابية ممنهجة، خاصة ضد الطبقات الأغنى في جنوب أفريقيا في وقت يعاني السكان والطبقات العاملة من تراجع الدخل الشخصي والتضخم بالتزامن مع أزمات عالمية كبيرة تنعكس على المواطن في كل دول العالم ومنها جنوب أفريقيا».
وتشهد البلاد على فترات أعمال عنف وشغب بحق أجانب، لا سيما المهاجرين ذوي الأصول الأفريقية، يؤججها تنامي الفقر والبطالة، آخرها في سبتمبر (أيلول) 2019، والتي خلفت عشرات القتلى والمصابين، وأثارت غضبا وقلقا في العديد من البلدان الأفريقية التي لديها كثير من المهاجرين في جنوب أفريقيا. وقتل عشرات من سائقي الشاحنات منذ مارس (آذار) 2018، في هجمات استهدفت أجانب، بحسب تقرير نشرته منظمة هيومن رايتس ووتش. وفي 2015 قتل سبعة أشخاص خلال أعمال نهب استهدفت متاجر يملكها أجانب في جوهانسبرغ ودروبان (شرق). وأحيطت حكومة جنوب أفريقيا بالتحذير الأميركي المتعلق بالإرهاب، وقالت في بيان لها إن «مسؤولية قوات الأمن في جنوب أفريقيا ضمان شعور الأشخاص داخل البلاد بالأمان». وأضافت «يتم تقييم التهديدات بشكل مستمر ويتم التعامل معها لضمان سلامة الجميع. ستكون حكومة جنوب أفريقيا أول من يبلغ الشعب بأي تهديد وشيك، إذا دعت الحاجة إلى ذلك».


مقالات ذات صلة

جنوب أفريقيا: الفساد والاقتصاد المتردّي يهددان شعبية «المؤتمر»

العالم جنوب أفريقيا: الفساد والاقتصاد المتردّي يهددان شعبية «المؤتمر»

جنوب أفريقيا: الفساد والاقتصاد المتردّي يهددان شعبية «المؤتمر»

جددت تصريحات مسؤول سابق في شركة «الكهرباء الوطنية» الحديث حول تفشي الفساد في جنوب أفريقيا، وسط «تراجع في شعبية» حزب المؤتمر الحاكم، بحسب مراقبين، ما قد يهدد حظوظه في الانتخابات العامة المقبلة المقرر إجراؤها العام القادم. وفي تقرير قدمه إلى اللجنة الدائمة للحسابات العامة بالبرلمان (SCOPA)، قال الرئيس التنفيذي السابق لشركة الطاقة المملوكة للدولة في جنوب أفريقيا، أندريه دي رويتر، (الأربعاء)، إن مليار راند (55 مليون دولار) تسرق من شركة الكهرباء الحكومية الوطنية «إسكوم» كل شهر.

العالم جنوب أفريقيا لن تنسحب من «الجنائية الدولية» وتتحدث عن «خطأ» في التواصل

جنوب أفريقيا لن تنسحب من «الجنائية الدولية» وتتحدث عن «خطأ» في التواصل

أعلنت رئاسة جنوب أفريقيا، أمس (الثلاثاء)، أن البلاد لن تنسحب من المحكمة الجنائية الدولية، متحدثةً عن «خطأ» في التواصل من جانب الحزب الحاكم بشأن مذكرة توقيف الرئيس فلاديمير بوتين بتهمة ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا. وقالت الرئاسة مساء أمس، إنها «تود أن توضح أن جنوب أفريقيا لا تزال موقّعة على نظام روما الأساسي»، مضيفةً أن «هذا التوضيح يأتي بعد تعليقٍ خاطئ حصل خلال مؤتمر صحافي لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي» الحاكم. وقبل هذا التوضيح، كان رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا قد أعلن (الثلاثاء)، أن حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي» الحاكم الذي يتزعمه، يطالب بانسحاب بلاده من المحكمة الجنائية الدولية. وقال راما

«الشرق الأوسط» (جوهانسبورغ)
العالم مقتل 10 في إطلاق نار بجنوب أفريقيا

مقتل 10 في إطلاق نار بجنوب أفريقيا

قالت شرطة جنوب أفريقيا اليوم (الجمعة)، إن تقارير أولية تشير إلى مقتل 10 أشخاص من عائلة واحدة في إطلاق نار بمدينة بيترماريتسبرج بإقليم كوازولو ناتال، حسبما أفادت به وكالة «رويترز» للأنباء. وقالت وزارة الشرطة في بيان: «وفقاً لتقارير أمنية أولية، اقتحم مسلحون مجهولون منزلاً ومنطقة محيطة به في بيترماريتسبرج ونصبوا كميناً للعائلة. أصيبت 7 نساء و3 رجال بجروح أودت بحياتهم خلال إطلاق النار». وأضاف البيان أن وزير الشرطة بيكي سيلي وكبار قادة جهاز الأمن في البلاد سيتوجهون لموقع الجريمة في وقت لاحق اليوم.

«الشرق الأوسط» (جوهانسبورغ)
العالم جنوب أفريقيا: السماح للمستقلين بخوض الانتخابات يُربك حسابات السياسيين

جنوب أفريقيا: السماح للمستقلين بخوض الانتخابات يُربك حسابات السياسيين

فيما تشهد شعبية حزب «المؤتمر» الحاكم في جنوب أفريقيا تدنياً غير مسبوق، أتى قانون يسمح للمستقلين بخوض الانتخابات، ليشكل تحدياً للقوى السياسية التقليدية بشكل عام. ووقَّع رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، الاثنين، على قانون يسمح للمرشحين المستقلين بخوض انتخابات المقاطعات والانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها العام المقبل.

الخليج محكمة في دبي تقرر عدم إمكانية تسليم الأخوين غوبتا إلى جنوب أفريقيا

محكمة في دبي تقرر عدم إمكانية تسليم الأخوين غوبتا إلى جنوب أفريقيا

قالت الإمارات، إن عبد الله النعيمي، وزير العدل في البلاد، أجرى اتصالاً هاتفياً مع رونالد لامولا، وزير العدل والإصلاحيات بجنوب أفريقيا؛ لمناقشة الحكم القضائي بشأن طلب تسليم المتهميْن أتول وراجيش كومار غوبتا، في ضوء قرار محكمة استئناف دبي عدم إمكانية تسليم الأخوين غوبتا إلى جنوب أفريقيا لعدم كفاية الوثائق القانونية فيما يتعلق بقضيّتيْن تتعلقان بغسل الأموال والاحتيال والفساد. وبحسب ما أوردته وكالة أنباء الإمارات (وام)، فإن قرار المحكمة بعدم إمكانية التسليم يأتي بعد عملية مراجعة قانونية شاملة ودقيقة، وجدت أن الطلب المقدّم لا يفي بالشروط والوثائق القانونية على النحو المُبيّن في اتفاقية التسليم الثن

«الشرق الأوسط» (دبي)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.