مسلسل «الضاحك الباكي»... الجدل والانتقاد مستمرّان

مؤلفه انسحب من برنامج تلفزيوني بعد تعليق فنانة معتزلة

مسلسل «الضاحك الباكي»... الجدل والانتقاد مستمرّان
TT

مسلسل «الضاحك الباكي»... الجدل والانتقاد مستمرّان

مسلسل «الضاحك الباكي»... الجدل والانتقاد مستمرّان

لم يتوقف مسلسل «الضاحك الباكي» عن إثارة الجدل منذ بدء عرضه، وصولاً لقيام مؤلفه الكاتب محمد الغيطي أخيراً بالانفعال والانسحاب من أحد البرامج التلفزيونية على الهواء مباشرة، بعد انتقاد مسلسله.
وانفعل محمد الغيطي، خلال برنامج «القاهرة اليوم»، الذي يُذاع على قناة «اليوم»، بعد مداخلة هاتفية مع الفنانة المعتزلة عبير الشرقاوي، ابنة المخرج المسرحي الراحل جلال الشرقاوي، التي كانت بصدد طرح انتقادها للمسلسل، إلا أن الغيطي رفض تدخُّلها، وغادر الهواء وانسحب قائلاً: «أنا هقوم أمشي».
وقبل مغادرته قال في انفعال لافت: «مَن هذه الشخصية حتى تنتقد؟، أنا هقوم أمشي.. أنا رافض مداخلتها»، وغادر الأستديو، مما أجبر القائمين على البرنامج على الخروج لفاصل.
يأتي هذا في سياق الانتقادات الواسعة التي تُوجَّه للقائمين على المسلسل المصري الذي يتناول سيرة الفنان الكوميدي الراحل نجيب الريحاني، وهي انتقادات تلقى صدى واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين تعليقات من الجمهور تنتقد بشكل خاص اختيار طاقم العمل، وأخرى من شخصيات عامة، منها ما كتبه الإذاعي الشهير عمر بطيشة على صفحته على «فيسبوك» قائلاً: «مع احترامي لصديقي فاضل والغيطي، لي ملاحظات على (الضاحك الباكي)، بدءاً من هذا العنوان نفسه، فكيف تستسهلان انتحال لقب (الضاحك الباكي) الذي التصق بفكري أباظة لمدة نصف قرن؟!».
من ناحية أخرى ظهرت الفنانة المصرية فردوس عبد الحميد، بطلة المسلسل، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج «مصر جديدة»، الذي يُبث على قناة «ETC»، وقالت: «عمري في حياتي ما قبلت دور مع محمد فاضل قبل قراءته جيداً والاقتناع به»، وذلك رداً على الانتقادات التي طالتها بحسب أن عمرها لا يناسب الدور الذي قدّمته في المسلسل، حيث إنها تقدم شخصية والدة نجيب الريحاني وعمره عشر سنوات، وقالت: «ما حدث معي تنمُّر وليس نقداً».
وبحسب الناقد الفني محمد عدوي، فإن هذا الجدل المصاحب لعرض مسلسل «الضاحك الباكي» هو «كاشف جداً للوضع الذي أصبحنا نعيشه بشكل عام، فقد تعدّت فكرة انتقاد مسلسل أو رؤية فنية، وأصبح أَشبه بتناحر مشجعي كرة القدم المنتشر على السوشال ميديا، وهو وضع غريب على فكرة الإبداع التي من المفترض أنها تحكم عرض عمل فني»، كما يقول في حديثه لـ«الشرق الأوسط».
ويضيف عدوي قائلاً: «نجيب الريحاني يستحق أكثر من عمل فني عن قصة حياته، وأكثر من رؤية، وتعدد الرؤى الفنية تجوز في موضوعات السيرة الذاتية دون شك، حتى يوسف شاهين عندما قدَّم سيرته الذاتية بنفسه وضع بعض النقاط الخلافية، منها مثلاً أنه أنجب ولداً رغم أنه معروف أنه لم ينجب، فالتناول الفني للسير يمكن أن يشهد وجهات نظر، وليس بالضرورة أن تكون مطابقة للواقع، وهذا يختلف بالطبع إذا كان أي عمل يعتمد على الأكاذيب، لكن فى النهاية هو عمل يتم التعامل معه فنياً أو نقدياً في حدود أنه عمل فني، لكن ما يثار حول (الضاحك الباكي) أبعد ما يكون عن الفن أو النقد أو حق الرد، وتحوّل إلى اتهامات وخلافات، وتلك مأساة حقيقية». ويلفت: «ما يحدث يؤكد أن نجيب الريحاني ظُلم حياً وميتاً، فقد فقدنا فرصة تقديم عمل جيد عن شخصية تستحق»، وفقاً لمحمد عدوي.
يُذاع مسلسل «الضاحك الباكي» على شاشة التلفزيون المصري، ويتناول سيرة الفنان الكوميدي نجيب الريحاني، منذ ميلاده عام 1889 حتى رحيله 1949. وهو من بطولة: عمرو عبد الجليل، رزان مغربي، محمد سليمان، فردوس عبد الحميد، مصطفى شوقي، هاجر الشرنوبي، تأليف محمد الغيطي، إخراج محمد فاضل.


مقالات ذات صلة

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

يوميات الشرق مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

انشغلت الأوساط الفنية في فرنسا بخبر تدهور صحة الممثلة المعتزلة بريجيت باردو ودخولها وحدة العناية المركزة في مستشفى «تولون»، جنوب البلاد. يحدث هذا بينما يترقب المشاهدون المسلسل الذي يبدأ عرضه الاثنين المقبل، ويتناول الفترة الأولى من صباها، بين سن 15 و26 عاماً.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق خالد يوسف: «سره الباتع» تعرّض لحملة ممنهجة

خالد يوسف: «سره الباتع» تعرّض لحملة ممنهجة

دافع المخرج المصري خالد يوسف عن مسلسله الأخير «سره الباتع» الذي عُرض في رمضان، قائلاً إنَّه تعرَّض لحملة هجوم ممنهجة. وربط يوسف في «سره الباتع» بين زمن الحملة الفرنسية على مصر (1798 - 1801)، وحكم «الإخوان المسلمين» قبل ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، ورصد التشابه بينهما في سعيهما لتغيير «هوية مصر». ورأى يوسف، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنَّ المصريين لديهم كما يبدو «قرون استشعار» لمسألة الهوية، و«هذا ما شعرت به من قراءاتي للتاريخ، وهو ما يفسّر لماذا ثاروا على الحملة الفرنسية، وعلى حكم (الإخوان) بهذه السرعة». وواجه المسلسل انتقادات عدة، بعضها يرتبط بالملابس وشكل جنود الحملة الفرنسية، لكن يوسف رد على

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق «سهير شو» مع معتصم النهار: المجتهد ونصيبه

«سهير شو» مع معتصم النهار: المجتهد ونصيبه

تعود العراقية سهير القيسي إلى «إم بي سي» بعد غياب. تُجدّد في الاتجاه، فيصبح حواراً في الفن بعد قراءة لنشرات الأخبار ولقاءات في السياسة. ضيف الحلقة الأولى من برنامجها «سهير شو من أربيل» الفنان السوري معتصم النهار. طفت محاولات نفضها الصورة «الجدّية» وإذعانها لبداية جديدة. تزامُن عرض الحلقة مع العيد برّر غلبة «الإنترتيمنت»؛ دبكة و«بوش آب» و«راب»، دفعها للتعليل الآتي لشخصيتها التي عهدها الناس وللحوارات العميقة. لعلّها مع تقدّم الحلقات لن تحتاج لجهد ساطع يثبت العفوية ويؤكد للآخرين أنها في موقعها. ستفسح المجال للانسياب فيعبّر عن نفسه وعنها.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق وسام فارس لـ «الشرق الأوسط» : «سفر برلك» كان نقلة نوعية لي

وسام فارس لـ «الشرق الأوسط» : «سفر برلك» كان نقلة نوعية لي

حقق الممثل وسام فارس حضوراً مميزاً في دراما رمضان 2023 المشتركة، وكاد أن يكون النجم اللبناني الوحيد الذي سطع في سمائها. وسام الذي تابعه المشاهد العربي قبيل موسم رمضان في مسلسل «الثمن» كان له حضوره المميز في العملين الدراميين الرمضانيين «سفر برلك» و«وأخيراً». وجاء اختياره في دور بطولي في «سفر برلك» بمثابة فرصة سانحة، ليطل على الساحة العربية مرة جديدة، ولكن من باب عمل تاريخي ضخم. هذا العمل يصنّفه فارس بالمتكامل الذي برز فيه مستوى عال في التصوير والإخراج بميزانية عالية رصدتها له الـ«إم بي سي». بدأ الاتصال بوسام فارس من أجل المشاركة في «سفر برلك» منذ عام 2018.

يوميات الشرق يامن الحجلي لـ «الشرق الأوسط» : لا أدخل مسلسلاً لست مقتنعاً بنصه

يامن الحجلي لـ «الشرق الأوسط» : لا أدخل مسلسلاً لست مقتنعاً بنصه

يتمتع الممثل يامن الحجلي، صاحب لقب «فارس الدراما السورية»، بخلفية درامية غنية، فإضافة إلى كونه كتب مسلسلات عدّة، فقد حقق نجاحات واسعة في عالم التمثيل، إذ قدّم، في 10 سنوات، أكثر من 30 مسلسلاً؛ بينها «الصندوق الأسود»، و«أرواح عارية»، و«أيام الدراسة»، و«طوق البنات»، و«هوا أصفر»، و«باب الحارة 7»، وغيرها... وهو يطلّ حالياً في مسلسل «للموت 3»، مجسداً شخصية «جواد»، الذي يُغرَم بإحدى بطلات العمل «سحر» (ماغي بوغصن). يؤدي الحجلي المشاهد بلغة جسد يتقنها، خصوصاً أنّ دوره تطلّب منه بدايةً المكوث على كرسي متحرك لإصابته بالشلل.


«كلب» من القرن الـ18 بمليونَي إسترليني

«الكلب الإسباني» (سوذبيز)
«الكلب الإسباني» (سوذبيز)
TT

«كلب» من القرن الـ18 بمليونَي إسترليني

«الكلب الإسباني» (سوذبيز)
«الكلب الإسباني» (سوذبيز)

لم يشاهد الجمهور لوحة «الكلب الإسباني» منذ عام 1972، عندما بِيعت بمبلغ 30 ألف جنيه إسترليني. ومن المقرَّر عرض هذه اللوحة الشهيرة لجورج ستابس، للبيع، في مزاد علني تنظّمه دار «سوذبيز» للمرّة الأولى منذ ذلك العام.

ووفق «الغارديان»، تُعرض اللوحة العائدة إلى القرن الـ18، للبيع بسعر يتراوح بين مليون و500 ألف، ومليونَي جنيه إسترليني؛ وقد بِيعت آخر مرّة في مزاد بمبلغ 30 ألف جنيه إسترليني عام 1972. وقبل ذلك، بِيعت بـ11 جنيهاً إسترلينياً عندما طُرحت بمزاد عام 1802.

يشتهر الفنان المولود في ليفربول، والراحل عن 81 عاماً عام 1806، بإنجازه أقل من 400 لوحة طوال حياته المهنية؛ وهو يُعرف برسم الحيوانات، خصوصاً الخيول.

وإذ يُعتقد أنّ لوحة «الكلب الإسباني» رُسمت بين 1766 و1768؛ وهي أقدم لوحة للكلاب أبدعها الفنان، يُعدُّ عقد ستينات القرن الـ18 غزير الإنتاج بمسيرة ستابس المهنية. ففيها أبدع بعض أشهر لوحاته، منها لوحة «ويسل جاكيت» المعروضة في المعرض الوطني.

اللافت أنّ لوحة «الكلب الإسباني» لم تُعرض رسمياً سوى مرّة واحدة فقط في لندن عام 1948، ضمن المعرض الوطني للرياضة والتسلية. أما المرّة الأخيرة التي أُتيحت للجمهور فرصة مشاهدتها، فكانت عام 1972 داخل دار «سوذبيز» للمزادات.

وشهد القرن الـ18 اهتماماً لافتاً بالكلاب في الثقافة البريطانية، بفضل تفاقُم شعبية الرياضات الميدانية، خصوصاً الرماية الشائعة بين النخب الثرية آنذاك.

في هذا الصدد، قال المتخصِّص في اللوحات البريطانية، المدير الأول بـ«سوذبيز»، جوليان جاسكوين: «الأمر مثيرٌ لعدة أسباب؛ أولاً لأنها لوحة مفقودة، إنْ رغبنا في استخدام وصف درامي، منذ السبعينات».

وأضاف أنّ حالتها كانت لا تزال «رائعة»، بعكس كثير من أعمال ستابس التي «لم تصمد أمام اختبار الزمن».

وتابع: «تعود إلى العقد الأول من حياته المهنية؛ منتصف ستينات القرن الـ18؛ الفترة التي شكَّلت ذروة حياته المهنية، ففيها رسم لوحة (ويسل جاكيت)، وعدداً من لوحاته الأكثر شهرة؛ وكان استخدامه الفنّي للطلاء أكثر صلابة. بفضل ذلك، حافظت هذه اللوحة على حالة جميلة، وهو ما لم يحدُث مع كثير من أعماله الأخرى».

ومن المقرَّر عرض اللوحة للمشاهدة، مجاناً، ضمن جزء من معرض للوحات الأساتذة القدامى والقرن الـ19 في دار «سوذبيز» بغرب لندن، من 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي إلى 4 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.