«هاملت بالمقلوب» لتمثيل مصر في أيام قرطاج المسرحية

العرض فاز بإحدى جوائز «المهرجان القومي»

لقطة جماعية لفريق المسرحية مع بعض المشاهدين
لقطة جماعية لفريق المسرحية مع بعض المشاهدين
TT

«هاملت بالمقلوب» لتمثيل مصر في أيام قرطاج المسرحية

لقطة جماعية لفريق المسرحية مع بعض المشاهدين
لقطة جماعية لفريق المسرحية مع بعض المشاهدين

يشارك العرض المسرحي المصري «هاملت بالمقلوب» في الدورة الـ23 من مهرجان «أيام قرطاج المسرحية»، حيث يمثل العرض مصر في المسابقة الرسمية للمهرجان الذي تنطلق فاعلياته في الفترة من 4 إلى 12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل في تونس.
وأعرب مخرج العمل مازن الغرباوي عن سعادته بهذا الاختيار، حيث «جرت العادة أن يتم اختيارين عملين من مصر للمشاركة كل دورة جديدة، إلا أن إدارة المهرجان اكتفت هذا العام بـ(هاملت بالمقلوب)»، معتبراً في تصريح إلى «الشرق الأوسط»، أن «السبب في تميز العمل ووصوله إلى المنصات الخارجية ربما يعود إلى محاولة صناعه إضافة العديد من الخطوط الدرامية الحديثة، التي تمس إنسان العصر الحديث، وعدم الاكتفاء بنقل النص الأصلي الذي كتبه وليام شكسبير تحت عنوان هاملت».
وأكد الغرباوي، أن «أيام قرطاج مهرجان عريق وكبير وتختار إدارته الأعمال المشاركة بعناية فائقة تناسب سمعة الحدث»، مشدداً على أن «المنافسة في المهرجان لن تكون سهلة، حيث يشارك كل عام نحو 200 عمل يمثلون ما لا يقل عن 20 دولة».
وتتسم مشاهد العمل بتكوينات وكادرات بصرية مميزة، نالت إعجاب النقاد، كما فاز أيمن الشيوي، بجائزة أفضل دور ثانٍ، في دورة المهرجان القومي للعام الحالي.
ويؤكد الغرباوي «اجتهدنا قدر المستطاع لتقديم صورة بصرية مختلفة ومفردات مسرحية غير تقليدية، ومن المؤكد أن تمثيل مصر يُعدّ مسؤولية كبرى وجائزة في حد ذاته».
وشارك العرض المسرحي المصري «آه كراميلا» إخراج أشرف علي في الدورة الماضية من «أيام قرطاج المسرحية» ضمن المسابقة الرسمية، كما شارك أيضاً عرض «ليلتكم سعيدة» إخراج خالد جلال خارج تلك المسابقة.
وتعد مسرحية «هاملت» إحدى أشهر روائع الكاتب المسرحي، وليام شكسبير، والذي كتبها في الفترة من 1599 إلى 1602 ميلادية، وتروي قصة تراجيدية مفعمة بالتشويق والمعاني الإنسانية الخالدة حتى باتت، بحسب باحثين، أكثر عمل يتم استلهامه حول العالم درامياً وسينمائياً وموسيقياً عبر قرون.
وتدور قصة العمل الأصلي حول الأمير الشاب «هاملت» الذي يغرق في الحزن نتيجة الوفاة المفاجئة لوالده ملك الدنمارك، فقد كان شديد التعلق بأبيه، وما زاد من حزنه أن والدته الملكة «جرترود» لم تمنحه الوقت الكافي لرثاء والده، حيث سارعت بعد شهر واحد فقط من وفاة أبيه بالزواج من عمه «كلوديس» الذي أصبح ملك البلاد.
يهمل الأمير الشاب حبيبته الجميلة «أوفيليا» بسبب الحوادث السيئة التي تتوالى عليه، لكن نقطة التحول الأساسية في العمل تتمثل في ظهور شبح والده له وهو يخبره بأن لم يمت بعضة ثعبان كما قيل، ولكن بمؤامرة من أخيه «كلوديس»، الذي أراد الاستيلاء على العرش والزوجة الحسناء معاً. يلجأ بطلنا إلى حيلة ذكية لكي يتأكد من صدق رواية أبيه، وأنه ليس بصدد وهم كبير، فيقرر إقامة عرض مسرحي في القصر يجسد فيه الكيفية التي مات بها والده ويراقب رد فعل عمه، فإذا بالأخير يغضب ويترك المكان منفعلاً، فيتأكد «هاملت» من أنه القاتل الذي يجب أن يلقى جزاءه.
ويرى نقاد، أن اسم «هاملت بالمقلوب» يشير بوضوح إلى «اللعبة الفنية العامة التي اختارها صناع العمل، وهي أن القصة الأصلية سيتم الحفاظ عليها وتقديمها تباعاً باعتبار أننا هنا بإزاء هاملت مع تقديم إسقاطات على الواقع العربي، لا سيما في علاقته مع الآخر الغربي، وما يعتري ذلك من أوضاع (مقلوبة) لا تستقيم معها أي فكرة منطقية، فإذا كان الأمير الشاب يشكو من التآمر وغياب العدل، فإن الاتهامات ذاتها توجه حالياً، وإن كان بشكل غير مباشر، للسياسات الخارجية لبعض عواصم الغرب الكبرى».
و«هاملت بالمقلوب» تأليف الدكتور سامح مهران، ديكور وإضاءة صبحي السيد، موسيقي طارق مهران، إنتاج وزارة الثقافة المصرية، فرقة المسرح الحديث، بطولة عمرو القاضي، سمر جابر، خالد محمود، أيمن الشيوي، نهاد سعيد، ويتسم بمشاركة مجموعة من الوجوه الجديدة من شباب المعاهد الفنية والمسارح الجامعية.


مقالات ذات صلة

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
ثقافة وفنون مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

صدر حديثاً عن دائرة الثقافة في الشارقة العدد 62 لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 من مجلة «المسرح»، وضمَّ مجموعة من المقالات والحوارات والمتابعات حول الشأن المسرح

«الشرق الأوسط» (الشارقة)
يوميات الشرق برنامج «حركة ونغم» يهدف لتمكين الموهوبين في مجال الرقص المسرحي (هيئة المسرح والفنون الأدائية)

«حركة ونغم» يعود بالتعاون مع «كركلا» لتطوير الرقص المسرحي بجدة

أطلقت هيئة المسرح والفنون الأدائية برنامج «حركة ونغم» بنسخته الثانية بالتعاون مع معهد «كركلا» الشهير في المسرح الغنائي الراقص في مدينة جدة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق أشرف عبد الباقي خلال عرض مسرحيته «البنك سرقوه» ضمن مهرجان العلمين (فيسبوك)

«سوكسيه»... مشروع مسرحي مصري في حضرة نجيب الريحاني

يستهد المشروع دعم الفرق المستقلّة والمواهب الشابة من خلال إعادة تقديم عروضهم التي حقّقت نجاحاً في السابق، ليُشاهدها قطاع أكبر من الجمهور على مسرح نجيب الريحاني.

انتصار دردير (القاهرة )
الاقتصاد أمسية اقتصاد المسرح شهدت مشاركة واسعة لمهتمين بقطاع المسرح في السعودية (الشرق الأوسط)

الأنشطة الثقافية والترفيهية بالسعودية تسهم بنسبة 5 % من ناتجها غير النفطي

تشير التقديرات إلى أن الأنشطة الثقافية والفنية، بما فيها المسرح والفنون الأدائية، تسهم بنسبة تتراوح بين 3 و5 في المائة من الناتج المحلي غير النفطي بالسعودية.

أسماء الغابري (جدة)

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
TT

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

تُثابر أليس مغبغب منظمة مهرجان «بيروت للأفلام الفنية» (باف) على تجاوز أي مصاعب تواجهها لتنظيم هذا الحدث السنوي، فترفض الاستسلام أمام أوضاع مضطربة ونشوب حرب في لبنان. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «علينا الانتصاب دائماً ومواجهة كل من يرغب في تشويه لبنان الثقافة. نعلو فوق جراحنا ونسير بثباتٍ للحفاظ على نبض وطن عُرف بمنارة الشرق. كان علينا أن نتحرّك وننفض عنّا غبار الحرب. ندرك أن مهمتنا صعبة، ولكننا لن نستسلم ما دمنا نتنفس».

الصورة وأهميتها في معرض العراقي لطيف الآني (المهرجان)

انطلقت في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي فعاليات مهرجان «بيروت للأفلام الفنية»، ويحمل في نسخته العاشرة عنوان «أوقفوا الحرب»، وتستمر لغاية 6 ديسمبر (كانون الأول). يعرض المهرجان 25 فيلماً، ويقيم معرض صور فوتوغرافية. ويأتي هذا الحدث بالتوازي مع الذكرى الـ50 للحرب الأهلية اللبنانية، وتجري عروضه في المكتبة الشرقية في بيروت.

وتتابع مغبغب: «رغبنا في لعب دورنا على أكمل وجه. صحيح أن كل شيء حولنا يتكسّر ويُدمّر بفعل حرب قاسية، بيد أننا قررنا المواجهة والمقاومة على طريقتنا».

تقع أهمية النسخة الـ10 بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية. ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها. فأُطلق في 25 نوفمبر معرض هادي زكاك عن صالات السينما في مدينة طرابلس، يحمل عنوان «سينما طرابلس والذاكرة الجماعية»، وذلك في المكتبة الشرقية في العاصمة بيروت. ويسلّط المعرض الضوء على هذه المدينة الثقافية بأسلوبه. كما عرض المهرجان في اليوم نفسه الوثائقي «أسرار مملكة بيبلوس» لفيليب عرقتنجي. وقد نال عنه مؤخراً جائزة لجنة التحكيم الكبرى في الدورة الـ24 لمهرجان السينما الأثرية (FICAB) في مدينة بيداسوا الإسبانية.

يُختتم المهرجان بالفيلم اللبناني «وعاد مارون بغدادي إلى بيروت»

وفي السابعة مساءً، اختُتم أول أيام الافتتاح بعرض المهرجان لفيلم هادي زكاك «سيلّما»، ويوثّق فيه سيرة صالات السينما في طرابلس، يومَ كانت السينما نجمة شعبيّة في المدينة الشماليّة.

وكما بداية المهرجان كذلك ختامه يحمل النفحة اللبنانية، فيعرض في 6 ديسمبر (كانون الأول) فيلم فيروز سرحال «وعاد مارون بغدادي إلى بيروت»، وذلك في الذكرى الـ30 لرحيله. في الفيلم زيارة أماكن عدّة شهدت على حياة بغدادي وأعماله، والتقاء بالمقربين منه لتمضية يوم كامل معهم في بيروت، حيث يسترجعون مسيرة بغدادي المهنية في ذكريات وصور.

وتشير مغبغب، في سياق حديثها، إلى أن المهرجان ولّد حالة سينمائية استقطبت على مدى نسخاته العشر صنّاع أفلام عرب وأجانب. وتضيف: «تكثر حالياً الإنتاجات الوثائقية السينمائية. في الماضي كانت تقتصر على إنتاجات تلفزيونية، توسّعت اليوم وصار مهرجان (باف) خير عنوان لعرضها».

فيلم فؤاد خوري يُوثّق الحرب اللبنانية (المهرجان)

ومن النشاطات التي تصبّ في تعزيز الصورة الفوتوغرافية أيضاً، معرضٌ للعراقي لطيف الآني، يحكي قصة العراق منذ 50 سنة ماضية، ينقل معالمه ويومياته كما لم نعرفها من قبل. وتعلّق مغبغب: «أهمية الصورة الفوتوغرافية تأتي من حفاظها على الذاكرة. ولذلك سنشاهد أيضاً فيلم فؤاد خوري عن ذاكرة الحرب اللبنانية».

ويغوص فيلم خوري في مسار هذا الفنان الذي أخذ دور موثّق الحرب، والشاهد على النّزاعات في الشرق الأوسط.

مغبغب التي تأمل بأن تجول بالمهرجان في مناطق لبنانية بينها بعلبك وصور، تقول: «الناس متعطشة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الموضوعات الفنية. إنها تشكّل لهم متنفساً ليتخلصوا من همومهم ولو لبرهة. وهذه الأفلام الواقعية والموثقة بكاميرات مخرجين كُثر، تجذبهم بموضوعاتها الاجتماعية والجمالية».

تقول أليس مغبغب إن عملها في المهرجان كشف لها عدد أصدقاء لبنان من دول أجنبية وعربية. ولذلك نتابع عروضاً لأفلام أجنبية من بينها مشاركة من إنجلترا بعد غياب عن المهرجان لـ4 سنوات. وسيُعرض بالمناسبة «الرجل المقاوم» و«شكسبيرز ماكبث» ثاني أيام المهرجان في 26 نوفمبر.

ويُخصّص «بيروت للأفلام الفنية» أيام عرضٍ خاصة ببلدان أجنبية، من بينها الإيطالي والبلجيكي والسويسري والبرازيلي والإسباني والألماني.

«أسرار مملكة بيبلوس» لفيليب عرقتنجي (المهرجان)

ويبرز فيلما «لاماتوري» و«أخضر على رمادي» للإيطاليين ماريا موتي وإميليا أمباسز في المهرجان. وفي ذكرى مئوية الفن السوريالي تشارك إسبانيا من خلال المخرجَين بالوما زاباتا وكانتين ديبيو، فيُعرض «لا سينغالا» و«دالي»، ويُعدّ هذا الأخير من أهم الأفلام الوثائقية عن الفنان الإسباني الراحل والشهير.

وفي 5 ديسمبر (كانون الأول) سيُعرض فيلم خاص بالمكتبة الشرقية مستضيفة المهرجان. وتوضح مغبغب: «عنوانه (المكتبة الشرقية إن حكت) من إخراج بهيج حجيج، ويتناول عرَاقة هذه المكتبة وما تحويه من كنوز ثقافية».

ومن الأفلام الأجنبية الأخرى المعروضة «إيما بوفاري» وهو من إنتاج ألماني، ويتضمن عرض باليه للألماني كريستيان سبوك مصمم الرقص الشهير، وهو يقود فرقة «ستانس باليه» المعروفة في برلين.

وفي فيلم «جاكوميتي» للسويسرية سوزانا فانزون تتساءل هل يمكن لمكانٍ ما أن يكون مصدر موهبة عائلة بأسرها. وتحت عنوان «من الخيط إلى الحبكة» يتناول مخرجه البلجيكي جوليان ديفو، فنّ النّسيج وما تبقّى منه حتى اليوم، فينقلنا إلى مصانع بروكسل وغوبلان مروراً بغوادا لاخارا في المكسيك.