ملحم بركات في عيون صديق العمر ودموعه

الشاعر نزار فرنسيس يستحضر الموسيقار في الذكرى السادسة لرحيله

الموسيقار ملحم بركات والشاعر نزار فرنسيس
الموسيقار ملحم بركات والشاعر نزار فرنسيس
TT

ملحم بركات في عيون صديق العمر ودموعه

الموسيقار ملحم بركات والشاعر نزار فرنسيس
الموسيقار ملحم بركات والشاعر نزار فرنسيس

لا يحضر اسم ملحم بركات على لسان نزار فرنسيس من دون أن تلمع دمعة في عينه. بعضٌ من روحه رحل إلى غير رجعة، في ذلك اليوم الذي ودّع فيه الموسيقار كل ما هو أرضي وارتفع إلى مسارح أخرى.
في بيت الشاعر تشهد الروزنامة التي توقفت عند تاريخ 28 أكتوبر (تشرين الأول) 2016 على توقّف أحد عقارب ساعة فرنسيس إلى الأبد.
منذ أول «آلو» بين الرجلَين عام 1996، وحتى آخر أنفاس بركات بعد عقدَين، لم تكن العلاقة بينهما علاقة مطرب بكاتب أغنية. كما تآلفت كلمة نزار مع لحن ملحم وصوتِه، كذلك فعلت روحاهما فتحوّلا صديقَين مدى العمر وما بعدَه.

لم تعكّر أي خلافات جوهريّة صفو تلك الصداقة، التي صارت أمتَن وأعمق يوم وقف بركات في وجه فرنسيس معترفاً: «ما عندي غيرك». بغصّة يروي الشاعر اللبناني لـ«الشرق الأوسط» تلك الحكاية: «كنت منشغلاً في أحد الأيام فغبتُ عن سمَع ملحم. حاول الاتصال بي كثيراً وسأل الأصدقاء عني، لكني كنت في الاستوديو. وعندما عدت إلى البيت وجدتُه ينتظرني في سيارته أمام المدخل. اعتذرت وقلت له إنني كنت منشغلاً بتحضير أغانٍ لفلان وفلانة وفلان من الفنانين، فأجابني قائلاً: أنت عندك هودي كلّن، وأنا ما عندي غيرك».
لا ينسى فرنسيس تلك الجملة التي يقول إن بركات غلبَه بها، فبقيت محفورة في وجدانه: «منذ تلك اللحظة تعاملتُ معه على أساس أنه ما عنده غيري».
عاش بركات وحدته بإيجابية فهو اختارها بملء إرادته. وعلى عكس معظم أغانيه التي حاكَها بخيوط الشجن، كان شخصاً مرِحاً. يقول فرنسيس عن هذه الناحية من شخصيته: «حتى في مجالس العزاء، كان يُضحكنا. كرهَ الحزن والوجوه العابسة. لا ينتمي ملحم بركات للناس الكئيبة. حتى في الجنازات كان يخترع نكتة ليُضحك مَن حوله».


تحلّ ذكرى الرحيل السادسة ثقيلة على نزار فرنسيس الذي تمرّ أيامه ناقصة من ملحم بركات، حسبما يقول. «عملاق مثل ملحم بركات لا نتذكّره يوماً في السنة فحسب. هو مبدع وأضاف إلى هذه الدنيا. أغانيه لا تموت وهو يُستحضر من خلالها ويُخلَّد عبرها كل يوم».
يعود فرنسيس إلى أول أغنية جمعتهما وهي «كيفك يا غرامي»، التي شكّلت باكورة مجموعة كبيرة من الأعمال التي كتبها لـ«أبو مجد» على مدى 20 سنة. بعد الأغنية الأولى، جاءت إحدى روائع بركات «تعا ننسى» التي ألّفاها خلال ثلث ساعة، على ما يروي فرنسيس. فهُما كانا يعملان على اللحن والكلام بالتوازي، أي أنهما لم يعتمدا الطريقة التقليدية التي تقتضي تلحين كلامٍ جاهز. بل على العكس، إذ غالباً ما كان فرنسيس يلحق بنغمات بركات المتدفّقة ويُلبسُها الشعر اللائق بها.

كانت «تعا ننسى» علامة فارقة في مسيرة بركات، وهو لم يفوّت حفلة أو إطلالة تلفزيونية إلا وردّدها خلالها. راق للموسيقار لعبُ الشاعر بالكلام اللبناني البسيط وتَمكّنُه من القصيدة الرومانسية، فكرّت سبحة الأغاني، مثل «ظهور القمر» و«الفرق ما بينك وبيني» و«جيت بوقتك» و«عدّ الأيام» التي قدّمها بركات ضمن مهرجانات بعلبك، في مشهديّة لا تغيب عن بال فرنسيس.

لا تُعَدّ الأيام الحلوة التي أمضاها الصديقان، ليس في جلسات التأليف واستوديوهات التسجيل فحسب، بل في رحلات الصيد التي اعتزلها فرنسيس منذ أضاع رفيقه. يسترجع آخر أيام ملحم في المستشفى التي يصفها بأصعب أيام حياته قائلاً: «كان رحيله خاطفاً مع أنني كنت أعرف أنه في آخر مراحل المرض. قبل يومَين من وفاته كنت عنده في غرفة العناية الفائقة فقال لي: أنا فالل... طلب مني ومن الأصدقاء أن ننتبه إلى بعضنا وذهب. أما أنا فمنذ ذلك النهار، لم أذهب إلى الصيد».


ملحم بركات ونزار فرنسيس في رحلة صيد
«ولا طير بيشبهك» هي من الأغاني الأحبّ إلى قلب ملحم بركات، حسبما يخبر فرنسيس. ومن الأعمال التي أثّرت فيه كثيراً، أغنية «اعتزلت الغرام» التي لحّنها للفنانة ماجدة الرومي. «كان يبكي كلما سمع أو غنّى لازمة الأغنية»، يقول الشاعر. فتحتَ طبقة القسوة والعصبيّة، كان يخبّئ ملحم بركات قلب طفل. هو ذاك القلب الذي أبصره نزار فرنسيس منذ الجلسة الأولى، فاستطاع بعد ذلك أن يخترق كل جدران ملحم بركات، مهما كانت سميكة: «رأى فيه الناس نفحة الجنون والمزاجية، فهو كان متسرّعاً إلى حدّ العدائية أحياناً. أما أنا فعرفتُ أين تكمن حقيقته. لم يصل إلى قلبه سوى قلّة قليلة، وقلبه قلب طفل صغير بعفويّته وشفافيته».
عندما يُسأل عن المفاتيح التي استخدمها ليفتح بها قلب بركات، يجيب فرنسيس: «برهنتُ له أنني أفهمه وأعرف عمقه الطيّب والمجنون في آنٍ معاً. قرأت جنونه صح. أحببتُ الصورة التي رسمها لنفسه وأحببت حقيقته أيضاً».
يستذكر الشاعر كذلك إحدى الصفات التي باتت نادرة حالياً، وهي الشهامة والفروسيّة التي كان يتحلّى بها «أبو مجد». فهو على سبيل المثال لم يكن يوقّع عقوداً مع متعهدي الحفلات أو مع إدارات التلفزيونات. «وعوده كانت شفهية»، يقول فرنسيس ويضيف: «لم يكن يؤمن بالأوراق والتواقيع. كلمته كانت التزاماً. لا يغدر ولا يخون. أما إذا حدث أن اشتكى متعهد ما من غلّة حفلة لم تأتِ على قدر التوقعات، فكان يترك ملحم للمتعهد أجرَه الخاص ولا يطلب شيئاً لنفسه».
قبل 5 أشهر على رحيله، وضع ملحم بركات لحناً لجنازته من دون أن يعرف أنّ موعدَها كان قد بات قريباً. وعندما فاتحَ صديقَه نزار بالأمر، أصرّ الأخير على تحويل اللحن إلى أغنية تحتفي بالحب لا بالموت. غير أن «كرمال النسيان» لم تصدر إلا بعد وفاة بركات، فكانت أغنيته الأخيرة.

يتحدث فرنسيس عن 4 أغانٍ جديدة جاهزة للإصدار بصوت ملحم بركات، ما إن يمنح الورثة الضوء الأخضر لذلك. وفي الانتظار، يتوجّه إلى صديق العمر واصفاً إياه بـ«آخر طير في سرب العظماء»، وقائلاً له إن مكانه في قلبه ما زال خالياً، وإن لا أحد يستطيع ملأه لا فنياً ولا إنسانياً. ثم يستعير جملة من إحدى الأغاني التي لم تصدر بعد ويرسلها له: «ما رح أنساك مهما تقسى هالدني، قلبي ع الوعد والسنة تخبّر سنة».



«تحداها كهاري بوتر»... متخصص يقدم 3 نصائح للتغلب على الفوبيا

كيف يمكننا ان نتخلص من الفوبيا؟ (رويترز)
كيف يمكننا ان نتخلص من الفوبيا؟ (رويترز)
TT

«تحداها كهاري بوتر»... متخصص يقدم 3 نصائح للتغلب على الفوبيا

كيف يمكننا ان نتخلص من الفوبيا؟ (رويترز)
كيف يمكننا ان نتخلص من الفوبيا؟ (رويترز)

من الأماكن المغلقة والصعود على الطائرة، مروراً بالتحدث أمام الجمهور، وصولاً إلى العناكب وربما الفراشات (تلك المخلوقات الجميلة)، يأتي الرهاب أو الفوبيا لدى بعض الأشخاص بأشكال عديدة.

والفوبيا خوف غير عقلاني في شدته أو ماهيته، يرتبط بجسم، أو فعالية، أو حالة معينة، ويُسبب التعرض لمسبب الخوف قلقاً فورياً.

ووصف كريستوفر بول جونز، اختصاصي الرهاب المقيم في لندن، لشبكة «سي إن بي سي» الفوبيا بأنها «استجابة غير عقلانية لمادة حميدة».

وقال: «كبشر، نحن مبرمجون بشكل بدائي على أنه عندما نتعرض للخطر، تنشط اللوزة الدماغية لدينا، ثم نقوم بردود فعل. والأكثر شيوعاً القتال، والهروب، أو التجميد. لذا، إما أن نغضب ونضرب الشيء، أو نهرب منه، أو نختبئ منه».

واللوزة الدماغية هي جزء من الدماغ الذي يعالج المشاعر مثل الخوف أو الدافع.

وأوضح جونز أن ردود الفعل هذه مفيدة عندما نقاتل نموراً أو إذا كنا في خطر حقيقي، ومع ذلك، فإن الفوبيا تحدث عندما تكون الاستجابة أو ردود الفعل نفسها لشيء غير خطير.

وعالجت عيادة جونز مجموعة متنوعة من أنواع الفوبيا، بدءاً من الخوف من الماء، والمرتفعات، والجراثيم، والإبر، وحتى الخوف من الفشل.

وأوضح جونز أن الفوبيا تتطور من خلال استجابة مشروطة مثل تجربة بافلوف للكلاب. تلك التجربة الشهيرة أجراها طبيب الأعصاب الروسي إيفان بافلوف، الذي كان يقرع الجرس في كل مرة يطعم فيها كلابه. في النهاية بدأ لعاب الكلاب يسيل عندما يسمع الجرس يرن لأنه ربطه بالطعام.

وأوضح جونز أن «البشر يفعلون الشيء نفسه. في أغلب الأحيان، في حالة الفوبيا، في مرحلة ما من ماضيك، يربط دماغك الخطر بشيء حدث، ثم كلما فكرت في هذا الشيء مرة أخرى في المستقبل، فإنه يطلق تلك الاستجابة القديمة».

ويرشد كتاب جونز المنشور مؤخراً بعنوان «واجه مخاوفك» القراء من خلال التمارين لمساعدتهم على التغلب على مخاوفهم.

وشارك «سي إن بي سي» أهم ثلاث نصائح للتغلب على أي خوف:

1 - تحد تصورك للكائن... «تحدي هاري بوتر»

قال جونز إن الأسلوب البسيط للغاية لتحدي الفوبيا لديك هو التفكير في موضوع خوفك بشكل مختلف.

ويسميه «تأثير هاري بوتر»؛ في إشارة إلى مشهد في فيلم «هاري بوتر وغرفة الأسرار»، حيث يواجه الطلاب خوفهم ويستخدمون السحر لتحويله إلى شيء كوميدي.

وقال: «لذلك، عندما تفكر في هذا العنكبوت، غالباً ما يجعله الناس كبيراً جداً وقريباً. إذا تخيلته صغيراً، بالأبيض والأسود... أو تخيلته على زلاجات، ويدخن السيجار، ويرقص بيد صغيرة... فستشعر باختلاف كبير».

2 - عانق نفسك

بحسب جونز، فإن إحدى أبسط الطرق لتهدئة نفسك عند مواجهة الفوبيا هي أن تعانق نفسك.

وأوضح أنه «إذا قمت بشكل أساسي بعقد ذراعيك وصعدت كتفيك لأعلى ولأسفل، كما لو كنت تعانق نفسك، فإن ذلك يطلق المواد الكيميائية نفسها كما لو كنت تعانق شخصاً آخر».

وشرح أن معانقة الشخص لنفسه «يطلق الأوكسيتوسين والعديد من المواد الكيميائية الأخرى وما يحدث هو، إذا كنت تفعل أي شيء يبعث على الاسترخاء أو يهدئ النفس أثناء محاولتك تصور الشيء الذي تخاف منه، فإن الدماغ يكافح من أجل الاحتفاظ بنوعين من المشاعر في وقت واحد، وهكذا سوف تنخفض مشاعر الخوف».

3 - أعد تأهيل دماغك

أشار جونز مرة أخرى إلى تجربة الكلاب التي أجراها بافلوف، وقال إنه مثلما يمكن تكييف الدماغ للخوف من شيء ما، فإنه يمكن أيضاً إعادة تأهيله للتراجع عن هذا الخوف.

وقال: «إذا تذكرت أوقاتاً شعرت فيها بالسعادة أو الهدوء أو عدم القدرة على التوقف عن الضحك وتخيلت كل ذلك في عقلك، وأثناء تصور تلك اللحظات، فإنك تفعل شيئاً فريداً في ذروة العاطفة مثل الضغط على قبضة يدك».

وأوضح جونز أن «التفكير في الأوقات السعيدة، والضغط على قبضة يدك، والتفكير في الأوقات السعيدة، والضغط على قبضة يدك، يمكنك إنشاء تكييف استجابة بافلوفي مصطنع».

وقال إنه إذا ضغطت على معصمك عند مواجهة خوف معين، فسوف يعيدك ذلك إلى تلك الذكريات السعيدة ويزيل القوة العاطفية للخوف.

وشرح أن هذه التقنيات هي بعض الأشياء السريعة جداً، التي يمكنك القيام بها لتعطيل هذا النمط القديم.