أميركا توسع عقوباتها على إيران بسبب قمع الاحتجاجات

أميركا توسع عقوباتها على إيران بسبب قمع الاحتجاجات
TT

أميركا توسع عقوباتها على إيران بسبب قمع الاحتجاجات

أميركا توسع عقوباتها على إيران بسبب قمع الاحتجاجات

فرضت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن سلسلة عقوبات جديدة على النظام الإيراني تشمل 14 شخصاً؛ بينهم 6 مسؤولين حكوميين، واثنان من المخابرات، ومسؤولون كبار في «الحرس الثوري»، و3 كيانات، لدورهم في ما سماه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن «القمع الوحشي» للاحتجاجات الشعبية المتواصلة في كل أنحاء إيران.
وتزامنت هذه العقوبات مع ذكرى مضي 40 يوماً على وفاة مهسا أميني (22 عاماً) على أيدي عناصر «شرطة الآداب» الإيرانية.
وأفاد كبير الدبلوماسيين الأميركيين، في بيان الأربعاء، بأن الولايات المتحدة «ملتزمة دعم الشعب الإيراني وضمان محاسبة المسؤولين عن القمع الوحشي للاحتجاجات المستمرة في كل أنحاء البلاد»، موضحاً أن هذه العقوبات نتيجة «عمل مشترك» بين وزارتي الخارجية والخزانة بـ«استخدام 5 سلطات مختلفة، مما يدل على التزامنا باستخدام كل الأدوات المناسبة لمحاسبة الحكومة الإيرانية على كل المستويات». وأكد أن بلاده «تلتزم العمل على تعزيز العدالة والمساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان في إيران»، مشدداً على مواصلة العمل من أجل «إيجاد طرق لدعم الشعب الإيراني أثناء احتجاجه السلمي دفاعاً عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية». وقال: «سنواصل فرض تبعات على الأفراد والكيانات في إيران الذين ينخرطون في القمع الوحشي ضد الشعب الإيراني».
وأفاد «مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (أوفاك)»، التابع لوزارة الخزانة، بأن العقوبات تشمل 10 مسؤولين لقمعهم المستمر للمحتجين، بالإضافة إلى اثنين من الأجهزة المخابراتية، وكيانين إيرانيين، «مشاركين في جهود الحكومة الإيرانية لتعطيل الحرية الرقمية». وأوضح أن هذه العقوبات، إلى جانب مبادرات إضافية مثل إصدار الرخصة العامة لتوسيع نطاق خدمات الإنترنت أمام الإيرانيين، «تظهر التزام الولايات المتحدة دعم الشعب الإيراني».
والمسؤولون الحكوميون هم: مدير سجن «إيفين» ذائع الصيت هداية فرزادي، والمدير العام للسجون في محافظة طهران السيد حشمت الله حياة الغيب، والمسؤول عن سجن سنندج في محافظة كردستان حيدر باسانديده، والمدير العام للسجون في كردستان مراد فتحي، ومدير سجن زاهدان مرتضى بيري، والمدير العام للسجون في سيستان بلوشستان محمد حسين خسروي، بالإضافة إلى حاكم محافظة سيستان بلوشستان حسين مدرس خياباني لدوره في «الإشراف على الرد العنيف من قبل قوات الأمن ضد المتظاهرين السلميين».
وتشمل العقوبات أيضاً 3 قادة في «الحرس الثوري» لـ«ردودهم الوحشية على الاحتجاجات في إيران»؛ وهم: محمد كاظمي وعباس نیلفروشان وأحمد شفاهي، بالإضافة إلى كيانين مشاركين في الرقابة والنشاط السيبراني؛ أحدهما «أكاديمية رافين»؛ وهي معهد تدريب مختص في الأمن السيبراني لدى وزارة المخابرات الإيرانية. وتطال العقوبات السيد مجتبى مصطفوي وفرزين كريمي، وهما يعملان في وزارة الداخلية وشاركا في تأسيس «أكاديمية رافين». وعلاوة على ذلك؛ فرضت عقوبات على شركة «سامان غوستار سحاب بارداز» الخاصة لعملها مع الحكومة الإيرانية على مراقبة الشعب الإيراني وتقييد الوصول إلى منصات التواصل الاجتماعي الأجنبية.
وتشمل العقوبات قائد الشرطة في محافظة أصفهان محمد رضا مرهيداري لـ«تورطه في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان»، بالإضافة إلى عقوبات على شخصين وكيان واحد «متورطون في عمليات قتل خارج نطاق القضاء أو التعذيب أو الانتهاكات الجسيمة الأخرى لحقوق الإنسان المعترف بها دولياً، والمرتكبة ضد أفراد في إيران».
وفرضت وزارة الخارجية عقوبات متزامنة على محمد رضا مرهداري ومحمد رضا استاد وسجن بوشهر بموجب «قانون مكافحة أعداء أميركا»، لدورهم في انتهاكات حقوق الإنسان.
وقال وكيل وزارة الخزانة، براين نيلسون، إنه «بعد 40 يوماً من وفاة مهسا أميني المأساوية، يواصل الإيرانيون الاحتجاج بشجاعة في وجه القمع الوحشي وتعطيل الوصول إلى الإنترنت». وأضاف أن بلاده «تفرض عقوبات جديدة على المسؤولين الإيرانيين الذين يشرفون على الأجهزة المتورطة في عمليات القمع العنيفة والقتل؛ بمن في هؤلاء الأطفال، في جزء من التزامنا محاسبة الحكومة الإيرانية على كل مستوياتها».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

احتجز «الحرس الثوري» الإيراني، أمس، ناقلة نقط في مضيق هرمز في ثاني حادث من نوعه في غضون أسبوع، في أحدث فصول التصعيد من عمليات الاحتجاز أو الهجمات على سفن تجارية في مياه الخليج، منذ عام 2019. وقال الأسطول الخامس الأميركي إنَّ زوارق تابعة لـ«الحرس الثوري» اقتادت ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما إلى ميناء بندر عباس بعد احتجازها، في مضيق هرمز فجر أمس، حين كانت متَّجهة من دبي إلى ميناء الفجيرة الإماراتي قبالة خليج عُمان. وفي أول رد فعل إيراني، قالت وكالة «ميزان» للأنباء التابعة للسلطة القضائية إنَّ المدعي العام في طهران أعلن أنَّ «احتجاز ناقلة النفط كان بأمر قضائي عقب شكوى من مدعٍ». وجاءت الو

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)

إسرائيل ترفض اتهامات إيران حول مسؤوليتها عن سقوط الأسد

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)
TT

إسرائيل ترفض اتهامات إيران حول مسؤوليتها عن سقوط الأسد

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم (الأربعاء)، رفض الدولة العبرية الاتهامات الإيرانية بوجود «مؤامرة أميركية - إسرائيلية مشتركة» للإطاحة بنظام الأسد في سوريا، متهماً إيران بمحاولة إقامة «جبهة شرقية» على الحدود مع الأردن، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال كاتس خلال جولة مع قادة عسكريين على الحدود الأردنية، إن المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، «اتهم اليوم إسرائيل بسقوط الأسد... على خامنئي أن يلوم نفسه» بدلاً من ذلك، ويكف عن تمويل المجموعات المسلحة «في سوريا ولبنان وغزة لبناء الأذرع التي يوجهها في محاولة لهزيمة دولة إسرائيل».

وأضاف وزير الدفاع: «جئت اليوم إلى هنا لأضمن أن إيران لن تنجح في بناء ذراع الأخطبوط التي تخطط لها، وتعمل على إنشائها هنا من أجل إقامة جبهة شرقية ضد دولة إسرائيل».

وأشار كاتس إلى أن إيران تقف وراء «محاولات تهريب الأسلحة وتمويل وتعزيز الإرهاب (في الضفة الغربية المحتلة) عبر الأردن».

وقال إنه أصدر تعليمات للجيش «بزيادة العمليات الهجومية ضد أي نشاط إرهابي» في الضفة الغربية و«تسريع بناء السياج على الحدود الإسرائيلية - الأردنية».

في خطابه الأول منذ سقوط نظام الأسد، الأحد، اتهم خامنئي الولايات المتحدة و«الكيان الصهيوني» بالتخطيط للإطاحة بالأسد.

وأوضح: «لا يجب أن يشكك أحد في أن ما حدث في سوريا هو نتاج مخطط أميركي صهيوني مشترك».

وكان للأسد دور استراتيجي في «محور المقاومة» الإيراني المناهض لإسرائيل.