ليبيا: الدبيبة يفاجئ خصومه باتفاقيات عسكرية جديدة مع تركيا

المنفي يدعو مجدداً إلى التوافق على القاعدة الدستورية للانتخابات

جانب من اجتماع المشري مع المبعوث الأممي بطرابلس (مجلس الدولة)
جانب من اجتماع المشري مع المبعوث الأممي بطرابلس (مجلس الدولة)
TT

ليبيا: الدبيبة يفاجئ خصومه باتفاقيات عسكرية جديدة مع تركيا

جانب من اجتماع المشري مع المبعوث الأممي بطرابلس (مجلس الدولة)
جانب من اجتماع المشري مع المبعوث الأممي بطرابلس (مجلس الدولة)

فاجأ عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة المؤقتة في ليبيا، خصومه، بإبرام المزيد من الاتفاقيات العسكرية مع تركيا، بعدما أبرم أمس (الثلاثاء) مع وزير دفاعها خلوصي أكار، «اتفاقيتين عسكريتين للتعاون المشترك».
وقالت حكومة الدبيبة إن «الاتفاقية الأولى تنص على رفع كفاءة قدرات الطيران الحربي في ليبيا بالاستعانة بالخبرات التركية في هذا المجال»، بينما تضمنت الاتفاقية الثانية «بروتوكولات تنفيذية للاتفاقية الأمنية الموقعة من قبل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق السابقة عام 2019».
ووقع الدبيبة باعتباره وزير الدفاع في الحكومة التي يرأسها هذه الاتفاقيات عقب مباحثات مع أكار بمقر وزارة الدفاع التركية بإسطنبول، وبعدما شارك في افتتاح معرض الدفاع الجوي 2022، رفقة رئيس أركان قواته محمد الحداد، ورئيس أركان القوات الجوية، ورئيس جهاز الطيران الإلكتروني.
وبحسب بيان لحكومة الدبيبة فقد أعرب أكار في كلمة له خلال الحفل الافتتاحي، عن سعادته بالتعاون مع وزارة الدفاع الليبية، وتطوير العلاقة بين البلدين في مجال التدريب وبناء المؤسسة العسكرية.
https://twitter.com/Hakomitna/status/1584949598661279744?s=20&t=RRe-oos5N6o8F4-lrZScgw
وقالت الحكومة عبر الناطق باسمها محمد حمودة، إن «بروتوكول تنظيم التعاون العسكري بين وزارتي الدفاع للبلدين، يستهدف أجل تنظيم التعاون لمواد مذكرة التفاهم للتعاون الأمني والعسكري المبرمة في عام 2019». وأوضح حمودة أنه نص على «تشكيل لجنة الدفاع العليا للتعاون الليبي - التركي ولجنة التعاون العسكرية وكيفية عملها ومهامها وتكوين وحداتها، بالإضافة إلى تحديد مجالات التعاون بين البلدين، وكذا تبادل التدريب والاستشارات والخبرات والمعلومات من أجل مكافحة (الإرهاب) و(الجريمة المنظمة) وأمن الحدود ودعم القطاعات العسكرية بالمعدات والأجهزة المتطورة والدعم في مجال الخدمات الطبية العسكرية ورسم الخرائط».
وكشف عن التوقيع على بروتوكول يعنى بتدريبات الطيران الحديثة، وتحديد المبادئ والمسؤوليات المتعلقة بتدريبات الطيران، وأيضاً الضوابط والشروط والالتزامات الواقعة على الطرفين والمتعلقة بمترشحي ومنتسبي هذه التدريبات، اشتمل أيضاً على ملحق لبرامج تدريبات الطيران مثل التدريب على الطائرات النفاثة والنقل والمروحيات.
وفى تأكيد على استمرار تواجد مرتزقة سوريين موالين لتركيا على الأراضي الليبية. اعترف باسل الشهابي أحد قادة ما يسمى بفرقة الحمزة السورية الموالية، أنه كان مؤخراً في ليبيا. وفي استقالة مصورة تداولتها وسائل إعلام محلية مساء أول من أمس، أعلن خلالها انشقاقه على هذه الميلشيات بسبب التجاوزات التي ارتكبتها.
https://twitter.com/ObservatoryLY/status/1585046799517351942?s=20&t=I8nbbu-dX1vKruEz_3sjlg
ولم يصدر على الفور أي تعليق رسمي من فتحي باشاغا رئيس حكومة الاستقرار الموازية، بشأن هذه التطورات، التي تجاهلها أيضاً خالد المشري رئيس مجلس الدولة، لكنه أطلع، أمس، في طرابلس رئيس بعثة الأمم المتحدة عبد الله باتيلي على نتائج اجتماعه الأخير في المغرب مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح.
ونقل المشري عن باتيلي «دعمه لتلك الجهود التي من شأنها تحقيق الاستقرار وتمهد للانتخابات بالبلاد»، مشيرا إلى أنهما بحثا سبل حل الأزمة السياسية الراهنة، عبر التوافق على أسس دستورية سليمة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة تنهي المراحل الانتقالية.
إلى ذلك، أكد محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي خلال اتصال هاتفي مساء أول من أمس مع ريتشارد نورلاند السفير والمبعوث الأميركي الخاص، على «أهمية التوافق بين جميع أطراف العملية السياسية على قاعدة دستورية مؤسسة للاستحقاق الانتخابي». وقال في بيان وزعه مكتبه إنهما «ناقشا الجهود المحلية والدولية لحل الأزمة السياسية في البلاد، وتقديم الدعم الكامل للمبعوث الأممي الجديد عبد الله باتيلي، بالإضافة إلى سبل استكمال المسار الدستوري بين مجلسي النواب والدولة».
وكان المنفي، الذي عين رسميا زياد دغيم عضو مجلس النواب المفصول مستشاراً له للشؤون التشريعية والانتخابات، قد أبلغ رئيس وأعضاء تجمع لمرشحي الانتخابات البرلمانية، مضي المجلس الرئاسي قدماً في العمل بشكل جاد، في تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف لإنجاح الاستحقاق الوطني المهم، المتمثل في الوصول إلى الانتخابات البرلمانية والرئاسية، لعبور الأزمة السياسية الراهنة.
وبعدما أكد على حق كل المرشحين للمطالبة بإجراء الانتخابات، أعرب عن استعداده لدعم مثل هذه المبادرات الوطنية التي تهدف إلى إنهاء المرحلة الانتقالية والوصول لمرحلة الاستقرار الدائم.
https://twitter.com/Dabaibahamid/status/1584890952988372994?s=20&t=uzgOWjftFM4w59BY6_o3rQ
من جهتها، نقلت نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية بحكومة الدبيبة خلال لقاء مع مصطفى مهراج سفير فرنسا الجديد؛ قرب افتتاح سفارة فرنسا لدى ليبيا للعمل من طرابلس. وأعلنت تأكيد الجانبين على «ضرورة الدور الإيجابي الذي تلعبه فرنسا في استقرار ليبيا، تمهيداً للوصول إلى انتخابات برلمانية ورئاسية على أساس إطار دستوري توافقي».
بدوره، أعلن القائم بالأعمال الأميركي في طرابلس ليزلى أوردمان أنه التقى مسؤولين من مصرف ليبيا المركزي وديوان المحاسبة الليبي للتعرف على جهودهم لتعزيز الشفافية في النظام المالي الليبي. وقالت السفارة الأميركية في بيان بأنه هنأهم على اختيارهم للمشاركة في برنامج للتبادل المهني والذي يركز على مكافحة الفساد.
https://twitter.com/USEmbassyLibya/status/1584952004119392256?s=20&t=49QOTHC5s4nb_QeuP7GVPw



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.