لبنان يستأنف الإعادة الطوعية للنازحين السوريين إلى بلادهم

لاجئون سوريون يتجمعون بالقرب من الشاحنات في بلدة عرسال شرقي لبنان استعدادا للعودة إلى سوريا  (أ.ب)
لاجئون سوريون يتجمعون بالقرب من الشاحنات في بلدة عرسال شرقي لبنان استعدادا للعودة إلى سوريا (أ.ب)
TT

لبنان يستأنف الإعادة الطوعية للنازحين السوريين إلى بلادهم

لاجئون سوريون يتجمعون بالقرب من الشاحنات في بلدة عرسال شرقي لبنان استعدادا للعودة إلى سوريا  (أ.ب)
لاجئون سوريون يتجمعون بالقرب من الشاحنات في بلدة عرسال شرقي لبنان استعدادا للعودة إلى سوريا (أ.ب)

استأنف لبنان اليوم الأربعاء خطة الإعادة الطوعية للنازحين السوريين من شرق لبنان باتجاه سوريا، حيث عبرت القافلة الأولى صباح اليوم، على أن يستكمل عبور سائر العائدين في المجموعة الأولى اليوم، بعد الظهر، وتكون جميع الآليات قد عبرت إلى الحدود السورية قبل منتصف الليل.

وبمواكبة من الأمن العام اللبناني الذي نظم رحلة العودة، انطلقت الدفعة الأولى من قافلة النازحين السوريين بعد ظهر اليوم الأربعاء من نقطة التجمع في وادي حميد في عرسال باتجاه مدينة الملاهي على السلسلة الشرقية في الجرود الشرقي، وصولا إلى معبر الزمراني على الحدود اللبنانية السورية باتجاه القلمون الغربي إلى الأراضي السورية. وسلكت الآليات طرقات ترابية نحو قرى دير عطية، فليطا، الجراجير، قارا والنبك في ريف دمشق في سوريا، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وكان الأمن العام اللبناني قد استحدث نقطة عبور في وادي حميد عمل من خلالها على التدقيق والتحقق من أسماء المسجلين الراغبين بالعودة والانتقال من لبنان إلى الأراضي السورية على غرار الرحلات الطوعية السابقة التي توقفت في العام ٢٠١٩ بسبب وباء كورونا.

وحضر وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور حجار إلى وادي حميد عند الساعة السادسة من صباح الأربعاء مطلعاً على طريقة التنظيم وتجمع الآليات في وادي حميد، ورافق القافلة الأولى التي انطلقت نحو معبر الزمراني، وهي تضم مائة وخمسين آلية بين شاحنة وجرار زراعي ودراجة نارية و٢٥٠ سوريا ولبنانيا معظمهم من بلدة عرسال يعملون على نقل أمتعة السوريين بآلياتهم وشاحناتهم وجراراتهم الزراعية.

وأوقف الجيش اللبناني القافلة الأولى عند نقطة المعبر بمواكبة أمنية مشددة لمخابرات البقاع الشمالي.

وأكد الوزير هكتور حجار الذي رافق القافلة إلى الزمراني، أن ٥٠ في المائة من القافلة الطوعية قد سلكت معبر الزمراني بطريقة سريعة ومنظمة، وتوقع أن تستمر عملية العودة الطوعية حتى منتصف الليل. وشكر الأجهزة الأمنية على القيام بدورها في «هذا اليوم الوطني الكبير».

وأكد الوزير حجار أن الرحلات الطوعية للنازحين السوريين «ستستمر في الأيام القليلة المقبلة»، موضحاً: «هناك دفعة ثانية وثالثة ورابعة سنستمر بالعمل معاً من أجل العودة الطوعية»، مضيفاً: «نحن لا نقوم بعمليات استعراض حول الأعداد، القرار السياسي اتخذ بالعودة ثم العودة ثم العودة الطوعية».
ورغم الطقس الماطر، تعمل القوى الأمنية على استكمال رحلات العودة الطوعية للنازحين السوريين في نقطة التجمع من وادي حميد في عرسال باتجاه قرى القلمون الغربي ومن المتوقع أن تستمر عمليات العودة حتى ساعات المساء.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.