بعد تعهد ميلوني بوقف الهجرة... مخاوف على حياة 1300 عالق بالبحر المتوسط

رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني (أ.ف.ب)
رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني (أ.ف.ب)
TT

بعد تعهد ميلوني بوقف الهجرة... مخاوف على حياة 1300 عالق بالبحر المتوسط

رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني (أ.ف.ب)
رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني (أ.ف.ب)

تعهّدت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني، أمس الثلاثاء، بوقف الهجرة غير الشرعية من إفريقيا ووضع حدّ للاتجار بالبشر في البحر الأبيض المتوسط، في وقت نبّهت منظمة تدير خطاً ساخناً للانقاذ إلى أن أكثر من 1300 شخص عالقون في «المتوسط» حالياً.
وفيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية، أكدت ميلوني، أمس، رغبة حكومتها في «وقف الهجرة غير الشرعية (من إفريقيا)، ووضع حد للاتجار بالبشر» في البحر الأبيض المتوسط، لا سيما من خلال تجنيب الهجرة غير الشرعية من ليبيا.
وشدّدت على أن الوقت حان لمنع المهرّبين من أن يكونوا «هم من يقرر من يدخل» إيطاليا، في حين قال وزير داخلية حكومتها إنه قد يمنع السفن الإنسانية من جلب المهاجرين الذين جرى إنقاذهم إلى إيطاليا، مما يعيد إحياء سياسة مثيرة للجدل تعود لعام 2019.
وفي وقت سابق، الثلاثاء، نبّهت جمعية «ألارم فون (Alarm Phone)»؛ وهي منظمة غير حكومية تدير خطاً ساخناً للمهاجرين الذين يواجهون صعوبات، إلى أنها تعتقد أن سفينتين تحملان معًا أكثر من 1300 شخص واجهتا مشكلات أثناء العبور.
ولفتت إلى أنها تلقّت اتصالاً للنجدة من «قارب خشبي كبير غادر طبرق في ليبيا».
وقالت المنظمة، على «تويتر» إن القارب «موجود الآن في مناطق البحث والإنقاذ في مالطا وإيطاليا»؛ في إشارة إلى مناطق البحث والإنقاذ البحري التي تقع ضمن مسؤوليات روما وفاليتا.
وفي تغريدةٍ لاحقة، أشارت المنظمة إلى أنها تعتقد أن هناك قاربين غادرا ليبيا معاً، مضيفة: «قيل لنا إن أحدهما يحمل نحو 700 شخص، والثاني نحو 650 شخصًا. ورد أن شخصًا تُوفي، ولم تعد المحرّكات تعمل»، داعية إلى «عملية إنقاذ طارئة».
في سياق منفصل، انتشل خفر السواحل الإيطالي جثتيْ توأمين يبلغان من العمر شهرًا واحدًا فقط تُوفيا، الاثنين، خلال رحلة عبور من تونس إلى إيطاليا، بحسب تقارير إعلامية إيطالية.
وذكرت التقارير أن الصبي والفتاة كانا يعانيان نقص الوزن بشكل خطير، وأن والديهما كانا يأملان في أن ينقذهما الأطباء الإيطاليون.
لطالما كانت إيطاليا على الخط الأمامي للهجرة، حيث تستقبل عشرات الآلاف من الأشخاص الذين يحاولون الوصول إليها عبر البحر.
وتُقلّ سفينتا إغاثة حالياً في البحر الأبيض المتوسط - سفينة Humanity 1 وسفينة Ocean Viking - نحو 300 شخص، بعد عمليات إنقاذ متعددة في البحر.
وقال وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي، الثلاثاء، إن السفن «لا تتماشى مع روح اللوائح الأوروبية والإيطالية» بشأن أمن الحدود، مشيراً إلى أنه يدرس ما إذا كان سيحظر دخولها المياه الإيطالية.
تجمع بيانتيدوسي علاقات وثيقة مع وزير النقل الجديد ماتيو سالفيني؛ حليف ميلوني، وقد يتّحدان لإيقاف جمعيات الإنقاذ الخيرية التي يَعدُّها اليمين «عامل جذب» للمهاجرين.
ويخضع حالياً سالفيني، الذي يقود حزب الرابطة المناهض للهجرة، للمحاكمة؛ بسبب منع وصول مهاجرين في البحر خلال عام 2019 أثناء فترة تولّيه منصب وزير الداخلية.
وتشمل صلاحياته الحالية بوصفه وزيراً للنقل، التحكم بخفر السواحل.
وفي خطابها أمام البرلمان، قالت ميلوني إن حق اللجوء للفارّين من الحرب والاضطهاد سيتم احترامه.
لكن الجمعيات الإنسانية تقول إن هذه الحقوق غير موجودة، بموجب اتفاق يرعاه الاتحاد الأوروبي بين إيطاليا وليبيا، والذي بموجبه يعترض ما يسمَّى خفر السواحل الليبي، المهاجرين في البحر ويعيدهم قسراً إلى ليبيا.
ويقول ناشطون حقوقيون إنه جرى اعتراض نحو 100 ألف شخص منذ عام 2017. ويعتقد أن معظمهم انتهى بهم المطاف في مراكز الاحتجاز الليبية التي شبّهها البابا فرانسيس بمعسكرات الاعتقال.
وأمام الحكومة الإيطالية الجديدة مهلة حتى الأسبوع المقبل لتقرير ما إذا كانت ستلغي الاتفاق أو ستسمح بتجديده تلقائياً لـ3 سنوات إضافية.


مقالات ذات صلة

باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

العالم باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها تأمل في أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني بعدما ألغيت بسبب تصريحات لوزير الداخلية الفرنسي حول سياسية الهجرة الإيطالية اعتُبرت «غير مقبولة». وكان من المقرر أن يعقد تاياني اجتماعا مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا مساء اليوم الخميس. وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمانان قد اعتبر أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها. وكتب تاياني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقررا مع الوزيرة كولونا»، مشيرا إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإي

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

في عملية واسعة النطاق شملت عدة ولايات ألمانية، شنت الشرطة الألمانية حملة أمنية ضد أعضاء مافيا إيطالية، اليوم (الأربعاء)، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وأعلنت السلطات الألمانية أن الحملة استهدفت أعضاء المافيا الإيطالية «ندرانجيتا». وكانت السلطات المشاركة في الحملة هي مكاتب الادعاء العام في مدن في دوسلدورف وكوبلنتس وزاربروكن وميونيخ، وكذلك مكاتب الشرطة الجنائية الإقليمية في ولايات بافاريا وشمال الراين - ويستفاليا وراينلاند – بفالتس وزارلاند.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق إيطاليا ترفع الحظر عن «تشات جي بي تي»

إيطاليا ترفع الحظر عن «تشات جي بي تي»

أصبح برنامج «تشات جي بي تي» الشهير الذي طورته شركة الذكاء الاصطناعي «أوبن إيه آي» متاحا مجددا في إيطاليا بعد علاج المخاوف الخاصة بالخصوصية. وقالت هيئة حماية البيانات المعروفة باسم «جارانتي»، في بيان، إن شركة «أوبن إيه آي» أعادت تشغيل خدمتها في إيطاليا «بتحسين الشفافية وحقوق المستخدمين الأوروبيين». وأضافت: «(أوبن إيه آي) تمتثل الآن لعدد من الشروط التي طالبت بها الهيئة من أجل رفع الحظر الذي فرضته عليها في أواخر مارس (آذار) الماضي».

«الشرق الأوسط» (روما)
العالم إيطاليا في «يوم التحرير»... هل تحررت من الإرث الفاشي؟

إيطاليا في «يوم التحرير»... هل تحررت من الإرث الفاشي؟

في الخامس والعشرين من أبريل (نيسان) من كل عام تحتفل إيطاليا بـ«عيد التحرير» من النازية والفاشية عام 1945، أي عيد النصر الذي أحرزه الحلفاء على الجيش النازي المحتلّ، وانتصار المقاومة الوطنية على الحركة الفاشية، لتستحضر مسيرة استعادة النظام الديمقراطي والمؤسسات التي أوصلتها إلى ما هي عليه اليوم. يقوم الدستور الإيطالي على المبادئ التي نشأت من الحاجة لمنع العودة إلى الأوضاع السياسية التي ساهمت في ظهور الحركة الفاشية، لكن هذا العيد الوطني لم يكن أبداً من مزاج اليمين الإيطالي، حتى أن سيلفيو برلوسكوني كان دائماً يتغيّب عن الاحتفالات الرسمية بمناسبته، ويتحاشى المشاركة فيها عندما كان رئيساً للحكومة.

شوقي الريّس (روما)
شمال افريقيا تعاون مصري - إيطالي في مجال الاستثمار الزراعي

تعاون مصري - إيطالي في مجال الاستثمار الزراعي

أعلنت الحكومة المصرية عن عزمها تعزيز التعاون مع إيطاليا في مجال الاستثمار الزراعي؛ ما يساهم في «سد فجوة الاستيراد، وتحقيق الأمن الغذائي»، بحسب إفادة رسمية اليوم (الأربعاء). وقال السفير نادر سعد، المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء المصري، إن السفير الإيطالي في القاهرة ميكيلي كواروني أشار خلال لقائه والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، (الأربعاء) إلى أن «إحدى أكبر الشركات الإيطالية العاملة في المجال الزراعي لديها خطة للاستثمار في مصر؛ تتضمن المرحلة الأولى منها زراعة نحو 10 آلاف فدان من المحاصيل الاستراتيجية التي تحتاج إليها مصر، بما يسهم في سد فجوة الاستيراد وتحقيق الأمن الغذائي». وأ

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
TT

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)

قال مسؤول كبير في مجال الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة، الجمعة، إن قراصنة إلكترونيين صينيين يتخذون مواطئ قدم في بنية تحتية خاصة بشبكات حيوية أميركية في تكنولوجيا المعلومات تحسباً لصدام محتمل مع واشنطن.

وقال مورغان أدامسكي، المدير التنفيذي للقيادة السيبرانية الأميركية، إن العمليات الإلكترونية المرتبطة بالصين تهدف إلى تحقيق الأفضلية في حالة حدوث صراع كبير مع الولايات المتحدة.

وحذر مسؤولون، وفقاً لوكالة «رويترز»، من أن قراصنة مرتبطين بالصين قد اخترقوا شبكات تكنولوجيا المعلومات واتخذوا خطوات لتنفيذ هجمات تخريبية في حالة حدوث صراع.

وقال مكتب التحقيقات الاتحادي مؤخراً إن عملية التجسس الإلكتروني التي أطلق عليها اسم «سالت تايفون» شملت سرقة بيانات سجلات مكالمات، واختراق اتصالات كبار المسؤولين في الحملتين الرئاسيتين للمرشحين المتنافسين قبل انتخابات الرئاسة الأميركية في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) ومعلومات اتصالات متعلقة بطلبات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة.

وذكر مكتب التحقيقات الاتحادي ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية أنهما يقدمان المساعدة الفنية والمعلومات للأهداف المحتملة.

وقال أدامسكي، الجمعة، إن الحكومة الأميركية «نفذت أنشطة متزامنة عالمياً، هجومية ودفاعية، تركز بشكل كبير على إضعاف وتعطيل العمليات الإلكترونية لجمهورية الصين الشعبية في جميع أنحاء العالم».

وتنفي بكين بشكل متكرر أي عمليات إلكترونية تستهدف كيانات أميركية. ولم ترد السفارة الصينية في واشنطن على طلب للتعليق بعد.