كسوف جزئي للشمس... عشق الهواة وفائدة وحيدة للعلماء

غطاء سحابي أعاق رصد الظاهرة ببعض البلاد العربية

أجهزة مركز الفلك الدولي ترصد الكسوف بالإمارات.
أجهزة مركز الفلك الدولي ترصد الكسوف بالإمارات.
TT

كسوف جزئي للشمس... عشق الهواة وفائدة وحيدة للعلماء

أجهزة مركز الفلك الدولي ترصد الكسوف بالإمارات.
أجهزة مركز الفلك الدولي ترصد الكسوف بالإمارات.

مر القمر أمام الشمس اليوم الثلاثاء مسبباً كسوفاً جزئياً للشمس، وهو آخر كسوف في عام 2022، والسادس عشر خلال القرن الحالي، وكان مرئياً فقط في بعض مناطق الأرض، وبشكل أساسي في أجزاء من أوروبا وأفريقيا وآسيا، ولم يكن مرئياً في الولايات المتحدة.
وشاهدت كل الدول العربية، باستثناء المغرب وموريتانيا وجزر القمر، هذا الكسوف، الذي يعد من الأحداث المهمة التي يقبل عليها هواة متابعة الظواهر الفلكية، بينما لا يحظى باهتمام كبير من العلماء، إذ تقتصر فائدته فقط، على التأكد من دقة الحسابات الفلكية.
وتعكس ظاهرتا الكسوف والخسوف بوضوح حركة القمر حول الأرض، وحركة الأرض حول الشمس، ولذلك يمكن الاستفادة منهما للتأكد من بدايات ونهايات الأشهر القمرية أو الهجرية، وحدث كسوف الثلاثاء كان في نهاية شهر ربيع الأول وعند اقتران شهر ربيع الآخر لعام 1444.
وبينما تأكد العلماء من دقة حساباتهم، وتابع عشاق الفلك الظاهرة في مناطق متفرقة من العالم، أعاق الغطاء السحابي الذي تشكل في بعض المناطق بالدول العربية، متابعة الظاهرة.
و«حرم الغطاء السحابي الذي تشكل في المناطق الشمالية من مصر، هواة الفلك، من متابعة الظاهرة، حيث تشكلت كميات كبيرة من السُحب على ارتفاعات مُختلفة، ما أعاق عملية الرصد، بينما كانت الظروف الجوية أفضل لعمليات الرصد في المناطق الجنوبية»، حسبما قالت منار غانم، عضو المركز الإعلامي لـ«هيئة الأرصاد الجوية» لـ«الشرق الأوسط».
وسمحت الظروف الجوية المواتية في الجنوب لزوار معابد الكرنك بالأقصر بالاستمتاع برصد الظاهرة عبر فاعلية علمية نظمتها وزارة السياحة والآثار، بالتعاون مع المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، في الساحة الأمامية لتلك المعابد، حيث قام المعهد بتوفير عدد من التلسكوبات والنظارات للزائرين من المصريين والسائحين حتى يتسنى لهم الاستمتاع برصد هذه الظاهرة.
وتكرر نفس المشهد بين مناطق استمتعت بمشاهدة الكسوف، وأخرى حرمها الغطاء السحابي في دول الأردن وفلسطين ولبنان وسوريا والعراق والسعودية، حيث تأثرت تلك الدول، وفق موقع طقس العرب، بمنخفض جوي في طبقات الجو العُليا مُرفق بكتلة هوائية باردة ورطبة، وامتداد لمُنخفض جوي سطحي من المملكة العربية السعودية يُسمى بمنخفض البحر الأحمر، بالتزامن مع هبوب تيارات هوائية دافئة ورطبة شبه مدارية، ما يؤدي إلى نشوء أحوال جوية غير مستقرة.
وإذا كان الغطاء السحابي قد حرم بعض المناطق في الدول التي يظهر فيها الكسوف من المشاهدة، فإن هناك دولاً لم تكن مدرجة في الأساس ضمن الأقاليم التي سيظهر فيها الكسوف، ومثل كل كسوف جزئي أو كلي للشمس، كان كسوف الثلاثاء مرئيًّا فقط من أجزاء معينة من العالم، لأن القمر أصغر بكثير من الأرض، لذا فإن ظله لا يغطي سوى مساحة تبلغ بضع مئات من الأميال.
ولتمكين محبي متابعة الظواهر الفلكية من هذه المناطق التي لن ترى الكسوف، قدمت العديد من المواقع خدمة مشاهدة الحدث الشمسي مباشرة على الإنترنت مثل موقع (ProfoundSpace.org) وموقع (Time and Date)، وفي المنطقة العربية أعلن مرصد الفلك الدولي بالإمارات والمعهد القومي للبحوث الفلكية بمصر عن تقديم تلك الخدمة على منصاتهما بمواقع التواصل الاجتماعي.
وبدأ الكسوف قبل التاسعة صباحاً بدقيقتين بتوقيت غرينتش في أيسلندا، وانتهى قبالة سواحل الهند في الساعة الأولى بعد الظهر بتوقيت غرينتش، وما بين بدايته ونهايته، عبر في طريقه أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط، وفقاً لبيان صادر أول من أمس عن معهد الميكانيكا السماوية وحساب التقويم الفلكي، التابع لمرصد باريس الفرنسي.
ولم يشهد أي مكان على الأرض كسوفاً كلياً للشمس في هذا الحدث، لأنه خلال هذا الكسوف لن يكون القمر والشمس متوازيين تماماً، ويُطلق على الحد الأقصى من الشمس التي يغطيها القمر كما يُرى من الأرض أثناء الكسوف نقطة الكسوف المركزي، وهذا هو المكان الذي يكون فيه مركز القمر أقرب ما يكون إلى مركز الشمس.
ويقول موقع «space.com «في تقرير نشره الثلاثاء، إن نقطة الكسوف المركزي في أقصى درجاتها، كانت فوق القطب الشمالي حيث غطى القمر 82% من الشمس خلال هذا الكسوف الجزئي للشمس، وهذه النقطة ليست مستقرة وتنجرف عبر الأرض أثناء الكسوف.
ومع تحرك نقطة الكسوف المركزي بعيداً عن القطب الشمالي، رأى المراقبون في روسيا نحو 80% من الشمس يكسفها القمر، وانخفض هذا المستوى من التغطية الشمسية إلى نحو 70% فوق الصين، و63% فوق النرويج، و62% فوق فنلندا.
وفي المنطقة العربية، كانت أعلى نسبة للكسوف في شمال العراق، تليها بلاد الشام والنصف الشمالي من الجزيرة العربية، ومن ثم مصر والنصف الجنوبي من الجزيرة العربية، بعدها تأتي دول مثل ليبيا وتونس والسودان والصومال وجيبوتي، وكان مرئياً بشكل بسيط جداً في شمال شرقي الجزائر، وفق مركز الفلك الدولي بالإمارات.


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

«الفيوم السينمائي» يراهن على «الفنون المعاصرة» والحضور الشبابي

إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
TT

«الفيوم السينمائي» يراهن على «الفنون المعاصرة» والحضور الشبابي

إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)

يراهن مهرجان «الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة» في نسخته الأولى التي انطلقت، الاثنين، وتستمر حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي على الفنون المعاصرة والحضور الشبابي، مع تقديم عدد من العروض في جامعة الفيوم.

وشهد حفل انطلاق المهرجان تكريم الممثلة المصرية إلهام شاهين، والمنتجة التونسية درة بو شوشة، إضافة إلى الممثل المصري حمزة العيلي، مع حضور عدد من الفنانين لدعم المهرجان، الذي استقبل ضيوفه على «سجادة خضراء»، مع اهتمامه وتركيزه على قضايا البيئة.

وتحدثت إلهام شاهين عن تصويرها أكثر من 15 عملاً، بين فيلم ومسلسل، في الفيوم خلال مسيرتها الفنية، مشيدة خلال تصريحات على هامش الافتتاح بإقامة مهرجان سينمائي متخصص في أفلام البيئة بموقع سياحي من الأماكن المتميزة في مصر.

وأبدى محافظ الفيوم، أحمد الأنصاري، سعادته بإطلاق الدورة الأولى من المهرجان، بوصفه حدثاً ثقافياً غير مسبوق بالمحافظة، مؤكداً -في كلمته خلال الافتتاح- أن «إقامة المهرجان تأتي في إطار وضع المحافظة على خريطة الإنتاج الثقافي السينمائي التي تهتم بالبيئة والفنون المعاصرة».

جانب من الحضور خلال حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

وبدأ المهرجان فعالياته الثلاثاء بندوات حول «السينما والبيئة»، ومناقشة التحديات البيئية بين السينما والواقع، عبر استعراض نماذج مصرية وعربية، إضافة إلى فعاليات رسم الفنانين على بحيرة قارون، ضمن حملة التوعية، في حين تتضمن الفعاليات جلسات تفاعلية مع الشباب بجانب فعاليات للحرف اليدوية، ومعرض للفنون البصرية.

ويشهد المهرجان مشاركة 55 فيلماً من 16 دولة، من أصل أكثر من 150 فيلماً تقدمت للمشاركة في الدورة الأولى، في حين يُحتفى بفلسطين ضيف شرف للمهرجان، من خلال إقامة عدة أنشطة وعروض فنية وسينمائية فلسطينية، من بينها فيلم «من المسافة صفر».

وقالت المديرة الفنية للمهرجان، الناقدة ناهد صلاح: «إن اختيارات الأفلام تضمنت مراعاة الأعمال الفنية التي تتطرق لقضايا البيئة والتغيرات المناخية، إضافة إلى ارتباط القضايا البيئية بالجانب الاجتماعي»، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» حرصهم في أن تراعي الاختيارات تيمة المهرجان، بجانب إقامة فعاليات مرتبطة بالفنون المعاصرة ضمن جدول المهرجان.

وأبدى عضو لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة، الناقد السعودي خالد ربيع، حماسه للمشاركة في المهرجان بدورته الأولى، لتخصصه في القضايا البيئية واهتمامه بالفنون المعاصرة، وعَدّ «إدماجها في المهرجانات السينمائية أمراً جديراً بالتقدير، في ظل حرص القائمين على المهرجان على تحقيق أهداف ثقافية تنموية، وليس فقط مجرد عرض أفلام سينمائية».

إلهام شاهين تتوسط عدداً من الحضور في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «تركيز المهرجان على تنمية قدرات الشباب الجامعي، وتنظيم ورش متنوعة لتمكين الشباب سينمائياً أمر يعكس إدراك المهرجان للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، التي ستُساعد في دعم المواهب الشبابية في الفيوم»، لافتاً إلى أن «اختيارات لجنة المشاهدة للأفلام المتنافسة على جوائز المهرجان بمسابقاته الرسمية ستجعل هناك منافسة قوية، في ظل جودتها وتميز عناصرها».

يذكر أن 4 أفلام سعودية اختيرت للمنافسة في مسابقتي «الأفلام الطويلة» و«الأفلام القصيرة»؛ حيث يشارك فيلم «طريق الوادي» للمخرج السعودي خالد فهد في مسابقة «الأفلام الطويلة»، في حين تشارك أفلام «ترياق» للمخرج حسن سعيد، و«سليق» من إخراج أفنان باويان، و«حياة مشنية» للمخرج سعد طحيطح في مسابقة «الأفلام القصيرة».

وأكدت المديرة الفنية للمهرجان أن «اختيار الأفلام السعودية للمشاركة جاء لتميزها فنياً ومناسبتها لفكرة المهرجان»، لافتة إلى أن «كل عمل منها جرى اختياره لكونه يناقش قضية مختلفة، خصوصاً فيلم (طريق الوادي) الذي تميز بمستواه الفني المتقن في التنفيذ».