المعتقل في «سرقة القرن» يكشف أسماء مسؤولين كبار متورطين

وزير الداخلية العراقي الفريق عثمان الغانمي أكد تسليم المعتقل الرئيسي لأجهزة الاختصاص
وزير الداخلية العراقي الفريق عثمان الغانمي أكد تسليم المعتقل الرئيسي لأجهزة الاختصاص
TT
20

المعتقل في «سرقة القرن» يكشف أسماء مسؤولين كبار متورطين

وزير الداخلية العراقي الفريق عثمان الغانمي أكد تسليم المعتقل الرئيسي لأجهزة الاختصاص
وزير الداخلية العراقي الفريق عثمان الغانمي أكد تسليم المعتقل الرئيسي لأجهزة الاختصاص

أعلن وزير الداخلية العراقي الفريق عثمان الغانمي أن قوة خاصة من وزارة الداخلية «أوقفت المتهم الرئيس فيما بات يعرف في العراق بـ(سرقة القرن) نور زهير جاسم في طائرته الخاصة التي كان ينوي مغادرة البلاد على متنها»، ولك بعد صدور مذكرة إلقاء قبض بحقه قبل أربعة إيام من اعتقاله.
ووفقاً لمعلومات أدلت بها الجهات الأمنية في مطار بغداد وعضو لجنة النزاهة البرلمانية النائب مصطفى سند، كان «جاسم قد أكمل كل الإجراءات اللازمة للسفر، لأن مذكرة منع السفر لم تكن قد وصلت بعد إلى سلطات المطار. وفيما كانت تنتظره طائرته الخاصة على مدرج مطار بغداد الدولي، كان هو ينتظر وقت الإقلاع في قاعة كبار الزوار».
وقال الفريق الغانمي، في تصريح متلفز بعد العملية: «بعد أن علمت أجهزة وزارته بأن المتهم الرئيس في عملية السرقة الكبرى هذه، التي تبلغ نحو مليارين ونصف المليار دولار من أمانات هيئة الضرائب، طلب من القضاء إرسال مذكرة اعتقال حسب الأصول، وهو ما حصل فعلاً».
وأضاف الغانمي أنه بعد تسلمه «مذكرة الاعتقال التي وصلت إليه قبل توجه المتهم إلى مطار بغداد بهدف السفر، كان قد شكل قوة خاصة من الوزارة انتظرت المتهم في المطار حتى أكمل كل إجراءات السفر، بما في ذلك تأشير جوازه كونه حتى تلك الساعة غير ممنوع من السفر، وما إن صعد إلى طائرته الخاصة حتى تم إنزاله منها».
من جانب آخر، وزعت الأجهزة المسؤولة عن احتجاز المتهم في أحد مراكز الشرطة بعد أن جرى تسليمه إلى جهة الاختصاص، وهي محكمة الكرخ الثانية، صوراً حصرية له داخل أحد مراكز الاعتقال. وطبقاً للصور، فقد بدا طبيعياً وبوجه شبه باسم، وهو يضع ساعة ثمينة على معصمه الأيسر.
إلى ذلك، وطبقاً لمعلومات متطابقة بدأت تتسرب عن الإجراءات التي تم اتخاذها بحق المتهم منذ لحظة الاعتقال غير المسبوق، فإنه أدلى باعترافات بشأن تورط وزيرين و7 وكلاء وزارة و11 مديراً عاماً في القضية التي شغلت الرأي العام العراقي. وفي حال تم تأكيد هذه المعلومات رسمياً، فإن هذه الاعترافات ستكون أول خطوة في عملية تفكيك لمنظومة الفساد في العراق، الذي بدأ يتفشى في العراق بعد فترة قصيرة من احتلاله على يد القوات الأميركية عام 2003.
وطبقاً لتصريحات كان أدلى بها رئيس المؤتمر الوطني العراقي السابق أحمد الجلبي (توفي بشكل مفاجئ عام 2015)، فإن مجموع الأموال التي نهبت من العراق بعد عام 2003 بلغت نحو 300 مليار دولار، من مجموع دخل الخزينة العراقية حتى ذلك الوقت، الذي بلغ ترليوناً و200 مليار دولار.
وفي العام الماضي، قدمت رئاسة الجمهورية في عهد الرئيس السابق برهم صالح، مشروع قانون إلى البرلمان العراقي، بهدف استعادة أموال العراق المهربة إلى خارج البلاد، التي أحصتها الهيئات المتخصصة في الرئاسة بنحو 156 مليار دولار.
لكن ما بات يسمى «سرقة القرن» يُعد صفقة السرقة الأكبر التي ترتكب في جهة واحدة هي هيئة الضرائب العامة، التي تودع فيها أمانات الشركات ورجال الأعمال.
وكان وزير النفط والمالية بالوكالة، إحسان عبد الجبار، قد كشف قبيل إقالته من منصبه كوزير بالوكالة للمالية، في بيان له، أن الجهات المتورطة في الصفقة هي التي ضغطت من أجل إقالته من وزارة المالية التي كان تسلمها من الوزير المستقيل علي علاوي.
ويعد علاوي، الذي تولى مناصب وزارية عدة مرات بعد عام 2003، واحداً من أهم الخبراء الاقتصاديين. وكان قد برر استقالته من الحكومة في بيان مطول شخص فيه بالتفاصيل مشكلة الفساد في البلاد منذ عام 2003 وإلى اليوم.
وفيما لم تصدر بعد مذكرات اعتقال بحق متهمين آخرين، فإن مذكرة إحضار صدرت بحق رئيس اللجنة المالية السابق في البرلمان العراقي، هيثم الجبوري، الذي باتت تحوم حوله شبهات في هذه الصفقة، برغم نفيه المستمر، كون المتهم الرئيس نور زهير كان في فترة سابقة مديراً لمكتبه.
وذكرت معلومات أنه بينما لم يكن نور زهير يملك شيئاً طبقاً لتصريح الجبوري في برنامج تلفازي، فإنه وفي غضون أقل من سنتين امتلك عمارتين ونصف مول وفندق 5 نجوم و35 عقاراً في حي المنصور، وهو أرقى أحياء العاصمة العراقية بغداد، حيث يتجاوز سعر المتر الواحد لقطعة الأرض نحو 30 ألف دولار.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

ماذا وراء تفجر العنف وأعمال القتل في سوريا؟

من جنازة أحد قتلى الاشتباكات في اللاذقية (رويترز)
من جنازة أحد قتلى الاشتباكات في اللاذقية (رويترز)
TT
20

ماذا وراء تفجر العنف وأعمال القتل في سوريا؟

من جنازة أحد قتلى الاشتباكات في اللاذقية (رويترز)
من جنازة أحد قتلى الاشتباكات في اللاذقية (رويترز)

تشهد سوريا أسوأ موجة لإراقة الدماء منذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد من السلطة؛ إذ وردت أنباء عن مقتل أكثر من 1000 شخص في أعمال عنف تجتاح منطقة الساحل السوري منذ يوم الخميس.

وأدى العنف إلى مواجهة بين قوات الأمن التابعة للحكومة ومقاتلين من الأقلية العلوية التي ينتمي لها الأسد.

ومن بين القتلى مئات المدنيين العلويين الذين قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنهم قُتلوا في أعمال انتقامية بعد هجمات على قوات الأمن، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

فما الذي أدى إلى تفجر العنف، وكيف كان رد فعل الرئيس أحمد الشرع، وما الذي قالته القوى العالمية؟

كيف اندلع العنف؟

بدأ العنف يتصاعد، يوم الخميس، عندما قالت السلطات إن قواتها في منطقة الساحل تعرضت لهجوم من مقاتلين متحالفين مع نظام الأسد المخلوع.

وأرسلت الحكومة تعزيزات إلى المنطقة التي يسكنها العلويون لسحق ما وصفته بأنه هجوم مميت ومدروس ومتعمَّد من قِبل فلول حكومة الأسد.

ومع انتشار التعزيزات الحكومية بدأت المساجد في المناطق الموالية للإدارة الجديدة في دعوة الناس إلى الجهاد لدعم قوات الأمن.

وبحلول بعد ظهر يوم الجمعة بدأت التقارير ترد عن مقتل عشرات المدنيين في أعمال انتقامية طائفية ببلدات وقرى علوية. وبحلول مساء الأحد قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، وهو منظمة معنية بمراقبة الصراع في سوريا ومقرها بريطانيا، إن 973 مدنياً قُتلوا في هجمات انتقامية نفذتها القوات الحكومية أو مقاتلون متحالفون معهم.

وأضاف «المرصد» أن أكثر من 250 من المقاتلين العلويين لاقوا حتفهم، كما قُتل أكثر من 230 من أفراد قوات الأمن الحكومية.

ولم يتسن لـ«رويترز» التحقق بشكل مستقل من إجمالي عدد القتلى.

ما هي الطائفة العلوية؟

الطائفة العلوية هي ثاني أكبر طائفة في سوريا بعد السُّنة، وعقيدتها منبثقة عن المذهب الشيعي.

واعتمدت الدولة السورية في عهد الأسد بشكل كبير على الطائفة العلوية في تشكيل صفوف الجيش والأجهزة الأمنية التي عُرفت بوحشيتها خلال حكم عائلة الأسد الذي استمر أكثر من 5 عقود.

ووضع ذلك كثيراً من العلويين على جبهة الحرب الأهلية التي نشبت بعد احتجاجات على حكم الأسد في 2011. واكتسب الصراع أبعاداً طائفية مع سعي جماعات من المعارضة المسلحة من السُّنة لإسقاط حكومة الأسد المدعومة من إيران وجماعة «حزب الله» اللبنانية.

وقاد الشرع أقوى جماعة سُنية كانت تقاتل الأسد. وكانت تعرف في البداية باسم «جبهة النصرة»، وكانت فرعاً لتنظيم «القاعدة» حتى قطع الشرع صلته بالتنظيم المتشدد في 2016، وغيَّر اسم الجماعة إلى «هيئة تحرير الشام».

ومنذ الإطاحة بالأسد، تعهد الشرع بإدارة سوريا بطريقة شاملة لا تستبعد طرفاً، لكنه تواصل علناً مع أكراد ومسيحيين ودروز، ولم يعقد اجتماعات معلنة مع شخصيات علوية مهمة.

ويقول كثير من العلويين إنهم عانوا مثل بقية السوريين تحت حكم بشار ووالده حافظ الأسد.

وقبل التصعيد الأحدث، يوم الخميس، تحدث نشطاء علويون عن أعمال عنف وهجمات على الطائفة بعد الإطاحة بالأسد خصوصاً في ريفيْ حمص واللاذقية.

ماذا قال الشرع عن العنف؟

قال الشرع في كلمة، الأحد، إن فلول نظام الأسد، بدعم من أطراف خارجية، تسعى إلى بث الفتنة، وإعادة سوريا إلى الحرب الأهلية بهدف تقسيمها.

ووعد بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق، وقال إنه سيتم إعلان ما تتوصل إليه، وتعهد بمحاسبة أي متورط في سفك دماء المدنيين أو إساءة معاملتهم أياً كان.

كما أعلن عن تشكيل لجنة تهدف إلى الحفاظ على السلم الأهلي، وستُكلف بالتواصل مع سكان منطقة الساحل، وتزويدهم بالدعم الذي يحتاجون إليه لضمان حمايتهم.