أميركا تتهم الصين بعملية تجسس كبرى

13 شخصاً بينهم 10 من المخابرات الصينية

وزارة العدل الأميركية (رويترز)
وزارة العدل الأميركية (رويترز)
TT

أميركا تتهم الصين بعملية تجسس كبرى

وزارة العدل الأميركية (رويترز)
وزارة العدل الأميركية (رويترز)

كشفت وزارة العدل الأميركية، الاثنين، ما وصفته بأنه عملية تجسس كبرى حاولت الحكومة الصينية تنفيذها عبر 13 شخصاً، بينهم 10 يعملون مباشرة لمصلحة المخابرات الصينية، تتضمن تهريب أشخاص ومعدات من مؤسسات أميركية، بالإضافة إلى التدخل بهدف «تقويض حكم القانون» في الولايات المتحدة.
وعقد وزير العدل الأميركي ميريك غارلاند مؤتمراً صحافياً شارك فيه مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي «أف بي آي» كريستوفر راي ومدعون عامون من ولايتي نيويورك ونيوجرسي. وفيما أفادت تقارير إعلامية أن بعض التهم تتعلق بـ«مواطنين صينيين» حاولوا «تجنيد مواطنين أميركيين» للعمل لمصلحة المخابرات الصينية، بما في ذلك محاولة عرقلة محاكمة لا تزال جارية ضد شركة «هواوي» الصينية للاتصالات، في إطار حملة أوسع على ما وصفوه بـ«الجهود المبذولة لممارسة نفوذ غير قانوني في الولايات المتحدة».
وجرى توجيه تهم جنائية إلى المواطنين الصينيين غوتشون هي وتشانغ وانغ في شكوى جنائية مؤرخة في 20 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري وأعلنت تفاصيلها الاثنين. لم تذكر وثائق المحكمة اسم الشركة، لكن شخصاً مطلعاً على التحقيق قال لـ«رويترز» إنهم «كانوا يحاولون التدخل في محاكمة هواوي». وفي فبراير (شباط) 2020، أعلنت وزارة العدل الأميركية أن شركة «هواوي» تواجه لائحة اتهام لانتهاكها قانون المنظمات الفاسدة.
وأصدرت الوزارة مذكرات توقيف بحق الرجلين، لكن ليس من الواضح ما إذا كانا أُوقفا.
وقال غارلاند إن «وزارة العدل لن تتسامح مع محاولات أي قوة أجنبية لتقويض حكم القانون الذي تقوم عليه ديمقراطيتنا».
وكشف المدعون عن اتهامات ضد أربعة مواطنين صينيين فيما وصفوه بـ«حملة مخابراتية طويلة الأمد». تزعم الشكوى المرفوعة ضد هي ووانغ أنهما حاولا الحصول على معلومات سرية بشأن الشهود وأدلة المحاكمة وأي تهم جديدة محتملة قد تواجه الشركة. وللقيام بذلك، يزعم أنهم «حاولوا تجنيد شخص من وكالة إنفاذ القانون الأميركية معتقدين أنه سيساعدهم في التجسس لصالح الصين». وتقول الشكوى إن المجند، الذي يشار إليه فقط باسم «جي أي 1»، كان يعمل بالفعل «كعميل مزدوج» للولايات المتحدة تحت إشراف مكتب التحقيقات الفيدرالي. وقالت الشكوى إنه منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2021، دفع هي ووانغ للمجند 14 ألف دولار بالإضافة إلى 600 دولار من المجوهرات، «مقابل ما اعتقدوا أنه معلومات سرية حول تحقيق وزارة العدل والملاحقة الجنائية للشركة». ووفقاً للشكوى، بدأ هي ووانغ أولاً محاولة الوصول إلى معلومات غير عامة حول تحقيق وزارة العدل عندما تم توجيه الاتهام إلى الشركة في البداية في عام 2019، لكن نشاطهم تصاعد في صيف عام 2021، حين سأل «جي أي 1» عن تفاصيل الاجتماعات مع مكتب المدعي العام الأميركي للمنطقة الشرقية من نيويورك حيث كان المدعون يناقشون الاستعدادات للمحاكمة أمام هيئة المحلفين. رداً على ذلك، قامت «جي أي 1» بتمرير قطعة من الورق يبدو أنها مصنفة على أنها سرية. يُزعم أن هذه الصفحة تناقش خطة محققين اتحاديين للقبض على اثنين من المديرين التنفيذيين للشركة في الصين. في مقابل تلك الصفحة، دفع «جي أي 1» 41 ألف دولار بحسب الشكوى. في وقت لاحق من العام نفسه، مرر «جي أي 1» أيضاً الصفحة الثانية التي يُزعم أنها ناقشت أيضاً الاستراتيجية القانونية، بما في ذلك استخدام العديد من الشهود المتعاونين في الادعاء.
وجرى القبض على شخصين إضافيين واتهم خمسة آخرون بمضايقة شخص يعيش في الولايات المتحدة للعودة إلى الصين كجزء مما تسميه بكين «عملية فوكس هانت». وقالت نائبة المدعي العام ليزا موناكو: «توضح قضايا اليوم أن العملاء الصينيين لن يترددوا في خرق القانون وانتهاك المعايير الدولية في هذه العملية».
وقال راي إن «الاعتداءات الاقتصادية الصينية وانتهاكات حقوقها جزء من المشكلة نفسها». وقال: «إنهم يحاولون إسكات أي شخص يقاوم السرقة - الشركات والسياسيين والأفراد - تماماً كما يحاولون إسكات أي شخص يقاوم اعتداءاتهم الأخرى».
في القضية المرتبطة بـ«عملية فوكس هانت»، يقول المدعون إن عملاء صينيين حاولوا ترهيب شخص لم يذكر اسمه وعائلته للعودة إلى الصين. وتزعم الولايات المتحدة أن جزءاً من المؤامرة تضمن سفر ابن أخ الشخص إلى الولايات المتحدة كجزء من مجموعة سياحية لتقديم التهديدات التي تضمنت، «العودة وتسليم نفسك هما السبيل الوحيد للخروج».


مقالات ذات صلة

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

العالم زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

أدلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمزيد من التصريحات بشأن مكالمة هاتفية جرت أخيراً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، في أول محادثة مباشرة بين الزعيمين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال زيلينسكي في كييف، الجمعة، بعد يومين من الاتصال الهاتفي، إنه خلال المكالمة، تحدث هو وشي عن سلامة الأراضي الأوكرانية ووحدتها «بما في ذلك شبه جزيرة القرم (التي ضمتها روسيا على البحر الأسود)» وميثاق الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

تبرأت الصين، اليوم (الجمعة)، من اتهامات وجهها خبراء من الأمم المتحدة بإجبارها مئات الآلاف من التيبتيين على الالتحاق ببرامج «للتدريب المهني» تهدد هويتهم، ويمكن أن تؤدي إلى العمل القسري. وقال خبراء في بيان (الخميس)، إن «مئات الآلاف من التيبتيين تم تحويلهم من حياتهم الريفية التقليدية إلى وظائف تتطلب مهارات منخفضة وذات أجر منخفض منذ عام 2015، في إطار برنامج وُصف بأنه طوعي، لكن مشاركتهم قسرية». واكدت بكين أن «التيبت تتمتع بالاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والوحدة العرقية وموحّدة دينياً ويعيش الناس (هناك) ويعملون في سلام». وأضافت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، أن «المخاوف المز

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

أثار كتاب التاريخ لتلاميذ المدارس الصينيين الذي يذكر استجابة البلاد لوباء «كورونا» لأول مرة نقاشاً على الإنترنت، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). يتساءل البعض عما إذا كان الوصف ضمن الكتاب الذي يتناول محاربة البلاد للفيروس صحيحاً وموضوعياً. أعلن قادة الحزب الشيوعي الصيني «انتصاراً حاسماً» على الفيروس في وقت سابق من هذا العام. كما اتُهمت الدولة بعدم الشفافية في مشاركة بيانات فيروس «كورونا». بدأ مقطع فيديو قصير يُظهر فقرة من كتاب التاريخ المدرسي لطلاب الصف الثامن على «دويين»، النسخة المحلية الصينية من «تيك توك»، ينتشر منذ يوم الأربعاء. تم تحميله بواسطة مستخدم يبدو أنه مدرس تاريخ، ويوضح

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

«النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)
«النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)
TT

خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

«النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)
«النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)

قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن هناك مؤشرات على أنه ربما تتشكل ظاهرة «النينا» المناخية، ولكن بشكل ضعيف للغاية.

وأضافت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في جنيف، اليوم (الأربعاء)، إن فرص تطورها خلال الشهرين ونصف الشهر المقبلة تبلغ 55 في المائة. ويكون لظاهرة «النينا عادة تأثير تبريد على المناخ العالمي».

و«النينا»، وتعني بالإسبانية «الفتاة»، هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات. وهي عكس ظاهرة «النينو» التي تعني «الصبي» بالإسبانية، حيث ترتفع درجة حرارة المحيط الهادئ الاستوائي بشكل كبير.

وهذا يؤثر على الرياح والضغط الجوي وهطول الأمطار، وبالتالي الطقس في كثير من أجزاء العالم. وترفع ظاهرة «النينو» متوسط درجة الحرارة العالمية، في حين أن ظاهرة «النينا» تفعل العكس تماماً.

كانت ظاهرة «النينو» لا تزال قابلة للرصد في بداية هذا العام، لكن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تقول إن الظروف المحايدة تسود منذ شهر مايو (أيار) تقريباً، ولا يزال هذا الحال مستمراً. ومن المؤكد بالفعل أن عام 2024 سيكون الأكثر سخونة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة.

وتقول المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن ظاهرة «النينا» لم تتطور بعد بسبب الرياح الغربية القوية غير المعتادة التي تهب بين شهري سبتمبر (أيلول) وأوائل نوفمبر (تشرين الثاني).