اغتيال ناشط من «عرين الأسود» في انفجار لم تتبنه إسرائيل

عودة تل أبيب إلى سياسة الاغتيالات عن بُعد في الضفة

تجمع فلسطينيين في المكان الذي قُتل فيه تامر الكيلاني بانفجار في نابلس الأحد (رويترز)
تجمع فلسطينيين في المكان الذي قُتل فيه تامر الكيلاني بانفجار في نابلس الأحد (رويترز)
TT

اغتيال ناشط من «عرين الأسود» في انفجار لم تتبنه إسرائيل

تجمع فلسطينيين في المكان الذي قُتل فيه تامر الكيلاني بانفجار في نابلس الأحد (رويترز)
تجمع فلسطينيين في المكان الذي قُتل فيه تامر الكيلاني بانفجار في نابلس الأحد (رويترز)

قتل انفجار في نابلس شمال الضفة الغربية، فجر الأحد، ناشطاً بارزاً في مجموعة «عرين الأسود» التي تطاردها إسرائيل، وكانت تعهدت بالقضاء عليها.
واتهمت مجموعة «العرين» إسرائيل باغتيال تامر الكيلاني، أحد «أشرس مقاتليها»، في انفجار دراجة نارية وضعت في طريقه، لكن إسرائيل لم تعقب على هذا الاتهام فوراً، واكتفت برفع درجة التأهب لأقصى درجة تحسباً من ردود.
وقضى الكيلاني في نحو الساعة 1:30 فجراً عندما انفجرت عبوة ناسفة مثبتة على دراجة نارية موضوعة في أحد طرقات البلدة القديمة في نابلس، مرّ بجانبها.
ونعت «عرين الأسود» في بيان الكيلاني، متوعدة إسرائيل وقادتها برد «قاس وموجع ومؤلم».
وأظهرت مقاطع مصورة على قناة المجموعة الرسمية في تطبيق «تليغرام»، لحظة وضع أحدهم الدراجة النارية في الزقاق، ثم لحظة الانفجار حين مرّ الكيلاني بجانبها.
ولم يعقب الجيش الإسرائيلي على الاتهامات التي تعني أنه عاد لاستخدام سياسة الاغتيالات عن بعد في الضفة الغربية، وهو أسلوب كان متبعاً في الانتفاضة الفلسطينية الثانية عندما كان الوصول إلى المطلوبين وجهاً لوجه، مسألة معقدة، لكن المراسلين العسكريين الناطقين باللغة العبرية، الذين يتم إطلاعهم عادة على التفاصيل بشكل غير رسمي من قبل كبار المسؤولين، قالوا في تغريدات متطابقة، إن الكيلاني كان منغمساً في مواجهة إسرائيل، ومسؤولاً بشكل مباشر عن إرسال شاب فلسطيني لمحاولة ارتكاب هجوم واسع النطاق في تل أبيب، الشهر الماضي، من بين عدة عمليات إطلاق نار في منطقة نابلس.
وركزت وسائل إعلام إسرائيلية، على أن الكيلاني كان مسؤولاً عن سلسلة من الهجمات في الأشهر الأخيرة، وأحد أعمدة مجموعة «العرين»، ولمّحت أن إسرائيل تقف خلف اغتياله. وقالت القناة «12» العبرية، إن شريط العملية يظهر أنها نُفذت على يد جهة مهنية وذات خبرة، وتشبه عمليات نُفذت في إيران، وليس من باب الصدفة أنهم في نابلس نسبوها لإسرائيل فوراً.
وباغتيال الكيلاني يرتفع عدد الذين قتلتهم إسرائيل منذ بداية العام إلى 177 فلسطينياً، بينهم 44 في جنين، و21 في نابلس شمال الضفة الغربية. وتستهدف إسرائيل المدينتين باعتبار أنهما مركز لنشاط المسلحين الفلسطينيين الذين يقفون خلف معظم العمليات في إسرائيل والضفة الغربية.
وجاء اغتياله في وقت تحاصر فيه إسرائيل نابلس منذ 13 يوماً، في محاولة لكبح جماح وتقييد عمل مجموعة «عرين الأسود»، وهو حصار قالت تل أبيب إنه سيستمر بحسب الحاجة.
وتصاعدت التوترات في منطقة نابلس في الأسابيع الأخيرة، مع قيام الجيش الإسرائيلي بفرض هذا الحصار، وردت المجموعات بسلسلة عمليات إطلاق نار. ويُعتقد أن الجماعة، ومقرها في البلدة القديمة في مدينة نابلس، تتكون من نحو 30 إلى 50 مسلحاً من الشبان الذين ينتمون لفصائل مختلفة، ويتجنبون أي تسلسل هرمي، على عكس الفصائل المسلحة الأخرى في الضفة الغربية، وهو ما يصعب على إسرائيل ملاحقتهم.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

زوجة نتنياهو تطلب اعتبارها ضحية لهجوم استهدف منزل العائلة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة نتنياهو يصلان إلى مطار سيدني في أستراليا 22 فبراير 2017 (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة نتنياهو يصلان إلى مطار سيدني في أستراليا 22 فبراير 2017 (رويترز)
TT

زوجة نتنياهو تطلب اعتبارها ضحية لهجوم استهدف منزل العائلة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة نتنياهو يصلان إلى مطار سيدني في أستراليا 22 فبراير 2017 (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة نتنياهو يصلان إلى مطار سيدني في أستراليا 22 فبراير 2017 (رويترز)

طلب محامي سارة نتنياهو - زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو - من المحكمة الاعتراف بزوجة رئيس الوزراء كضحية لهجوم الصواريخ البحرية في التحقيق بإطلاق النار على منزل رئيس الوزراء في قيسارية، رغم أن سارة نتنياهو لم تكن موجودة في المنزل وقت الحادث.

في استئنافه للمحكمة، ادعى أورييل نزري، محامي عائلة نتنياهو، أن سارة نتنياهو تستحق وضع ضحية جريمة وفقاً لأحكام قانون حقوق ضحايا الجريمة، حسب صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية.

تم القبض على 4 مشتبه بهم، بمن فيهم العميد (احتياط) عوفر دورون، بالقضية في وقت سابق من نوفمبر (تشرين الثاني). وفقاً للشرطة، كان المشتبه بهم يقومون بدوريات وجمع معلومات استخباراتية عن المنزل لعدة أيام قبل الحادث. ويشتبه في أن الـ4 فحصوا الترتيبات الأمنية حول المنزل الخاص، بما في ذلك نظام الأمن والكاميرات، لمعرفة ما إذا كان نتنياهو هناك، وبحثوا عن طرق لتجنب تصويرهم من كاميرات الأمن.

وأضافت الشرطة الإسرائيلية أن المشتبه بهم أوقفوا مركباتهم في المنطقة وساروا حتى وصلوا إلى نقطة تبعد 200 متر من المنزل، وأطلقوا منها الألعاب النارية.

وقالت مصادر مطلعة على تفاصيل التحقيق لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية: «من المهم التأكيد على أن هذه الألعاب النارية من المفترض أن تُطلق... نحو السماء... لأن احتراقها قوي جداً».

وادعى المحامي نزري أن الهجوم يشكّل عملاً إرهابياً لإلحاق الضرر بالدولة والديمقراطية، حسبما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.