نقل 20 ألف مدني من خيرسون مع تقدم القوات الأوكرانية

قتيل في انفجار عبوة ناسفة... وروسيا تحذر من التصعيد

مدنيون في خيرسون يغادرون المدينة أمس (رويترز)
مدنيون في خيرسون يغادرون المدينة أمس (رويترز)
TT

نقل 20 ألف مدني من خيرسون مع تقدم القوات الأوكرانية

مدنيون في خيرسون يغادرون المدينة أمس (رويترز)
مدنيون في خيرسون يغادرون المدينة أمس (رويترز)

أعلنت السلطات في إقليم خيرسون الذي تسيطر عليه القوات الروسية أنه تم نقل أكثر من 20 ألف مدني من الإقليم الواقع جنوب أوكرانيا، إلى الجانب الآخر من نهر دنيبرو، في ضوء تقدُّم القوات الأوكرانية. وقال نائب رئيس الإدارة الموالية لروسيا في المنطقة، كيريل ستريموسوف، في مقابلة إذاعية، أمس (الأحد): «أوصينا كل من سمعنا اليوم أن ينتهز الفرصة وينتقل إلى المنطقة الواقعة على الضفة الغربية (للنهر) في إقليم خيرسون».
وأكد في الوقت نفسه أن الوضع في الإقليم مستقر، ويجري حالياً تعزيز الخطوط الدفاعية. يُذكر أن إقليم خيرسون يقع على الضفة الغربية لنهر دنيبرو.
وقتل شخص، أمس (الأحد)، بعبوة ناسفة محلية الصنع في أحد شوارع خيرسون، عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه في جنوب أوكرانيا، وفق ما أعلنت السلطات الموالية لروسيا في هذه المنطقة التي ضمتها موسكو.
يأتي هذا الإعلان بينما تجري عمليات إجلاء إلى الضفة اليسرى لنهر دنيبر عند حدود خيرسون، منذ الأربعاء، في هذه المدينة المهددة بتقدُّم قوات كييف. وأول من أمس (السبت)، دعت السلطات الموالية لروسيا كل المدنيين إلى مغادرة خيرسون «فوراً» متحدثة عن «وضع متوتر على الجبهة»، و«ارتفاع خطر القصف المكثف (...) ووقوع هجمات».
وكتب كيريل ستريموسوف المسؤول الموالي لروسيا على «تلغرام»، أمس: «عبوة محلية الصنع مثبتة بعمود تم تشغيلها عن بعد، قتلت مدنياً من خيرسون».
وأصيب شخص آخر كان يمر وقت الانفجار، بحسب المصدر نفسه. واعتبر ستريموسوف انفجار العبوة «اعتداء»، وحمل مسؤوليته للقوات الأوكرانية. وأضاف: «نوصي بشدة كل سكان خيرسون بمغادرة الضفة اليمنى».
وأطلقت روسيا، التي تتعرض لضغوط في جنوب أوكرانيا، صواريخ وطائرات مُسيرة، أمس (الأحد)، على مدينة ميكولايف التي تسيطر عليها أوكرانيا، حيث دمرت مبنى سكنياً في المدينة القريبة من الجبهة، وحذرت من أن الحرب تتجه نحو «تصعيد غير منضبط». وتقع ميكولايف، التي تشتهر ببناء السفن، على بُعد نحو 35 كيلومتراً شمال غربي خط المواجهة المؤدي إلى خيرسون، وهي المنطقة الجنوبية التي كانت هدفاً لهجوم كبير من القوات الأوكرانية لاستعادة الأراضي التي احتلتها روسيا بعد فترة وجيزة من الغزو، في 24 فبراير (شباط).
وفي هجوم روسي تقليدي، أمس، دمرت ضربة صاروخية الطابق العلوي من مبنى سكني في ميكولايف، مما أدى إلى تطاير الشظايا والحطام إلى ساحة ومبانٍ مجاورة تضررت نوافذها وجدرانها. وقالت وكالة «رويترز» إن سيارات تحطمت ودفنت تحت الأنقاض، ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى.
وقال أولكسندر ميزينوف (50 عاماً)، الذي استيقظ على دوي الانفجارات: «بعد الانفجار الأول، حاولتُ الخروج، لكن الباب كان عالقاً. وبعد دقيقة أو دقيقتين، دوَّى انفجار ثانٍ أدى إلى نسف بابنا وسقوطه في الممر».
وقال حاكم المنطقة، فيتالي كيم، عبر تطبيق «تلغرام»، إن أوكرانيا أسقطت 14 طائرة مُسيرة انتحارية روسية، إيرانية الصنع، فوق ميكولايف خلال الليل. وتم تصميم الطائرات المُسيرة لتنفجر عند الارتطام، وأضر هذا الطراز من الطائرات بالبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا هذا الشهر. وأضاف كيم أن روسيا أطلقت كذلك صواريخ «إس - 300»، أصاب أحدها المبنى السكني المؤلف من خمسة طوابق.


مقالات ذات صلة

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

أوروبا أرشيفية لأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافها بمسيرة أوكرانية (إ.ب.أ)

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

زيلينسكي: هناك مزيد من الجنود الكوريين الشماليين يقاتلون في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الروسي بدأ في نشر المزيد من الجنود الكوريين الشماليين خلال الهجمات على كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يصدر تعليمات لإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه أصدر تعليمات لحكومته بإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا بالتعاون مع المنظمات الدولية في أعقاب سقوط نظام الأسد.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن موسكو بدأت إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا جنود أوكرانيون يستعدون لتحميل قذيفة في مدفع هاوتزر ذاتي الحركة عيار 122 ملم في دونيتسك أول من أمس (إ.ب.أ)

مسيّرات أوكرانية تهاجم منشأة لتخزين الوقود في وسط روسيا

هاجمت طائرات مسيرة أوكرانية منشأة للبنية التحتية لتخزين الوقود في منطقة أوريول بوسط روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».