«الموسيقيين» المصرية تفتح صفحة جديدة مع مؤدي «المهرجانات»

النقابة تقنن أوضاعهم بعد توقيع تعهدات جديدة

حسن شاكوش أثناء التوقيع على التعهدات الجديدة
حسن شاكوش أثناء التوقيع على التعهدات الجديدة
TT

«الموسيقيين» المصرية تفتح صفحة جديدة مع مؤدي «المهرجانات»

حسن شاكوش أثناء التوقيع على التعهدات الجديدة
حسن شاكوش أثناء التوقيع على التعهدات الجديدة

قررت نقابة المهن الموسيقية المصرية إلغاء مصطلح «أغنية المهرجانات» من «قاموسها الغنائي»، وتقنين عمل المؤدين والمطربين غير المنضمين للنقابة عبر إجراء اختبارات لهم لضمهم لشُعب النقابة المختلفة.
كما استحدثت شعبة جديدة لمؤدي أغنيات فن الراب، وذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده اليوم الفنان مصطفى كامل نقيب المهن الموسيقية الجديد بمقر النقابة بحضور عدد كبير من مؤدي المهرجانات، من بينهم حمو بيكا، وحسن شاكوش، وعنبة، وفيلو، وشحتة كاريكا، وأورتيغا، ونور التوت، وعصام صاصا.
ووضع كامل عدداً من التعهدات على مؤدي المهرجانات من أجل قبول عملهم تحت مظلة النقابة، وهي أن تكون كلمات الأغنيات والمصنف الفني الذي سيقدمونه تم خضوعه لجهة الرقابة الرسمية من الدولة، المتمثلة في جهاز الرقابة على المصنفات الفنية التابع لوزارة الثقافة.
بجانب عدم خدش الحياء بأي إيحاءات أو عبارات أو إيماءات تتعارض مع القيم والعادات والأخلاق المصرية؛ للحفاظ على الذوق العام المصري.
كما وضعت النقابة تعهداً على كل المؤدين وكل المطربين بشكل عام، وهو أن يشارك أي فنان فرقة موسيقية معه لا يقل عددها عن 12 عضواً عاملاً، ويستكمل الفرقة بأعضاء من المصرَّح لهم بالعمل كمنتسب أو كتصريح.
وقام مؤدو المهرجانات عقب المؤتمر الصحافي بالتوقيع على التعهدات الجديدة والختم عليها، مؤكدين احترامهم قرارات النقابة، كما قام حسن شاكوش بتقديم اعتذار جديد لـ«شعبة الإيقاعيين» على خلفية الخلاف السابق بينهما.
وقال مصطفى كامل في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «هذه التعهدات والالتزامات هدفها فتح صفحة جديدة لكل المؤدين لكي يشدوا داخل بلادهم بحرية وبكل آمان، ولكن بشروط ونظام جديد، حيث لن يكون هناك مرة أخرى مصطلح كلمة أغنية مهرجانات، وأي فنان سيخالف ذلك الشرط سواء هو أو منتجه سيتم تغريمه ثم إنذاره، وربما تصل في النهاية إلى الشطب».
وعن كيفية التحاق المطربين الجديد بالنقابة، أضاف: «أي مؤدٍ سيخضع للاختبارات خلال الفترة المقبلة، لو لم يكن عضواً بالجمعية العمومية، وعلى أساسها سيتم ضمه لـ(شعبة الفن الشعبي) لو كان ذا صوت جيد، أو ضمن (شعبة الراب) لو كان فنه قائماً على فن الراب، أو فئة جديدة سيتم استحداثها بعنوان (أداء صوتي) بدلاً من كلمة مهرجانات».
وشدد كامل على أن الفترة المقبلة ستشهد رقابة صارمة من أجل وضع الجميع على الطريق الصحيح، حيث سيتم منح مؤدين تصاريح ربع سنوية تجدد كل ثلاثة أشهر، من أجل مراقبة كلمات أغنياتهم وسلوكياتهم في الحفلات، ومع مرور الوقت سيصبح التصريح سنوياً أو يجدد كل عامين.
لكن هناك أزمة ستواجه بعض المؤدين، ومن بينهم عنبة، فقد كشف عن مشكلته مع قرارات النقابة الجديدة، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «ليست لدي أي مشاكل مع قرارات النقابة بشكل عام، لكن مشكلتي تتمثل في أن الفن الذي أقدمه هو الراب الذي لا يرتبط بفرقة موسيقية؛ لأن الأغنيات التي ألعبها غير قادرة على الوصول للجمهور من خلال فرقة موسيقية، لكنني سأعمل على تكوين فرقة قادرة على لعب الموسيقى التي نسجلها في الاستوديو، في الحفلات، وذلك من أجل فتح صفحة جديدة مع النقابة».
وأشاد عدد من المؤدين بقرارات كامل، من بينهم حمو بيكا، الذي توقع عودته لإحياء الحفلات مجدداً في مصر بعد منعه من الغناء خلال الأشهر الماضية في عهد النقيب السابق هاني شاكر.



«من القلب إلى اليدين»... معرض يطير من ميلانو إلى باريس

حوار صامت بين الفنّ والموضة (إعلانات المعرض)
حوار صامت بين الفنّ والموضة (إعلانات المعرض)
TT

«من القلب إلى اليدين»... معرض يطير من ميلانو إلى باريس

حوار صامت بين الفنّ والموضة (إعلانات المعرض)
حوار صامت بين الفنّ والموضة (إعلانات المعرض)

للمرّة الأولى، تجتمع في باريس، وفي مكان واحد، 200 قطعة من تصاميم الإيطاليَيْن دومنيكو دولتشي وستيفانو غبانا، الشريكَيْن اللذين نالت أزياؤهما إعجاباً عالمياً لعقود. إنه معرض «من القلب إلى اليدين» الذي يستضيفه القصر الكبير من 10 يناير (كانون الثاني) حتى نهاية مارس (آذار) 2025.

تطريز فوق تطريز (إعلانات المعرض)

وإذا كانت الموضة الإيطالية، وتلك التي تنتجها ميلانو بالتحديد، لا تحتاج إلى شهادة، فإنّ هذا المعرض يقدّم للزوار المحطّات التي سلكتها المسيرة الجمالية والإبداعية لهذين الخيّاطَيْن الموهوبَيْن اللذين جمعا اسميهما تحت توقيع واحد. ونظراً إلى ضخامته، خصَّص القصر الكبير للمعرض 10 صالات فسيحة على مساحة 1200 متر مربّع. وهو ليس مجرّد استعراض لفساتين سبقت رؤيتها على المنصات في مواسم عروض الأزياء الراقية، وإنما وقفة عند الثقافة الإيطالية واسترجاع لتاريخ الموضة في ذلك البلد، وللعناصر التي غذّت مخيّلة دولتشي وغبانا، مثل الفنون التشكيلية والموسيقى والسينما والمسرح والأوبرا والباليه والعمارة والحرف الشعبية والتقاليد المحلّية الفولكلورية. هذه كلّها رفدت إبداع الثنائي ومعها تلك البصمة الخاصة المُسمّاة «الدولتشي فيتا»، أي العيشة الناعمة الرخية. ويمكن القول إنّ المعرض هو رسالة حبّ إلى الثقافة الإيطالية مكتوبة بالخيط والإبرة.

للحفلات الخاصة (إعلانات المعرض)

عروس ميلانو (إعلانات المعرض)

هذا المعرض الذي بدأ مسيرته من مدينة ميلانو الساحرة، يقدّم، أيضاً، أعمالاً غير معروضة لعدد من التشكيليين الإيطاليين المعاصرين، في حوار صامت بين الفنّ والموضة، أي بين خامة اللوحة وخامة القماش. إنها دعوة للجمهور لاقتحام عالم من الجمال والألوان، والمُشاركة في اكتشاف المنابع التي استمدَّ منها المصمّمان أفكارهما. دعوةٌ تتبع مراحل عملية خروج الزيّ إلى منصات العرض؛ ومنها إلى أجساد الأنيقات، من لحظة اختيار القماش، حتى تفصيله وتزيينه بالتطريزات وباقي اللمسات الأخيرة. كما أنها مغامرة تسمح للزائر بالغوص في تفاصيل المهارات الإيطالية في الخياطة؛ تلك التجربة التي تراكمت جيلاً بعد جيل، وشكَّلت خزيناً يسند كل إبداع جديد. هذه هي باختصار قيمة «فيتو آمانو»، التي تعني مصنوعاً باليد.

دنيا من بياض (إعلانات المعرض)

رسمت تفاصيل المعرض مؤرّخة الموضة فلورنس مولر. فقد رأت في الثنائي رمزاً للثقافة الإيطالية. بدأت علاقة الصديقين دولتشي وغبانا في ثمانينات القرن الماضي. الأول من صقلية والثاني من ميلانو. شابان طموحان يعملان معاً لحساب المصمّم كوريجياري، إذ شمل دولتشي صديقه غبانا برعايته وعلّمه كيف يرسم التصاميم، وكذلك مبادئ مهنة صناعة الأزياء وخفاياها؛ إذ وُلد دولتشي في حضن الأقمشة والمقصات والخيوط، وكان أبوه خياطاً وأمه تبيع الأقمشة. وهو قد تكمَّن من خياطة أول قطعة له في السادسة من العمر. أما غبانا، ابن ميلانو، فلم يهتم بالأزياء إلا في سنّ المراهقة. وقد اعتاد القول إنّ فساتين الدمى هي التي علّمته كل ما تجب معرفته عن الموضة.

الخلفية الذهبية تسحر العين (إعلانات المعرض)

الأحمر الملوكي (إعلانات المعرض)

عام 1983، ولدت العلامة التجارية «دولتشي وغبانا»؛ وقد كانت في البداية مكتباً للاستشارات في شؤون تصميم الثياب. ثم قدَّم الثنائي أول مجموعة لهما من الأزياء في ربيع 1986 بعنوان «هندسة». ومثل كل بداية، فإنهما كانا شبه مفلسين، جمعا القماش من هنا وهناك وجاءا بعارضات من الصديقات اللواتي استخدمن حليهنّ الخاصة على منصة العرض. أما ستارة المسرح، فكانت شرشفاً من شقة دولتشي. ومع حلول الشتاء، قدَّما مجموعتهما التالية بعنوان «امرأة حقيقية»، فشكَّلت منعطفاً في مسيرة الدار. لقد أثارت إعجاب المستثمرين ونقاد الموضة. كانت ثياباً تستلهم الثقافة الإيطالية بشكل واضح، وكذلك تأثُّر المصمّمين بالسينما، لا سيما فيلم «الفهد» للمخرج لوتشينو فيسكونتي. كما أثارت مخيّلة الثنائي نجمات الشاشة يومذاك، مثيلات صوفيا لورين وكلوديا كاردينالي. وكان من الخامات المفضّلة لهما الحرير والدانتيل. وهو اختيار لم يتغيّر خلال السنوات الـ40 الماضية. والهدف أزياء تجمع بين الفخامة والحسّية، وأيضاً الدعابة والجرأة والمبالغة.

جمال الأزهار المطرَّزة (إعلانات المعرض)

اجتمعت هذه القطع للمرّة الأولى في قصر «بالازو ريالي» في ميلانو. ومن هناك تنتقل إلى باريس لتُعرض في واحد من أبهى قصورها التاريخية. إنه القصر الكبير الواقع على بُعد خطوات من «الشانزليزيه»، المُشيَّد عام 1897 ليستقبل المعرض الكوني لعام 1900. وعلى مدى أكثر من 100 عام، أدّى هذا القصر دوره في استضافة الأحداث الفنية الكبرى التي تُتقن العاصمة الفرنسية تقديمها.