اليابان وأستراليا توقّعان اتفاقاً أمنياً تاريخياً

خطوة نحو انضمام طوكيو لتحالف «العيون الخمس» الاستخباراتي

رئيسا الوزراء الأسترالي والياباني يزوران منشأة للغاز في بيرث (رويترز)
رئيسا الوزراء الأسترالي والياباني يزوران منشأة للغاز في بيرث (رويترز)
TT

اليابان وأستراليا توقّعان اتفاقاً أمنياً تاريخياً

رئيسا الوزراء الأسترالي والياباني يزوران منشأة للغاز في بيرث (رويترز)
رئيسا الوزراء الأسترالي والياباني يزوران منشأة للغاز في بيرث (رويترز)

وقّعت أستراليا واليابان (السبت)، اتفاقاً أمنياً تاريخياً يهدف إلى مواجهة الصعود العسكري للصين، ويقضي بتبادل المزيد من المعلومات الاستخباراتية الحساسة، وتعزيز التعاون العسكري.
ووقّع رئيسا الوزراء فوميو كيشيدا، وأنتوني ألبانيزي، الاتفاق في مدينة بيرث بغرب أستراليا، لتجديد اتفاقية أبرمت قبل 15 عاماً عندما كان الإرهاب وانتشار الأسلحة أكبر مصدرين للقلق، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية وأجنبية.
وأشاد رئيس الوزراء الأسترالي بـ«الإعلان المشترك حول التعاون الأمني»، كما سمي الاتفاق، مؤكداً أن هذا النص «التاريخي يوجه إشارة قوية إلى المنطقة بشأن تحالفنا الاستراتيجي».
وقال مسؤولون أستراليون إنه بموجب الاتفاق، اتفقت الدولتان على أن «تجري القوات العسكرية تدريبات مشتركة في شمال أستراليا». وأوضحوا أن الاتفاق «سيوسع ويعزز التعاون في الدفاع، وتبادل المعلومات الاستخباراتية». ومن دون ذكر الصين أو كوريا الشمالية بالاسم، قال كيشيدا إن الاتفاقية جاءت رداً على «بيئة استراتيجية تزداد قسوة».
ولا تملك أستراليا أو اليابان شبكات وأجهزة استخبارات خارجية واسعة، تعادل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، أو أجهزة الاستخبارات البريطانية، أو الروسية، لكن الخبير برايس ويكفيلد، يرى أن «أستراليا واليابان تمتلكان قدرات هائلة في مجالي الإشارة، والاستخبارات الجيوفضائية، مثل التنصت الإلكتروني والأقمار الاصطناعية العالية التقنية التي توفر معلومات استخباراتية ثمينة عن الأعداء».
وقال ويكفيلد، وهو مدير «المعهد الأسترالي للشؤون الدولية»، إن الاتفاق يمكن أن يكون له أيضاً أهمية أكبر؛ إذ «إنه يؤمن لليابان نموذجاً لتسريع العلاقات الاستخباراتية مع دول مثل بريطانيا».
ويرى البعض، في الاتفاق، خطوة على طريق انضمام اليابان إلى تحالف «العيون الخمس» النافذ لتبادل المعلومات الاستخباراتية بين أستراليا وبريطانيا وكندا ونيوزيلندا والولايات المتحدة. وصرح كين كوتاني، الخبير في تاريخ الاستخبارات اليابانية، في جامعة نيهون، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» (فرانس برس)، بأن «تمكن اليابان من تقاسم معلومات الإشارة مع دولة أجنبية غير الولايات المتحدة، يشكّل حدثاً مفصلياً». وأضاف أن «هذا سيعزز إطار عمل (كواد)، (أستراليا والهند واليابان والولايات المتحدة)، والخطوة الأولى لانضمام اليابان إلى (العيون الخمس)».
ولم يكن اقتراح من هذا النوع وارداً قبل بضعة عقود، لكن الأحداث في جوار اليابان أجبرت طوكيو على مراجعة السياسات السلمية للبلاد التي وضعت في أعقاب الحرب العالمية الثانية، حيث إنه في السنوات الأخيرة، أطلقت كوريا الشمالية مرات عدة صواريخ فوق اليابان وحولها، فيما قامت الصين ببناء أكبر قوة بحرية في العالم، وجددت أكبر جيش دائم في العالم، وحشدت ترسانة نووية وباليستية على أبواب اليابان، لكن لا تزال هناك عقبات أمام تعاون طوكيو الأمني الوثيق مع الحلفاء. فقد تعثر تبادل المعلومات الاستخباراتية اليابانية مع الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، بسبب مخاوف قائمة منذ فترة طويلة، بشأن قدرة طوكيو على التعامل مع المواد السرية الحساسة، ونقلها بشكل آمن.
وقال براد وليامز، مؤلف كتاب عن سياسة الاستخبارات اليابانية، والأستاذ في جامعة مدينة هونغ كونغ: «لنقل ذلك صراحة: التسرب يحدث تقليدياً في اليابان».
ووضعت قوانين لمعاقبة تسريبات الاستخبارات بصرامة أكبر، لكن في الوقت الحالي قد تضطر أستراليا إلى انتقاء أي معلومات تمررها إلى اليابان بعد الحصول عليها من شبكة «العيون الخمس».
وتعهد رئيسا الوزراء الياباني والأسترالي، أيضاً، بالمزيد من التعاون في مجال أمن الطاقة، حيث إن اليابان من كبار مستوردي الغاز الأسترالي، وتأمل في الحصول على طاقة الهيدروجين المنتجة في أستراليا لتحاول تعويض النقص في الإنتاج المحلي للطاقة، والاعتماد على الوقود الأحفوري.
وقال مسؤول ياباني قبل الاجتماع، إن «اليابان تستورد 40 في المائة من غازها الطبيعي المسال من أستراليا، لذلك من المهم جداً بالنسبة لليابان أن تكون علاقتها مستقرة مع أستراليا، على صعيد الطاقة».


مقالات ذات صلة

السودان وأوكرانيا على طاولة مباحثات السيسي ورئيس الوزراء الياباني

شمال افريقيا السودان وأوكرانيا على طاولة مباحثات السيسي ورئيس الوزراء الياباني

السودان وأوكرانيا على طاولة مباحثات السيسي ورئيس الوزراء الياباني

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم (الأحد)، على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في السودان، وذلك خلال لقائه مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في القاهرة. ووصف الرئيس المصري المباحثات مع رئيس الوزراء اليباني بأنها كانت «إيجابية وبناءة»، حيث جرى استعراض ما تشهده الساحة الدولية اليوم من تحديات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الرياضة سالم الدوسري في مرمى النيران بعد تصرف غير مبرر في «ذهاب الأبطال»

سالم الدوسري في مرمى النيران بعد تصرف غير مبرر في «ذهاب الأبطال»

تحول المهاجم سالم الدوسري من بطل محتمل للهلال في نهائي دوري أبطال آسيا لكرة القدم إلى «مفسد للحفل» بعد طرده في الدقائق الأخيرة بلقاء الذهاب، بسبب اعتداء على منافس في الدقائق الأخيرة خلال تعادل محبط 1 - 1 في الرياض أمس (السبت). وافتتح الدوسري التسجيل في الدقيقة 13 من متابعة لكرة عرضية، ليثبت مجدداً أنه رجل المواعيد الكبرى، إذ سبق له التسجيل في مرمى أوراوا في نهائي نسخة 2019، حين أسهم في تتويج الهلال. وخلد اسمه في الذاكرة بتسجيل هدف فوز السعودية التاريخي على الأرجنتين في كأس العالم بقطر العام الماضي، ليهز الشباك في نسختين بالنهائيات، فضلاً عن التسجيل في 3 نسخ لكأس العالم للأندية. لكن الدوسري (31

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم ما دلالات جولة رئيس وزراء اليابان الأفريقية؟

ما دلالات جولة رئيس وزراء اليابان الأفريقية؟

في ظل التداعيات الجيوستراتيجية للحرب الروسية - الأوكرانية، والتنافس المحموم من جانب الدول الكبرى على النفوذ في أفريقيا، تسعى اليابان لزيادة تأثيرها في القارة، وهو ما يراه خبراء تقاطعاً وتكاملاً مع استراتيجية واشنطن الجديدة، وتأسيساً لأدوار جديدة تحاول طوكيو من خلالها مجابهة تصاعد النفوذ الصيني. في هذا السياق، زار رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، أمس، مصر في بداية جولة أفريقية تشمل أيضاً غانا وكينيا وموزمبيق.

أفريقيا ما دلالات الجولة الأفريقية لرئيس وزراء اليابان؟

ما دلالات الجولة الأفريقية لرئيس وزراء اليابان؟

في ظل التداعيات الجيوستراتيجية للحرب الروسية - الأوكرانية، وما استتبعها من تنافس محموم من جانب الدول الكبرى على النفوذ في أفريقيا، تسعى اليابان لزيادة نفوذها في القارة، وهو ما يراه خبراء تقاطعاً وتكاملاً مع استراتيجية واشنطن الجديدة، وتأسيساً لأدوار جديدة تحاول طوكيو من خلالها مجابهة تصاعد النفوذ الصيني. في هذا السياق، زار رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، اليوم (السبت)، مصر، في بداية جولة أفريقية تشمل أيضاً غانا وكينيا وموزمبيق.

العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

الكرملين: عقيدتنا النووية المحدَّثة إشارة إلى الغرب

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
TT

الكرملين: عقيدتنا النووية المحدَّثة إشارة إلى الغرب

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

قال الكرملين، اليوم الأحد، إن روسيا يجب أن ترد على التصعيد غير المسبوق الذي أثارته الإدارة الأميركية، بسماحها لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى يمكن أن تصل إلى قلب روسيا.

وأضاف الكرملين في بيان، أن الولايات المتحدة تتخذ «خطوات متهورة» بشكل مزداد، مما يثير توترات بشأن الصراع في أوكرانيا.

ولوح الكرملين بأن «العقيدة النووية المحدثة لروسيا بمثابة إشارة إلى الغرب».

وفي وقت لاحق اليوم، حذّر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف الولايات المتحدة من أن روسيا ستزود أعداء أميركا بتقنيات نووية إذا أقدمت واشنطن على تزويد كييف بأسلحة نووية. ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء عن مدفيديف قوله «صاروخ أوريشنيك قادر على إلحاق أضرار بالغة بالعواصم الغربية خلال دقائق، ومن الأفضل لأوروبا التوقف عن الدعم العسكري لأوكرانيا».

وخففت روسيا الأسبوع الماضي، من القيود المفروضة على العقيدة النووية، ليصبح من الممكن اعتبار أي هجوم تقليدي بمساعدة بلد يمتلك قوة نووية، هجوماً مشتركاً على روسيا.

وتعقيباً على ذلك، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لا ترى «أيّ سبب» لتعديل عقيدتها النووية.

وقالت كارين جان - بيار: «إنه الخطاب غير المسؤول نفسه الذي نسمعه من جانب روسيا منذ عامين»، بعدما زادت موسكو من احتمال لجوئها إلى السلاح النووي.