إردوغان يطالب بدعم فعال للحل السياسي بسوريا لتخليص شعبها من الإرهاب

انتقد فرنسا بعد إقرار «لافارج» تقديم أموال لـ«داعش» مقابل الحماية

TT

إردوغان يطالب بدعم فعال للحل السياسي بسوريا لتخليص شعبها من الإرهاب

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن بلاده تتعرض لمحاولات لإضعاف «نضالها العادل» ضد المنظمات الإرهابية من خلال نشر أخبار كاذبة وأوهام. وشدد على ضرورة تقديم دعم فعال أكثر لجهود الحل السياسي، من أجل أن يتخلص الشعب السوري من الصراع والأزمة الإنسانية وتصاعد الإرهاب. ووجه إردوغان انتقادات إلى فرنسا بسبب دور شركة «لافارج» الفرنسية للإسمنت في دعم «داعش» و«هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) خلال الفترة بين عامي 2012 و2014.
وقال إن من أطلقوا الافتراءات علينا بالأمس، كانوا يتعاملون مع «داعش» الإرهابي، ويقومون بأعمال تجارية معه، ويحولون ملايين اليوروهات إلى الإرهابيين في تلك الفترة نفسها، ويتم الكشف عن ذلك اليوم بالأدلة وقرارات المحكمة.
وأضاف إردوغان، في كلمة أمام مؤتمر وزراء الإعلام بمنظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في إسطنبول، أن شركة «لافارج» الفرنسية باتت مكشوفة للعيان باعتبارها إحدى أهم المؤسسات الداعمة للإرهاب، كما أصبحت أحد أهم الموضوعات على الأجندة في فرنسا.
وتابع: «لم يعِ الفرنسيون عندما شرحت لهم بنفسي كيف دعمت وساعدت شركة الإسمنت الفرنسية العملاقة المسماة (لافارج)، المنظمات الإرهابية في شمال سوريا، وكيف صبت الخرسانات من أجل حفر أنفاق هناك، كما أنني شرحت ذلك لإيمانويل ماكرون (الرئيس الفرنسي)، والآن البرلمان يحاسبه على ذلك».
وأعلنت وزارة العدل الأميركية، الثلاثاء الماضي، أن شركة «لافارج» الفرنسية للإسمنت أقرت بالذنب في تهمة دفع نحو 17 مليون دولار لتنظيم «داعش» الإرهابي خلال تلك الفترة، لحماية عمالها وضمان استمرار تشغيل مصنعها في سوريا.
وأضافت الوزارة، في بيان، أن الشركة ستدفع غرامة مالية أكثر من 777 مليون دولار بعد أن أقرت بالذنب في التهم الأميركية بالتآمر لتقديم دعم مادي لجماعات مسلحة، بمَن في ذلك «داعش» بين عامي 2012 و2014.
وكشف بريون بيس، المدعي العام للولايات المتحدة بالمنطقة الشرقية من نيويورك، وليزا أو موناكو، نائبة وزير العدل، ومسؤولون آخرون، إن الشركة أقرت بالذنب. وقال بيس إن شركة «لافارج» عقدت صفقة مع الشيطان والإرهابيين الأجانب الذين توعدوا وقاموا بالفعل بإلحاق الضرر بالولايات المتحدة وشعبها وأمنها القومي، وفعلت ذلك من أجل الربح.
وأكدت «لافارج»، التي استحوذت عليها مجموعة «هولسيم» السويسرية، في عام 2015، أنها ستسدّد غرامة 778 مليون دولار لوزارة العدل الأميركية لمساعدتها «داعش» و«جبهة النصرة».
وقالت وزارة العدل الأميركية، في بيان، إن «شركة الإسمنت الفرنسية (لافارج إس إيه)، وفرعها السوري، وافقا على تحمل المسؤولية عن تصرفات المديرين التنفيذيين المعنيين، الذين كان سلوكهم انتهاكاً صارخاً لمدونة قواعد السلوك الخاصة بشركة لافارج».
وأوقفت شركة «لافارج» السورية عملياتها في أكتوبر (تشرين الأول) 2014، لكن «لافارج» الفرنسية قامت خلال الفترة من مايو (أيار) 2010 إلى سبتمبر (أيلول) 2014، من خلال «لافارج» سوريا، بتشغيل مصنع إسمنت في منطقة الجلابية في شمال سوريا (مصنع إسمنت الجلابية) الذي بنته الشركة بتكلفة تقارب 680 مليون دولار، بحسب وزارة العدل الأميركية.
وقالت الوزارة إنه بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية في عام 2011، تفاوضت شركة «لافارج» وشركة «لافارج» سوريا للإسمنت على اتفاقيات لدفع أموال للفصائل المسلحة في الحرب الأهلية لحماية عمال الشركة وضمان استمرار تشغيل مصنع الجلابية والحصول على ميزة اقتصادية تتفوق بها على منافسيها في سوق الإسمنت في سوريا.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
TT

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم الاثنين، إن هناك خطة لتوسيع الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان لتشمل دولاً أخرى.

وفي كلمة، خلال افتتاح مؤتمر سفراء العراق الثامن حول العالم في بغداد، أكد الوزير أنه يجب تكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي تهديد أو عدوان محتمل» على العراق.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد قال، الأسبوع الماضي، إنه بعث رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي حثَّ فيها على اتخاذ إجراء فوري للتصدي لأنشطة الجماعات المسلَّحة المُوالية لإيران في العراق، قائلاً إن الحكومة العراقية مسؤولة عن أي أعمال تحدث داخل أراضيها أو انطلاقاً منها.

كما ذكرت تقارير إعلامية أميركية، في وقت سابق من هذا الشهر، أن إدارة الرئيس جو بايدن حذرت الحكومة العراقية من أنها إذا لم تمنع وقوع هجوم إيراني من أراضيها على إسرائيل، فقد تواجه هجوماً إسرائيلياً.

وشنت إسرائيل هجوماً على منشآت وبنى تحتية عسكرية إيرانية، الشهر الماضي؛ رداً على هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، وذلك بعد أن قتلت إسرائيل الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع إيران، حسن نصر الله، في سبتمبر (أيلول) الماضي.