الأمم المتحدة تطالب إسرائيل بإنهاء الاعتقال الإداري

TT
20

الأمم المتحدة تطالب إسرائيل بإنهاء الاعتقال الإداري

طالبت الأمم المتحدة إسرائيل بإنهاء الاعتقال الإداري بحق المعتقلين الفلسطينيين، وهو إجراء غير قانوني يواجهه المعتقلون الفلسطينيون عادة بالإضرابات الجماعية والفردية. وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحافي، إن الأمم المتحد تطالب وطالبت «مراراً وتكراراً بإنهاء ممارسة الاعتقال الإداري، إما بالإفراج عن الأشخاص، وإما توجيه الاتهام إليهم عندما تكون هناك أسباب للقيام بذلك».
وأضاف أن «الأمم المتحدة تجدّد دعوتها لإنهاء هذا النمط من الاحتجاز بحق جميع المعتقلين الفلسطينيين».
وجاءت هذه الدعوة في أعقاب بيان أصدره خبراء حقوقيون، الأسبوع الماضي، حول المعتقلين الفلسطينيين، معربين عن قلقهم البالغ إزاء إساءة استخدام الاحتلال الإسرائيلي، بشكل واسع، لإجراءات القانون الإداري والجنائي، واستخدامه المعلومات السرية ضد الفلسطينيين، بمن فيهم المدافعون عن حقوق الإنسان، مثل المحامي صلاح حموري الذي واجه إجراءات انتقامية بعد أن أصبح مدافعاً عن حقوق الإنسان ومحامياً يدافع عن حقوق السجناء من خلال مؤسسة «الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان»، وهي إحدى منظمات المجتمع المدني الفلسطينية الست التي صنّفها الكيان الإسرائيلي على أنها «إرهابية».
وكانت إسرائيل زجّت بالحموري في السجن تحت بند معتقل إداري، قبل أن يُضرب مع 30 معتقلاً آخر لمدة تزيد على 20 يوماً، رفضاً لاعتقالهم الإداري.
وقال دوجاريك، معقباً، إن الأمم المتحدة تتابع وضع المحامي حموري الذي تحتجزه إسرائيل من دون تهمة، وتحت ما يسمى «الاعتقال الإداري».
والسجن الإداري هو قانون الطوارئ البريطاني لعام 1945، وتستخدمه إسرائيل لاعتقال فلسطينيين وزجهم في السجن من دون محاكمات أو إبداء الأسباب، لفترات مختلفة قابلة للتجديد تلقائياً من دون محاكمات كذلك.
ويعتمد السجن الإداري على ملف تتذرع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بأنه سري، ولا يجوز الاطلاع عليه وبناء عليه يتم سجن الفلسطينيين.
ويبلغ عدد المعتقلين الإداريين 780، بينهم 6 قاصرين على الأقل، وأسيرتان، ويقبع أكبر عدد منهم في سجني «النقب» و«عوفر».
وأصدرت سلطات الاحتلال منذ عام 1967 أكثر من 54000 قرار، ما بين قرار جديد وتجديد للاعتقال الإداري ومنذ عام 2015 وحتى العام الجاري ما يزيد على 9500 أمر اعتقال إداري، ومنذ بداية العام الجاري أصدرت نحو 1365 أمراً، أعلاها كان في شهر أغسطس (آب) الماضي؛ حيث بلغت 272 أمر اعتقال.
ومنذ أواخر عام 2011 حتى نهاية العام الجاري، نفذ الأسرى ما يزيد على 400 إضراب فردي، جلها ضد الاعتقال الإداري.


مقالات ذات صلة

صورة أممية قاتمة حول أوضاع أفغانستان تحت حكم «طالبان»

الولايات المتحدة​ أوتونباييفا خلال إحاطتها لمجلس الأمن وبدا على يمينها المندوب الروسي (صور الأمم المتحدة)

صورة أممية قاتمة حول أوضاع أفغانستان تحت حكم «طالبان»

رسمت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان، روزا أوتونباييفا، صورة قاتمة عن الوضع في هذا البلد.

علي بردى (واشنطن)
آسيا نساء وأطفال أفغان لاجئون رُحّلوا من باكستان في مخيم «مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين» على مشارف كابل يوم 9 يناير 2024 (أ.ف.ب)

تقرير أممي: باكستان تستضيف أكثر من 2.1 مليون لاجئ أفغاني

تستضيف باكستان أكثر من 2.1 مليون لاجئ أفغاني، يقيم معظمهم في إقليم خيبر بختونخوا، وفقاً لـ«المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين».

«الشرق الأوسط» ( إسلام آباد)
المشرق العربي سيارة محترقة بعد الاشتباكات بين قوات الأمن السورية ومسلحين في القرداحة (أ.ب) play-circle

الأمم المتحدة: عائلات بأكملها قتلت في أحداث الساحل السوري

قالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم (الثلاثاء)، إن عائلات بأكملها، بما في ذلك نساء وأطفال، قُتلت في منطقة الساحل السوري.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا خلال ضبط مهاجرين غير نظاميين في صحراء الكفرة الليبية (جهاز مكافحة الهجرة)

مخاوف «توطين» المهاجرين غير النظاميين تطلّ على ليبيا

قالت وزارة الحكم المحلي بحكومة الدبيبة إنها رصدت تداول «معلومات مغلوطة» تتحدث عن أنها بصدد «توطين» مهاجرين غير نظاميين في ليبيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي فلسطينيون يسيرون على الطريق أثناء انقطاع الكهرباء في بيت لاهيا شمال قطاع غزة... 12 يناير 2017 (رويترز)

الأمم المتحدة تحذّر من «تداعيات خطيرة» لوقف إمداد غزة بالكهرباء والوقود

حذّرت الأمم المتحدة من «تداعيات خطيرة» على السكان المدنيين في غزة إثر قيام إسرائيل بوقف إمداد القطاع المدمر بالكهرباء.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

إفطار نباتي ولا سحور... الجوع يهدد غزة مجدداً

نازحون فلسطينيون يتدافعون للحصول على وجبة إفطار رمضاني من مطبخ خيري يوم الاثنين (إ.ب.أ)
نازحون فلسطينيون يتدافعون للحصول على وجبة إفطار رمضاني من مطبخ خيري يوم الاثنين (إ.ب.أ)
TT
20

إفطار نباتي ولا سحور... الجوع يهدد غزة مجدداً

نازحون فلسطينيون يتدافعون للحصول على وجبة إفطار رمضاني من مطبخ خيري يوم الاثنين (إ.ب.أ)
نازحون فلسطينيون يتدافعون للحصول على وجبة إفطار رمضاني من مطبخ خيري يوم الاثنين (إ.ب.أ)

تزداد صعوبة الأوضاع الإنسانية وطأة على سكان قطاع غزة الذين مُنعت عنهم المساعدات منذ 10 أيام بعد تشديد الحصار الإسرائيلي من خلال إغلاق معبر كرم أبو سالم إغلاقاً كاملاً ومنع دخول أي مساعدات، سواء كانت غذائية أو طبية أو غيرها.

وزادت الأسعار وشحَّت المواد الأساسية، وبات معظم السكان يعتمدون في إفطارهم الرمضاني على طعام نباتي يخلو من أي نوع من اللحوم، وقد لا تتوافر لهم وجبة سحور.

ومما زاد الأمر سوءاً ذلك القرار الذي أعلنه وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، بوقف إمداد غزة بالكهرباء، وهو ما يُوقف بدوره تشغيل محطة المياه المركزية الوحيدة وسط غزة.

وقالت نسمة داود (39 عاماً)، وهي من سكان حي الكرامة بشمال مدينة غزة، إن أسعار بعض أصناف الخُضَر تزيد يومياً بمقدار شيقل أو اثنين (الدولار يساوي 3.65 شيقل)، مشيرةً إلى أن هذا يزيد العبء على كاهل المواطنين الذين يتدبرون حالهم بصعوبة لعدم توفر وظائف أو سيولة.

وتحدثت السيدة إلى «الشرق الأوسط» عن وجود نقص واضح في المواد الغذائية، وارتفاع أسعار سلع أساسية مثل الطحين (الدقيق) والسكر وغيرهما. هذا إضافة إلى عناء توفير مياه صالحة للشرب.

فلسطينيون يصطفون لملء عبواتهم بالماء في مخيم للنازحين غرب جباليا بشمال غزة يوم الثلاثاء (أ.ف.ب)
فلسطينيون يصطفون لملء عبواتهم بالماء في مخيم للنازحين غرب جباليا بشمال غزة يوم الثلاثاء (أ.ف.ب)

وقال سمير العريني (53 عاماً)، من سكان مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، إن بعض الأصناف اختفت فعلياً، منها المجمدات التي يزيد عليها الطلب عادة في شهر رمضان، مشيراً إلى أن استمرار إغلاق المعابر يؤشر لإمكانية عودة المجاعة تدريجياً إلى القطاع.

وأضاف أن السكان يبحثون عن بدائل للتغلب على أزمات الطعام، مثل طهي الأرز دون أي نوع من اللحوم الحمراء أو الدواجن، وطهي خضروات يأخذونها من الأرض مباشرةً مثل الملوخية والخبيزة وغيرهما من أغذية اعتاد السكان على تناولها في الأزمات، هذا إن أمكن أصلاً الوصول لأراضٍ تُزرع فيها.

أما أدهم الحناوي (24 عاماً)، وهو من سكان حي الشيخ رضوان، فقال إن الأزمات اشتدت أكثر في الأيام الثلاثة الأخيرة مع استمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم.

وأضاف أن السكان كانوا يأملون أن يستمر فتح المعابر، وأن يحصلوا على طعامهم يومياً بطريقة سهلة «لكن يبدو أن كل شيء في قطاع غزة صعب جداً حتى الحصول على وجبة طعام واحدة، تماماً مثل الصعوبات التي نواجهها في الحصول على المياه الصالحة للشرب، أو الوقوف في طوابير المخابز للحصول على ربطة واحدة يومياً تكاد لا تكفي وجبة الإفطار في شهر رمضان».

الغذاء أداة سياسية

قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، مساء الاثنين، إن قرار إسرائيل حظر دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية إلى قطاع غزة يهدد حياة المدنيين الفلسطينيين «الذين لم يرتاحوا إلا لفترة قصيرة من الحرب الوحشية»، مؤكداً أن الوضع الآن مشابه للوضع الذي ساد في بداية الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأضاف في حديث للصحافيين من جنيف، عقب إحاطة ألقاها أمام الدول الأعضاء في مجلس الأمن، أن وقف إطلاق النار أثبت أنه «متى كانت هناك إرادة سياسية، أمكن دخول المساعدات الإنسانية دون عوائق ودون انقطاع»، مشيراً إلى أن المساعدات الإنسانية زادت عشرة أضعاف قبل القرار الإسرائيلي بوقف دخولها.

وتابع: «إذا أقدمت على إغلاق جميع المعابر، فإنك تخلق حالةً تستخدم فيها المساعدات الأساسية والغذاء أداة لتحقيق هدف سياسي أو عسكري، وهو ما يتعارض مع أي معيار إنساني دولي».

وقالت حركة «حماس»، في بيان، إن إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية والمواد الأساسية يزيدان من معاناة أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع، ويشكلان خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي ينص على تسهيل دخول المساعدات دون قيود.

ولفتت إلى أن منع دخول الغذاء والدواء والوقود والمواد الإغاثية الأساسية أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية ونقص حاد في المستلزمات الطبية، مما فاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.

وطالبت الحركة الوسطاء بالضغط على إسرائيل كي تلتزم بتعهداتها وتفتح المعابر فوراً «لضمان تدفق المساعدات الإنسانية وإنهاء سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها».

وأعربت «حماس» عن إدانتها استخدام المساعدات «ورقة ابتزاز سياسي».