هل يعود بوريس جونسون لرئاسة الحكومة البريطانية؟

استقالة ليز تراس السريعة تفتح الباب للزعيم السابق لحزب المحافظين

رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون (أ.ب)
رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون (أ.ب)
TT

هل يعود بوريس جونسون لرئاسة الحكومة البريطانية؟

رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون (أ.ب)
رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون (أ.ب)

قبل بضعة أشهر فقط، وقف رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، خارج مقر إقامته آنذاك في «10 داونينغ ستريت» ليعلن استقالته. الآن، في تحول غير عادي للأحداث، يمكن أن يعود إلى منصبه مجدداً، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
ترك سقوط خليفته ليز تراس - التي أعلنت استقالتها أمس (الخميس)، بعد 45 يوماً فقط في منصب رئيسة الوزراء - فرصة لعودة محتملة لجونسون.
وذكرت صحيفة «التايمز» أن السياسي البالغ من العمر 58 عاماً، قد يظهر مجدداً. وعلى الرغم من أنه لا يزال يواجه تحقيقاً حول ما إذا كان قد ضلل البرلمان بشأن فضيحة «بارتي غيت»، يبدو أن جونسون احتفظ بالدعم بين عدد كبير من أعضاء حزب المحافظين.
https://twitter.com/trussliz/status/1583089423876440064?s=20&t=ZWhBGt3prgMBRSWrlECfuQ
قبل أيام فقط، تصدّر جونسون - الذي شغل منصب رئيس الوزراء لما يزيد قليلاً على ثلاث سنوات حتى الشهر الماضي - استطلاع رأي لأعضاء حزب المحافظين الذين سئلوا عمن يرغبون في تولي المنصب إذا استقالت تراس في الأسابيع القليلة المقبلة. سجل جونسون 32 في المائة في استطلاع أجراه معهد «يوغوف» في 17 و18 أكتوبر (تشرين الأول) وشمل 530 من أعضاء حزب المحافظين، .
لكن، هل يمكن لجونسون الترشح مجدداً على الرغم من مغادرة «داونينغ ستريت» فقط الشهر الماضي؟
في خطاب استقالتها القصير أمس، قالت تراس إنها ستبقى رئيسة للوزراء حتى اختيار خليفتها. وقالت إنها اتفقت مع رئيس لجنة 1922، السير غراهام برايدي، على أنه «ستكون هناك انتخابات قيادة في الأسبوع المقبل».
وأوضح برايدي لاحقاً أنه تحدث إلى رئيس حزب المحافظين، جايك بيري، الذي قال إنه «أكد أنه سيكون من الممكن إجراء اقتراع واختتام انتخابات القيادة بحلول يوم الجمعة 28 أكتوبر، لذا يجب أن يكون لدينا زعيم جديد قبل البيان المالي الذي سيذاع في الحادي والثلاثين منه».
وفقاً لإيجاز بحثي في مكتبة مجلس العموم حول انتخابات قيادة حزب المحافظين، «يجب أن يكون زعيم الحزب نائباً في البرلمان».
على الرغم من تركه منصبه، لا يزال جونسون، بالطبع، عضواً في البرلمان عن أوكسبريدج وساوث روسليب في غرب دائرة لندت الكبرى. وكما تبدو الأمور، يظهر أنه يستطيع السعي إلى زعامة الحزب، وبالتالي من المحتمل أن يصبح رئيس وزراء البلاد مرة جديدة.
https://twitter.com/BorisJohnson/status/1566761525293027329?s=20&t=Zv4Cow3HB96Xvcctg-SjFA
وبحسب البحث، فإن انتخابات قيادة حزب المحافظين «تتكون عادة من مرحلتين... يختار النواب المحافظون اثنين من المرشحين للتقدم إلى المرحلة الثانية، ثم يتم التصويت... المرشح الحاصل على أكبر عدد من الأصوات يفوز».
مع ذلك، عندما سأل صحافيون برايدي أمس، بدا الموقف في البداية أقل وضوحاً. فقد قال: «تحدثت إلى رئيس الحزب لمناقشة معايير العملية (الانتخابية) والنظر في سبل تنفيذها، بما في ذلك استشارة الأطراف بحلول يوم الجمعة من الأسبوع المقبل».
ولدى سؤاله عما إذا كان سيكون هناك بالتأكيد مرشحان يتقدمان إلى العضوية، أجاب: «تنص قواعد الحزب على أنه سيكون هناك مرشحان ما لم يكن هناك مرشح واحد فقط».
وفي وقت لاحق أمس، قال إن المرشحَيْن لخلافة تراس سيحتاجان إلى ما لا يقل عن 100 ترشيح من نواب حزب المحافظين. وأوضح بيري، الذي ظهر إلى جانبه، أن مجلس حزب المحافظين اجتمع، و«بالاشتراك مع لجنة 1922، أكدنا أنه إذا قرر الحزب تقديم مرشحين اثنين، فسيكون هناك تصويت عاجل وملزم عبر الإنترنت لأعضاء حزب المحافظين لاختيار زعيمه التالي». وأضاف: «ستنتهي كل مراحل انتخابات القيادة في موعد أقصاه الجمعة 28 أكتوبر».


مقالات ذات صلة

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

العالم شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

أعلنت شرطة لندن، الثلاثاء، توقيف رجل «يشتبه بأنه مسلّح» اقترب من سياج قصر باكينغهام وألقى أغراضا يعتقد أنها خراطيش سلاح ناري إلى داخل حديقة القصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

قال قصر بكنغهام وصناع شاشة جديدة من المقرر استخدامها خلال مراسم تتويج الملك تشارلز الأسبوع المقبل إن الشاشة ستوفر «خصوصية مطلقة» للجزء الأكثر أهمية من المراسم، مما يضمن أن عيون العالم لن ترى الملك وهو يجري مسحه بزيت. فالشاشة ثلاثية الجوانب ستكون ساترا لتشارلز أثناء عملية المسح بالزيت المجلوب من القدس على يديه وصدره ورأسه قبل وقت قصير من تتويجه في كنيسة وستمنستر بلندن في السادس من مايو (أيار) المقبل. وقال قصر بكنغهام إن هذه اللحظة تاريخيا كان ينظر إليها على أنها «لحظة بين الملك والله» مع وجود حاجز لحماية قدسيته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

قدّم رئيس هيئة «بي بي سي» ريتشارد شارب، أمس الجمعة، استقالته بعد تحقيق وجد أنه انتهك القواعد لعدم الإفصاح عن دوره في ترتيب قرض لرئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون. وقال شارب، «أشعر أن هذا الأمر قد يصرف التركيز عن العمل الجيد الذي تقدّمه المؤسسة إذا بقيت في المنصب حتى نهاية فترة ولايتي». تأتي استقالة شارب في وقت يتزايد التدقيق السياسي في أوضاع «بي بي سي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

قدّم نائب رئيس الوزراء البريطاني، دومينيك راب، استقالته، أمس، بعدما خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّه تنمّر على موظفين حكوميين. وفي نكسة جديدة لرئيس الوزراء ريشي سوناك، خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّ راب، الذي يشغل منصب وزير العدل أيضاً، تصرّف بطريقة ترقى إلى المضايقة المعنوية خلال تولّيه مناصب وزارية سابقة. ورغم نفيه المستمر لهذه الاتهامات، كتب راب في رسالة الاستقالة الموجّهة إلى سوناك: «لقد طلبتُ هذا التحقيق، وتعهدتُ الاستقالة إذا ثبتت وقائع التنمّر أياً تكن»، مؤكّداً: «أعتقد أنه من المهم احترام كلمتي». وقبِل سوناك هذه الاستقالة، معرباً في رسالة وجهها إلى وزيره السابق عن «حزنه الشديد»، ومشيداً بسنوات خدمة

«الشرق الأوسط» (لندن)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».