الإعلام الجزائري يتوقع قمة عربية بـ«حضور قيادي قياسي»

أبو الغيط يتحدث عن «إنقاذ دول» بوصفه من أولويات الاجتماع

الرئيس تبون خلال استقباله مصطفى البرغوثي أثناء احتضان الجزائر لقاء المصالحة بين الفصائل الفلسطينية في 12 أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
الرئيس تبون خلال استقباله مصطفى البرغوثي أثناء احتضان الجزائر لقاء المصالحة بين الفصائل الفلسطينية في 12 أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

الإعلام الجزائري يتوقع قمة عربية بـ«حضور قيادي قياسي»

الرئيس تبون خلال استقباله مصطفى البرغوثي أثناء احتضان الجزائر لقاء المصالحة بين الفصائل الفلسطينية في 12 أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
الرئيس تبون خلال استقباله مصطفى البرغوثي أثناء احتضان الجزائر لقاء المصالحة بين الفصائل الفلسطينية في 12 أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)

بينما نقلت وسائل إعلام جزائرية أن 17 زعيم دولة عربية سيشاركون في القمة العربية المرتقبة مطلع الشهر المقبل، أكد الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، أن «أولويات» الاجتماع العربي الكبير «ستتمثل في إنقاذ الدول العربية المعرضة للتدخلات الأجنبية».
وتناولت الصحيفة الإلكترونية «كل شيء عن الجزائر»، أمس، حضور العاهل المغربي الملك محمد السادس مع نجله ولي العهد مولاي حسن، وذلك في سياق توتر غير مسبوق في العلاقات الجزائرية - المغربية، التي تشهد قطيعة دبلوماسية منذ صيف العام الماضي. ويرتقب أن ينصب اهتمام الإعلام على كل ما سيقوم بها العاهل المغربي لدى وجوده في الجزائر، وكيف ومن سيستقبله في المطار، وهل سيعقد لقاء بينه وبين الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.
ووفق الصحيفة الإلكترونية؛ فإن من المشاركات المميزة المرتقبة، مشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني. وإضافة إلى القادة العرب؛ تأكد أيضاً حضور الرئيس السنغالي ماكي سال، ورئيس أذربيجان إلهام علييف؛ بصفته الرئيس الدوري لـ«منظمة دول عدم الانحياز». كما سيحضر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، والأمين العام لـ«منظمة التعاون الإسلامي» حسين إبراهيم طه. وبهذا الخصوص؛ شدد الإعلام الجزائري على أن القمة العربية الـ31 «ستعرف حضور الأوزان الثقيلة لأول مرة منذ سنوات طويلة، وقياساً إلى مستوى المشاركات في القمم السابقة».
في سياق ذي صلة؛ أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في مقابلة مع الإذاعة الحكومية الجزائرية، أن القمة العربية «ستشهد، بشكل ملحوظ، حضور عدد كبير من القادة العرب». ويعود ذلك، وفقه، إلى «مكانة الجزائر بين الدول العربية، ولما تكتسيه هذه القمة من أهمية».
وتحدث أبو الغيط عن ترقب تشكيل «مجموعة تشاور» بين القادة العرب «في وقت مختار؛ إذ سيتحادثون فيما بينهم في إطار هذه المجموعة، ودون إشراك مساعديهم، في مختلف القضايا... والحديث التشاوري فعلاً له فائدته في لمّ الشمل».
وبخصوص أجندة القمة والأولويات المطروحة خلال اجتماع اليومين، أفاد أبو الغيط بأن الأمر يتعلق بـ«إنقاذ الدول العربية المعرضة للتدخلات، وتسوية أوضاع المنطقة العربية وإيجاد الحلول»، من دون تقديم تفاصيل، لكن فهم من كلامه أنه يقصد الأزمة الأمنية والسياسية في ليبيا والتدخلات الأجنبية في هذا البلد، والوضع في سوريا التي لن تكون حاضرة في القمة.
وأضاف أبو الغيط موضحاً أن التحضيرات للقمة «جيدة للغاية، والجهد رائع، وهناك نوايا مؤكدة للعمل على إنجاح هذه القمة... منذ أيام، وقد وصل هنا وفد من الأمانة العامة برئاسة السفير حسام زكي، حيث قام بجولة كاملة والتقى بهيئة الإعداد والتنظيم، وعرض علينا تقريراً متميزاً»، مبرزاً أن الجزائر «ستكون في عرس يومي 1 و2 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بحضور عدد كبير من القادة العرب».


مقالات ذات صلة

الجامعة العربية تُحذر من تفاقم «المجاعة المروعة» في غزة

المشرق العربي الجامعة العربية تُحذر من تدهور سريع للوضع الإنساني في قطاع غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)

الجامعة العربية تُحذر من تفاقم «المجاعة المروعة» في غزة

حذرت جامعة الدول العربية، الأحد، من تفاقم «المجاعة المروعة» و«الكارثة الإنسانية» في قطاع غزة، جراء العدوان الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي إردوغان متحدثاً عن التطورات في سوريا في إسطنبول الجمعة (إعلام تركي)

إردوغان: دمشق هدف فصائل المعارضة ونأمل استكمال مسيرتها دون مشكلات

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن إدلب وحماة وحمص أصبحت بيد فصائل المعارضة السورية، وإن هدف المعارضة بالطبع هو دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
خاص نازحون فروا من ريف حلب يركبون سيارة تحمل أمتعتهم بجوار إشارة طريق في حلب (رويترز)

خاص ما حدود الدعم العربي لسوريا بمواجهة الفصائل المسلحة؟

اتصالات عربية مع دمشق تتواصل بشأن التطورات الميدانية في شمال سوريا، كان أحدثها مناقشات وزيري الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونظيره السوري بسام صباغ.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد جانب من اجتماع المجلس الوزاري العربي للكهرباء في القاهرة (الجامعة العربية)

«الجامعة العربية» تطلق «السوق المشتركة للكهرباء» لتعزيز الإمدادات وخفض التكاليف

بهدف تعزيز الإمدادات وخفض التكاليف، أطلقت جامعة الدول العربية، الاثنين، «السوق العربية المشتركة للكهرباء»، عبر اتفاقية وقعتها 11 دولة، بينها السعودية ومصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا: استهداف إسرائيل لـ«حماس» و«حزب الله» غايته إجبار الفلسطينيين على الهجرة

أكدت تركيا أن هدف إسرائيل الرئيسي من ضرب حركة «حماس» في غزة و«حزب الله» في لبنان هو جعل الفلسطينيين غير قادرين على العيش في أرضهم وإجبارهم على الهجرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.