«المركزي» العراقي يدخل على خط التحقيق في «سرقة القرن»

TT

«المركزي» العراقي يدخل على خط التحقيق في «سرقة القرن»

لا تزال قضية الفساد التي باتت تعرف بـ«سرقة القرن» وأهدرت 3.7 تريليون دينار عراقي (2.5 مليار دولار) من أموال الشعب العراقي وهي على شكل تأمينات في هيئة الضرائب العامة، تثير غضب واشمئزاز معظم العراقيين، بالنظر لضخامة المبلغ وعجز السلطات عن حماية أموال البلاد والعباد.
ورغم أن البلاد تتذيل لائحة الدول الأكثر فسادا في العالم، منذ سنوات، بحسب منظمة الشفافية الدولية ومنظمات أخرى مختصة، إلا أنها لم تشهد من ذي قبل فضيحة مالية من العيار الثقيل بهذا المقدار والحجم، والمفارقة أن ثمة أخباراً متداولة عن فضائح أخرى، ربما تفوق الفضيحة الحالية بأضعاف، يمكن أن يكشف الحجاب عنها في الأيام المقبلة.
وأمس، وجه البنك المركزي كتاباً «سرياً وعاجلاً» إلى كل المصارف المجازة طالبهم فيه بمعلومات مصرفية عن 5 شركات متورطة بسرقة أموال الضريبة، إلى جانب معلومات عن 12 شخصاً يملكون ويشرفون على تلك الشركات.
واستغرب مراقبون تأخر البنك المركزي في طلبه رغم أن الإبلاغ عن السرقة قدم منتصف أغسطس (آب) الماضي، ما يثير تساؤلات شعبية لا نهاية لها بشأن الجماعات النافذة التي تقف وراء الفضيحة.
وبما أن الفضيحة ارتبطت بهيئة الضرائب التابعة لوزارة المالية ووزيرها المستقيل علي عبد الأمير علاوي، وكذلك ارتبطت باللجنة المالية للبرلمان السابقة ورئيسها هيثم الجبوري الذي اقترح، بحسب الوثائق التحقيقية، إلغاء دور هيئة الرقابة المالية والاكتفاء بعمليات التدقيق داخل هيئة الضرائب، فإن المسؤولين كسرا، أمس، حاجز الصمت وأصدرا بيانين مطولين حول «الفضيحة».
وأصدر علاوي، الذي وجه خطابا لاذعا للطبقة السياسية واتهمها بالفساد خلال تقديمه كتاب استقالته منتصف أغسطس (آب) الماضي، بياناً مطولا على خلفية سرقة أموال الضرائب ووصفها بـ«السرقة الوقحة». وعزا حصولها إلى عوامل عديدة ومنها «تأخر وزارة المالية في مجال اعتماد أنظمة المعلومات والمحاسبة وإعداد التقارير الآلية وعدم انصياع بعض المدراء العامين وموظفي الدولة إلى الأنظمة والقوانين الحاكمة في مهامهم، إلى الولاء إلى جهات سياسية نافذة توفر حصانة إلى الفاسدين».
ويضمر بيان علاوي في بعض الأحيان اتهامات غير مباشرة لبعض الجهات الحكومية بشأن فضيحة السرقة، وأحيانا يتحدث عن اتهامات مباشرة إلى بعض المؤسسات الحكومية.
وقال إنه قام بإبلاغ مكتب رئيس الوزراء عدة مرات عن المخاطر، وأنه أبلغ في 29 سبتمبر (أيلول) 2021، مكتب رئيس الوزراء حرفيا بما يلي: «إنهم ينقلون ويعينون الحمقى الذين علي أن أزيل فوضاهم لاحقاً. لا يمكنني الاستمرار على هذا النحو عندما أعلم أن الوزارة تلتهم من الداخل ولا يمكنني فعل أي شيء حيال ذلك. كل الدوائر مخترقة من الأحزاب والمتنفذين ولا يوجد أي شخص ذي قدرة وقابلية مستعد أن يعمل في هذه الأجواء». وتابع: «ما لم يكن بالإمكان رصده هو قيام المجموعة المتهمة بالسرقة بتحرير صكوك دون ترويج معاملات استرداد وأمانات من خلال عملية مباشرة بين هيئة الضرائب ومصرف الرافدين، ودون أن يتم الكشف عن ذلك من قبل دائرة التدقيق، وبالتالي فإن ما جرى هو عملية تم تنفيذها داخل أروقة هيئة الضرائب ومصرف الرافدين».
من جانبه أصدر الجبوري، في مسعى لرد الاتهامات التي تحوم حوله بعد قيامه بمنع ديوان الرقابة المالية من التدقيق في أموال هيئة الضرائب، بياناً مطولاً أيضاً، تحدث فيه بأرقام وتفاصيل حسابية عن عملية الرقابة وصرف أموال التأمينات. وخلص إلى أن 95 في المائة من الأموال المسحوبة (المسروقة) كانت خلال مرحلة مغادرته لمنصب رئاسة لجنة المال في البرلمان. لكن أطرافا عديدة تصر على اتهامه في التورط بموضوع السرقة، خاصةً بعد قيام القضاء باستدعائه أول من أمس، للتحقيق.
وقال النائب المستقل باسم خشان، الخميس، في تغريدة: إن «هيثم الجبوري متورط حتى نخاعه في قضية التأمينات الضريبية. نقطة رأس سطر!».
وأضاف: «لقد انفرد بكتابة المقترح (تدقيق الأموال المصروفة في هيئة الضرائب وليس ديوان الرقابة المالية) وأرسله إلى الجهات ذات العلاقة دون علم أعضاء اللجنة (المالية)، وما يدعيه عن شكاوى قدمت إلى اللجنة المالية كذب محض، لأن أيا من المشتكين المزعومين لم يبادر إلى المطالبة بالتأمينات!».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

غارة إسرائيلية تدمر مبنى يؤوي نازحين في قلب بيروت... وحزام ناري على الضاحية

TT

غارة إسرائيلية تدمر مبنى يؤوي نازحين في قلب بيروت... وحزام ناري على الضاحية

دخان كثيف يتصاعد عقب غارة جوية إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ف.ب)
دخان كثيف يتصاعد عقب غارة جوية إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ف.ب)

رغم الحديث عن اقتراب موعد وقف إطلاق النار، مازال الجيش الإسرائيلي يشن غارات عنيفة على مناطق عدة في لبنان خصوصا في العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية.

ومن دون إنذار مسبق، استهدف الطيران الإسرائيلي مبنى في منطقة النويري في محيط مجمع خاتم الانبياء، في قلب العاصمة بيروت متسببا بانهياره بالكامل في غارة عنيفة.

وبحسب المعلومات التي أوردتها وسائل إعلام لبنانية المبنى مؤلف من 4 طبقات، وكان يستخدم كمطبخ لتجهيز الوجبات للنازحين، كما يضم العديد من النازحين.

كذلك، استهدفت سلسلة غارات متزامنة ضاحية بيروت الجنوبية، الثلاثاء، بشكل غير مسبوق، بعد وقت قصير من إنذارات وجهها الجيش الإسرائيلي لإخلاء عشرين مبنى في المنطقة التي تعد من أبرز معاقل «حزب الله» قرب العاصمة.

وتصاعدت سحب دخان وغبار ضخمة الواحدة تلو الأخرى من خمس مواقع على الأقل، إثر غارات تردد صداها في بيروت.

وجاء التصعيد قبيل اجتماع يعقده مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي مساء الثلاثاء لاتخاذ قرارا بشأن وقف اطلاق النار في لبنان.

وشن الطيران ال‘سرائيلي غارات متزامنة وعنيفة، واستهدف برج البراجنة والرمل العالي -تحويطة الغدير، مشكلا حزاما نارياً لف المنطقة.

بعد الظهر، أصدر الجيش الإسرائيلي إنذارا بإخلاء 20 مبنى في الحدث وحارة حريك والغبيري وبرج البراجنة، قبل أن يستهدفها.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي وجه إنذارين عاجلين إلى جميع السكان المتواجدين في منطقة الضاحية الجنوبية وتحديدًا في المباني المحددة في الخرائط المرفقة والمباني المجاورة لها في المناطق التالية: برج البراجنة، تحويطة الغدير. وقال: «أنتم تتواجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله حيث سيعمل ضدها جيش الدفاع على المدى الزمني القريب، من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم عليكم اخلاء هذه المباني وتلك المجاورة لها فورًا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر».