«مشادّة مانشستر» تفجّر خلافاً دبلوماسياً بين لندن وبكين

مشرعون دعوا لطرد المسؤولين... وبكين تحض لندن على حماية دبلوماسييها

الاعتداء على متظاهر أمام قنصلية الصين في مانشستر (رويترز)
الاعتداء على متظاهر أمام قنصلية الصين في مانشستر (رويترز)
TT

«مشادّة مانشستر» تفجّر خلافاً دبلوماسياً بين لندن وبكين

الاعتداء على متظاهر أمام قنصلية الصين في مانشستر (رويترز)
الاعتداء على متظاهر أمام قنصلية الصين في مانشستر (رويترز)

دخلت العلاقات بين بريطانيا والصين مرحلة جديدة من التوتر هذا الأسبوع، عقب مشادّة بين متظاهر من هونغ كونغ ودبلوماسيين في قنصلية بكين بمانشستر الأحد.
وتزامن تداول مقطع فيديو للمشادّة العنيفة التي تسببت في جروح طفيفة لدى المتظاهر، مع تحذير وزارة الدفاع البريطانية من انخراط طيارين بريطانيين سابقين في برامج تدريب في الصين.
https://twitter.com/Reuters/status/1582067668709875713?s=20&t=4H2-kczItTgSPyV4jZn33Q
وغداة استدعاء وزارة الخارجية البريطانية ثاني أبرز دبلوماسي صيني، أعلنت بكين الأربعاء تقديم شكوى رسمية لدى لندن، مؤكّدة أن دبلوماسييها لا يتحمّلون مسؤولية المشادّة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، وانغ وين بين، في مؤتمر صحافي روتيني إن «مضايقات خبيثة من عناصر خارجة عن القانون، ودخولهم غير القانوني للقنصلية العامة الصينية في مانشستر، تسببا في جرح موظفين صينيين وتهديد أمن المقرات الصينية».
وأضاف أن بكين أبدت استياءها للسلطات البريطانية، وحضّت لندن على بذل المزيد من الجهد لحماية دبلوماسييها على الأراضي البريطانية.
وأثارت الحادثة التي تزامنت مع انطلاق الدورة العشرين لمؤتمر الحزب الشيوعي الصيني في بكين، موجة استياء بين المشرّعين البريطانيين. واتّهمت النائبة المحافظة أليسيا كيرنز، القنصل الصيني العام تشنغ شيوان، بالوجود في موقع الحادثة و«تمزيق الملصقات خلال احتجاج سلمي».
ودعت كيرنز إلى طرد المسؤولين المنخرطين في الحادثة «خلال أسبوع»، معتبرة المشادّة العنيفة «تصعيداً مروّعاً» لحملة الصين على الاحتجاجات الداعمة للديمقراطية في هونغ كونغ.
وتابعت كيرنز، التي تسلّمت رئاسة لجنة الشؤون الخارجية قبل أسابيع: «لا يمكننا السماح للحزب الشيوعي الصيني باستيراد ضربه للمتظاهرين، وإسكاتهم لحرية التعبير، وفشلهم في السماح مراراً وتكراراً بالاحتجاجات على الأراضي البريطانية. هذا تصعيد مخيف».
وفي جلسة بمجلس العموم، قالت وزيرة الدولة في وزارة الخارجية البريطانية جيسي نورمان إن الحكومة «قلقة للغاية» بشأن حادث القنصلية، لافتة إلى أن وزير الخارجية استدعى القائم بالأعمال الصيني في السفارة الصينية بلندن للتعبير عن قلقه العميق وللمطالبة بشرح تصرفات طاقم القنصلية.
وفيما رفضت نورمان الخوض في تفاصيل القضية، ذكرت أن «جميع المقيمين على أرضنا يتمتعون بحق التعبير عن آرائهم بسلام دون خوف من العنف»، مضيفة أن «مسؤولي الخارجية عبّروا عن ذلك بوضوح للسفارة الصينية»، وأنهم سيواصلون «العمل مع وزارة الداخلية وشرطة مانشستر لاتخاذ قرار بشأن الخطوات التالية».
بدوره، دعم النائب المحافظ البارز إيان دنكن سميث دعوة طرد القنصل الصيني العام وأي مسؤولين آخرين في حال ثبت انخراطهم في «الضرب والتخريب».
وانتقد دنكن - سميث، الذي كان زعيماً لحزب المحافظين بين 2001 و2003. ضعف الرد البريطاني. وسأل الحكومة في مجلس العموم عن سبب تحفّظها عن توجيه تحذير مباشر بالطرد للمسؤولين المتورطين في «أعمال العنف».
وأطلقت شرطة مانشستر تحقيقاً في الحادثة، وقالت إن مجموعة من الرجال خرجوا من القنصلية خلال المظاهرة وقاموا بجرّ أحد المتظاهرين إلى داخل حرم القنصلية واعتدوا عليه.
ويتعارض هذا الطرح مع رواية بكين، التي أعلنت أن متظاهرين «دخلوا بشكل غير قانوني» القنصلية.
وفتحت بريطانيا أبوابها لقرابة 100 ألف مواطن من هونغ كونغ، عقب حملة أمنية صينية استهدفت هذه المستعمرة البريطانية السابقة.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

العالم زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

أدلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمزيد من التصريحات بشأن مكالمة هاتفية جرت أخيراً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، في أول محادثة مباشرة بين الزعيمين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال زيلينسكي في كييف، الجمعة، بعد يومين من الاتصال الهاتفي، إنه خلال المكالمة، تحدث هو وشي عن سلامة الأراضي الأوكرانية ووحدتها «بما في ذلك شبه جزيرة القرم (التي ضمتها روسيا على البحر الأسود)» وميثاق الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

تبرأت الصين، اليوم (الجمعة)، من اتهامات وجهها خبراء من الأمم المتحدة بإجبارها مئات الآلاف من التيبتيين على الالتحاق ببرامج «للتدريب المهني» تهدد هويتهم، ويمكن أن تؤدي إلى العمل القسري. وقال خبراء في بيان (الخميس)، إن «مئات الآلاف من التيبتيين تم تحويلهم من حياتهم الريفية التقليدية إلى وظائف تتطلب مهارات منخفضة وذات أجر منخفض منذ عام 2015، في إطار برنامج وُصف بأنه طوعي، لكن مشاركتهم قسرية». واكدت بكين أن «التيبت تتمتع بالاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والوحدة العرقية وموحّدة دينياً ويعيش الناس (هناك) ويعملون في سلام». وأضافت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، أن «المخاوف المز

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

أثار كتاب التاريخ لتلاميذ المدارس الصينيين الذي يذكر استجابة البلاد لوباء «كورونا» لأول مرة نقاشاً على الإنترنت، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). يتساءل البعض عما إذا كان الوصف ضمن الكتاب الذي يتناول محاربة البلاد للفيروس صحيحاً وموضوعياً. أعلن قادة الحزب الشيوعي الصيني «انتصاراً حاسماً» على الفيروس في وقت سابق من هذا العام. كما اتُهمت الدولة بعدم الشفافية في مشاركة بيانات فيروس «كورونا». بدأ مقطع فيديو قصير يُظهر فقرة من كتاب التاريخ المدرسي لطلاب الصف الثامن على «دويين»، النسخة المحلية الصينية من «تيك توك»، ينتشر منذ يوم الأربعاء. تم تحميله بواسطة مستخدم يبدو أنه مدرس تاريخ، ويوضح

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

14 قتيلاً على الأقل جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

14 قتيلاً على الأقل جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

سقط ما لا يقل عن 14 قتيلاً في أرخبيل مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي الذي ضربه السبت إعصار شيدو القوي جداً، على ما أظهرت حصيلة مؤقتة حصلت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية» اليوم (الأحد) من مصدر أمني.

صور التقطتها الأقمار الصناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار شيدو فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وقال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن 9 أشخاص أصيبوا بجروح خطرة جداً، ونقلوا إلى مركز مايوت الاستشفائي، في حين أن 246 إصابتهم متوسطة.

الأضرار التي سبَّبها الإعصار شيدو في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

وترافق الإعصار مع رياح زادت سرعتها على 220 كيلومتراً في الساعة. وكان شيدو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً؛ حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرنس- ميتيو).

آثار الدمار التي خلفها الإعصار (أ.ف.ب)

وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، ما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل. ويقيم ثلث سكان الأرخبيل في مساكن هشة.