أظهرت الدراسة الأولى من نوعها، أن الأطفال الذين يفتقر آباؤهم إلى الدفء هم أكثر عرضة لزيادة الوزن أو السمنة.
تم تحديد تأثيرات أنماط الأبوة والأمومة المختلفة على وزن الأطفال لأول مرة - وتشير إلى أن «دفء الوالدين» هو المفتاح لوزن صحي، كما يقول باحثون في المؤتمر الدولي للبدانة في ملبورن، المؤتمر الذي يعقد كل سنتين للاتحاد العالمي للسمنة، وفقاً لصحيفة «الغارديان».
وجد تحليلهم لبيانات 10 آلاف طفل في المملكة المتحدة، أن التربية الاستبدادية والإهمال في مرحلة الطفولة المبكرة يرتبطان بزيادة الوزن خلال الطفولة والمراهقة. كلا النوعين من التربية يتميز بنقص الدفء.
قالت الباحثة أليكسا سيغال، من مركز اقتصاديات الصحة وابتكار السياسات في إمبريال كوليدج لندن «غالباً ما يُعدّ تأثير أسلوب الأبوة والأمومة على وزن الطفل موضوعاً محظوراً... ومع ذلك، فإن الفهم الشامل للارتباطات بين أسلوب الأبوة والأمومة والسمنة لدى الأطفال والمراهقين لديه إمكانات كبيرة لتوجيه سياسة السمنة والمساهمة في تطوير برامج صحية وتغذية أكثر فاعلية».
https://twitter.com/brittanyjayne8/status/1582541196164886530?s=20&t=6EFSQUAapLmFZ60FvI0STg
تعدّ بدانة الأطفال مشكلة متنامية في جميع أنحاء العالم. في إنجلترا، يعاني أكثر من ربع الأطفال في سن الرابعة والخامسة من زيادة الوزن أو السمنة.
استخدم الباحثون بيانات من دراسة Avon Longitudinal Study للوالدين والأطفال للنظر في الارتباط بين أسلوب الأبوة والأمومة أثناء الطفولة المبكرة ووزن الطفل في وقت لاحق في مرحلة الطفولة وفي بداية المراهقة وفي أواخر المراهقة وأوائل مرحلة البلوغ.
تم تقسيم أسلوب الأبوة والأمومة إلى أربع فئات. كانت الأنماط الأربعة التي تم فحصها في الدراسة هي: الموثوق (يمثل الآباء الذين يحافظون على حدود واضحة ولكنهم دافئون أيضاً)، والسلطوي (يمثل الآباء الذين يحافظون على الانضباط الصارم ويظهرون القليل من الدفء)، والمتساهلون (الآباء المتعاطفون ولكن لديهم القليل من القواعد) والمهملون (الآباء غير المهتمين عاطفياً ولديهم قواعد قليلة).
أظهر تحليل البيانات على 10 آلاف و510 مشاركين، أن الشباب الذين عانوا من أنماط الاستبداد أو الإهمال في مرحلة الطفولة المبكرة كانوا أكثر عرضة لزيادة الوزن من أولئك الذين واجهوا تربية أبوية موثوقة. نتائج الأبوة المتساهلة لم تكن ذات دلالة إحصائية.
وقال الباحثون، إن الافتقار إلى الدفء المرتبط بالتربية الاستبدادية والإهمال قد يعني أن قدرة الطفل على التنظيم الذاتي لتناول الطعام - الأكل عند الجوع والتوقف عن الأكل لاحقاً - لا تتطور بشكل صحيح.
أوضحت سيغال «تتميز الأمهات الاستبداديات بأنهن مسيطرات، مع انخفاض الدفء والاستجابة».
وتابعت «قد يؤدي ذلك إلى عدم الاستجابة لإشارات جوع الأطفال. على سبيل المثال، عدم السماح لهم باختيار وجبة خفيفة عند الجوع و/أو تأكيد السيطرة على تناول الطعام لدى الأطفال من خلال الضغط عليهم لتناول الوجبات كاملة عندما لا يكونون جائعين».
https://twitter.com/alexa_segal/status/1582627947588227072?s=20&t=6EFSQUAapLmFZ60FvI0STg
وأوضحت «هذا التحكم يعني أن الطفل لا يطوّر قدرته على تنظيم مدخوله من الطاقة؛ مما يعني أنه قد يفرط في تناول الطعام عندما يكون لديه القدرة. من ناحية أخرى، قد تكون التربية المهملة مرتبطة بالإهمال بشكل حقيقي، حيث لا توجد قواعد - لذلك قد يكون للأطفال حرية اختيار الوجبات الخاطئة».
وقالت البروفسور لويز بور، رئيسة الاتحاد العالمي للسمنة «تسلط هذه الدراسة الضوء على الأهمية الأساسية للآباء في تربية أطفال أصحاء».
«دفء الوالدين» مفتاح الوزن الصحي للأطفال
«دفء الوالدين» مفتاح الوزن الصحي للأطفال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة