تصدعات ما قبل الانتخابات الإسرائيلية: اتهامات بـ{شفط الأصوات} والتهام الأحزاب الصغيرة

مستوطن إسرائيلي ينتظر في محطة للحافلات عند مفرق تابواه بالضفة بجانب ملصق انتخابي لنتنياهو الأحد (أ.ب)
مستوطن إسرائيلي ينتظر في محطة للحافلات عند مفرق تابواه بالضفة بجانب ملصق انتخابي لنتنياهو الأحد (أ.ب)
TT

تصدعات ما قبل الانتخابات الإسرائيلية: اتهامات بـ{شفط الأصوات} والتهام الأحزاب الصغيرة

مستوطن إسرائيلي ينتظر في محطة للحافلات عند مفرق تابواه بالضفة بجانب ملصق انتخابي لنتنياهو الأحد (أ.ب)
مستوطن إسرائيلي ينتظر في محطة للحافلات عند مفرق تابواه بالضفة بجانب ملصق انتخابي لنتنياهو الأحد (أ.ب)

مع دخول حملة انتخابات الكنيست (الثلاثاء) آخر أسبوعين لها، حيث تقام في 1 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، والدلائل على أنها إذا استمرت على هذا النحو فلن تحسم وقد يضطرون إلى إجراء انتخابات أخرى بعد أشهر عدة، باشرت الأحزاب الإسرائيلية حملات محمومة لتجنيد الناخبين الكثيرين المصابين بالإحباط ورفع نسبة تأييدها. وعلى الطريق؛ بدأت تظهر تصدعات داخل المعسكرات، تتهم فيها الأحزاب الصغيرة حلفاءها من الأحزاب الكبيرة بشفط الأصوات منها.
ففي معسكر اليمين بقيادة بنيامين نتنياهو، شنت حملة لتصفية حزب «البيت اليهودي» الذي تقوده وزيرة الداخلية أييلت شاكيد؛ فاستطلاعات الرأي تشير إلى أنها ستحصل على نحو اثنين في المائة من الأصوات، ولن تعبر نسبة الحسم، لذلك لا بد من الضغط عليها من الآن كي تنسحب. وهي ترفض ذلك، وتقول إن نتنياهو لن يصبح رئيس حكومة إلا إذا عبر نسبة الحسم وحصلت هي على 4 مقاعد. وقد وقعت حادثة طريفة ليلة العيد (الاثنين - الثلاثاء)؛ إذ وصل نتنياهو إلى أحد الاحتفالات فعرف أن شاكيد موجودة فيه، فانتظر في السيارة ثلث ساعة حتى غادرت؛ لأنه لم يرغب أن يشاهده أحد إلى جانبها. ويرى نتنياهو خطورة أيضاً في حليفه الأشد تطرفاً؛ حزب «الصهيونية الدينية»، الذي تعطيه الاستطلاعات ارتفاعاً ضخماً (من 6 نواب حالياً إلى 14 نائباً)، ويتهمه بتصويب جهوده نحو أنصار «الليكود». كما أن وجود هذا الحزب وقائديه إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموترتش في تحالف مع نتنياهو والوعد بتعيينهما وزيرين في حكومته إذا فاز، بات يتسبب في أزمة مع «الحزب الديمقراطي» الأميركي وإدارة الرئيس جو بايدن. وفي ليلة العيد رفض نتنياهو اعتلاء المسرح في أحد الاحتفالات الدينية، ما دام إيتمار بن غفير على المنصة، وبعد أن أنزل الحضور بن غفير؛ عندها فقط اعتلاها نتنياهو.
واتهم حزب «الصهيونية الدينية» نتنياهو ببداية الرضوخ للأميركيين، وأعرب قادته عن تخوفهم من أن يكون يعد من الآن لاحتمال تشكيل ائتلاف مع حزب «الجنرالات» بقيادة بيني غانتس وغادي آيزنكوت، مما اضطر نتنياهو إلى إصدار بيان ينفي فيه هذا الاحتمال، ويقول إنه يعمل على الفوز بالحكم وتشكيل حكومة يمين خالصة وإنه لن يقبل بأي تحالف مع غانتس.
وفي المعسكر المقابل؛ بقيادة رئيس الوزراء، يائير لبيد، باشروا هم أيضاً عملية شفط الأحزاب الحليفة، وبدأ الحملة لبيد نفسه عندما رد على حملة غانتس التي يحاول خلالها الحسم بأنه (أي غانتس) هو الوحيد القادر على تشكيل حكومة من دون نتنياهو؛ لأنه يقيم علاقة جيدة مع المتدينين ويعدّ نفسه الوحيد القادر على ضمهم للحكومة في حال فشل نتنياهو. وقد وجه لبيد لسعة إلى غانتس بقوله (الثلاثاء) إن رئاسة الحكومة يجب أن تعطى لأحد الحزبين الكبيرين المتنافسين؛ فإما هو وإما نتنياهو. وقد رد حزب غانتس بأن لبيد يخطئ الهدف، وقال الجنرال المتقاعد غادي آيزنكوت، المرشح الثالث في قائمة «المعسكر الوطني» الذي يقوده غانتس، إنه لا أمل للبيد في تشكيل الحكومة المقبلة. ويروج غانتس أنه سيشكل الحكومة المقبلة بدعم أحزاب من معسكر نتنياهو وربما بمشاركة «الليكود» أيضاً، ولكن من دون نتنياهو، وذلك على الرغم من أن «المعسكر الوطني» يحصل على ما بين 11 و12 مقعداً فقط في الاستطلاعات.
وكشفت مصادر في حزب لبيد عن أنه سيبدأ (الأربعاء) جولة في بلدات عربية عدة، بهدف إقناع الناخبين العرب بالتصويت له. وقد هاجمه رئيس قائمة الجبهة والعربية للتغيير، النائب أيمن عودة، بكلمات قاسية واتهمه بـ«شفط الأصوات من الأحزاب العربية المضمونة ضد نتنياهو، بدلاً من البحث عن أصوات من اليمين ومن المصوتين المحبطين اليهود».
ويتجه قادة الأحزاب من المعسكرين إلى تكثيف دعايتهم الانتخابية، من خلال نشر اللافتات في الشوارع والأشرطة المصورة والشبكات الاجتماعية، بهدف دفع الناخبين المحبطين إلى التوجه لصناديق الاقتراع. فالاستطلاعات تشير حتى الآن إلى احتمال انخفاض نسبة المصوتين اليهود من 70 إلى 65 في المائة، واحتمال انخفاضها بين الناخبين العرب إلى أدنى نسبة في تاريخهم؛ (أي 39 في المائة - 40 في المائة). والمعروف أن انخفاضاً كهذا في المجتمع العربي، يعني سقوط واحدة وربما اثنتين من القوائم العربية الثلاث التي تخوض هذه الانتخابات.


مقالات ذات صلة

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

العالم 25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

انطلقت فجر أمس، الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية والجهوية والمحلية، التي تنظم بشكل متزامن في موريتانيا يوم 13 مايو (أيار) المقبل، والتي يتنافسُ فيها 25 حزباً سياسياً ضمن أكثر من ألفي لائحة انتخابية، لنيل ثقة 1.7 مليون ناخب موريتاني. وكان من المفترض أن تنظم الانتخابات في شهر أغسطس (آب) المقبل، لكن تم تعجيلها إلى شهر مايو، بموجب اتفاق سياسي بين أحزاب الموالاة والمعارضة، تفادياً لتنظيمها في موسم الأمطار، حيث تنتشر الفيضانات والعواصف، ما يمنع الوصول إلى مناطق نائية من البلد، وهو ما تسبب في مشاكل كبيرة خلال الانتخابات السابقة (2018). وبموجب الاتفاق السياسي نفسه الذي أشرفت عليه وزارة الداخلية

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم 25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» مبكرة

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» مبكرة

انطلقت فجر اليوم (الجمعة) الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية والجهوية والمحلية، التي تنظم بشكل متزامن في موريتانيا يوم 13 مايو (أيار) المقبل، والتي يتنافسُ فيها 25 حزباً سياسياً ضمن أكثر من ألفي لائحة انتخابية، لنيل ثقة 1.7 مليون ناخب موريتاني. وكان من المفترض أن تنظم الانتخابات في شهر أغسطس (آب) المقبل، لكن جرى تعجيلها إلى شهر مايو، بموجب اتفاق سياسي بين أحزاب الموالاة والمعارضة، تفادياً لتنظيمها في موسم الأمطار، حين تكثر الفيضانات والعواصف، ما يمنع الوصول إلى مناطق نائية من البلاد، وهو ما تسبب في مشكلات كبيرة خلال الانتخابات السابقة (2018). وبموجب الاتفاق السياسي نفسه الذي أشرفت عليه وز

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم «تجمع الأحرار» المغربي يفوز بمقعد نيابي في انتخابات جزئية

«تجمع الأحرار» المغربي يفوز بمقعد نيابي في انتخابات جزئية

فاز حزب «التجمع الوطني للأحرار» المغربي، متزعم الائتلاف الحكومي، بمقعد نيابي جديد عقب الانتخابات الجزئية، التي أُجريت أمس بالدائرة الانتخابية في مدينة بني ملال، الواقعة جنوب شرقي الدار البيضاء. وحصل مرشح الحزب عبد الرحيم الشطبي على أعلى عدد من الأصوات، حسب النتائج التي أعلنت عنها السلطات مساء (الخميس)، حيث حصل على 17 ألفاً و536 صوتاً، في حين حصل مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي المعارض على 2972 صوتاً، بينما حل مرشح «الحركة الشعبية» في المرتبة الثالثة بـ2259. ويشغل الشطبي، الذي فاز بمقعد نيابي، منصب المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار في جهة بني ملال - خنيفرة. وشهدت الانتخابات الجزئية مشاركة ضعي

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم ما الدور المرتقب للقبائل الليبية في الانتخابات المُنتظرة؟

ما الدور المرتقب للقبائل الليبية في الانتخابات المُنتظرة؟

أعادت التحركات الجارية في ليبيا حالياً باتجاه السعي لإجراء الانتخابات العام الجاري، القبائل إلى دائرة الضوء، وسط توقع سياسيين بأنه سيكون لها دور في السباق المنتظر، إذا توفر التوافق المطلوب بين الأفرقاء، والذي تعمل عليه البعثة الأممية. ويرى سياسيون أن الاستحقاق المنتظر يعد بوابة للقبائل في عموم ليبيا، لاستعادة جزء من نفوذها الذي فقدته خلال السنوات الماضية على خلفية انخراطها في حسابات الصراع السياسي والعسكري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم إردوغان يلغي أنشطته الانتخابية اليوم بسبب إنفلونزا المعدة

إردوغان يلغي أنشطته الانتخابية اليوم بسبب إنفلونزا المعدة

قطع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس (الثلاثاء)، مقابلة تلفزيونية مباشرة قبل أن يعود ويعتذر متحدثاً عن إصابته بإنفلونزا المعدة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. ألقى الزعيم البالغ التاسعة والستين ثلاثة خطابات انتخابية، أمس، قبل انتخابات رئاسية وتشريعية في 14 مايو (أيار) تبدو نتائجها غير محسومة. وكان مقرراً أن يُنهي إردوغان الأمسية بمقابلة مباشرة مشتركة مع قناتي «Ulke» و«Kanal 7»، وقد بدأ ظهوره التلفزيوني بعد تأخير لأكثر من 90 دقيقة، ثم قطعه بعد عشر دقائق خلال طرح سؤال عليه. وعاد إردوغان بعد 15 دقيقة واعتذر قائلاً إنه أصيب بوعكة. وأوضح: «أمس واليوم كان هناك عمل كثير.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.