4 عملاء «موساد» حرروا هدفهم في ماليزيا واختطفوا صديقه

الكشف عن إجهاض محاولة خطف عالم حاسوب فلسطيني

فادي البطش اغتاله الموساد في ماليزيا عام 2018 (مواقع)
فادي البطش اغتاله الموساد في ماليزيا عام 2018 (مواقع)
TT
20

4 عملاء «موساد» حرروا هدفهم في ماليزيا واختطفوا صديقه

فادي البطش اغتاله الموساد في ماليزيا عام 2018 (مواقع)
فادي البطش اغتاله الموساد في ماليزيا عام 2018 (مواقع)

بعد صمت طويل، دام منذ نشر الوقائع في وكالة الأنباء بماليزيا، وافق مصدر سياسي إسرائيلي على الاعتراف بأن شرطة كوالالمبور تمكنت من إجهاض عملية خطف عالم حاسوب فلسطيني نفذها عملاء إسرائيل، واعتبروها واحدة من كبرى عمليات الموساد الفاشلة، خصوصاً أن عملية خطف سابقة فشل الموساد فيها، أيضاً بماليزيا وضد عالم فلسطيني في سنة 2018.
وذكر المحرر السياسي في موقع «واللا» العبري، باراك رفيد، أنه في حال كانت الأنباء صحيحة، فإن الموساد (جهاز المخابرات الإسرائيلي الخارجية)، تلقى ضربة هائلة. وأكد أن «المسؤولين في الموساد، يرفضون التعقيب حول العملية الفاشلة في ماليزيا». فيما قال الخبير الإسرائيلي في شؤون المخابرات، يوسي ميلمان (صحيفة هآرتس)، إن هناك خللاً في نشاط الموساد بماليزيا، وهذا نتيجة «الاستعانة بمصادر خارجية» والتخلي عن «جهود الإسرائيليين» في الوجهات التي يوجد بها خطر. وأضاف: «بحسب المنشورات، جند الموساد خلية محلية مؤلفة من مواطنين ماليزيين للقيام بعمليات ضد خبراء حماس وفشلت المهمة». أما صحيفة «يسرائيل هيوم» فقالت: «يبدو أن الاجتماع الذي أجراه رئيس الوزراء يائير لبيد بمشاركة وزير الدفاع بيني غانتس، ومسؤولين آخرين كبار لم يتطرقوا إلى قضية (عرين الأسود) في نابلس، وإنما تمت فيه مناقشة العملية الفاشلة لجهاز الموساد في ماليزيا».
وكان موقع «New Strait Times» الإخباري الماليزي، قد ذكر، الاثنين، أن عملية الاختطاف وقعت في تمام الساعة العاشرة مساءً من يوم 28 سبتمبر (أيلول) الماضي. وروى القصة قائلاً: «كان فلسطينيان متخصصان في أنظمة البرمجة الإلكترونية والتكنولوجيا أحدهما مهندس، في طريقهما لركوب سيارتهما بعد أن تناولا العشاء في مركز تجاري وسط كوالالمبور، فتوجهت نحوهما مركبة بيضاء ونزل منها 4 أشخاص وصلوا إلى السائق وضربوه وسحبوه إلى المركبة التي كانت معهم وصرخوا في وجهه (رئيسنا يريد التحدث معك)، وحاول الفلسطيني الآخر مساعدة صديقه لكن تم تحذيره بالابتعاد عن مكان الحادث».
ووفقاً للموقع الماليزي، فإنه عندما أدرك الفلسطيني الثاني بأن الخاطفين يعملون لصالح الموساد الإسرائيلي، ركض إلى فندق قريب لطلب المساعدة من الموظفين بعد أن فرت المركبة التي اختطفت زميله من المكان بسرعة، وقدم بلاغاً للشرطة بعد 40 دقيقة من الحدث. ولفت الموقع إلى أن جهاز الموساد جنّد في عام 2018 سيدة ماليزية في منتصف الثلاثينيات من عمرها، على رأس فرقة الخاطفين، وهو العام نفسه الذي اغتيل فيه الناشط بحركة «حماس» محمد البطش في ماليزيا. وبيّن أن السيدة الماليزية التي ترأست فرقة الخاطفين، شكّلت فريقاً استخباراتياً كان يراقب فلسطينين وكانت تتلقى نحو 2000 يورو شهرياً من جهاز الموساد.
وأضاف الموقع أن المخابرات الماليزية ليست معنية حالياً بالكشف عن هوية المخطوف، وقالت إن الخاطفين أخطأوا العنوان وكانوا ينوون خطف الشاب الذي حرروه واختطفوا صديقه بدلاً عنه. وقد وصلوا إلى بيت في منزل ريفي بضواحي العاصمة وباشروا فوراً الاتصال مع جهة معينة في تل أبيب، يبدو أنها فرقة محققين من الموساد، وبدأوا التحقيق مع المخطوف. وخلال ذلك، استطاعت قوات الشرطة في ماليزيا خلال 24 ساعة الوصول إلى مكان الخاطفين واعتقالهم وتحرير الناشط. وأكد الموقع أن جهاز الموساد حقق مع الناشط الفلسطيني بشأن ارتباطه بكتائب القسام، وأشار إلى أن العملاء الماليزيين المتورطين في اختطاف الناشط الفلسطيني تلقوا تدريباً من وكلاء الموساد في دول أوروبية.
وكشفت وسائل إعلام ماليزية عن تفكيك أجهزة الأمن شبكة تجسس تابعة لجهاز الموساد الإسرائيلي، ونقلت عن مسؤولين قولهم إن الموساد جند خلية من 11 ماليزياً على الأقل بهدف تعقب نشطاء فلسطينيين، وكذلك لغرض التجسس على مواقع مهمة في البلاد، منها مطارات، فضلاً عن اختراقها شركات إلكترونية حكومية. ولم تستبعد هذه المصادر وجود خلايا أخرى نشطة للموساد في البلاد.
وكانت الشرطة الماليزية قد نشرت قبل نحو أسبوع، تسجيلاً مصوراً لعملية اقتحام منزل تحصنت فيه عصابة اختطاف، ولم تُشِر الشرطة في تصريحاتها إلى عمليات تجسس إسرائيلية وهوية المستهدفين.
والمعروف أن مسلحين اثنين كانا قد أقدما على اغتيال المهندس الفلسطيني فادي البطش الحاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الإلكترونية، لصالح جهاز الموساد في ماليزيا عام 2018. وبحسب قائد شرطة المدينة داتوك سيري مازلان لازم، فإن البطش كان في طريقه إلى مسجد مجاور لسكنه في منطقة غومباك شمال العاصمة عندما أطلق عليه المهاجمان النار. وأشار قائد الشرطة في حينها، إلى أن المهاجميْن استهدفا البطش بعشر طلقات نارية أصابته 4 منها، ما أدى إلى مقتله على الفور، مشيراً إلى أن التحقيقات لا تزال مستمرة في القضية.
وفي مطلع العام الحالي، كشفت وزارة الداخلية التي تديرها حركة «حماس» في غزة، عن إلقاء القبض على متورط في جريمة اغتيال البطش. وقال المتحدث باسم الوزارة إياد البزم في حينها، إنه من خلال التحقيقات الجارية لدى جهاز الأمن الداخلي «تشير اعترافات أحد الموقوفين إلى تورطه، وبتكليف من جهاز الموساد الإسرائيلي، بالمشاركة في اغتيال الشهيد البطش». وحسب التقارير، اعتقل فلسطيني من خان يونس جنوب قطاع غزة شارك في عملية اغتيال البطش بعد عودته إلى غزة، وأصدرت محكمة مختصة بالقطاع قبل أيام حكماً بالإعدام.
وكان الدكتور فادي البطش (35 عاماً) يعمل محاضراً في جامعة ماليزية خاصة، وهو في الأصل من سكان مدينة جباليا في قطاع غزة، متزوج وله ثلاثة أطفال. وهو عالم متخصص في الهندسة الكهربائية، وحصل على عدد من الجوائز العلمية، أبرزُها جائزة منحة «خزانة» الماليزية عام 2016 كأول عربي يتوج بها، كما حصل على براءات اختراع عدة لتطويره أجهزة إلكترونية ومعادن لتوليد الكهرباء.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

50 يوماً على العملية الإسرائيلية في الضفة... ماذا تغير؟

0 seconds of 7 minutes, 11 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
07:11
07:11
 
TT
20

50 يوماً على العملية الإسرائيلية في الضفة... ماذا تغير؟

مركبات عسكرية إسرائيلية تسير على طول الطريق في أثناء عملية عسكرية إسرائيلية في مدينة جنين بالضفة الغربية يوم الثلاثاء
مركبات عسكرية إسرائيلية تسير على طول الطريق في أثناء عملية عسكرية إسرائيلية في مدينة جنين بالضفة الغربية يوم الثلاثاء

رغم مرور 50 يوماً على تحويل إسرائيل الضفة الغربية لساحة حرب حقيقية، وتنفيذها عمليات إخلاء ومداهمات واسعة في المخيمات، استخدمت فيها عنفاً لافتاً؛ فإنها تواصل قتل الفلسطينيين، الذين جاء أحدثهم، الثلاثاء، في جنين، حيث قتلت قواتها 4 أشخاص بالمخيم.

وصعّدت إسرائيل في الضفة منذ هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لكنها وسعت عمليتها على نحو خاص قبل نحو خمسين يوماً، مطلقة هناك عملية أطلق عليها اسم «السور الحديدي»، في تذكير واضح بالعملية الواسعة التي شنتها إسرائيل في الضفة عام 2002 في أثناء الانتفاضة الثانية، وأطلقت عليها اسم «السور الواقي»، واجتاحت معها كل الضفة الغربية.

وتغير المشهد في شمال الضفة، بعد أن حول الجيش الإسرائيلي مخيمات: جنين في جنين، ونور شمس في طولكرم، إلى كومة من الركام، وهجرت أهلها، فيما سيطرت أرتال الدبابات والسيارات والآليات الثقيلة على الطرقات والشوارع، واتخذ آلاف الجنود مواقعهم في أماكن مختلفة مدعومين بالطائرات المقاتلة.

جنود إسرائيليون يقفون أمام مركبة عسكرية خلال عملية عسكرية في مدينة جنين بالضفة الغربية (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يقفون أمام مركبة عسكرية خلال عملية عسكرية في مدينة جنين بالضفة الغربية (إ.ب.أ)

وقال الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إن جنوده بالتعاون مع جهاز الأمن العام الشاباك داهموا جنين، وقاموا بالقضاء على «مسلحين»، واعتقلوا أعضاءً في «المنظمات المسلحة».

وبحسب البيان، هاجم الجيش مجموعة مسلحة تحصنت في أحد المباني في جنين، وبعد تبادل إطلاق النار، تمكن من قتل اثنين منهم وإصابة آخر، كما اعتقل 10 آخرين، فيما تمكن مقاتلو وحدة «دوفدوفان» (المستعربين) العاملة في جنين من قتل فلسطيني أطلق النار عليهم.

وزعم الجيش أن قوات الأمن عثرت على مركبتين في جنين تحتويان على أسلحة، وكانتا معدتين لتنفيذ عمليات، وقامت بتدميرهما.

تغيير شكل المخيمات

واستمرار العملية في جنين يؤكد ما أعلنه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من أنها ستكون عملية على نطاق واسع ومختلف وطويلة، ولن يعود معها شمال الضفة كما كان عليه.

وتهدف العملية، بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلى قتل وتفكيك المجموعات المسلحة، ومواصلة الحفاظ على حرية عمل الجيش الإسرائيلي في جميع أنحاء الضفة الغربية، وتدمير وتحييد البنية التحتية المسلحة والقنابل الموقوتة.

وإضافة إلى ذلك، تعمل إسرائيل بشكل واضح على تغيير شكل المخيمات عبر شق شوارع عريضة في وسطها، بعد تدمير معظم منازلها.

واكتسبت العملية الحالية أهميتها من أنها جاءت بقرار من مجلس الوزراء المصغر «الكابينت»، وبعد وضع الضفة الغربية على قائمة أهداف الحرب.

ولم يكن إرسال الدبابات الإسرائيلية إلى قلب المناطق في الضفة الغربية قبل نحو أسبوعين سوى في سياق بدأته إسرائيل منذ السابع من أكتوبر، العام الماضي، يستهدف ردع وكي الوعي الفلسطيني في الضفة، وربما التضييق عليهم أكثر على أمل دفعهم إلى الهجرة كما يأمل ويخطط ويقول اليمين الإسرائيلي.

وظهرت الدبابات الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية، لأول مرة منذ 22 عاماً، تغيرت فيها أشياء كثيرة.

دبابات إسرائيلية في مخيم جنين بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
دبابات إسرائيلية في مخيم جنين بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

وتنظر إسرائيل إلى الضفة الغربية اليوم على أنها برميل متفجرات يمكن أن ينفجر في أي لحظة، على الرغم من الهدوء النسبي الذي يغلب على ردة فعل الفلسطينيين على الهجوم الإسرائيلي المستمر.

منعطف حاد

وقال أليشع بن كيمون، مراسل صحيفة «يديعوت أحرونوت» في الضفة الغربية، إنه بعد أشهر طويلة من القتال والتوتر في كافة القطاعات، يواجه المشهد في الضفة الغربية الآن منعطفاً حاداً. وعلى الرغم من أن عدد الهجمات انخفض، لكن تسلسل الأحداث المتوقع في الوقت نفسه سيصل إلى ذروته في الأسابيع المقبلة، وسيؤثر على الوضع الأمني الحساس.

ويرى بن كيمون أن الهجمات الأخيرة التي وقعت في قلب إسرائيل، بما فيها العبوات في الحافلات، خلقت شعوراً بتدهور الوضع الأمني.

وبحسب الصحافي الإسرائيلي، فإن الجيش يحقق ويعمل مع «الشاباك» لمنع التصعيد، لكن هناك العديد من الأسباب والدوافع التي تتجمع، وقد تؤدي إلى التصعيد.

وتخشى إسرائيل أولاً من المفرج عنهم في صفقات التبادل مع «حماس».

أما المسألة الثانية التي تراقبها إسرائيل وتحاربها، فهي ما تقول إنه «زيادة كبيرة» في تدفق الأموال والأسلحة إلى الضفة، وتقول الصحيفة: «بهذه الأموال والأسلحة يعرفون كيفية تجنيد النشطاء وإقامة البنى التحتية».

العنصر الديني

وتتواصل العملية الإسرائيلية في شهر رمضان، وهو ما يزيد المخاوف الإسرائيلية من ردات فعل محتملة.

وقالت «يديعوت» إن العنصر الديني بالنسبة للفصائل الفلسطينية، كان دائماً بمثابة محفز لتصعيد الهجمات، وذكرت أن زعيم «حماس» الراحل يحيى السنوار أطلق على هجوم 7 أكتوبر «طوفان الأقصى»، وقال إن أحد أسباب تنفيذه هو ارتكاب إسرائيل جرائم في المسجد الأقصى بحق المسلمين.

مصلون بالأقصى في أول جمعة من رمضان اليوم (أ.ب)
مصلون بالأقصى في أول جمعة من رمضان اليوم (أ.ب)

ولم توافق الحكومة الإسرائيلية حتى الآن على توصية المؤسسة الأمنية بالسماح لنحو عشرة آلاف مصل بدخول المسجد الأقصى، كما في العام الماضي.

وأضاف بن كيمون أن «فترة شهر رمضان، كما في كل عام، حساسة بطبيعتها، ولذلك فإن النشاط الهجومي للقوات في شمال الضفة، إلى جانب الطريقة التي يتم بها إدارة الأحداث في الحرم القدسي، سوف تؤثر أيضاً على الوضع على الأرض».

ويأتي ذلك كله وسط أزمة اقتصادية، وليس سراً أن السلطة الفلسطينية تعاني من صعوبات مالية.

ويحظى الوضع الاقتصادي باهتمام متزايد خلال فترة شهر رمضان، حيث يصل العديد من الزوار إلى الأراضي الفلسطينية، وخاصة عرب الداخل الذين يدخلون المدن الفلسطينية ويتسوقون.

وتقول مصادر أمنية إن هناك انخفاضاً في أعداد الداخلين وحجم التسوق، يضاف إلى قضية العمال الفلسطينيين (الذين منعوا من العمل في إسرائيل)، والتي لم يتم حلها أيضاً، بل إن مجلس الوزراء لم يناقشها حتى الآن.

ويفهم الإسرائيليون أن الضغط في شمال الضفة قد يصدر الهجمات إلى باقي الضفة وإسرائيل، وبالطبع كما تقول «يديعوت» فإن مسألة ضم الضفة وتجدد المعارك في قطاع غزة وربما حتى في لبنان، نقاط ذات صلة. وتظهر أن الجيش والشاباك يعملان بكثافة في المنطقة، ويواجهان اختباراً رئيسياً ذا أهمية.

وبناء عليه، ترى المؤسسة الأمنية أنه يجب الحفاظ على القوات العملياتية في شمال الضفة؛ بهدف التأثير على عدد الهجمات المحتملة، والقدرة على إغلاق الحلقة بسرعة.