أثار خبر «إرغام» المطربة المصرية شيرين عبد الوهاب على الخضوع للعلاج من «الإدمان»، حسب ادّعاء أسرتها، كثيراً من الجدل حول أحقية المريض في إقرار العلاج من عدمه، ومدى قانونية هذا السلوك من ذوي المرضى، وسط سيل من رسائل الدعم للمطربة سواء من الجمهور أو زملائها في الوسط الفني.
بدأت القصة بتداول أنباء عن «تعرض شيرين للضرب على يد شقيقها»، ما أدى إلى دخولها المستشفى للعلاج، قبل أن يخرج محمد عبد الوهاب، شقيق شيرين، معلناً أنه «أرغم شقيقته على دخول مصحة نفسية وتلقي العلاج لإنقاذها». وكشف محمد، في مداخلة مع برنامج «الحكاية» على قناة «إم بي سي»، أن «شقيقته تتعاطى مواد مخدرة»، دون إيضاح ماهيتها، متهماً زوجها السابق حسام حبيب بأنه «ساعدها على ذلك»، ما اضطر أفراد الأسرة للتدخل بغرض «حمايتها»، ولجأوا إلى «لجنة طبية تابعة لمستشفى خاص للصحة النفسية، لتصطحب المطربة رغماً عنها لتلقي العلاج».
https://www.youtube.com/watch?v=OKkvHLvSouk&feature=youtu.be
عقب الواقعة تقدم محامي شيرين، ياسر قنطوش، ببلاغ إلى النيابة العامة المصرية يتهم شقيقها بـ«التعدي عليها»، وأعلن عن ملاحقة محمد عبد الوهاب.
https://www.youtube.com/watch?v=DPh7hFZ3g3Q
ولم تمر ساعات قليلة حتى خرج المحامي مرة أخرى معلناً تنازله عن البلاغ الذي تقدم به ضد شقيق شيرين عبد الوهاب، بعدما تأكد من أن «موكلته مريضة وحالتها تتطلب العلاج لمدة شهر»، وقال إن «القانون يعطي المطربة الحق في تلقي العلاج في أي مكان آخر»، وأضاف، في مداخلة مع برنامج «حديث القاهرة» عبر فضائية «القاهرة والناس» أنه «يتوافق» مع الوضع الذي يضمن المصلحة لموكلته، ما دام شقيقها «لم يؤذها»، مؤكداً «قانونية» ما قام به محمد عبد الوهاب.
https://www.youtube.com/watch?v=HbcdV3EJMZw
وعلى خلفية القضية المُثارة، يوضح الدكتور هشام رامي، أستاذ الطب النفسي في جامعة عين شمس، والأمين العام للجمعية المصرية للطب النفسي، لـ«الشرق الأوسط»، الموقف القانوني الذي ينظم إجراءات «العلاج الإلزامي»، ويقول إن «الدستور المصري يضم قانوناً لرعاية المريض النفسي، صدر عام 2009 وتم تعديله في 2020 من شأنه تنظيم كيفية دخول المرضى إلى مستشفيات ومراكز الصحة النفسية، وينص على أن هناك دخولاً إرادياً حسب المادة 11 التي تعطي المريض الحق الكامل لطلب تلقي العلاج من عدمه، بل يتم ذلك من خلال ما تسمى (موافقة مستنيرة)، أي يتم إطلاع المريض مسبقاً على مراحل العلاج»، غير أن ثمة مادة أخرى ينص عليها القانون عينه، وهي المادة 12 والتي تنظم الدخول «الإلزامي» لمستشفيات الصحة النفسية، على حد قوله. ويشير أستاذ الطب النفسي إلى أن «الإلزام هنا يرتبط بحالات بعينها»، من بينها «وصول المريض إلى حالة نفسية أفقدته القدرة على الإدراك أو الاختيار، أو ما يطلق عليها مرحلة (الذهانية) ما يشكل خطراً على المريض أو المحيطين به، وهنا يُسمح بدخول المريض رغماً عن إرادته».
وحسب القانون المصري، فإن «الدخول الإلزامي» يلتزم بخطوات، يلخصها رامي في أن «تقدم أسرة المريض طلباً لطبيب نفسي متخصص لتشخيص الحالة، يتعين عليه إبلاغ المجالس الطبية التابعة للمجلس القومي للصحة، لتقوم من جانبها بتفويض أطباء نفسيين لا يعملون في المنشأة الطبية مقدمة الطلب، لتأكيد صحة قرار الطبيب، ما يعد دعامة للمريض النفسي تضمن له احترام رغباته». وقال رامي إنه «بعد جميع الخطوات السابقة، يحق للمريض تقديم تظلم، فضلاً عن إلزام جميع المستشفيات بتفعيل لجنة حقوق المرضى للوقوف على رغباتهم، ورفع وعيهم بأهمية العلاج».
وتضع الدكتورة علا فرج، رئيسة قسم الاختصاصيين النفسيين بمستشفى العباسية للصحة النفسية، شرط «الإيذاء» كأساس لاتخاذ قرار العلاج الإلزامي، وتوضح في حديثها لـ«الشرق الأوسط» أن «بعض مرضى الاكتئاب يتوقفون عن تناول الطعام نهائياً ما يعرّض حياتهم للخطر، في هذه الحالة يستوجب العلاج الإلزامي، كذلك، إذا كان المريض يشكل خطراً على من حوله، مثل حالات الهياج المرتبط ببعض حالات المرض النفسي». وفي معرض ردها على سؤال حول ما إذا كانت هذه الشروط تشمل حالات الإدمان، تقول فرح إن «الإدمان في الحالات العادية لا تنطبق عليه شروط الإلزام بالعلاج، ما دام المريض لا يزال في حالة وعي، فمن حقه الاختيار، بينما هناك حالات متأخرة قد يدخل المريض على أثرها في نوبات من اللاوعي، ما يُحتم التدخل لتدارك الموقف».
وأكد الخبراء أن «الإدمان تنطبق عليه القوانين المنظمة للصحة النفسية»، لأنه يندرج تحت مظلة المرض النفسي بشكل أو بآخر، لا سيما في حالات يلجأ فيها المريض النفسي إلى الإدمان كطريقة للسيطرة على حالته.
ووسط الأزمة القاتمة التي تمر بها شيرين، ظهر زملاؤها برسائل داعمة تتمنى لها تخطي المحنة، وطالبت الممثلة المصرية منه شلبي في حديث لقناة «الجديدة»، بالدعاء لشيرين، وقالت: «اتركوها في حالها، تذكروها كفنانة، وفكروا في موهبتها».
https://www.youtube.com/watch?v=rG1CSnpXKrc
فيما كتبت المطربة أصالة، عبر حسابها الرسمي على «فيسبوك»: «ليس لديّ سوى الدعاء لها حتى تعود بطلة كعادتها».
ووجهت الممثلة سمية الخشاب رسالة دعم لها عبر «تويتر»، قالت فيها: «ربنا يقويكي... حاسة بيكي». أما الفنانة شذى حسون فكتبت عبر «ستوري» على «إنستغرام»: «ذنب شيرين أنها أحبت بجنون».
«قضية شيرين» تثير جدلاً قانونياً وأخلاقياً بشأن «المريض النفسي»
خبراء يشرحون حالات «العلاج الإلزامي»
«قضية شيرين» تثير جدلاً قانونياً وأخلاقياً بشأن «المريض النفسي»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة