قرار إزالة متحف نبيل درويش يثير غضب مثقفين مصريين

تم افتتاحه منذ 4 عقود ويضم 4 آلاف تحفة فنية

لافتة تشير إلى المتحف
لافتة تشير إلى المتحف
TT

قرار إزالة متحف نبيل درويش يثير غضب مثقفين مصريين

لافتة تشير إلى المتحف
لافتة تشير إلى المتحف

عبّر العديد من المثقفين المصريين عن استيائهم الشديد من الأنباء التي ترددت بشأن إزالة متحف نبيل درويش، الذي يُعد من أهم المزارات الفنية بطريق سقارة بالجيزة (غرب القاهرة).
ويُعد المتحف الوحيد من نوعه في مصر، ويضم أكثر من 4000 عمل خزفي معاصر، كما يتضمن مقتنيات الفنان الرائد نبيل درويش (1936ـ 2002) مثل الفرن ودولاب الخزف اللذين قدم من خلالهما منجزاته الإبداعية الشهيرة، وكان درويش قد قدم أول رسالة دكتوراه في فن الخزف عام 1981، وكشف عبرها عن تفاصيل طريقة المصريين القدماء في صنع فوهات سوداء للأواني الخزفية، فيما اعتبرته الأوساط الثقافية حينئذ كشفاً علمياً مهماً على المستويين الفني والأثري، لا سيما أنه قدم شرحاً وافياً للتجربة الفنية الفرعونية (ما قبل الأسرات).
إلى هذا، يُنسب للفنان قيامه بإنجاز فني غير مسبوق، وهو طلاء الأواني على طريقة الرومان والإغريق لكن باستخدام الكربون بدلاً من الأكسيد لأول مرة في تاريخ الخزف بالعالم، كما قام بتلوين الجسم الفخاري بـ«الكاراكلية» ليمنح الرسم بالدخان جماليات خاصة، محققاً تفرداً جديداً للخزف في القرن العشرين.
يقع المتحف على مساحة نحو 1000 متر، تحيط به حديقة ويجاوره منزل الفنان الراحل الذي تعيش فيه الآن زوجته (رجاء) وأولاده، إلا أنه تقرر هدم ذلك كله، وفق سارة نبيل درويش التي قالت لـ«الشرق الأوسط»: «ما زالت في حالة صدمة من قرار إزالة هذا الصرح الفني المهم، الذي يستقبل زواراً من مختلف دول العالم، حيث يقع على طريق سقارة ويشكل مع متحف النحت لآدم حنين ومتحف زكريا الخناني للزجاج وقرية الحرانية للكليم اليدوي مزارات أساسية في المنطقة، فهي تمثل معاً سرداً حياً لتاريخ الفن المصري».
وتابعت: «جاء إلينا أحد موظفي الهيئة العامة للمساحة التابعة لوزارة الموارد المائية والري وقام بالرفع المساحي للمتحف من جميع جهاته وأبعاده حتى الداخلية، وتم وضع علامة الإزالة على سوره الخارجي، وأخبرونا بأنه ستتم إزالته بهدف التطوير وتحديداً لتوسيع منزل كوبري الدائري المنيب الموجود بالفعل، وبجواره نافورة كبيرة، ومن الممكن في رأيي إزالتها للتوسعة وتنفيذ التوسعة والحديقة المطلوبتين، علماً بأن مبنى المتحف يعد تحفة معمارية في حد ذاته، ومزود بحديقة كبيرة رائعة».
وتلفت ابنة الفنان إلى أن المتحف على خريطة السياحة بمحافظة الجيزة منذ تأسيسه عام 1983، وتساءلت في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «إن العالم كله يحول منازل الفنانين إلى متاحف ومزارات ثقافية رسمية، فهل يعقل أن نهدم متحف فنان بحجم نبيل درويش، الذي إلى جانب إبداعاته قدم تطويراً معاصراً عالمياً في فن الخزف وكشف الكثير عن تاريخه وأسراره في الحضارات القديمة؟!».
وفي محاولة لوقف القرار والبحث عن بدائل له، التقت سارة منذ أيام قليلة وزيرة الثقافة المصرية دكتورة نيفين الكيلاني، التي وعدت بعرض الأمر على مجلس الوزراء، لكن لم يتم الإعلان عن جديد حتى الآن.
إلى هذا أعلنت وزيرة الثقافة، خلال تصريحات خاصة لبرنامج «حديث القاهرة» مع الإعلامي خيري رمضان، عبر فضائية «القاهرة والناس» مساء السبت الماضي، أنه ستتم إزالة متحف الفنان التشكيلي والخزاف نبيل درويش، وأنه سوف تنقل محتوياته ومقتنياته مؤقتاً لمتحف الحضارة لحين تحديد مكان آخر له، ما تسبب في إعلان الكثير من التشكيليين عن غضبهم، من بينهم الفنان عز الدين نجيب، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «نبيل درويش أكبر من مجرد خزاف عظيم، إنه في مقدمة رواد فن الخزف المصري، وقد حقق ثورة فيه على مستوى العالم، وهو من أعلامه في العالم، ولطالما احتلت أعماله المقتناة أماكنها التي تليق بها في أكبر المتاحف الدولية، وأضحت نظرياته العلمية حول تقنيات الحريق بالدخان والاختزال تدرس في بعض أكاديميات الفن، فضلاً عن قيامه بتدريسها بنفسه كأستاذ بكلية الفنون التطبيقية بالجيزة منذ تعيينه عام 1965 كمعيد ثم أستاذ بها حتى رحيله وتخرجت على يديه أجيال وراء أجيال».


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

مصر تحتفي باللغة القبطية وتوثيق الحضارة الفرعونية 

الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تحتفي باللغة القبطية وتوثيق الحضارة الفرعونية 

الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)

احتفت مصر باللغة القبطية التي يجري تدريسها في المعهد العالي للدراسات القبطية التابع للكنيسة الأرثوذكسية المصري، وذلك بمناسبة مرور 70 عاماً على إنشاء المعهد، بحضور البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ووزيري الثقافة والسياحة والآثار وشخصيات عامة، وتم إلقاء الضوء على ما قدمه من دراسات وبحوث أسهمت في حفظ الحضارة المصرية بكل مكوناتها الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية.

وخلال الاحتفالية التي شهدتها الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، الخميس، أكد البابا تواضروس الثاني أن «معهد الدراسات القبطية منذ تأسيسه يؤدي دوراً رئيساً في توثيق تاريخ الحضارة القبطية ونشر تراثها العريق عبر الأجيال».

وأشاد البابا بإصدار العملات التذكارية الخاصة بالمعهد، التي وافق عليها رئيس مجلس الوزراء، مؤكداً أنها تعكس تقدير الدولة لدور المعهد، وتسهم في ترسيخ قيمته التاريخية والثقافية لدى الجميع.

مؤكداً على «الثراء الحضاري الذي تمتلكه مصر، فالحضارة بها لا تقتصر على حضارة واحدة إنما هي طبقات من الحضارات المختلفة منها الفرعونية والقبطية والإسلامية والعربية والأفريقية والمتوسطية واليونانية الرومانية».

بينما لفت وزير الثقافة المصري، الدكتور أحمد فؤاد هنو، إلى الدور الريادي لمعهد الدراسات القبطية، وجهوده المثمرة في تقديم قيم ثقافية وإنسانية رفيعة. وفق بيان لوزارة الثقافة المصرية.

معهد الدراسات القبطية في مصر (صفحة المعهد على فيسبوك)

وتحدث وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي عن «التنوع الكبير في التخصصات والدراسات بالمعهد، وكونه لا يقتصر على الدارسات الدينية وما يتعلق بها فقط، حيث يضم 13 قسماً مختلفاً منهم القانون والثقافة والفن والتراث والمعمار والتوثيق الموسيقي وغيرها».

ولفت إلى التعاون بين الوزارة والمعهد في مجال التوثيق والتسجيل للتراث المادي وغير المادي، كما أن هناك تعاوناً مشتركاً في ملف الترميم والتوثيق الأثري لبعض المواقع الأثرية في مصر.

وأشار فتحي إلى مشروع تطوير مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، موضحاً أن «هناك مواقع بهذا المسار جاهزة حالياً لاستقبال الزائرين والسائحين، وأعرب عن إعجابه بالعملات التذكارية التي يمكن الاستفادة منها في الترويج لمسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، خصوصاً في الأحداث والمعارض الدولية».

وعدّ الدكتور كمال فريد إسحق، أحد مدرسي معهد الدراسات القبطية في عقد الثمانينات «الاحتفال بمرور 70 سنة على معهد الدراسات القبطية يؤكد أهمية هذا المعهد في حفظ التراث القبطي عبر أقسامه المختلفة».

ويوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا المعهد الذي درست فيه خلال ستينات القرن الماضي يضم فروعاً عدة من بينها فرع للغة القبطية وقسم للتاريخ وآخر للألحان والموسيقى وقسم للاهوت، وكل شخص يستطيع أن يدرس في الفرع الذي يهتم به».

وأضاف: «بعد أن درست الطب انجذبت لدراسة اللغة القبطية، وحصلت على دراسات في كلية الآداب بقسم اليوناني واللاتيني؛ لأن من يريد دراسة اللغة القبطية يجب أن يدرس اللغة اليونانية، لأن كثيراً من المخطوطات القبطية تمت ترجمتها عن اليونانية، ثم دخلت كلية الآثار قسم المصريات، لكن كانت البداية هي شغفي باللغة القبطية ومعرفة التاريخ القديم، وقمت بالتدريس في المعهد في الثمانينات»، ويرى إسحق أن «المعهد يحفظ التراث القبطي بوصفه جزءاً أصيلاً من التراث المصري والتاريخ المصري القديم، ويعد امتداداً طبيعياً للحضارة المصرية القديمة».

وأنشئ معهد الدراسات القبطية عام 1954، ويضم 3 أقسام رئيسية هي العلوم الإنسانية والتراث القبطي والعلوم الكنسية، تندرج تحت كل منها أفرع متنوعة.