يستمر «الجمود الرئاسي» في لبنان مع تمسك كل الأفرقاء بمواقفهم لجهة الشروط والمواصفات التي يضعونها للرئيس المقبل مع ارتفاع سقف التصريحات، وهو ما عكسته تصريحات الخصوم يوم أمس.
وفيما يبدو واضحا أن ملف تأليف الحكومة بات من الماضي بالنسبة إلى معظم الأطراف، تراوح الاتصالات بين الكتل النيابية مكانها، بحيث من المرجح أن لا تختلف جلسة هذا الأسبوع، الثالثة، لانتخاب الرئيس عن سابقاتها لجهة النتائج، وأن لا تعقد كما الجلسة الثانية لعدم تأمين النصاب.
ومع إحجام «حزب الله» عن الإعلان حتى الساعة، عن مرشح محسوب عليه، في ظل استمرار الانقسام في صفوف حلفائه، جدد أعضاء في كتلة الحزب النيابية رفضهم وصول أي رئيس لا يدعم المقاومة، وهو ما تحدث عنه أمس كل من النائب محمد رعد والنائب حسن عز الدين.
وقال رعد في احتفال تأبيني في الجنوب: «نريد رئيسا للجمهورية يحقق مصلحة البلاد ولديه ركب، ولا يأمره الأميركي فيطيع، بل يطيع المصلحة الوطنية»، مشددا على أن «هناك صفة يجب أن تكون في رئيس الجمهورية المقبل، ونحن معنيون بالتفكير بها ونضعها على الطاولة، وهي رئيس جمهورية يقر ويحترم ويعترف بدور المقاومة في حماية السيادة الوطنية».
وهذا الشرط تحدث عنه أيضاً، عز الدين قائلا: «نحن قادرون على انتخاب رئيس للجمهورية إذا ما حسنت النيات وتحاور اللبنانيون فيما بينهم، وكان خيار البعض وطنياً حقيقياً فعلياً دون الإصغاء إلى الإملاءات الخارجية، لا سيما أن الجميع يعلم أنه لا إمكانية لإيصال رئيس معادٍ للمقاومة إلى سدة الرئاسة، وبالتالي، فإن مواصفات الرئيس يجب أن تكون على الأقل رمزاً للوحدة والتفاهم والاستقلال والسيادة الوطنية والقرار الوطني المستقل واحتضان الجميع لأجل مصلحة اللبنانيين ومصالح لبنان العليا والوطنية».
لكن في المقابل، تعكس مواقف خصوم «حزب الله» تشددا أيضاً ولا سيما لجهة اختيار رئيس يواجه سلاح المقاومة، وهو ما أكد عليه أمس رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع مشيرا في الوقت عينه إلى استمرار المساعي للاتفاق على رئيس.
ولفت جعجع إلى أن «استمرار المساعي والمحاولات للاتفاق على رئيس ينجح بإدارة العملية الإنقاذية وإجراء الإصلاحات المطلوبة وعلى الأقل إعادة القرارات الاستراتيجية والأمنية والعسكرية للدولة اللبنانية».
وقال خلال احتفال إطلاق «دائرة البقاع الشمالي» في مصلحة طلاب «القوات»، «القوات لن تقبل برئيس جديد للجمهورية «شو ما كان وكيف ما كان»، وما من أحد يريد رئيس تحد بل جل ما نطلبه رئيس يمكنه البدء بعملية الإنقاذ المطلوبة بعد أن وصل لبنان إلى هذه الحالة السيئة، وإذا كانوا يعتبرون أن هذا الرئيس هو رئيس تحد فليكن عندها».
وأضاف «الرئيس المنتظر عليه أن يتمتع بمشروع وطرح واضح لخوض خطة الإنقاذ الفعلية والقيام بالإصلاحات المتوجبة علينا وإعادة السلطة إلى الدولة، فيما الفريق الآخر يتحدث عن رئيس توافقي أي رئيس في أحسن الأحوال «ما بيعمل شي» أو رئيس يقوم بأمور تصب في مصلحته كما حصل في السنوات الست الماضية». وأضاف «من هذا المنطلق لن نقبل بأي رئيس لأننا بذلك نرتكب جريمة كبيرة. ينادون بضرورة التوافق على رئيس على غير عادة، في وقت يرفضون التوافق في أمور أخرى كالقرار الاستراتيجي وقرار السلم والحرب ويتفردون به. ويتحدثون عن رئيس من خارج الاصطفافات ما يعني أنهم يطالبون برئيس لا موقف له، وبالتالي انتخاب شخص لا يمكنه تدارك الوضع وإخراج البلد من أزمته».
«حزب الله» يشترط رئيساً للبنان «يحترم المقاومة»
جعجع: لن نقبل بأي رئيس لأننا بذلك نرتكب جريمة كبيرة
«حزب الله» يشترط رئيساً للبنان «يحترم المقاومة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة