الجيش الصومالي يواصل «انتصاراته» ميدانياً على «الشباب»

الحكومة حذرت التجار من دفع أموال للحركة

صورة وزعتها وكالة الأنباء الصومالية الرسمية لقوات الجيش
صورة وزعتها وكالة الأنباء الصومالية الرسمية لقوات الجيش
TT

الجيش الصومالي يواصل «انتصاراته» ميدانياً على «الشباب»

صورة وزعتها وكالة الأنباء الصومالية الرسمية لقوات الجيش
صورة وزعتها وكالة الأنباء الصومالية الرسمية لقوات الجيش

تزامناً مع إعلان الجيش الصومالي، اليوم، أن قواته سيطرت بالتعاون مع المقاومة الشعبية، على عدة مناطق تابعة لمدينة بلعد بمحافظة شبيلي الوسطى كانت خاضعة لحركة «الشباب»، هددت الحكومة بمعاقبة رجال الأعمال والتجار المتورطين في دعم حركة «الشباب» المتطرفة مالياً.
ونقلت «وكالة الأنباء الصومالية» الرسمية عن النائب البرلماني عثمان حادولي، أنه تم خلال عملية عسكرية طرد عناصر الحركة المرتبطة بتنظيم «القاعدة» من مناطق عدة، باتت تخضع حالياً لسيطرة الجيش الذي قال إن قواته تتجه لتحرير مناطق أخرى بالمحافظة، بعدما نجحت في طرد العناصر الإرهابية.
وأشارت الوكالة إلى وصول تعزيزات عسكرية عبر قوات «الكتيبة الـ15» للفرقة الـ21 للجيش مؤخراً إلى محافظة هيران، من أجل المشاركة في العمليات العسكرية الجارية، موضحة أن محافظ هيران علي عثمان، والنائب البرلماني عبد الله سنبلولشي، أشادا خلال اجتماع مع ضباط الكتيبة بالتزامهم بالقضاء على فلول حركة «الشباب».
وأعلن السياسيون المنحدرون من ولاية جنوب الغرب خلال مؤتمر عقد مساء أمس، في العاصمة مقديشو، بمشاركة عدة وزراء من بينهم الدفاع، عن بدء الحرب على الإرهابيين في كافة المناطق التابعة للولاية.
بدورها، اعتبرت حركة «الشباب»، في بيان وجهته للعلماء ورجال الأعمال الصوماليين، أن البلاد تتعرض للغزو، واتهمت الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، بتهديد رجال الأعمال الصوماليين بمصادرة ممتلكاتهم وتدمير أعمالهم ومنعهم من العمل في البلاد، بحجة أنهم مرتبطون بالحركة. وقالت إن الهدف الأساسي من توجيه اتهامات كاذبة لرجال الأعمال هو استخدامها ذريعة لنهب أصول رجال الأعمال والاستيلاء عليها، وتدمير اقتصاد الأمة الصومالية.
وكانت الحكومة الصومالية قد هددت رسمياً بفرض عقوبات على الشركات التي تدفع أموالاً للحركة، سعياً لخنق مصدر تمويل مربح يغذّي هجمات الإسلاميين المتشددين.
وقالت وزارة التجارة والصناعة الصومالية، إن القانون سيطبّق بالكامل بحق التجار الذي يدفعون أموالاً للحركة التي يقول خبراء إنها تجمع ملايين الدولارات عبر نظام ضريبي معقّد وشامل، مشيرة إلى أن أي شركة يتبين أنها دفعت أموالاً لحركة «الشباب» أو تعاونت معها، «ستواجه إجراءات قانونية» تشمل إلغاء تصاريح التجارة الصادرة عن الحكومة.
وأوضحت في رسالة للتجار: «أي تاجر يلتزم بالتعليمات الصادرة عن الإرهابيين، ويدفع لهم، لن يسمح له بممارسة الأعمال التجارية في الصومال مرة أخرى»، وهددت بأن «أي شركة يتبين أنها تضم أعضاء في حركة (الشباب) أو ترعى بضائعهم، ستصادر الحكومة ممتلكاتها بما في ذلك العقارات».
بالإضافة إلى ذلك، وزعت مؤسسة «الكتائب»، الجناح الإعلامي للحركة، صوراً قالت إنها لسيارات محترقة وجثث لقتلى من بينهم ضباط برتب مختلفة، سقطوا خلال المعركة التي دارت الأربعاء الماضي في منطقة ياسومان بمنطقة حيران، وادعت مقتل 117 جندياً.
كما كشفت «إذاعة الفرقان» المحسوبة على الحركة، إعدام 6 بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة في ساحة عامة في منطقة ساكو، بإقليم جوبا، يوم الخميس الماضي، في أعقاب هجوم استهدف أماكن من بينها المستشفى العام في منطقة ساكو.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.