توصل باحثون من جامعة أكسفورد البريطانية إلى اكتشاف الدور الذي يلعبه متغير جيني محدد في توليد استجابة مناعية قوية بعد التطعيم بلقاح «كوفيد - 19».
وحدد الباحثون بالدراسة المنشورة في 14 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري بدورية «نيتشر ميدسين»، الدور الذي يلعبه متغير من الجين (HLA) في «توليد استجابة للأجسام المضادة لدى من يتوافر لديهم، أعلى من أولئك الذي لا يملكون هذا المتغير».
ووجد الباحثون أيضاً أن الأشخاص الذين يحملون هذا المتغير، المسمى «HLA - DQB1*06» يمثلون اثنين من كل خمسة أشخاص في المملكة المتحدة، وكانوا أقل عرضة للإصابة بـ«كوفيد - 19» بعد التطعيم من أولئك الذين لم يكن لديهم هذا المتغير.
ويساعد متغير جين «HLA» الذي حددته الدراسة، الجهاز المناعي على التمييز بين بروتينات الجسم والبروتينات الغريبة المصنوعة من أمثال الفيروسات والبكتيريا، وهو ما يعد دليلاً على وجود علاقة بين العوامل الوراثية والطريقة التي تستجيب بها أجهزة المناعة لدى الناس للقاحات «كوفيد - 19».
ويقول جوليان نايت، أستاذ الطب الجينومي في «مركز ويلكوم لعلم الوراثة البشرية» بجامعة أكسفورد، وكبير الباحثين بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الرسمي للجامعة، بالتزامن مع نشر الدراسة: «نتائجنا تعطي دليلاً على أن تركيبتنا الجينية هي أحد الأسباب التي تجعلنا نختلف عن بعضنا البعض في استجابتنا المناعية بعد لقاح كوفيد – 19، ووجدنا أن وراثة متغير معين من جين (HLA) كان مرتبطاً باستجابات أجسام مضادة أعلى، لكن هذه ليست سوى بداية القصة».
ويضيف أن «هناك حاجة إلى مزيد من العمل لفهم الأهمية السريرية لهذا الارتباط المحدد بشكل أفضل، وعلى نطاق أوسع، حتى يمكن معرفة كيفية إنشاء الاستجابات المناعية الفعالة وطرق الاستمرار في تحسين اللقاحات للجميع».
وبدأت هذه الدراسة بتحليل الباحثين لعينات من 1190 مشاركاً التحقوا بالتجارب السريرية للقاح «كوفيد - 19» بجامعة أكسفورد، وفحصوا أيضاً الحمض النووي لـ1677 من البالغين الذين التحقوا ببرنامج أبحاث (Com - COV) التابع لأوكسفورد بحثاً عن خيارات الجرعة الثانية للأشخاص الذين تلقوا لقاحات (أكسفورد - أسترازينيكا) و(فايزر - بيونتك) كجرعة أولى، وفحصوا عينات الحمض النووي من الأطفال الذين شاركوا في التجارب السريرية للقاح (أكسفورد – أسترازينيكا).
ووجد الباحثون أن الأفراد الذين يحملون المتغير الجيني «HLA - DQB1 * 06» سجلوا استجابات عالية للأجسام المضادة ضد لقاحات «كوفيد - 19» في 28 يوماً بعد اللقاح الأول، وكان من المرجح أن يكون لدى الأفراد أنفسهم استجابة أعلى للأجسام المضادة في جميع الأوقات بعد التطعيم.
ويقول ألكسندر منتزر، المحاضر السريري الأكاديمي في مركز ويلكوم للوراثة البشرية، والباحث المشارك في الدراسة: «لقد رأينا تبايناً كبيراً في مدى سرعة اختبار الأشخاص للإصابة بالمرض بعد التطعيم، وتشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن شفرتنا الجينية قد تؤثر على احتمالية حدوث ذلك بمرور الوقت، ونأمل أن تساعدنا النتائج التي توصلنا إليها في تحسين اللقاحات في المستقبل حتى لا تمنعنا من الإصابة بمرض حاد فحسب، بل تجعلنا أيضاً خالين من الأعراض لأطول فترة ممكنة».
ويؤكد دانيال أوكونور، باحث في مجموعة أكسفورد للقاحات، والمؤلف المشارك بالدراسة، على ما قاله منتزر، مضيفاً: «تُظهر هذه الدراسة أن تركيبتنا الجينية، بالإضافة إلى عوامل مثل العمر والحالة الصحية، تؤثر على مدى استجابتنا للقاحات والمخاطر اللاحقة للأمراض مثل (كوفيد - 19)، وسيكون لذلك آثار مهمة في تصميم وتنفيذ اللقاحات في المستقبل».
رصد جين مسؤول عن الاستجابة القوية للتطعيم ضد «كوفيد - 19»
اثنان من كل خمسة أشخاص في المملكة المتحدة يحملونه
رصد جين مسؤول عن الاستجابة القوية للتطعيم ضد «كوفيد - 19»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة