قوى «التغيير» تدعو المجتمع الدولي لوقف دعم نظام «المحاصصة والفساد والقتل»

مؤتمر قوى التغيير الديمقراطية (من مواقع التواصل)
مؤتمر قوى التغيير الديمقراطية (من مواقع التواصل)
TT

قوى «التغيير» تدعو المجتمع الدولي لوقف دعم نظام «المحاصصة والفساد والقتل»

مؤتمر قوى التغيير الديمقراطية (من مواقع التواصل)
مؤتمر قوى التغيير الديمقراطية (من مواقع التواصل)

دعت قوى التغيير الديمقراطية، خلال مؤتمر عُقد في بغداد، أمس (السبت)، المجتمع الدولي إلى اتخاذ المواقف والإجراءات اللازمة لوقف دعم ما وصفته بنظام «المحاصصة والفساد والقتل».
ويتألف المؤتمر من 8 أحزاب وقوى، هي خليط من الأحزاب والحركات المنبثقة عن «حراك تشرين» الاحتجاجي عام 2019، مثل حركة «نازل آخذ حقي»، و«البيت الوطني»، و«تيار الوعد العراقي»، وحركة «تشرين الديمقراطية»، إلى جانب الحزب الشيوعي العراقي. ورغم عدم تناول بيان صادر عن المؤتمر التطورات السياسية المتسارعة الأخيرة التي انتهت بانتخاب عبد اللطيف رشيد رئيساً للجمهورية، وتكليف محمد شياع السوداني بتشكيل الحكومة المقبلة، فإن توقيت عقد المؤتمر يكشف عن رفض قوى التغيير الضمني للصفقة السياسية الأخيرة التي أنجزتها أحزاب السلطة بعيداً عن التيار الصدري، إلى جانب أن بيانها انطلق من عبارة شديدة الوضوح ذكرتها ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة، جينين بلاسخارت، في إحاطتها الأخيرة بشأن العراق أمام مجلس الأمن الدولي، قالت فيها إن «الطبقة السياسية في العراق تعمل ضد شعبها».
وقال بيان قوى التغيير شديد اللهجة، إنه «حصل خلال نظام 2003 ودستور 2005، الكثير من انتهاكات جسيمة للدستور والقانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، حيث قام النظام وقواه وفلوله بالاغتيال والقتل والتغييب القسري للكثير من المعارضين والناشطين المدنيين والمواطنين، وفقدنا الثقة بالعدالة بعد انتشار ثقافة الإفلات من كل أشكال العقاب والمحاسبة، وعدم كشف الحقيقة».
وأضاف أن «المجتمع العراقي المدني يرى أن النظام مغلق بالقتل والفساد، ولا يسمح للكفاءات والشخصيات الوطنية والمدنية بالعمل على تصحيح الأخطاء التي انتهجتها القوى الحاكمة، وأصحاب السلاح السياسي».
وتابع: «كذلك يرى القاصي والداني كيف أن بلدنا صار ساحةً للصراعات الدولية بسبب الولاءات الإقليمية ولعبة المحاور الدولية، ومثل هذه السياسات والإجراءات تمثل انتهاكاً جسيماً لمبادئ القانون الدولي، ونرى من الواجب على المجتمع الدولي بدوله وشعوبه ومنظمات مجتمعاته المدنية، هو مواجهة كل ذلك ومنع حدوثه. نوجّه نداءً إلى المجتمع الدولي، باتخاذ المواقف والإجراءات اللازمة لوقف دعم نظام المحاصصة والفساد والقتل».
وفي بيان آخر، تحدثت قوى التغيير الديمقراطية، عن أنها «تعمل من خلال لجان عمل مشتركة، لوضع أسس رصينة لمشروع تحالف واسع، يمثل بديلاً وطنياً لإدارة الدولة العراقية، وتحقيق الاستقرار والازدهار». وأكدت أن «صراعها مع منظومة المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت سوف يستمر، حتى يأتي اليوم الذي تتحقق فيه دولة المواطنة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية».
ورأت أن «الأزمة بنيويّة في هذا النظام، وما حصل مؤخراً من مأزق سياسيّ دليل على ذلك، لذا فإنّ (قوى التغيير الديمقراطية) مؤمنة بأنّ تعديل هذا النظام وتصحيح مساره يستلزم وجود جهات تمثل نبض الشارع وتطلعاته، لكون القوى السياسية التقليدية منفصلة عن المجتمع، ولا تدرك التحولات العميقة فيه».
ورغم الدعوة الصريحة التي وجّهها المؤتمرون إلى المجتمع الدولي لمقاطعة النظام القائم، ورغم كلمات التغيير التي وردت في البيانين، فإنه لم يتم التطرق إلى الخطوات العملية التي يمكن أن تؤدي إلى إحداث التغيير المطلوب، وخاصة أن القوى المؤتلفة لا تملك أي تمثيل في البرلمان أو الحكومة. ولم يأتِ المؤتمرون كذلك على مطلب الانتخابات المبكرة، باعتبار التصدع الذي شاب شرعية الانتخابات الأخيرة بعد انسحاب الكتلة الصدرية من البرلمان، ولم يتحدثوا كذلك عن إطلاق موجة جديدة من الاحتجاجات، غير أن الأمر الإيجابي الذي رصده المراقبون في المؤتمر، أنه ضم عدداً كبيراً من الشباب المتحمسين للعمل السياسي، وغير المرتبطين بعقد وصراعات ما قبل وما بعد عام 2003.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

مبعوث الأمم المتحدة يؤيد رفع العقوبات عن «هيئة تحرير الشام»

مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن (إ.ب.أ)
مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن (إ.ب.أ)
TT

مبعوث الأمم المتحدة يؤيد رفع العقوبات عن «هيئة تحرير الشام»

مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن (إ.ب.أ)
مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن (إ.ب.أ)

أيّد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، رفع العقوبات عن «هيئة تحرير الشام» التي تقود المعارضة، وقال إن العدالة «الموثوقة» ضرورية لتجنّب الأعمال «الانتقامية» في سوريا، كما قال إن سوريا بحاجة إلى مساعدات «إنسانية فورية إضافية».

وأكد مبعوث الأمم المتحدة أن العملية السياسية في سوريا يجب أن تكون شاملة وأن يقودها السوريون بأنفسهم.

ووصل بيدرسن إلى دمشق، اليوم الأحد، في أول زيارة له بعد إسقاط نظام الأسد، معبراً أن أمله في رؤية «نهاية سريعة للعقوبات»، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

ونقل «تلفزيون سوريا»، التابع للمعارضة، عن بيدرسن قوله لدى وصوله إلى دمشق: «نحن على تواصل مع جميع أطياف الشعب السوري، ولا نريد أي عمليات انتقامية في سوريا»، وفق ما نقلت «وكالة الأنباء الألمانية».

وشدد بيدرسن على ضرورة أن تبدأ مؤسسات الدولة العمل بشكل كامل مع ضمان الأمن لها، متمنياً رؤية نهاية سريعة للعقوبات على سوريا، وأن تنطلق فيها عملية التعافي قريباً.

وكانت قوات المعارضة سيطرت يوم الأحد الماضي على العاصمة دمشق وأطاحت نظام الرئيس بشار الأسد بعد حرب أهلية استمرت نحو 14 عاماً.

وكان بيدرسن حضّ أمس (السبت) القوى الخارجية على بذل الجهود لتجنب انهيار المؤسسات الحيوية السورية عقب سقوط نظام الأسد.