القاتل المتسلسل يعود إلى الحياة وسط تصفيق الجمهور!

جيفري دامر آكل لحوم ضحاياه

الممثل إيفان بيترز بدور القاتل المتسلسل جيفري دامر (نتفليكس)
الممثل إيفان بيترز بدور القاتل المتسلسل جيفري دامر (نتفليكس)
TT

القاتل المتسلسل يعود إلى الحياة وسط تصفيق الجمهور!

الممثل إيفان بيترز بدور القاتل المتسلسل جيفري دامر (نتفليكس)
الممثل إيفان بيترز بدور القاتل المتسلسل جيفري دامر (نتفليكس)

تُلاحق الكاميرا جيفري دامر منذ إقامته في أحشاء أمه، المتخمة بالمهدئات وأدوية الأعصاب، مروراً بجلسات تشريح الحيوانات مع والده وهو بعدُ طفلاً، وصولاً إلى تحوله وحشاً بشرياً.
وبما أن الوحوش البشرية ما زالت تثير حشرية الجمهور، تَصدّر مسلسل «وحش: حكاية جيفري دامر» المشاهدات على منصة «نتفليكس»، بعد ساعاتٍ على بدء بثه. لم تسوق المنصة العالمية للمسلسل إطلاقاً؛ لا إعلانات ولا مقابلات مع الممثلين، لكنه سرعان ما احتل الشاشة بفَضل أرقام المشاهَدات القياسية في الأسابيع الأولى لإطلاقه. تخطى بذلك مسلسل «بريدجرتون» الشهير وحل ثانياً خلف «ستراينجر ثينغز – الموسم 4».
منذ فيلم «صمت الحملان» من بطولة أنطوني هوبكنز عام 1991، لم يخمد عطش الناس إلى حكايات القتلة المتسلسلين. وجيفري دامر واحدٌ منهم لكنه ليس كأي قاتل متسلسل، فهو يختار ضحاياه بحسب مواصفات محددة، ويتخلص منهم معتمداً خطة محكمة وغريبة، ثم يتصرف بجثثهم تقطيعاً وتخزيناً وحتى أكلاً!

تشريح الأجساد وإغفال النفوس
لا مبالغة في كل ما سبق، فالمسلسل يروي قصة حقيقية هزت الولايات المتحدة في بداية التسعينات. ليس جيفري دامر شخصية متخيلة، بل هو قاتل متسلسل وضع حداً لحياة 17 مراهقاً وشاباً بين عامَي 1978 و1991.
لا يستفيض المسلسل في المشاهد الدموية العنيفة ولا يجعل منها المحور الأساسي، مفسحاً المجال أمام مخيلة المُشاهد للقيام بذلك. إلا أنه يحول القاتل إلى محط الأنظار في كل الأوقات، لا سيما في الحلقات الخمس الأولى. لا يذهب إلى حد الدفاع عنه أو تمجيده، لكنه يقدم التبريرات له مواربة، حتى وإن لم يتعمد فعل ذلك.
لقد انتُقد مؤلف العمل راين مورفي كثيراً على إغفاله روايات الضحايا، على حساب تركيزه على حكاية جيفري. وكأن القصة تُروى من وجهة نظره محاولةً أنسنة الوحش الذي يسكنه؛ فهو الطفل الذي عانى بسبب إدمان أمه الحبوب المهدئة، وهو الولد الذي شهد على الشجارات العنيفة بين والدَيه ثم على طلاقهما، وهو المراهق الذي تُرك وحيداً فلم يجد سلوى سوى تلك التي لقنه إياها والده: تشريح جثث الحيوانات المدهوسة والمُلقاة إلى جانب الطريق.

جيفري دامر الحقيقي خلال محاكمته
في محاولة للتخفيف من ثقل التوحش والإجرام والاختلال النفسي التي يغرق فيها جيفري شاباً، غالباً ما يعود المسلسل إلى الماضي في مشاهد استرجاعية لطفولة دامر ومراهقته الانطوائية الغريبة. يحصل ذلك من دون الغوص في المسببات النفسية التي أوصلته إلى هكذا مصير. لكن باستطاعة المشاهد بسهولة أن يستنتج أن جيفري يعاني من عقدة الهَجر، فيحاول استبقاء الناس معه من خلال قتلهم وحفظ بعض من بقاياهم في بيته وثلاجته. نراه يراكم الجرائم والضحايا، من دون أن يخضع دماغه لتحليلٍ معمق. ذاك الدماغ الذي أذهل الأطباء والعلماء فطالبوا بتشريحه في محاولة لفهمه، بعد وفاة دامر في الـ34 من عمره.

وبين حياته القصيرة المصبوغة بالدم والمسيجة بالأشلاء، ومقتلِه في السجن عام 1994، أمضى دامر عمرَه باحثاً عن طرائد بشرية جديدة تجمع بينها صفات مشتركة. فمعظم الذين قضوا على يده هم شبان لم يتخطوا الـ30 ذات ميول جنسية مثلية، ومن أصحاب البشرة السمراء أو الأصول الآسيوية.
13 سنة من الجرائم المتسلسلة أمضاها دامر وهو ينجو بأفعاله، رغم تبليغ جارته عنه مراتٍ عدة جراء تصرفاته المثيرة للشك، وبسبب الأصوات المريبة والرائحة الكريهة المنبعثة من شقته. ينشغل المسلسل في وضع إصبعه على جرح ذلك الإهمال الأمني في القضية، الذي حال دون توقيف القاتل منذ أولى جرائمه. يتطرق، من دون الغوص عميقاً، إلى كواليس الإهمال والفشل المؤسساتي وربما عنصرية شرطة مدينة ميلووكي في ولاية وسكنسن الأميركية، حيث نفذ دامر معظم جرائمه.


أحد مشاهد المسلسل (نتفليكس)

بين أرقام المشاهدات وضحايا ليسوا أرقاماً
لا تترك أرقام المشاهدات مجالاً للشك في أن المسلسل حقق نجاحاً جماهيرياً باهراً، لكن على ضفة النقاد فهو تعرض لحملة رفضٍ وصفته بالسطحي والمزعج والمقرف. كذلك حصل على ضفة أهالي الضحايا الذين اعترضوا على عدم استشارتهم قبل التصوير والعرض، إضافة إلى تجسيد مأساتهم من دون أخذ مشاعرهم في الحسبان. إلى جانب ذلك، هم رأوا في العمل استغلالاً لحكايات أولادهم، من أجل إشباع جمهورٍ جائعٍ إلى قصص القتل والإجرام. وهذا ما يفسر ربما تردد «نتفليكس» في التسويق للمسلسل.
ضحايا دامر هم فعلاً الحلقة الأضعف في العمل الدرامي، الذي لم يفرد مساحة كافية لتكريم ذكراهم من خلال سرد المزيد عنهم. إذ لم يعرف المشاهد عن هؤلاء البشر، سوى ما انتهوا إليه تحت يد القاتل!
وحدَه طوني هيوز، الضحية رقم 12، يتميز من بين الجميع ويتفرد بحلقة تختلف عن كل ما سبقها وما يَليها. فالحلقة 6 من «دامر» في مكان وباقي الحلقات في مكانٍ آخر. على نقيض السردية المروعة المتواصلة منذ بدء المسلسل، تأتي تلك الحلقة لتؤنسن العمل وتمنح فسحة ضوء للمُشاهد ولجيفري دامر بذاته. للمرة الأولى، يشعر المتابعون بأن الخلاص جاء ليهدي القاتل حباً وأماناً وشفاءً من هوَسه. لحظاتٌ عالية الإنسانية تجمع بين دامر المضطرب وهيوز الأصم والأبكم، الذي أدى دورَيهما ببراعة كل من إيفان بيترز ورودني بورفورد. تختلف تلك الحلقة عن سواها كذلك، على مستوى المساحة التي تفردها لشخص هيوز ولطفولته ولأحلامه. غير أن تلك الأحلام سرعان ما تبخرت على يد جيفري التي أدمنت القتل والتشريح.


إلى سجنه حيث كان من المفترض أن ينفذ 15 حكماً مؤبداً، وصلت إلى دامر مطلع التسعينات رسائل من مئات المعجبين وحتى عروض للزواج. وها هي شعبيته تتجدد اليوم، ويتسابق المراهقون لشراء زيه من أجل التنكر به في عيد هالويين.
من الواضح إذن أن المشاهدين في عطشٍ أبدي إلى حكايات القتَلة المتسلسلين. لكن لماذا لا تُقدَّم لهم تلك القصص في إطار أقل وحشية؟ إطار يأخذ في الاعتبار مشاعر أهالي الضحايا، ويتعمق أكثر في الغياهب النفسية للقاتل، ويسرد المعاناة من وجهة نظر الضحايا؟ فهؤلاء ليسوا مجرد هياكل عظمية تنضم إلى مجموعة القاتل المتسلسل، ولا أرقاماً ترتفع بفضلها أرقام المشاهدات.


مقالات ذات صلة

نقابات هوليوود تنتفض ضد صفقة «نتفليكس - وارنر» البالغة 72 ملياراً

يوميات الشرق «زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)

نقابات هوليوود تنتفض ضد صفقة «نتفليكس - وارنر» البالغة 72 ملياراً

دقَّت نقابات هوليوود وأصحاب دُور العرض ناقوس الخطر بشأن صفقة الاستحواذ المُقترحة من «نتفليكس» على شركة «وارنر براذرز ديسكفري» بقيمة 72 مليار دولار

«الشرق الأوسط» (هوليوود)
يوميات الشرق حلقة خاصة من برنامج ميغان ماركل بمناسبة الأعياد (نتفليكس)

ميغان تعود إلى المطبخ ببيجاما العيد والأمير هاري يفضّل طهو أمّها

حلقة خاصة من برنامج ميغان ماركل للطهو على «نتفليكس» بمناسبة أعياد آخر السنة، وضيف الشرف الأمير هاري.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق كائنات لا اسم لها تخرج من ذاكرة ديل تورو (فيسبوك)

«خيال بلون الدم»... من أين جاءت وحوش غييرمو ديل تورو؟  

مُخرج حوَّل خوفه إلى خيال، ورأى في الوحوش رفقاء طريق، وفي الرعب وسيلة لقول الحقيقة بطريقة لا تقولها الأنوار الساطعة...

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الشيب صار جزءاً من الحكاية (أ.ب)

جورج كلوني يتحايل على الشيب ويُحوّل العمر إلى بطولة جديدة

يؤدّي نجم هوليوود جورج كلوني في فيلمه الجديد «جاي كيلي» دور ممثل متقدّم في السنّ يلجأ في خريف مسيرته المهنية إلى بعض الحيل التجميلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق عملية السطو على اللوفر أعادت إلى الأذهان مجموعة من الأفلام والمسلسلات (نتفليكس/ رويترز) play-circle 00:33

هل استوحى لصوص اللوفر خطّتهم من «لوبين» وأبطال «كازا دي بابيل»؟

مَن يتمعّن في احترافية عملية اللوفر قد يتساءل ما إذا كان اللصوص استوحوا خطواتهم وجرأتهم من «البروفسور» في «لا كازا دي بابيل»، أو من «أسان ديوب» في «لوبين».

كريستين حبيب (بيروت)

عمل فني صادم: رؤوس مشاهير التكنولوجيا على كلاب روبوتية (فيديو)

روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)
روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)
TT

عمل فني صادم: رؤوس مشاهير التكنولوجيا على كلاب روبوتية (فيديو)

روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)
روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)

انتشر عمل فني من معرض «آرت بازل» يضم كلاباً آلية تحمل رؤوساً شمعية لوجوه شخصيات بارزة؛ مثل جيف بيزوس وإيلون ماسك ومارك زوكربيرغ، انتشاراً واسعاً، إذ يتناول تأثير رواد التكنولوجيا على الطريقة التي نرى بها العالم.

وتتجول الكلاب الروبوتية ذات اللون الجلدي، والمزوّدة برؤوس شمعية دقيقة تشبه مستوى متحف «مدام توسو» لعدد من المليارديرات والفنانين - من بينهم جيف بيزوس، وإيلون ماسك، ومارك زوكربيرغ، وآندي وارهول، وبابلو بيكاسو - داخل حظيرة صغيرة، وتقوم بـ«إخراج» صور فوتوغرافية.

ويحمل العمل الفني عنوان «حيوانات عادية» من إنتاج استوديو «بيبِل» في تشارلستون، وقد عُرض هذا العام في «آرت بازل» خلال انطلاق الفعالية السنوية في ميامي بولاية فلوريدا.

وقال مايك وينكلمان، المعروف باسم «بيبِل»، في مقطع نُشر من بورتوريكو على «تيك توك»: «الصورة التي يلتقطونها، يعيدون تفسير الطريقة التي يرون بها العالم. لذا فهي تضم فنانين، ولديها أيضاً إيلون وزوكربيرغ». وأضاف: «وبشكل متزايد، هؤلاء التقنيون والأشخاص الذين يتحكمون في هذه الخوارزميات هم الذين يقررون ما نراه، وكيف نرى العالم».

وتتجول الكلاب الروبوتية، وتجلس، وتصطدم بعضها ببعض، وبين الحين والآخر يومض ظهرها بكلمة «poop mode» قبل أن تُخرج صورة رقمية تُترك على الأرض، وفق ما أفادت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية.

وكتب أحد مستخدمي «تيك توك»: «شكراً، لم أكن أخطط للنوم الليلة على أي حال»، وقال آخر: «هؤلاء مقلقون تقريباً مثل الأشخاص الفعليين»، وعلّق مستخدم على حساب «آرت بازل» في «إنستغرام»: «هذا عبقري ومرعب في الوقت نفسه»، فيما تساءل آخر: «هل هذا حقيقي أم ذكاء اصطناعي؟».

مشهد من معرض «حيوانات عادية» في ميامي (أ.ف.ب)

ويهدف العمل الفني، بحسب الناقد الفني إيلي شاينمان الذي تحدث لـ«فوكس نيوز»، إلى إعادة النظر في كيفية تمكّن الفنانين العاملين في البيئات الرقمية من إحياء مفاهيمهم وأفكارهم عبر الروبوتات، والنحت، والرسم، والطباعة، والأنظمة التوليدية، والأعمال الرقمية البحتة.

وقال وينكلمان لشبكة «سي إن إن»، إن الروبوتات صُممت للتوقف عن العمل بعد 3 سنوات، على أن تكون مهمتها الأساسية تسجيل الصور وتخزينها على سلسلة الكتل (البلوك تشين). وأكد معرض «آرت بازل» لـ«فوكس نيوز ديجيتال»، أن كل نسخة من روبوت «حيوانات عادية» بيعت بالفعل مقابل 100 ألف دولار.

وقال فينتشنزو دي بيليس، المدير العالمي والمدير الفني الرئيسي لمعارض «آرت بازل»، لـ«فوكس نيوز ديجيتال»: «نهدف من خلال معرض (زيرو 10) إلى منح ممارسات العصر الرقمي سياقاً تنظيمياً مدروساً، وخلق مساحة للحوار بين الجمهور الجديد والحالي، مع الإسهام في بناء بيئة مستدامة للفنانين والمعارض وهواة الجمع على حدٍ سواء».


نقابات هوليوود تنتفض ضد صفقة «نتفليكس - وارنر» البالغة 72 ملياراً

«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)
«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)
TT

نقابات هوليوود تنتفض ضد صفقة «نتفليكس - وارنر» البالغة 72 ملياراً

«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)
«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)

دقَّت نقابات هوليوود وأصحاب دُور العرض ناقوس الخطر بشأن صفقة الاستحواذ المُقترحة من «نتفليكس» على شركة «وارنر براذرز ديسكفري» بقيمة 72 مليار دولار، مُحذّرين من أنّ الصفقة ستؤدي إلى خفض الوظائف، وتركيز السلطة، وتقليل طرح الأفلام في دُور العرض إذا اجتازت مراجعة الجهات التنظيمية.

ووفق «رويترز»، من شأن الصفقة أن تضع العلامات التجارية التابعة لشركة البثّ العملاقة «إتش بي أو» تحت مظلّة «نتفليكس»، وأن تسلّم أيضاً السيطرة على استوديو «وارنر براذرز» التاريخي إلى منصة البثّ التي قلبت بالفعل هوليوود رأساً على عقب، عبر تسريع التحوّل من مشاهدة الأفلام في دُور السينما إلى مشاهدتها عبر المنصة.

وقد تؤدّي الصفقة إلى سيطرة «نتفليكس»، المُنتِجة لأعمال شهيرة مثل «سترينجر ثينغز» و«سكويد غيم»، على أبرز أعمال «وارنر براذرز»؛ مثل «باتمان» و«كازابلانكا».

وقالت نقابة الكتّاب الأميركيين في بيان: «يجب منع هذا الاندماج. قيام أكبر شركة بثّ في العالم بابتلاع أحد أكبر منافسيها، هو ما صُمّمت قوانين مكافحة الاحتكار لمنعه».

وتُواجه الصفقة مراجعات لمكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة وأوروبا، وقد عبَّر سياسيون أميركيون بالفعل عن شكوكهم.

الصفقة تواجه أصعب امتحان تنظيمي (د.ب.أ)

وتُمثّل النقابة الكتّاب في مجالات الأفلام السينمائية والتلفزيون والقنوات الخاصة والأخبار الإذاعية والبودكاست ووسائل الإعلام عبر الإنترنت. وأشارت إلى مخاوف تتعلَّق بخفض الوظائف وتخفيض الأجور وارتفاع الأسعار بالنسبة إلى المستهلكين، وتدهور ظروف العاملين في مجال الترفيه.

وقالت «نتفليكس» إنها تتوقع خفض التكاليف السنوية بما يتراوح بين مليارَي دولار و3 مليارات دولار على الأقل، بحلول السنة الثالثة بعد إتمام الصفقة.

وحذّرت كذلك «سينما يونايتد»، وهي منظمة تجارية تُمثّل 30 ألف شاشة عرض سينمائي في الولايات المتحدة و26 ألف شاشة حول العالم، من أنّ الصفقة قد تقضي على 25 في المائة من أعمال دور العرض محلّياً.

وتُصدر «نتفليكس» بعض الأفلام في دور العرض قبل إتاحتها للمشتركين على المنصة، وقالت الشركة إنها ستحافظ على طرح أفلام «وارنر براذرز» في دُور السينما، وتدعم محترفي الإبداع في هوليوود. ووصف رئيس منظمة «سينما يونايتد» مايكل أوليري، الاندماج بأنه «تهديد لم يسبق له مثيل»، مُتسائلاً عمّا إذا كانت «نتفليكس» ستحافظ على مستوى التوزيع الحالي.

وقالت نقابة المخرجين الأميركيين إنّ لديها مخاوف كبيرة ستناقشها مع «نتفليكس». وأضافت: «سنجتمع مع (نتفليكس) لتوضيح مخاوفنا وفَهْم رؤيتهم لمستقبل الشركة بشكل أفضل. وفي الوقت الذي نقوم فيه بهذه العناية الواجبة، لن نصدر مزيداً من التعليقات».


8 علامات تشير إلى أن وظيفتك تضر بصحتك العقلية

الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)
الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)
TT

8 علامات تشير إلى أن وظيفتك تضر بصحتك العقلية

الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)
الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)

يُعبر كثير من الموظفين عن عدم رضاهم عن ظروف العمل في معظم الأحيان، فهناك دائماً جوانب في المكتب تُشعرك بالإرهاق. ولكن في بعض الأحيان، قد تكون وظيفتك ليست مُرهقة فحسب؛ بل سامة بالفعل وتستنزف طاقتك.

قد تكون الوظائف سامة لأسباب عديدة، ومُملة بشكل لا يُطاق. قد يكون الزبائن هم من يجعلونها سامة؛ مثل رواد المطاعم المُتطلبين، أو ربما يكون السبب المدير أو الزملاء غير المتعاونين، وفقاً لموقع «ويب ميد».

من المهم هنا التمييز بين الوظيفة السامة والإرهاق. يحدث الإرهاق عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل، ونُنهك تدريجياً. مع قسط كافٍ من الراحة، وربما منظور مختلف لعملنا، يمكننا التعافي من الإرهاق. ولكن إذا كانت الوظيفة بالفعل سامة، فلن تكفي أي راحة أو وقت فراغ بعد عودتك.

وإذا كنت تشعر حقاً بعدم السعادة في العمل، فابحث عن العلامات التالية التي تشير إلى أن وظيفتك سامة لصحتك النفسية والعقلية:

1. اختفاء المشاعر الإيجابية في العمل

تشعر بكثير من الفرح والراحة بعيداً عن العمل، لكن هذه المشاعر تختفي بمجرد دخولك مكان العمل. بدلاً من ذلك، تشعر دائماً بعدم الارتياح، أو التوتر، أو مجرد إرهاق عاطفي. ربما ينصحك زملاؤك بالتفاؤل، لكنك لا تستطيع سوى إجبار نفسك على الابتسام.

2. يستغرق الأمر عطلة نهاية الأسبوع بأكملها للتعافي

تتدهور صحتك النفسية طوال الأسبوع. بحلول يوم الثلاثاء، تكون مرهقاً، ولا تتخيل كيف ستصمد حتى يوم الجمعة. عندما تأتي عطلة نهاية الأسبوع أخيراً، بالكاد تتطلع إليها لأنك منهك للغاية. عندما تبدأ بالتعافي أخيراً، يحين وقت العودة إلى العمل.

3. تشعر بالتوتر والانزعاج ليلة الأحد

في ليالي الجمعة والسبت، يمكنك إبعاد العمل عن ذهنك، ولكن بحلول يوم الأحد، لن تتمكن من إنكار قدومه. من الصعب عليك التفاعل مع من حولك، ولا تستمتع بآخر يوم في عطلة نهاية الأسبوع، كما تترقب صباح الاثنين.

4. تحلم بالتقاعد - الذي قد يكون على بُعد عقود

لا يتوقف الأمر على عطلة نهاية الأسبوع - بل تحلم بإجازة دائمة من العمل. قد تبدأ حتى بالتخطيط لتقاعدك، أو التفكير في طرق للثراء حتى لا تضطر للعمل.

5. نوعية نومك تكون أسوأ بكثير في أيام العمل

العمل الضار يمكن أن يُفسد نومك تماماً. يشعر بعض الناس بالآثار في أيام عملهم (عادةً من الاثنين إلى الجمعة)، بينما قد يلاحظها آخرون تحسباً للعمل (من الأحد إلى الخميس).

6. تشعر بالمرض الجسدي

أظهرت دراسات لا حصر لها آثار التوتر المزمن على جهاز المناعة. إذا كنتَ مُسَمَّماً ببيئة عملٍ سيئة، فستشعر بآثارها ليس فقط على عقلك وروحك؛ بل على جسدك أيضاً. يبدو الأمر كأنك تُصاب بكل فيروسٍ منتشر، وتستغرق وقتاً أطول للتعافي من المعتاد.

7. تأخذ كثيراً من الإجازات الشخصية

حتى عندما لا تكون مريضاً جسدياً، قد تختار البقاء في المنزل قدر الإمكان. في بعض الأيام، تستيقظ وتبدو فكرة الذهاب إلى العمل مستحيلة. ربما تصل إلى حد ارتداء ملابسك وتناول الفطور، لكن فكرة القيادة إلى العمل تُشعرك بالغثيان.

8. لا تحب الشخص الذي أنت عليه في العمل

ربما يكون أبرز دليل على أن وظيفتك سامة أنها تُغيرك بطرق لا تُحبها. قد تجد نفسك منعزلاً، ومُركزاً على نفسك، ومتشائماً. وقد يمتد هذا إلى وقتك في المنزل مع عائلتك، وهو الجزء الأكثر إزعاجاً لك.

إذا كانت بعض هذه الأعراض تُؤثر عليك، ففكّر ملياً في مستقبلك بهذا المنصب. هل هناك طريقة لتغيير الوظيفة لتقليل تأثيرها عليك؟ أم أن الوقت قد حان لتغيير وظيفة أخرى؟ ناقش هذه الأفكار مع شخص تحبه وتثق به، وانتبه لمن تتواصل معه، خصوصاً من له مصلحة في قرارك. على سبيل المثال، زميل العمل الذي لا يريدك أن تترك الوظيفة، من المرجح أن يُعطيك تقييماً متحيزاً.