ليبيون يعولون على باتيلي لاستئناف الحوار بين «النواب» و«الدولة»

قالوا إن البعثة الأممية «عامل مهم لأي تفاهم»

عبد الله باتيلي المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا (الأمم المتحدة)
عبد الله باتيلي المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا (الأمم المتحدة)
TT

ليبيون يعولون على باتيلي لاستئناف الحوار بين «النواب» و«الدولة»

عبد الله باتيلي المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا (الأمم المتحدة)
عبد الله باتيلي المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا (الأمم المتحدة)

مع وصول المبعوث الأممي الجديد عبد الله باتيلي، إلى ليبيا، مساء أمس، يأمل قطاع كبير من السياسيين في أن تدور عجلة المحادثات بين مجلسي النواب و«الأعلى للدولة» مجدداً للوصول إلى توافق حول نقاط الاختلاف على القاعدة الدستورية والدفع لإجراء الانتخابات العامة بالبلاد.
وتوقع النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للدولة، ناجي مختار، أن تبدأ لقاءات بين مجلسه ومجلس النواب خلال أيام للبحث عن تفاهمات لكثير من الأمور السياسية في مقدمتها القاعدة الدستورية والمناصب السيادية والحكومة الموحدة والانتخابات.
وأضاف مختار في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «بالطبع وجود باتيلي، والبعثة عامل مساعد لأي تفاهم، علماً بأن التواصل المباشر بين المجلسين النواب و(الأعلى للدولة) لم ينقطع سواء على مستوى الرئيسين واللجان والزيارات المتبادلة».
وحول تشكك كثيرين بالساحة الليبية في إمكانية تجاوز المجلسين للإشكاليات بينهما في ظل إخفاق الكثير من جلسات التفاوض السابقة على مدار الأعوام الماضية، قال مختار: «سوف يكون هناك إنجاز على الأقل فيما يخص المناصب السيادية وإيجاد حكومة موحدة والقاعدة الدستورية المنظمة للانتخابات، هذه هي القضايا الثلاث التي نسعى للتوافق حولها مع البرلمان».
وقال إن «هذه المرة ليس لدينا كثير من الخيارات إلا أن ننجز في كثير من الأمور وخصوصاً فيما يتعلق بالمناصب السيادية وإيجاد حكومة موحدة بغرض إنجاز الانتخابات».
وتحدث عضو مجلس النواب الليبي، حسن الزرقاء، بدوره عن «وجود مساعٍ تجرى حالياً لعقد اجتماعات بين المجلسين، إلا أنه لم يتم الاستقرار بعد على الآلية لعقدها».
وأوضح الزرقاء في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نقاشات على مستوى رئاسة المجلسين وربما يوجد توجه لتشكيل وفد أو لجنة من كل مجلس للتفاوض حول المختلف عليه من بنود القاعدة الدستورية».
وأشار إلى أن الخطوة التالية للمجلسين إذا ما نجحا في التوافق وإخراج القاعدة الدستورية للنور، ستكون الضغط على المجتمع الدولي لتشكيل حكومة موحدة لتطبيق القاعدة وما يتبعها من قوانين انتخابات تشريعية ورئاسية».
وأوضح: «توجد رغبة شديدة من أغلبية النواب بالوصول لتفاهمات باللقاءات المرتقبة، وربما هناك حالياً نقاشات داخلية تجرى بكل مجلس على حدة لرؤية ما يمكن تقديمه من تنازلات من قبلهما معاً للتوصل لتلك القاعدة الدستورية بشأن البنود التي لا يزال الخلاف حولها، وهي شروط الترشح وتحديداً ما يتعلق بترشح العسكريين ومزدوجي الجنسية».
وأكمل: «وبما أنه لا يمكن إجراء الانتخابات في ظل ازدواجية السلطة التنفيذي، فيتوجب على المجتمع الدولي تقديم المساعدة لليبيين إما بإزاحة إحدى الحكومتين والإبقاء على الثانية أو تشكيل حكومة ثالثة جديدة».
أما فيما يتعلق بالمدى الزمني المتوقع لإنجاز هذه النقاشات وربما التوصل لحكومة موحدة للتحضير والإشراف على الانتخابات قال الزرقاء: «المدة ستتراوح ما بين ستة أشهر وعام».
من جانبه، أشار عضو المجلس الأعلى للدولة، محمد معزب، إلى انتهاء مجلسه مؤخراً من التصويت على أغلب مواد القاعدة الدستورية المطروحة للنقاش مع مجلس النواب بشأن الانتخابات التشريعية والرئاسية.
وقال معزب في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تسع مواد فقط لم يتم الانتهاء من التوافق عليها بعد، في مقدمتها شروط الترشح للرئاسة وكذلك شروط العضوية لمجلس النواب».
ولم يستبعد عضو الدولة، أيضاً احتمالية استئناف المفاوضات بين مجلسه و«النواب»، بعد أن يتم الكشف عن ملامح خريطة الطريق لباتيلي، وربما ستتم دعوة المجلسين للانعقاد من خلال لجانهما الخاصة».
وتابع: «إلى الآن هناك أحاديث كثيرة تروج بأن ازدواجية السلطة التنفيذية ستتصدر أولويات المبعوث الأممي، فضلاً عن أحاديث أخرى بالتوجه لإجراء الانتخابات التشريعية أولاً ليقوم البرلمان الجديد بحسم الخلافات الدستورية ومن ثم تُجرى انتخابات رئاسية»، وقال: «هذا هو التوجه الذي يجد قبولاً واسعاً بالشارع الليبي، وبالطبع وتوحيد السلطة التنفيذية لتشرف على إجراء الاستحقاق».
وقلل معزب من التخوفات حول إمكانية إزاحة الحكومتين للتمهيد لمسار الانتخابات، موضحاً: «البعثة الأممية هي المخولة بهذا ولديها مساران إما دعوة (ملتقى الحوار السياسي)، أو تشكيل مجلس جديد مشابه له يضطلع بتشكيل حكومة جديدة أو تكليف مجلسي النواب و(الأعلى للدولة) بتشكيل لجنة مشتركة لتولي قضية الحكومة الجديدة طبقاً لاختصاصاتهما بالاتفاق السياسي».
بالمقابل ورغم توافقه مع الآراء السابقة، في توقع إحياء الحوار المباشر بين مجلسي النواب و(الأعلى)، رفض عضو مجلس النواب، ميلود الأسود، التعويل بدرجة كبيرة على الأمر بدرجة كبيرة.
وقال الأسود في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «للأسف نقطة الخلاف الرئيسية لا تزال قائمة بين الطرفين، فالبعض لا يريد القبول بمواد وبنود في القاعدة الدستورية تسمح لأسماء معينة بالترشح لسباق الرئاسة وفي مقدمتهم قائد (الجيش الوطني)، المشير خليفة حفتر، وسيف الإسلام القذافي، فيما يرى مجلس النواب بعدم وضع أي بنود تسمح بإقصاء أي شخصية، وترك القرار للشعب».
ورهن الأسود، التقدم في ملف الانتخابات «بحدوث تقدم وانفراج حقيقي في ملف توحيد الجيش وملف المصالحة الوطنية لتكون هناك ضمانات ممكنة لقبول النتائج».


مقالات ذات صلة

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

شمال افريقيا «ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

حلت نجلاء المنقوش، وزيرة الشؤون الخارجية الليبية، أمس بتونس في إطار زيارة عمل تقوم بها على رأس وفد كبير، يضم وزير المواصلات محمد سالم الشهوبي، وذلك بدعوة من نبيل عمار وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج. وشدد الرئيس التونسي أمس على موقف بلاده الداعي إلى حل الأزمة في ليبيا، وفق مقاربة قائمة على وحدتها ورفض التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية. وأكد في بيان نشرته رئاسة الجمهورية بعد استقباله نجلاء المنقوش ومحمد الشهوبي، وزير المواصلات في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، على ضرورة «التنسيق بين البلدين في كل المجالات، لا سيما قطاعات الاقتصاد والاستثمار والطاقة والأمن».

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

أكدت السعودية أمس، دعمها لحل ليبي - ليبي برعاية الأمم المتحدة، وشددت على ضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، حسبما جاء خلال لقاء جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا ورئيس البعثة الأممية فيها. وتناول الأمير فيصل في مقر الخارجية السعودية بالرياض مع باتيلي سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، والجهود الأممية المبذولة لحل الأزمة. إلى ذلك، أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، فيما شهدت طرابلس توتراً أمنياً مفاجئاً.

شمال افريقيا ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

فتحت الانشقاقات العسكرية والأمنية التي عايشتها ليبيا، منذ رحيل نظام العقيد معمر القذافي، «بوابة الموت»، وجعلت من مواطنيها خلال الـ12 عاماً الماضية «صيداً» لمخلَّفات الحروب المتنوعة من الألغام و«القنابل الموقوتة» المزروعة بالطرقات والمنازل، مما أوقع عشرات القتلى والجرحى. وباستثناء الجهود الأممية وبعض المساعدات الدولية التي خُصصت على مدار السنوات الماضية لمساعدة ليبيا في هذا الملف، لا تزال «قنابل الموت» تؤرق الليبيين، وهو ما يتطلب -حسب الدبلوماسي الليبي مروان أبو سريويل- من المنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في هذا المجال، مساعدة ليبيا، لخطورته. ورصدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في تقر

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

أكدت السعودية دعمها للحل الليبي - الليبي تحت رعاية الأمم المتحدة، وضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، وجاءت هذه التأكيدات خلال اللقاء الذي جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. واستقبل الأمير فيصل بن فرحان في مقر وزارة الخارجية السعودية بالرياض أمس عبد الله باتيلي وجرى خلال اللقاء بحث سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، إضافة إلى استعراض الجهود الأممية المبذولة لحل هذه الأزمة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا «الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

«الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي، عن دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية (غرب البلاد) في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، وذلك في ظل توتر أمني مفاجئ بالعاصمة الليبية. وشهدت طرابلس حالة من الاستنفار الأمني مساء السبت في مناطق عدّة، بعد اعتقال «جهاز الردع» بقيادة عبد الرؤوف كارة، أحد المقربين من عبد الغني الككلي رئيس «جهاز دعم الاستقرار»، بالقرب من قصور الضيافة وسط طرابلس. ورصد شهود عيان مداهمة رتل من 40 آلية، تابع لـ«جهاز الردع»، المنطقة، ما أدى إلى «حالة طوارئ» في بعض مناطق طرابلس. ولم تعلق حكومة عبد الحميد الدبيبة على هذه التطورات التي يخشى مراقبون من اندلاع مواجهات جديدة بسببها،

خالد محمود (القاهرة)

الصين ومصر تتفقان على ضرورة تشجيع السلام في الشرق الأوسط

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (يسار) ونظيره الصيني وانغ يي يتصافحان بعد إحاطة مشتركة في دار الضيافة الحكومية دياويوتاي في بكين، 13 ديسمبر 2024 (رويترز)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (يسار) ونظيره الصيني وانغ يي يتصافحان بعد إحاطة مشتركة في دار الضيافة الحكومية دياويوتاي في بكين، 13 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

الصين ومصر تتفقان على ضرورة تشجيع السلام في الشرق الأوسط

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (يسار) ونظيره الصيني وانغ يي يتصافحان بعد إحاطة مشتركة في دار الضيافة الحكومية دياويوتاي في بكين، 13 ديسمبر 2024 (رويترز)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (يسار) ونظيره الصيني وانغ يي يتصافحان بعد إحاطة مشتركة في دار الضيافة الحكومية دياويوتاي في بكين، 13 ديسمبر 2024 (رويترز)

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن بكين اتفقت مع مصر على ضرورة أن يشجع البلدان على السلام والمفاوضات لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

وأدلى وانغ بهذه التصريحات خلال اجتماع مع نظيره المصري بدر عبد العاطي في بكين، اليوم (الجمعة)، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (يسار) ونظيره الصيني وانغ يي خلال إحاطة مشتركة في دار ضيافة الدولة دياويوتاي في بكين، 13 ديسمبر 2024 (رويترز)

وقال وانغ إن البلدين يشعران بقلق بالغ إزاء الوضع الحالي في سوريا، ودعا إلى احترام سيادة البلاد واستقلالها وسلامة أراضيها. كما قال وانغ إن البلدين يرحِّبان باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.