جدة تستعد لعرس من الفن الإسلامي في «أول بيت»

بينالي الفنون الإسلامية يعلن عن قائمة المشاركين

الفنان السعودي أحمد ماطر من المشاركين في البينالي والصورة لأحد أعماله السابقة «مغناطيسية»
الفنان السعودي أحمد ماطر من المشاركين في البينالي والصورة لأحد أعماله السابقة «مغناطيسية»
TT

جدة تستعد لعرس من الفن الإسلامي في «أول بيت»

الفنان السعودي أحمد ماطر من المشاركين في البينالي والصورة لأحد أعماله السابقة «مغناطيسية»
الفنان السعودي أحمد ماطر من المشاركين في البينالي والصورة لأحد أعماله السابقة «مغناطيسية»

لمدينة جدة حضورها الخاص في مخيلة المسلمين في جميع أنحاء العالم، فهي البوابة الأولى التي يمر بها الحاج والمعتمر لزيارة أول بيت وضع للناس في مكة المكرمة. ذلك الارتباط الوجداني تمثل جماليا في صالات الحجاج الغربية في مطار الملك عبد العزيز بجدة، والتي صممت على هيئة خيام بيضاء ضخمة، تأخذ الحجاج بصريا للخيام البيضاء التي سيحلون فيها في منى وعرفات أثناء ممارستهم شعائر الحج. المعروف أن تصميم الصالة الغربية حاز على جائزة الأغا خان للعمارة في عام 1983 ووصفته لجنة التحكيم وقتها بأنه «تصميم رائع ومبدع لنظام التسقيف» ومثل استجابة جمالية وأنيقة لتغطية هذه المساحات الواسعة. ومع إعلان مؤسسة بينالي الدرعية عن تنظيم أول بينالي للفنون الإسلامية في جدة بدا لائقا أن تحتضن تلك المساحات الواسعة بقبابها البيضاء الفعاليات التي ستقام في يناير (كانون الثاني) 2023. تحمل الدورة الأولى عنوان «أول بيت» ليجمع البينالي بذلك ثلاثية جغرافية وروحية وفنية تنقل الزوار لأجواء ومشاعر الطقوس والشعائر الإسلامية وتستكشف تعبير الفنون المختلفة عنها.

فريق التقييم: سمية فالي والدكتور جوليان رابي والدكتور سعد الراشد والدكتورة أمنية عبد البر

وجاء إعلان هيئة بينالي الدرعية عن قائمة الفنانين المشاركين مثل صندوق محمل بالهدايا لمحبي الفنون، فالأسماء المشاركة تجمع فيما بينها فنانين متألقين من السعودية والعالم، وإذا كان للمتلقي تخيل ما سيشاهد عبر فعاليات البينالي فبالتأكيد ستساهم رؤية أسماء لفنانين أمثال ريم الفيصل وأحمد ماطر وعادل القريشي من السعودية وفرح بهبهاني من الكويت ومعتز نصر من مصر وإدريس خان من بريطانيا وغيرهم في تحضيرهم لكثير من الإبداع والفن.
ولكن البينالي لن يتوقف عند الفن المعاصر والذي سيحضر من كل مكان بل أعلن أيضا عن عرض قطع فنية مستعارة من جهات ومؤسسات مختلفة منها بعض المقتنيات التاريخية التي كان بعضها موجودا في المسجد النبوي بالمدينة المنورة والمسجد الحرام بمكة المكرمة.
تبقى مهمة إخراج وتنسيق كل هذا الفن والإبداع والتي تقع على عاتق فريق من القيمين الفنيين وهم الدكتور سعد الراشد، عالم آثار سعودي رائد، والدكتورة أمنية عبد البر، الباحثة بمتحف فيكتوريا وألبرت بلندن، والدكتور جوليان رابي، المدير الفخري للمتحف الوطني للفن الآسيوي التابع لـ«مؤسسة سميثسونيان» في واشنطن العاصمة؛ وسمية فالي، المؤسسة المشاركة لشركة الهندسة المعمارية والأبحاث التجريبية «كونترسبيس»، لأخذ الزائر في رحلة يتعانق فيها الفن المعاصر مع القطع التاريخية المختارة بعناية.

ملصق بينالي الفنون الإسلامية

يشرح الدكتور سعد الراشد أن الدورة الأولى من بينالي الفنون الإسلامية «ستجمع مؤسسات وهيئات ثقافية حكومية وخاصة في مكان واحد لأول مرة لتعرض نفائس ونوادر مقتنياتها من التحف الإسلامية، والتي لم يسبق عرضها من قبل. ويتصدر تلك المجموعات تحف ونفائس ثمينة من الحرمين الشريفين في مكة والمدينة المنورة، التي توحي للزوار بمناسك الحج وتربطهم بشكل مباشر بمصدر الإلهام الرئيسي للمعرض».
من جانبها، أضافت الدكتورة أمنية عبد البر «بالنسبة لي، كان اكتشاف المقتنيات السعودية التاريخية هو الأمر الأكثر إثارة. هذا فضلاً عن الجهود الكبيرة التي بُذِلَت في المدينة المنورة لإنتاج ملايين النسخ من القرآن الكريم سنوياً، باللغة العربية، إضافةً إلى ترجمة معانيه إلى 74 لغة أخرى».
يركز البينالي أيضا على أهمية الحرف اليدوية والتي يزخر تاريخ الفن الإسلامي بأمثلة فائقة منها مثل المخطوطات المذهبة والقطع المعدنية المنقوشة. وهو ما يأخذنا لتعليق مديرة بينالي الفنون الإسلامية فريدة الحسيني بأن الحدث سيمثل فرصة لبناء جسور بين«الحرفية الصناعية والأوساط الأكاديمية والممارسات الفنية».
«أول بيت» يتأمل مركزية الكعبة المشرفة بالنسبة للمسلمين في جميع أنحاء العالم ومن هذا المحور ينطلق سرد فني بصري يتأمل في معنى أن يكون المرء مسلما وسيتعامل مع محورين هما القبلة والهجرة. وبحسب د.جوليان رابي فالعرض يحمل في داخله حيثيات عميقة تدور حول مدينة مكة بوصفها «نقطة محورية بالنسبة لجميع المسلمين، معنوياً وحسيّاً، في نطاق عوالم المخيلة والذاكرة». مضيفا «هذا المعرض لا يعُنَى بالأساس بالفنون الإسلامية بفروعها المختلفة، بقدر عنايته بفن الإسلام، أو بالأحرى فن أن يكون المرءُ مسلماً».

صورة لعمل الفنان السعودي سلطان بن فهد الذي شارك في بينالي الدرعية العام الماضي وسيشارك الفنان في بينالي الفنون الإسلامية بجدة

مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

تركي آل الشيخ يتوج بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير

تركي آل الشيخ يتوج بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير
TT

تركي آل الشيخ يتوج بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير

تركي آل الشيخ يتوج بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير

في إنجاز عالمي جديد، تُوّج تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، بجائزة «الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير» خلال حفل جوائز «MENA Effie Awards 2024»، تقديراً لإسهاماته البارزة في دعم وتطوير قطاع الترفيه في المملكة.

وتعد جائزة «MENA Effie Awards» من أبرز الجوائز في مجال تقييم التأثير والإنجازات الإبداعية على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تسلط الضوء على الشخصيات التي قدمت مساهمات استثنائية وذات تأثير عميق خلال العقد الأخير.

وقال آل الشيخ عبر حسابه الشخصي على منصة «إكس»: «هذه جائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير خلال حفل (MENA Effie Awards 2024)، في موسم الرياض بدعم القائد الملهم حفظه الله وكل الشكر والتقدير لأبناء وطني الغالي على دعمهم للوصول إلى هذه الجائزة العالمية... هم سر النجاح».

ويُعد فوز آل الشيخ بالجائزة تأكيداً لمكانته بوصفه واحداً من أبرز القيادات المؤثرة عالمياً في قطاع الترفيه، وشهادة على نجاح السعودية في وضع بصمتها في المجالات الثقافية والترفيهية على الساحة الدولية.

وسبق لتركي آل الشيخ أن حقق المركز الأول في تصنيف «ESPN» العالمي، وذلك في إطار تأثيره اللافت في فنون الملاكمة وفنون القتال المختلطة ومصارعة المحترفين، بعدما جعل السعودية مكاناً يحتضن البطولات الرياضية الكبرى، ويستقطبها مثل مباريات المصارعة الحرة (WWE)، بشراكة طويلة الأمد تمتد 10 سنوات مع الاتحاد الدولي للمصارعة.

وجاء نيل آل الشيخ لجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير خلال حفل النسخة الـ15 من الجائزة الذي أُقيم ضمن فعاليات موسم الرياض 2024، وهي المرة الأولى التي يقام فيها الحفل في السعودية للجائزة التي تحتفي بالابتكار والتميز في قطاع التسويق والإعلان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وشهد قطاع الترفيه في السعودية تحت قيادة آل الشيخ، إطلاق مبادرات رائدة، منها موسم الرياض الترفيهي الأكبر عالمياً، الذي استقطب ملايين الزوار من داخل السعودية وخارجها، وحقق أرقاماً قياسية في حجم الفعاليات والعوائد الاقتصادية. كما نجح في استقطاب أبرز الأحداث الفنية والرياضية والثقافية العالمية، مما عزز من صورة السعودية بوصفها عاصمة للترفيه في المنطقة.

وبفضل الجهود التي قادها آل الشيخ في هيئة الترفيه، ساهمت الهيئة في تعزيز جودة الحياة في البلاد، بما يتماشى مع مستهدفات «رؤية السعودية 2030»، من خلال خلق بيئة ترفيهية عالمية المستوى تدعم الاقتصاد الوطني وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة.

ومنذ أن بدأت أعمال موسم الرياض 2024 الذي أطلقه تركي آل الشيخ في أكتوبر (تشرين الأول)، شهد الموسم الترفيهي حضوراً لافتاً من الزوار من مختلف أنحاء العالم، إذ نجح في جذب نحو 6 ملايين زائر في أقل من شهر من انطلاقته، محققاً بذلك رقماً قياسياً يدلل على حجم إقبال الجمهور المحلي والدولي.

وشهد الموسم الترفيهي، تنظيم آلاف الفعاليات المتنوعة، بما في ذلك الحفلات الموسيقية، والمعارض الفنية، والعروض المسرحية، والأنشطة الترفيهية المناسبة لجميع الفئات العمرية في الوقت الذي يضم الموسم 5 مناطق رئيسية، هي: بوليفارد وورلد، والمملكة أرينا، وبوليفارد سيتي، وThe Venue، وحديقة السويدي. وتقدم كل منطقة تجربة فريدة للزوار، في الوقت الذي حقق الموسم رقماً قياسياً في أسبوعه الأول، حيث بلغ عدد الزوار مليونين، مما يعكس الشغف الكبير بالموسم الذي ينتظره الجمهور سنوياً.

ويستمر موسم الرياض 2024 في تقديم المزيد من الفعاليات والأنشطة المميزة، مع توقعات بزيادة أعداد الزوار في الأسابيع المقبلة، مما يعزز مكانة الرياض بوصفها وجهة ترفيهية عالمية.