غوتيريش يرحب باتفاقية ترسيم الحدود وسط جدل لبناني حول عرضها على البرلمان

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)
TT

غوتيريش يرحب باتفاقية ترسيم الحدود وسط جدل لبناني حول عرضها على البرلمان

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)

رحَّب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالتوصل إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بوساطة الولايات المتحدة الأميركية، وسط جدل لبناني حول عرضها على مجلس النواب.
وعبر ستيفان دوجاريك المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في بيان، أمس (الجمعة)، عن الاعتقاد القوي للأمين العام بأن هذا التطور المشجع يمكن أن يعزز الاستقرار المتزايد في المنطقة، ويعزز الرخاء للشعبين اللبناني والإسرائيلي.
وأكد استمرار التزام الأمم المتحدة بمساعدة الطرفين، والتزامها بدعم التنفيذ الفعّال لقرار مجلس الأمن 1701 (2006) والقرارات الأخرى ذات الصلة، التي أشار إلى أنها تظل أساسية لاستقرار المنطقة.
وبعد مفاوضات طويلة، بوساطة أميركية، وافق لبنان وإسرائيل، الأسبوع الحالي، على اتفاق لترسيم الحدود البحرية، من شأنه إزالة العقبات أمام استثمار حقول الغاز في شرق البحر المتوسط.
وفيما لن تُعرض الاتفاقية على مجلس النواب، تصاعدت مطالب النواب بمناقشتها. وقال عضو كتلة «الكتائب»، النائب سليم الصايغ، إنه «كان من المفترض عرض اتفاقية ترسيم الحدود، التي نعتبرها «معاهدة»، على الحكومة للتوقيع عليها، ومناقشتها في مجلس النواب للتصديق عليها قبل إحالتها إلى رئيس الجمهورية».
واعتبر في حديث تلفزيوني أن السلطة القائمة «في حالة نكران، لأنها لا تعتبر ما حصل اتفاقية، إنما اتفاق»، لافتاً إلى أن «المسار المتوقَّع اليوم أن يكون التوقيع أشبه بعملية خطف، في حين أنها اتفاقية ترسيم حدود نهائية بين دولة لبنان وإسرائيل»، مضيفاً: «خطورتها تكمن في تفاصيلها الغامضة وعدم اطلاع الشعب اللبناني عليها، إلى جانب عدم إمكانية نقضها لاحقاً في حال وجود أي إجحاف بحق الشعب اللبناني، إضافة إلى أن هناك الكثير من نقاط الاستفهام حولها، خصوصاً أن لبنان تنازل أكثر من حقوقه، وحول كيفية إدارة الموضوع من الجهة اللبنانية. أما من الناحية القانونية والسياسية، فلا خطورة».
وتابع الصايغ: «الجانب الإسرائيلي عرض الاتفاقية على (الكنيست)، وسيتّبع الخط الديمقراطي أكثر من السلطة اللبنانية المشكوك بصلاحياتها، في ظل اقتراب انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، ووجود رئيس حكومة تصريف أعمال ورئيس مجلس نواب ليس بيده التوقيع، و(حزب الله) خلفهم، وبما أن هذه السلطة تلزم الشعب اللبناني إلى أجيال في المستقبل، نطالب بمناقشتها فوراً في مجلس النواب».


مقالات ذات صلة

«الأمم المتحدة»: 3 ملايين طفل سوداني يواجهون خطر سوء تغذية حاد

شمال افريقيا صورة ملتقطة في يناير 2024، تظهر نساءً وأطفالاً في مخيم زمزم للنازحين، بالقرب من الفاشر في شمال دارفور، السودان (رويترز) play-circle 01:42

«الأمم المتحدة»: 3 ملايين طفل سوداني يواجهون خطر سوء تغذية حاد

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليوم (الجمعة)، إن نحو 3.2 ملايين طفل دون الخامسة يواجهون خطر الإصابة بسوء التغذية الحاد في السودان الذي يشهد حرباً عنيفة.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
المشرق العربي أكد لازاريني أن «الأونروا» تحظى بدعم مالي وسياسي قوي من السعودية (صور الأمم المتحدة) play-circle 01:02

لازاريني: متمسكون بالأمل ونتطلع لاستئناف الدعم الأميركي لـ«الأونروا»

تواجه وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تحديات غير مسبوقة، مع اقتراب موعد تنفيذ قرار الاحتلال الإسرائيلي منع عملها في الأراضي…

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن يتحدث عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من جنيف لأعضاء مجلس الأمن في نيويورك (الأمم المتحدة)

مسؤولان أمميان ينقلان المخاوف السورية إلى مجلس الأمن

نقل مسؤولان أمميان هواجس السوريين إلى مجلس الأمن بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد وشدّدا على التمسك بمقتضيات القرار «2254» رغم تحفظات السلطات المؤقتة

علي بردى (واشنطن)
أوروبا جانب من الدمار جراء الغارات الروسية على مدينة تشيرنيف الأوكرانية (رويترز)

مقتل أكثر من 12300 مدني منذ بدء الحرب في أوكرانيا

قالت مسؤولة في الأمم المتحدة، اليوم (الأربعاء)، إن أكثر من 12300 مدني قُتلوا في الحرب الأوكرانية منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا قبل نحو ثلاث سنوات.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي نازحون لبنانيون من قرى حدودية مع إسرائيل في إحدى مدارس مدينة صور (أرشيفية - الشرق الأوسط)

نداء أممي لجمع 370 مليون دولار لمساعدة المتضررين من الحرب في لبنان

أطلقت الأمم المتّحدة والحكومة اللبنانية، الثلاثا،ء نداء جديدا لجمع تبرّعات بقيمة 371.4 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة للسكّان المتضرّرين.

«الشرق الأوسط» (الأمم المتّحدة)

إسرائيل توسّع عملية مطاردة منفذي هجوم قلقيلية

الجيش الإسرائيلي أثناء مداهمة قباطية في جنين شمال الضفة الغربية المحتلة الجمعة (أ.ف.ب)
الجيش الإسرائيلي أثناء مداهمة قباطية في جنين شمال الضفة الغربية المحتلة الجمعة (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل توسّع عملية مطاردة منفذي هجوم قلقيلية

الجيش الإسرائيلي أثناء مداهمة قباطية في جنين شمال الضفة الغربية المحتلة الجمعة (أ.ف.ب)
الجيش الإسرائيلي أثناء مداهمة قباطية في جنين شمال الضفة الغربية المحتلة الجمعة (أ.ف.ب)

واصلت إسرائيل اقتحاماً واسعاً لمناطق متعددة في الضفة الغربية، وركزت على بلدة قباطية في جنين شمال الضفة في محاولة للوصول إلى منفذي الهجوم قرب قلقيلية، الاثنين الماضي، الذي أدى إلى مقتل 3 إسرائيليين. واقتحمت قوات إسرائيلية كبيرة قباطية، واشتبكت مع مسلحين فيما قامت بتنفيذ حملة اعتقالات واسعة.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن العملية العسكرية في قباطية مرتبطة بعملية إطلاق النار في قلقيلية منذ أيام، التي قتل فيها 3 مستوطنين. واعتقلت القوات الإسرائيلية 15 فلسطينياً من قباطية في وقت قصير بينهم سيدة، ما يرفع عدد المعتقلين إلى نحو 100 في الضفة الغربية منذ الاثنين الماضي.

قوة إسرائيلية أثناء مداهمة قباطية في جنين شمال الضفة الغربية المحتلة الجمعة (أ.ف.ب)

وقال الجيش الإسرائيلي إنه «مستمر في ملاحقة الإرهابيين الذين قتلوا المواطنين الإسرائيليين الثلاثة»، الاثنين الماضي. إلى جانب قباطية اقتحم الجيش مناطق أخرى في الضفة ونفذ اعتقالات.

وكان الجيش قد بدأ عملية واسعة بعد مقتل الإسرائيليين الثلاثة وتعهد بالوصول إلى المنفذين ومرسليهم.

وأعلنت إسرائيل، بعد عملية قلقيلية، أن الضفة «ساحة رئيسية في خريطة التهديدات» وبناء عليه طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، زيادة العمليات الدفاعية والهجومية في الضفة. لكن رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك)، رونين بار، حذر من أن هذا لا يكفي، وطلب شنّ عملية عسكرية أوسع في الضفة.

ونقلت «القناة 12»، عن بار قوله في اجتماع للمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت)، أنه يجب اتخاذ إجراءات أوسع لتغيير الواقع والقضاء على المجموعات المسلحة في الضفة. وأضاف: «يجب أن نتعلم من الذي حصل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)».

جنود إسرائيليون أثناء مداهمة قباطية في جنين شمال الضفة الغربية المحتلة الجمعة (أ.ف.ب)

وحذر بار من أن الانخفاض الكبير في العمليات بالضفة الغربية «مخادع ومضلل» و«لا يعكس حجم تطور الإرهاب على الأرض». وأكد أن «الشاباك» يرصد تطورات في الهجمات الفلسطينية.

وكانت «كتائب القسام» قد أعلنت مسؤوليتها عن العملية في قلقيلية، بالمشاركة مع «سرايا القدس» التابعة لحركة «الجهاد الإسلامي»، و«كتائب الأقصى» المنبثقة من حركة «فتح».

وجاءت توصيات بار في وقت تزعم فيه إسرائيل أن إيران تعمل على إنشاء جبهة في شمال الضفة.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أكدت أن الجيش الإسرائيلي يستعد لسيناريوهات متطرفة بالضفة في الفترة المقبلة، تشمل اختراق جدار الفصل ومحاولات للاستيلاء على مستوطنات في مناطق التماس في سيناريو يحاكي هجوم 7 أكتوبر 2023.

وتقول الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إنه بعد خسارة إيران كلاً من غزة ولبنان وسوريا فإنها تركز جهودها الآن في الضفة الغربية، وهي اتهامات رددتها أيضاً السلطة الفلسطينية، التي تخوض اشتباكات ضد مسلحين في مخيم جنين قالت إنهم خارجون عن القانون ويأتمرون بأوامر جهات إقليمية.

ولم يتضح فوراً ما إذا كانت إسرائيل نجحت، يوم الجمعة، في الوصول إلى منفذي هجوم قلقيلية، لكن حملتها الواسعة في قباطية كانت مستمرة حتى وقت متأخر من اليوم.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023 قتلت إسرائيل في الضفة نحو 850 فلسطينياً واعتقلت الآلاف، وقيدت إلى حد كبير تنقلات الفلسطينيين، فيما تهدد بضم الضفة لإسرائيل بعد وصول الرئيس الأميركي دونالد ترمب للبيت الأبيض.