ضباط أميركيون يدربون أبناء عشائر الأنبار

تحشيد عسكري كبير في قاعدة الحبانية

ضباط أميركيون يدربون أبناء عشائر الأنبار
TT

ضباط أميركيون يدربون أبناء عشائر الأنبار

ضباط أميركيون يدربون أبناء عشائر الأنبار

أعلن مجلس محافظة الأنبار، عن قرب الانتهاء من عمليات التحشيد لكل الأصناف العسكرية التي ستشارك في حملة عسكرية واسعة النطاق خلال شهر رمضان المبارك، لتطهير المحافظة من سيطرة تنظيم داعش.
وقال نائب رئيس مجلس الأنبار فالح العيساوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «العمليات العسكرية ومنذ قدوم شهر رمضان المبارك شهدت فتورًا واضحًا على أرض الواقع في جميع مدن الأنبار، وإن كل ما يجري الآن هو عمليات تحضيرية وتحشيد لجميع الصنوف المشاركة في عمليات (لبيك يا عراق) من خلال توفير مستلزمات المعركة ضد تنظيم داعش الإرهابي».
وأضاف: «هناك قطعات للشرطة الاتحادية، ومن جهاز مكافحة الإرهاب تتأهب لشن حملة عسكرية واسعة إلى جانب أبناء العشائر المنخرطة في صفوف الحشد الشعبي، وإن قوة من الرد السريع ستدخل المعركة وهي الآن موجودة في قاعة الحبانية الجوية إلى جانب أفواج كبيرة من قوات الحشد الشعبي ومقاتلي العشائر وقوات أخرى وصلت من خارج محافظة الأنبار أخذت على عاتقها تحرير مدن العراق من دنس الإرهاب، من بينها قيادة عمليات بابل».
وأشار العيساوي إلى أنه «تم إضافة خمسة آلاف عنصر للشرطة المحلية في الأنبار، وجميعهم انخرطوا ضمن قاطع شرطة المحافظة، فضلا عن تطوع العديد من أبناء العشائر، وأن هنالك عمليات تجهيز وعمليات تدريب وتأهيل لإعدادهم، مع استمرار عمليات تدريب المتطوعين من أبناء العشائر في مدن الأنبار من قبل المستشارين الأميركيين في قاعدة الحبانية 30 كلم شرق مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار».
من جانب آخر، أعلنت وزارة الداخلية العراقية عن وصول أعداد أفواج الطوارئ من شرطة الأنبار إلى ستة أفواج قتالية لمحاربة تنظيم داعش، وتحرير المحافظة من قبضته.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن لـ«الشرق الأوسط» إن «مديرية شرطة الرمادي وجميع الأقسام الملحقة بها تم تحويلها إلى أفواج طوارئ قتالية، وصل عددها إلى ستة أفواج متكاملة تطبيقا لخطة وضعها وزير الداخلية محمد سالم الغبان، وبإشراف مباشر من قبل اللواء هادي رزيج قائد شرطة الأنبار».
وأضاف أن «القوة المتكونة من ستة أفواج قتالية وضعت لها خطة تدريب عالية المستوى بإشراف خبراء تدريب مهنيين ذوي خبرة في مجالات القتال وحرب المدن والمعنويات النفسية والقتالية، وتم تجهيز هذه القوة بالسلاح ومستلزمات المعركة حيث وصل الاستعداد إلى مراحل متقدمة جدا من أجل مشاركة هؤلاء المقاتلين في عمليات تحرير الرمادي والمناطق الأخرى ومسك الأرض بعد ذلك».
وأشار معن إلى أن «شرطة الأنبار مستمرة بعملية ملاحقة الخلايا النائمة في بعض المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية حيث تم اعتقال نحو 40 مشتبها به في مناطق عامرية الفلوجة والمدينة السياحية في الحبانية والخالدية شرق مدينة الرمادي».



تحذيرات من استمرار تأثير الفيضانات على الوضع الإنساني في اليمن

مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)
مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)
TT

تحذيرات من استمرار تأثير الفيضانات على الوضع الإنساني في اليمن

مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)
مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)

على الرغم من اقتراب موسم الأمطار في اليمن من نهايته مع رحيل فصل الصيف، تواصلت التحذيرات من استمرار هطول الأمطار على مناطق عدة، مع تراجع حدتها وغزارتها، مع استمرار تأثير الفيضانات التي حدثت خلال الأشهر الماضية، وتسببت بخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات والبنية التحتية.

ويتوقع خبراء ومراكز أرصاد استمرار هطول الأمطار على مناطق متفرقة مختلفة الطبيعة الجغرافية خلال الأيام المقبلة، وتشمل تلك المناطق محافظة المهرة أقصى شرقي اليمن، والمرتفعات الغربية في محافظات تعز، وإب، ولحج، وريمة، وذمار، وصنعاء، والمحويت، وعمران، وحجة وصعدة، بالإضافة إلى الساحل الغربي في محافظات حجة، والحديدة وتعز، والمناطق السهلية في محافظات أبين، وشبوة وحضرموت.

آثار عميقة تسببت بها الفيضانات في اليمن وأدت إلى تفاقم الظروف الإنسانية المتردية (أ.ف.ب)

وحذّر الخبراء الذين نشروا توقعاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من تشكل سحب عملاقة تنذر بأمطار غزيرة وسيول وعواصف وبروق شديدة، واحتمال هبوب رياح عنيفة، مع أجواء غائمة أغلب الوقت، داعين السكان إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة.

وشهد اليمن منذ مطلع الشهر الحالب تراجعاً في هطول الأمطار في مختلف أنحاء البلاد، بعد شهرين من الأمطار التي تسببت بفيضانات مدمرة في عدد من المحافظات، وتركزت الآثار العميقة لهذه الفيضانات في محافظتي الحديدة والمحويت غرباً.

وحذَّرت لجنة الإنقاذ الدولية من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن مع استمرار الفيضانات، التي بدأت في مارس (آذار) واشتدت في يوليو (تموز) وأغسطس (آب)، وأدت إلى نزوح عشرات الآلاف من الأسر، وتدمير البنية التحتية الحيوية، وتأجيج الانتشار السريع للكوليرا، وتضرر أكثر من 268 ألف شخص في اليمن، في ظل موجة ماطرة شهدتها البلاد.

ونبهت اللجنة في بيان لها إلى أن استمرار احتمالية وجود خطر فيضانات مفاجئة إضافية بسبب تشبع الأرض بفعل الأمطار الغزيرة وأنظمة الصرف السيئة، رغم توقف هطول الأمطار خلال الشهر الحالب، ووصفت هذا الخطر بالمرتفع.

استمرار الكارثة

قالت اللجنة إن الفيضانات أثرت بشدة على محافظات الحديدة، وحجة، ومأرب، وصعدة وتعز، حيث تأثر ما يقرب من 268 ألف فرد في 38285 عائلة حتى الشهر الماضي، وفقاً لتقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وتسببت الأمطار الغزيرة، التي من المتوقع استمرارها هذا الشهر، في تدمير واسع النطاق للمنازل والأراضي الزراعية والبنية التحتية.

وقيَّدت الأمطار والفيضانات - وفق بيان اللجنة - من إمكانية الوصول إلى الغذاء، وهي قضية يعاني منها بالفعل أكثر من 17 مليون يمني بسبب الصراع والتدهور الاقتصادي وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وكلها تفاقمت بسبب أزمة المناخ.

توقعات باستمرار الأمطار الغزيرة في اليمن رغم انتهاء موسمها برحيل فصل الصيف (رويترز)

وبينت المنظمة أن محافظة تعز (جنوب غرب) شهدت وحدها تدمير ما يقدّر بنحو 70 إلى 100 في المائة من الأراضي الزراعية جراء الأمطار.

ودعت المجتمع الدولي والجهات المانحة إلى تقديم المزيد من الدعم للحد من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن جراء الفيضانات المدمرة الأخيرة التي ضربت البلاد، والتفشي المتسارع لوباء الكوليرا، مشددة على زيادة الدعم المالي واللوجيستي لتلبية الاحتياجات الفورية والطويلة الأجل للمتضررين من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن.

ونوهت اللجنة إلى أن الكارثة الإنسانية في اليمن تتضاعف «مدفوعة بالتأثيرات المدمرة للفيضانات الأخيرة والتفشي المتسارع لوباء الكوليرا في معظم أنحاء البلاد»، مرجحة أنه، و«من دون اتخاذ إجراءات في الوقت المناسب، سيستمر الوضع في التدهور؛ مما يعرض المزيد من الأرواح للخطر».

انتشار سريع للكوليرا

قال إيزايا أوجولا، القائم بأعمال مدير لجنة الإنقاذ الدولية في اليمن، إن البلاد «تواجه أزمة على جبهات متعددة» بدءاً من الصراع المستمر إلى الفيضانات الشديدة، والآن «تفشي وباء الكوليرا الذي انتشر بسرعة في الكثير من المحافظات».

وأضاف: «إن حياة الناس معرّضة للخطر بشكل مباشر، ومن المرجح أن يؤدي تدمير مرافق المياه والصرف الصحي إلى تفاقم انتشار المرض»، في حين أطلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عمليات طوارئ في المناطق الأكثر تضرراً في حجة، والحديدة، والمحويت وتعز، حيث قدمت مساعدات نقدية لنحو 2000 عائلة متضررة.

دمار هائل في البنية التحتية تسببت به الفيضانات الأخيرة في عدد من محافظات اليمن (أ.ب)

وأشار إلى أن المرحلة الأولية ركزت على تلبية الاحتياجات الفورية، مع التخطيط لمزيد من التقييمات لتوجيه التدخلات المحتملة في مجال المياه والصرف الصحي، مثل إنشاء نقاط المياه والمراحيض الطارئة.

وبيَّن أوجولا أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر وشركاءها أجروا تقييمات في المناطق المتضررة، وكشفوا عن نزوح ما يقرب من 9600 شخص بسبب الفيضانات في تعز، وحجة والحديدة، حيث تعرَّضت البنية الأساسية للمياه والصرف الصحي والصحة لأضرار كبيرة؛ مما زاد من خطر تفشي الكوليرا في هذه المناطق.

وكان مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وزَّع مساعدات إيوائية طارئة على المتضررين من السيول والفيضانات في مديرية موزع التابعة لمحافظة تعز، الثلاثاء الماضي.

وتضمنت المساعدات الطارئة 100 خيمة و370 حقيبة إيواء استفاد منها 2220 فرداً من المتضررين من السيول في المديرية.

ويأتي هذا التدخل بالتنسيق مع كتلة الإيواء ومكاتب مركز الملك سلمان للإغاثة في اليمن، وبالتنسيق مع السلطة المحلية ووحدة النازحين.