السعودية تدعو لوضع الحوثيين على قوائم الإرهاب وتجفيف تمويلهم

الواصل أكد استمرار الرياض في دعم جهود السلام الدولية لليمن

الدكتور عبد العزيز الواصل متحدثاً إلى جلسة مجلس الأمن الخاصة حول اليمن الخميس (الأمم المتحدة)
الدكتور عبد العزيز الواصل متحدثاً إلى جلسة مجلس الأمن الخاصة حول اليمن الخميس (الأمم المتحدة)
TT
20

السعودية تدعو لوضع الحوثيين على قوائم الإرهاب وتجفيف تمويلهم

الدكتور عبد العزيز الواصل متحدثاً إلى جلسة مجلس الأمن الخاصة حول اليمن الخميس (الأمم المتحدة)
الدكتور عبد العزيز الواصل متحدثاً إلى جلسة مجلس الأمن الخاصة حول اليمن الخميس (الأمم المتحدة)

دعت السعودية المجتمع الدولي إلى إعادة النظر في الجماعة الحوثية، وقالت على لسان مندوبها لدى الأمم المتحدة الدكتور عبد العزيز الواصل إن الوقت حان لتصنيف تلك الميليشيات مجموعة إرهابية، وأن تجري مقاطعتها وتجفيف منابع تمويلها.
وجدد الواصل تأكيد استمرار بلاده في دعم الجهود الدولية لإحلال السلام في اليمن، وحق السعودية بالدفاع عن نفسها في حال عادت تلك الميليشيات إلى مهاجمتها مجدداً، مشددا على أن الرياض «لن تألو جهدا في ردع هذه السلوكيات العدائية ضدها».
وخلال كلمة له بجلسة دورية لمجلس الأمن حول اليمن عقدت الخميس، ذكّر الواصل برفض الحوثيين تمديد الهدنة المنتهية يوم الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) 2022، ووصف سلوك الجماعة بأنه «غير مفاجئ لمن يعرف طبيعة هذه الميليشيا الإرهابية المتطرفة التي تتخذ الشعب اليمني رهينة وتتحكم بمصيره وتعرض أجيالا يمنية بأسرها لمخاطر الحروب والنزاعات المسلحة لتضع مصالحها الآيديولوجية المتطرفة فوق كل اعتبار»، وهو ما أكد أنه يؤدي إلى استمرار تهديد استقرار اليمن وأمنه والمنطقة بأسرها، ويحول دون التوصل إلى حل سلمي شامل في اليمن.
وقال الواصل خلال كلمته التي ختمت الجلسة: «لأول مرةٍ يصدر مجلس الأمن بيانا شديد اللهجة الأسبوع الماضي، يحمّل جماعة الحوثي بكل وضوح مسؤولية إعاقة عملية التوصل إلى اتفاق تمديد الهدنة، ويطالب الحوثي بوقف العمليات الاستفزازية والعسكرية في المنطقة واليمن والبحر الأحمر، ويدعوها إلى العودة إلى طاولة الحوار. وأود أن أنوه هنا بأن ممارسة الميليشيات الحوثية المتطرفة ورفضها المقترحات التي قدمها المبعوث (الأممي) الخاص الهادفة لتمديد الهدنة ليست سوى مرحلة من المراحل المظلمة التي بدأت في عام 2014 عندما قادت تلك الميليشيات انقلابا على الحكومة الشرعية، منذ ذلك التاريخ واليمن والمنطقة بأسرها تعاني من الممارسات الإرهابية لتلك الميليشيات».
وتساءل المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة حول طبيعة ما حدث ويحدث في اليمن من قبل الجماعة الحوثية قائلا: «ما الذي يحمل هذه الجماعة التي تدعي بأنها تسعى لتحقيق مصالح الشعب اليمني على رفض مقترحات الهدنة المتمثلة في الآتي: المحافظة على وقف العمليات العسكرية، الموافقة على زيادة عدد رحلات الطيران التجارية، إيداع إيرادات سفن المشتقات النفطية إلى الحديدة في حساب مشترك لصرف رواتب المدنيين، فتح الطرق المؤدية إلى تعز وباقي المناطق الخاضعة للميليشيات لأغراض إنسانية».
وزاد الواصل بالقول: «إن من يرفض تلك المقترحات، ويعرقل إصلاح ناقلة ممتلئة بالنفط (صافر) التي قد تتسبب في كارثة بيئية لا مثيل لها في البحر الأحمر، وإن من يستمر في تجنيد الأطفال وينشر الألغام التي تحصد الأبرياء والمدنيين، ويهرب الأسلحة غير المشروعة ويستولي على المساعدات الإنسانية ليدعم أنشطته الحربية غير الإنسانية، وإن من يستهدف البنى المدنية والتحتية للدول المجاورة بالطائرات المفخخة إنما هي جماعة ليست مسالمة إطلاقاً ولا تهتم بمصلحة الشعب اليمني، هي باختصار جماعة إرهابية وفق ورد في قرار مجلس الأمن 2624».
«ورغم أن مقترحات تمديد الهدنة فيها انحياز بشكل ما أو بآخر للميليشيات الحوثية فإن المجلس الرئاسي اليمني وافق عليها من أجل مصلحة الشعب اليمني». ويقول المندوب السعودي إن «المجتمع الدولي بارك تلك الخطوة، ودعمت حكومة بلادي جهود المبعوث (هانس) غروندبرغ لرعاية الهدنة بجانب الدول الشقيقة وأعضاء التحالف والولايات المتحدة وبريطانيا بهدف الوصول إلى حل سياسي شامل في اليمن. وينبغي أن نتذكر أن الميليشيات الحوثية خرقت الهدنة السابقة مرات عدة، حيث رفضت إيداع الإيرادات من سفن المشتقات النفطية في البنك المركزي لصرف رواتب المدنيين، وأقامت استعراضات عسكرية في مدينة الحديدة، في نقض صارخ لاتفاق استوكهولم الذي نص على خلو الحديدة من المظاهر العسكرية، إضافة لاستمرار حصار مدينة تعز».
وبعد استنفاد الجهود ورفض الميليشيات الحوثية جميع الحلول الرامية للتوصل إلى حل سلمي، وإصرارها على عدم الاستجابة للأصوات التي تنشد السلام والاستقرار لليمن، قال الواصل «يتوجب على المجتمع الدولي ومجلس الأمن تحديداً أن يعيد النظر في تلك الجماعة المتطرفة التي تختطف مستقبل اليمن بأسره، فقد حان الوقت أن يتم تصنيف تلك الميليشيا كمجموعة إرهابية، وأن تتم مقاطعتها وتجفيف منابع تمويلها».


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

السعودية وأوكرانيا تُشيدان بمتانة الروابط الاقتصادية وأهمية العمل المشترك

جانب من الاجتماع السعودي - الأوكراني في جدة برئاسة الأمير محمد بن سلمان والرئيس زيلينسكي (واس)
جانب من الاجتماع السعودي - الأوكراني في جدة برئاسة الأمير محمد بن سلمان والرئيس زيلينسكي (واس)
TT
20

السعودية وأوكرانيا تُشيدان بمتانة الروابط الاقتصادية وأهمية العمل المشترك

جانب من الاجتماع السعودي - الأوكراني في جدة برئاسة الأمير محمد بن سلمان والرئيس زيلينسكي (واس)
جانب من الاجتماع السعودي - الأوكراني في جدة برئاسة الأمير محمد بن سلمان والرئيس زيلينسكي (واس)

أشادت السعودية وأوكرانيا بمتانة الروابط الاقتصادية وأهمية العمل المشترك لتنمية حجم التبادل التجاري، ورحَّبتا بإعادة إنشاء مجلس الأعمال السعودي - الأوكراني المشترك خلال العام الحالي 2025م.

وأكد الجانبان عزمهما على تعزيز العلاقات الاستثمارية من خلال إنشاء شراكات استثمارية واقتصادية واعدة في القطاعات ذات الأولوية للبلدين.

جاء ذلك في بيان مشترك في ختام الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، للمملكة، في 10 مارس (آذار) 2025.

واستقبل الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الرئيس الأوكراني زيلينسكي في قصر السلام بجدة، وعقدا جلسة مباحثات رسمية، استعرضا خلالها أوجه العلاقات المميزة بين البلدين الصديقين، وعبَّرا عن رغبتيهما في تعزيزها في جميع المجالات.

وقدم الرئيس زيلينسكي التهنئة للأمير محمد بن سلمان، بمناسبة فوز مدينة الرياض باستضافة معرض إكسبو الدولي 2030، وفوز المملكة باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2034.

وأشاد الجانبان بمتانة الروابط الاقتصادية بين البلدين الصديقين، ونوَّها بأهمية العمل المشترك لتنمية حجم التبادل التجاري، الذي بلغ نسبة نمو (9 في المائة) في عام 2024م، واتفقا على ضرورة تذليل التحديات التي تواجه تنمية العلاقات التجارية، وأهمية تكثيف الزيارات الرسمية، وزيارات الوفود التجارية والاستثمارية المتبادلة، وتشجيع إقامة المشاريع المشتركة، وبحث الفرص المتاحة في البلدين، بما في ذلك مشاريع «رؤية المملكة 2030»، وبرامج إعادة إعمار أوكرانيا. ورحَّب الجانبان بإعادة إنشاء (مجلس الأعمال السعودي - الأوكراني المشترك) خلال العام الحالي 2025م.

وأكد الجانبان عزمهما على تعزيز العلاقات الاستثمارية من خلال إنشاء شراكات استثمارية واقتصادية واعدة في القطاعات ذات الأولوية للبلدين، بما فيها قطاع الطاقة، والصناعات الغذائية، والبنى التحتية، ورحَّبا بالتواصل المستمر للقطاعين الحكومي والخاص في البلدين من خلال ورش العمل، وتبادل الزيارات، وعقد المنتديات والفعاليات الاستثمارية المشتركة، وتمكين القطاع الخاص، وتهيئة البيئة المناسبة للاستثمار، ومعالجة أي تحديات تواجه المستثمرين.

وعبَّر الجانبان عن تطلعهما لبحث فرص التعاون المشتركة في مجالات النفط، والغاز، ومشتقاتهما، والبتروكيماويات.

ورحَّب الجانبان بالتوسع في دخول القطاع الخاص في البلدين بشراكات استثمارية في المجالات الزراعية والصناعات الغذائية، واتفقا على أهمية تعزيز التعاون بينهما في مجالي الزراعة والأمن الغذائي.

ولي العهد السعودي مستقبلاً الرئيس الأوكراني بقصر السلام في جدة الاثنين (واس)
ولي العهد السعودي مستقبلاً الرئيس الأوكراني بقصر السلام في جدة الاثنين (واس)

وبحث الجانبان آخر المستجدات والتطورات ذات الاهتمام المشترك، وتبادلا وجهات النظر حيال القضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، وأكدا عزمهما على تعزيز التعاون والتنسيق المشترك تجاهها.

واستعرض الجانبان الجهود المبذولة لتحقيق سلام دائم وعادل وشامل في أوكرانيا. وأعرب الجانب السعودي عن أمله في أن تتكلل تلك الجهود بالنجاح في إنهاء هذه الأزمة تماشياً مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك احترام مبادئ السيادة والحدود المعترف بها دولياً، وبما يؤدي إلى إنهاء تداعياتها السلبية على الأمن والاستقرار الدوليين، ووقف المعاناة الإنسانية التي يعاني منها المدنيون، وتحقيق الأمن النووي والغذائي، وحماية البيئة، ونزع الألغام من الأراضي. وعبَّر الجانب الأوكراني عن تقديره للجهود التي تبذلها المملكة في هذا الشأن، كما عبَّر عن شكره وامتنانه للمساعدات الإنسانية والتنموية التي قدمتها المملكة لأوكرانيا.

الأمير محمد بن سلمان يُجري مباحثات مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي بقصر السلام في جدة الاثنين (واس)
الأمير محمد بن سلمان يُجري مباحثات مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي بقصر السلام في جدة الاثنين (واس)

وفي ختام الزيارة، أعرب الرئيس زيلينسكي عن شكره وتقديره للأمير محمد بن سلمان، على ما لقيه والوفد المرافق من حسن الاستقبال وكرم الضيافة، وعن أطيب تمنياته للشعب السعودي الصديق المزيد من التقدم والرخاء. كما أعرب الأمير محمد بن سلمان عن أطيب تمنياته بموفور الصحة والعافية للرئيس زيلينسكي، والمزيد من التقدم والرقي للشعب الأوكراني الصديق.