بايدن: حدود الدول لا تتغير بقرار من بوتين

أكثرية ساحقة في الأمم المتحدة تنتصر لأوكرانيا ضد الغزو والضم

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
TT

بايدن: حدود الدول لا تتغير بقرار من بوتين

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)

وصف الرئيس الأميركي جو بايدن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بأكثرية ساحقة ضد ضم روسيا لمناطق في أوكرانيا، بأنه رسالة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين مفادها أنه لا يمكنه محو دولة ذات سيادة من الخريطة.
وعقب تصويت الجمعية العامة بغالبية 143 صوتاً، مع اعتراض خمس دول فقط هي روسيا وبيلاروسيا وسوريا ونيكاراغوا وكوريا الشمالية وامتناع 35 دولة عن التصويت، قال بايدن: «صوتت الأكثرية الساحقة من العالم… دول من كل منطقة، كبيرة وصغيرة، تمثل مجموعة واسعة من الآيديولوجيات والحكومات… للدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة وإدانة محاولة روسيا غير القانونية ضم الأراضي الأوكرانية بالقوة».
وأضاف أن «مخاطر هذا الصراع واضحة للجميع». لكن «العالم وجه رسالة واضحة رداً على ذلك هي أنه لا يمكن لروسيا محو دولة ذات سيادة من الخريطة»، وأن روسيا «لا تستطيع تغيير الحدود بالقوة. لا يمكن لروسيا الاستيلاء على أراضي دولة أخرى كأنها خاصة بها».
ولاحظ أنه «بعد نحو ثمانية أشهر من هذه الحرب، أظهر العالم للتو أنه أكثر اتحاداً، وأكثر تصميماً من أي وقت مضى على محاسبة روسيا على انتهاكاتها».
ونددت الجمعية العامة في قرارها بتحرك روسيا الأخير لضم مناطق دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزابوريجيا في شرق أوكرانيا، بعد نحو أسبوعين من استخدام موسكو حق النقض، الفيتو ضد مشروع قرار مماثل في مجلس الأمن.
وبذلت الولايات المتحدة مساعي حثيثة خصوصاً لإقناع جنوب أفريقيا وكذلك أيضاً وخصوصاً الهند التي تتعاظم شراكتها مع واشنطن وتربطها علاقة تاريخية وثيقة بموسكو وامتنعت أيضاً عن التصويت في مجلس الأمن حيث تشغل مقعدا غير دائم.
ويدين القرار «تنظيم روسيا استفتاءات مزعومة داخل حدود أوكرانيا المعترف بها دولياً» و«محاولة الضم غير القانوني» التي أعلنها الرئيس بوتين الشهر الماضي. ويدعو كل وكالات الأمم المتحدة والوكالات الدولية إلى عدم الاعتراف بأي تغييرات أعلنتها روسيا للحدود، ويطالب موسكو «بالتراجع الفوري وغير المشروط» عن قراراتها.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن التصويت أظهر الوحدة الدولية ضد روسيا، مشدداً على أن واشنطن لن تعترف أبداً بالاستفتاءات «الزائفة». وأضاف أن التصويت «تذكير قوي بأن الغالبية العظمى من الدول تقف إلى جانب أوكرانيا، دفاعاً عن ميثاق الأمم المتحدة وفي معارضة شديدة للحرب الروسية المستمرة ضد أوكرانيا وشعبها».
وحضت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس - غرينفيلد كل الدول على توجيه رسالة مفادها أن العالم «لن يتسامح مع الاستيلاء على أرض جار بالقوة». وأضافت: «اليوم روسيا تغزو أوكرانيا. لكن غداً قد تكون دولة أخرى هي من تنتهك أراضيها. قد تكون دولتكم. يمكن أن تكونوا التاليين. ماذا تتوقعون من هذه القاعة؟».
وزاد عدد المصوتين لإدانة الغزو الروسي بصوتين مقارنة بقرار الإدانة الذي اعتمدته الجمعية العامة في مارس (آذار) بعيد بدء النزاع. وصوتت بنغلادش والعراق والسنغال - التي امتنعت عن التصويت في مارس (آذار) الماضي - الأربعاء على إدانة روسيا. أما إريتريا، وهي إحدى أكثر الدول انغلاقاً في العالم، فانتقلت من التصويت بـ«لا» إلى «الامتناع» عن التصويت بينما تحولت نيكاراغوا التي تتعرض لضغط دولي متزايد بشأن سجلها الحقوقي، من الامتناع عن التصويت إلى التصويت بـ«لا».
وقالت مندوبة جنوب أفريقيا ماتو جوييني إن بلادها تعتبر «وحدة أراضي الدول ووحدة أراضي أوكرانيا أمراً مقدساً، ونحن نرفض كل الإجراءات التي تقوض أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي». وأضافت: «امتنعنا عن التصويت على القرار لأننا نعتقد أن هدف هذه الجمعية بما يتماشى مع تفويضها يجب أن يكون دائما الإسهام في نتيجة بناءة تفضي إلى إحلال سلام دائم في أوكرانيا».
أما سفيرة الهند روشيرا كامبوج فقالت إن «جنوب الكرة الأرضية بأكمله عانى أضراراً جانبية كبيرة» من الحرب وإن «قضايا ملحة» لم يتناولها القرار.
وأعلن سفير بنغلادش محمد عبد المحيط في معرض شرحه لتصويتها لصالح إدانة روسيا، إنه يتعين على المجتمع الدولي أن يقف بحزم أيضاً ضد أي محاولة من جانب إسرائيل لضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال: «نعتقد بشدة أن أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة فيما يتعلق باحترام السيادة ووحدة الأراضي والتسوية السلمية لكل النزاعات يجب أن ينطبق على الجميع وفي كل مكان وتحت جميع الظروف».


مقالات ذات صلة

السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

الخليج السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)

السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

طالَبت السعودية، الخميس، بإنهاء إطلاق النار في قطاع غزة، والترحيب بوقفه في لبنان، معبرةً عن إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)

غوتيريش قلق بشأن الضربات الإسرائيلية على سوريا ويدعو للتهدئة

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة قلقه البالغ إزاء «الانتهاكات الواسعة النطاق مؤخراً لأراضي سوريا وسيادتها»، وأكد الحاجة الملحة إلى تهدئة العنف على كل الجبهات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي تظهر الصورة زنزانة في سجن صيدنايا الذي عُرف بأنه «مسلخ بشري» في عهد نظام الأسد بينما يبحث رجال الإنقاذ السوريون عن أقبية مخفية محتملة في المنشأة في دمشق في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

محققو الأمم المتحدة أعدوا قوائم بآلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا

وضع محققون تابعون للأمم المتحدة قوائم سرية بأربعة آلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا، آملين مع سقوط الرئيس بشار الأسد بضمان المحاسبة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال التصويت على مشاريع قرارات بشأن القضية الفلسطينية (إ.ب.أ)

غالبية أممية ساحقة تطالب بوقف فوري للنار في غزة

أيدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأكثرية ساحقة الوقف الفوري للنار في غزة مؤكدة على دعم وكالة «الأونروا» وسط اعتراضات أميركية وإسرائيلية.

علي بردى (واشنطن)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الصحافي الختامي لمؤتمر «كوب 16» بالرياض (الشرق الأوسط)

صفقات تجاوزت 12 مليار دولار في مؤتمر «كوب 16»

يترقب المجتمع البيئي الإعلان عن أهم القرارات الدولية والمبادرات والالتزامات المنبثقة من مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16).

عبير حمدي (الرياض)

قبل نهاية ولايته... بايدن يتخذ أوسع تدابير رأفة في يوم واحد

الرئيس الأميركي جو بايدن (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي جو بايدن (إ.ب.أ)
TT

قبل نهاية ولايته... بايدن يتخذ أوسع تدابير رأفة في يوم واحد

الرئيس الأميركي جو بايدن (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي جو بايدن (إ.ب.أ)

أعلن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، جو بايدن، اليوم (الخميس)، تخفيف الأحكام الصادرة في حق قرابة 1500 شخص، والعفو عن 39 آخرين أدينوا بجرائم غير عنيفة.

وقال بايدن، في بيان نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»: «أمنح العفو لـ39 شخصاً أظهروا إعادة تأهيل ناجحة»، لافتاً إلى أنه خفف أيضاً «أحكام قرابة 1500 شخص يمضون عقوبات طويلة».

وأفاد البيت الأبيض بأنها أوسع تدابير رأفة تتخذ في يوم واحد، وأن الأشخاص الـ1500 الذين خففت أحكامهم كانوا يمضون عقوباتهم في المنازل منذ سنة على أقلّ تقدير.

وصرّح جو بايدن: «أسست أميركا على وعود بإمكانات وفرص ثانية. وبصفتي رئيساً، يشرّفني إلى أقصى الدرجات أن أمنح رأفتي إلى أشخاص أعربوا عن الندم وعن حسن سلوك».

وفي مطلع ديسمبر (كانون الأول)، أصدر بايدن عفواً عن ابنه هانتر الذي كان ينتظر قرار المحكمة بشأن قضايا تهرّب ضريبي وحيازة أسلحة على نحو مخالف للقانون.