السيسي: مصر تقف على أرض «صلبة» وستعبر «الأزمة الحالية» بسلام

رهن تحقيق «التقدم» بتعزيز «الأمن والاستقرار»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (صورة أرشيفية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (صورة أرشيفية)
TT
20

السيسي: مصر تقف على أرض «صلبة» وستعبر «الأزمة الحالية» بسلام

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (صورة أرشيفية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (صورة أرشيفية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن بلاده «تقف على أرض صلبة»، وأنها «قادرة» على عبور «الأزمة الحالية» بسلام، على الرغم مما يشهده العالم من «مصاعب».
ورهن السيسي، في كلمته خلال حفل تخريج دفعة جديدة من طلبة الكليات العسكرية (الخميس)، تحقيق أي تقدم بـ«تعزيز الأمن والاستقرار».
وقال الرئيس المصري، إن «مصر نجحت في مواجهة تحدي الإرهاب، واستطاعت عبور الكثير من التحديات والأزمات في الفترات السابقة»، مؤكداً «قدرة» القاهرة على عبور ما وصفه بـ«المرحلة الصعبة الحالية»، بخير وسلام بفضل الله، مشيراً إلى أن مصر «ليست وحدها التي تواجه مصاعب حالياً»، وقال: «نحن نتابع المصاعب التي يمر بها العالم أجمع، وليست مصر فقط».
ولفت السيسي إلى أزمة جائحة كوفيد-19، التي ضربت العالم كله، وقال إن «أزمة كورونا انتهت بسلام، على الرغم من أن التوقعات التي صاحبت بدايتها اعتبرتها نهاية العالم»، لكن «تلك الفترة الصعبة انتهت، والعالم اليوم قادر على التعايش مع تداعياتها وآثارها»، على حد تعبيره، مجدداً التأكيد على أن «الأزمة التي نعاصرها حالياً ستنتهي حتى لو كانت لها آثار سلبية».
وشدد الرئيس المصري على أن أي دولة في العالم «لن تتقدم وتعبر مشاكلها سوى عبر تحقيق الأمن والاستقرار»، وقال السيسي إن «المشاهد التي نراها حولنا الآن، تؤكد الجهد المبذول، ليس من رجال الجيش والشرطة فقط، ولكن من كل مواطن مصري للحفاظ على الدولة المصرية»، مضيفاً أن «هذا الجهد هو الذي يمنح الـ104 ملايين مصري أملاً في المستقبل»، متعهداً بأن «مصر ستعبر كل المصاعب، فهي تقف على أرض صلبة، ولا تواجه تحديات كبيرة مثل دول أخرى؛ بسبب ما تشهده من أمن واستقرار».
واستشهد السيسي بحرب مصر ضد الإرهاب، وقال مخاطباً الحضور: «أود أن أذكركم بشيء مرت به مصر منذ سنوات ليست بالبعيدة، تحديداً في عام 2014 وما تلاه، عندما كان الإرهاب يضرب البلاد»، مشيراً إلى أنه «كان متأكداً أن تلك الفترة ستعبر مثل عديد من الأزمات التي مرت من قبل، ومن يقرأ التاريخ يعلم جيداً ما مررنا به من صعاب». وأكد أن «الدنيا لا تقف على حال، فهي دائماً في حالة تغيير».
وتابع السيسي إنه «في حرب مصر ضد الإرهاب، سقط شهداء ومصابون، وكان الجميع، دولة وحكومة ومواطنون، حريصون على ذكر أسمائهم، ومعرفة الأسر التي قدمت تضحيات فداء للوطن»، وأردف إن «دور الجيش، أن يحمي ويصون ويضحي لتصبح مصر دائماً ثابتة ومستقرة وآمنة وسالمة». وقال مهنئاً الخريجين وأسرهم: «ألف مبروك، المسؤولية اليوم بدأت تزيد، وأنتم على قدر المسؤولية بالتعليم والتأهيل الذي حصلتم عليه».
وشهد الرئيس المصري الاحتفال بتخريج دفعات جديدة من طلبة الكليات العسكرية بمقر الكلية الحربية، تضمن عرضاً جوياً لمجموعة من طائرات الهليكوبتر تحمل علم مصر وعلم القوات المسلحة وأعلام الأفرع الرئيسية، وعروضاً رياضية وقتالية قدمها الطلاب، وفيلماً تسجيلياً بعنوان «قادة في وجدان الأمة»، تناول أهم القادة في تاريخ العسكرية المصرية.
وشكل الطلاب بأجسادهم عبارة (أكتوبر 49)؛ تخليداً للذكرى التاسعة والأربعين لانتصارات حرب أكتوبر (تشرين الثاني) 1973. وشمل الحفل مراسم تسليم وتسلم القيادة بين دفعات طلبة وخريجي الكليات العسكرية. وأدى الطلاب قسم الولاء والحفاظ على رايات الكليات العسكرية، وقلد السيسي أوائل الخريجين نوط الواجب العسكري.



تصعيد الحوثيين في الجبهات يتصدّر مخاوف المبعوث الأممي

جانب من جلسة مجلس الأمن الدولي الخاصة بتطورات الأزمة في اليمن (أ.ف.ب)
جانب من جلسة مجلس الأمن الدولي الخاصة بتطورات الأزمة في اليمن (أ.ف.ب)
TT
20

تصعيد الحوثيين في الجبهات يتصدّر مخاوف المبعوث الأممي

جانب من جلسة مجلس الأمن الدولي الخاصة بتطورات الأزمة في اليمن (أ.ف.ب)
جانب من جلسة مجلس الأمن الدولي الخاصة بتطورات الأزمة في اليمن (أ.ف.ب)

تصدّرت المخاوف من عودة القتال باليمن في ظل تصعيد الحوثيين بالجبهات واستمرارهم في التعبئة العسكرية والاعتقالات وتهريب الأسلحة، الإحاطة الأحدث لمبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، إذ أكد أن اليمن بات عند «نقطة تحول حاسمة».

وكانت الجماعة المدعومة من إيران التي باتت مصنّفة «منظمة إرهابية أجنبية» من قِبل واشنطن، كثّفت في الأسابيع الماضية من تصعيدها العسكري ضد القوات الحكومية لا سيما في جبهات محافظة مأرب وتعز والضالع، بالتوازي مع التعزيز بحشود جديدة من المجنّدين إلى خطوط التماس.

وعبّر غروندبرغ عن أسفه لجهة هذا التصعيد، وقال: «للأسف، لا تزال العمليات العسكرية مستمرة في اليمن، مع ورود تقارير تفيد بتحريك تعزيزات ومعدات نحو خطوط المواجهة، بالإضافة إلى القصف والهجمات بالطائرات المسيّرة ومحاولات التسلل التي يقوم بها الحوثيون في عدة جبهات، بما في ذلك أبين، والضالع، ولحج، ومأرب، وصعدة، وشبوة، وتعز».

ودعا المبعوث الأممي جميع الأطراف اليمنية إلى تجنّب أي تحركات عسكرية وتصعيدية من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من التوتر وتزج بالبلاد مجدداً في دائرة النزاع. وأشار إلى أن مكتبه يواصل اتصالاته المنتظمة مع الأطراف؛ لحثهم على خفض التصعيد واتخاذ تدابير لبناء الثقة من خلال لجنة التنسيق العسكري.

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

وفي تلميح إلى مساعي الجماعة الحوثية لتحقيق مكاسب ميدانية، قال غروندبرغ إنه يدرك «أن البعض يعتقد أن العودة إلى العمليات العسكرية واسعة النطاق قد تحقّق لهم مكاسب»، مؤكداً بوضوح أن «هذا سيكون خطأ كارثياً على اليمن، وسيهدّد استقرار المنطقة بأكملها»، وفق تعبيره.

وشدد المبعوث الأممي على المسؤولية المشتركة للجهات الفاعلة الإقليمية والدولية التي قال إنها تتحمّل مسؤولية مشتركة في دعم المساعي الدبلوماسية، والتهدئة، وتعزيز الحوار الشامل.

تذكير بالاعتقالات

بالإضافة إلى المخاوف من العودة إلى القتال في اليمن والإشارة إلى صعوبة الأوضاع الاقتصادية والإنسانية، احتلت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين محوراً مهماً من إحاطة غروندبرغ، خصوصاً بعد وفاة أحدهم في معتقل حوثي.

وأوضح المبعوث الأممي إلى اليمن لمجلس الأمن أنه من بين التطورات المقلقة للغاية موجة الاعتقالات التعسفية الرابعة التي نفّذها الحوثيون الشهر الماضي واستهدفت موظفي الأمم المتحدة.

وقال إن هذه الاعتقالات ليست فقط انتهاكاً لحقوق الإنسان الأساسية، بل تمثّل أيضاً تهديداً مباشراً لقدرة الأمم المتحدة على تقديم المساعدات الإنسانية إلى ملايين المحتاجين. والأمر الأكثر استنكاراً وإدانة هو وفاة زميلنا في برنامج الأغذية العالمي في أثناء احتجازه لدى الحوثيين.

الحوثيون يواصلون التعبئة ويكثّفون خروقاتهم للتهدئة لا سيما في جبهات مأرب (إ.ب.أ)
الحوثيون يواصلون التعبئة ويكثّفون خروقاتهم للتهدئة لا سيما في جبهات مأرب (إ.ب.أ)

ومع تأكيد إجراء تحقيق عاجل وشفاف وشامل في وفاة الموظف ومحاسبة المسؤولين عن ذلك، طالب غروندبرغ بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين، بمن فيهم موظفو الأمم المتحدة، والعاملون في المنظمات غير الحكومية، وأفراد المجتمع المدني، وأعضاء البعثات الدبلوماسية.

وبينما أبدى المبعوث قلقه من تبعات تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية أجنبية من قِبل واشنطن، على العمل الأممي في مناطق سيطرة الجماعة، قال إنه ينتظر مزيداً من الوضوح بشأن هذا الأمر.

واعترف المبعوث أن «اليمن عند نقطة تحول حاسمة»، وأن الخيارات التي سيتمّ اتخاذها اليوم ستحدد مستقبله، لكنه أبدى تفاؤله بأن الحل المستدام للنزاع لا يزال ممكناً، داعياً الأطراف إلى الالتزام بالعمل بجدية وحسن نية، واتخاذ الإجراءات الضرورية لترجمة التزاماتها إلى واقع ملموس.

شحنتان من إيران

إلى جانب التصعيد الحوثي على الجبهات وتهديد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي بالعودة إلى مهاجمة السفن في البحر الأحمر والانخراط العسكري في الصراع المرتبط بغزة، زادت الجماعة من عمليات التحشيد وتهريب الأسلحة ومهاجمة القوات الحكومية في مأرب.

وفي جديد شحنات الأسلحة المهرّبة، أفاد الإعلام العسكري التابع لقوات «المقاومة الوطنية» التي يقودها طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، بتوقيف شحنتين قادمتين من إيران، وتوقيف البحارّة الذين يضمون 9 إيرانيين و3 باكستانيين بالإضافة إلى بحارة يمنيين.

وذكرت المصادر أن قوات خفر السواحل في قطاع البحر الأحمر ضبطت بالتنسيق مع شعبة الاستخبارات العامة في «المقاومة الوطنية»، شحنة أسلحة نوعية قادمة من إيران إلى الحوثيين عبر ميناء جيبوتي كانت متجهة إلى ميناء الصليف بمحافظة الحديدة.

وحسب المعلومات الرسمية، كان على متن القارب خمسة بحارّة يمنيين مرتبطين بالقيادي الحوثي حسن العطاس، وتضم الشحنة التي أوقفت في جنوب البحر الأحمر معدات عسكرية نوعية، منها أجسام صواريخ مجنحة ومحركات نفاثة تُستخدم في الصواريخ المجنحة والطائرات المسيّرة الانتحارية.

كما تحتوي الشحنة على طائرات مسيّرة استطلاعية، ورادارات بحرية حديثة، ومنظومة تشويش حديثة، ومنظومة اتصالات لاسلكية حديثة.

وجاء إعلان هذه الشحنة بعد يوم من إعلان ضبط قوات البحرية، التابعة لـ«المقاومة الوطنية»، 9 إيرانيين و4 باكستانيين قادمين من ميناء تشابهار في إيران إلى ميناء الصليف في الحديدة، حيث كانوا على متن قارب يحمل شحنة أسمدة مجانية للحوثيين.

وحسب ما أورده الإعلام العسكري التابع لقوات «المقاومة الوطنية»، يعتمد «الحرس الثوري» الإيراني على أساليب وطرق متنوعة لتمويل الجماعة الحوثية؛ إذ يقدّم إليها سِلعاً؛ مثل: السماد والمشتقات النفطية والمخدرات، لتبيعها وتستفيد من ثمنها.

وبثّت قوات «المقاومة الوطنية» التي ترابط على الساحل الجنوبي الغربي لليمن، اعترافات مصوّرة للبحارة، اشتملت على تفاصيل تهريب الشحنتين.