نتنياهو في مرمى قادة «الليكود» واستطلاعات الرأي

عزم على تغيير طاقم معركته الانتخابية لأنه «لا يفلح في تحقيق الانعطاف»

نتنياهو غير مرتاح من النتائج التي تظهرها استطلاعات الرأي (أ.ب)
نتنياهو غير مرتاح من النتائج التي تظهرها استطلاعات الرأي (أ.ب)
TT

نتنياهو في مرمى قادة «الليكود» واستطلاعات الرأي

نتنياهو غير مرتاح من النتائج التي تظهرها استطلاعات الرأي (أ.ب)
نتنياهو غير مرتاح من النتائج التي تظهرها استطلاعات الرأي (أ.ب)

(تحليل إخباري)
كشفت مصادر في «الليكود»، أكبر الأحزاب الإسرائيلية، أن رئيسه بنيامين نتنياهو كان ينوي في الأيام الأخيرة تغيير طاقم قيادة معركته الانتخابية لأنه «لا يفلح في إحداث انعطاف» يحسمها لصالحه. لكن رفاقه ومستشاريه نصحوه بألا يقدم على خطوة كهذه خوفاً من أن تبث ضعفاً أو أن تجر إلى هزات داخلية ذات تبعات سلبية.
وقالت هذه المصادر إن «نتنياهو غير مرتاح من النتائج التي تظهرها استطلاعات الرأي، التي تنشر في وسائل الإعلام أو التي يجريها هو بشكل سري، ويتضح منها أن معسكره لا يحقق فوزا مضموناً». وعلى سبيل المثال، نشرت خلال الساعات الـ24 الماضية، نتائج ثلاثة استطلاعات لإذاعة 103 إف إم والقناة الرسمية «كان 11» والقناة التجارية 12، وأشارت إلى أن معسكر نتنياهو ما زال الأقوى ولكن ليس لدرجة تشكيل حكومة. فمن مجموع 120 نائباً في الكنيست يصل معسكر نتنياهو إلى 59 – 60 نائبا (مقابل 56 و57 لأحزاب الائتلاف الحالي)، وفي هذه النتيجة لا توجد أكثرية تتيح له تشكيل حكومة.
وينتقد بعض قادة «الليكود» نتنياهو على هذه النتيجة التي يعتبرونها «فشلا إضافيا يضاف إلى الفشل أربع مرات سابقة في الانتخابات». وحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، فإن عدداً من كبار قادة الحزب والوزراء السابقين يشكون من أن نتنياهو يستبعدهم عن حملته الانتخابية وهذا يجعلها ضعيفة. ويقول آخرون إن نتنياهو يحيط نفسه بمستشارين منسلخين عن الجمهور ويركزون على قضايا بعيدة عن اهتمامه. فبدلاً من الاهتمام بقضايا الغلاء الفاحش وفقدان الأمن والأمان، وبدلاً من مخاطبة الإثيوبيين والروس، يتوجه للمستوطنين. واعتبروا هذا التوجه سببا أساسياً في عدم ارتفاع نسبة الليكود، بل إلى فقدان مصوتين في اليمين لصالح أحزاب اليمين الأخرى. ولا ينجح في جلب أصوات من معسكر يائير لبيد أو من الجمهور الذي قرر الامتناع عن التصويت.
ولذلك، قرر نتنياهو تغيير الطاقم الانتخابي وعدد من المستشارين. ولكن، عندئذ نصحوه بألا يقدم على خطوة كهذه لأنها قد تحدث هزة داخلية تبث ضعفا، فيستغلها لبيد لصالحه. فتراجع عن تغيير الطاقم وأمر بإجراء إصلاحات جذرية فيه.
يذكر أن الانتخابات مقررة ليوم الفاتح من نوفمبر (تشرين الثاني) القادم. وهناك حوالي 40 حزبا تتصارع لتقاسم 120 مقعدا في الكنيست (البرلمان). ويحاول كل معسكر جلب أصوات من المعسكر الآخر ولا يفلح. والتغييرات تدور داخل المعسكرات نفسها، فيرتفع حزب لبيد «يوجد مستقبل»، على حساب حلفائه في المعسكر. وتتهم الأحزاب الصغيرة لبيد بشفط الأصوات منها. وتطالبه بتغيير تكتيكه والتركيز على جمهور اليمين وعلى جمهور الممتنعين. وتدعوه إلى تخصيص الموارد لإدارة حملة خاصة لرفع نسبة التصويت بين العرب، الذين يصوت غالبيتهم لصالح المعسكر ويؤثرون بذلك على التوازن المطلوب.
فالمعروف أن العرب يشكلون نسبة 15 في المائة من أصحاب حق الاقتراع. ونسبة التصويت بينهم منخفضة (45 في المائة في الانتخابات الأخيرة)، وهناك إشارات عديدة تدل على أنها ستنخفض أكثر نتيجة للإحباط من الانقسام الجديد في صفوفهم. وقد دلت نتائج الاستطلاعات الثلاثة الأخيرة على أن أحد الأحزاب الثلاثة، التجمع الوطني الديمقراطي بقيادة النائب سامي أبو شحادة، الذي انسلخ عن القائمة المشتركة، لن يتجاوز نسبة الحسم (البالغة 3.25 في المائة) وسيحصل على 1.6 في المائة من أصوات الناخبين. وإذا صدقت هذه التقديرات فإنه سيحرق حوالي 60 ألف صوت، ويهبط تمثيل العرب من 10 حاليا إلى 8 نواب. كما تشير إلى أن تحالف الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة مع الحركة العربية للتغيير بقيادة النائبين أيمن عودة وأحمد الطيبي، يتأرجح عند نسبة الحسم. فإذا سقط سيخسر العرب ومعسكر لبيد 135 ألف صوت أخرى. وعندها لا يبقى ممثلون للعرب سوى أربعة نواب من القائمة العربية الموحدة للحركة الإسلامية بقيادة النائب منصور عباس. وفي هذه الحالة يرتفع معسكر نتنياهو، حسب الاستطلاعات، إلى 64 مقعدا ويكسب الانتخابات.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

إسرائيل ترى تهديداً متزايداً من سوريا رغم النبرة المعتدلة لحكامها

إسرائيل تقول إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة (رويترز)
إسرائيل تقول إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة (رويترز)
TT

إسرائيل ترى تهديداً متزايداً من سوريا رغم النبرة المعتدلة لحكامها

إسرائيل تقول إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة (رويترز)
إسرائيل تقول إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة (رويترز)

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم (الأحد)، إن التهديدات التي تواجهها إسرائيل من سوريا لا تزال قائمةً رغم النبرة المعتدلة لقادة قوات المعارضة الذين أطاحوا بالرئيس بشار الأسد قبل أسبوع، وذلك وسط إجراءات عسكرية إسرائيلية لمواجهة مثل هذه التهديدات.

ووفقاً لبيان، قال كاتس لمسؤولين يدققون في ميزانية إسرائيل الدفاعية: «المخاطر المباشرة التي تواجه البلاد لم تختفِ، والتطورات الحديثة في سوريا تزيد من قوة التهديد، على الرغم من الصورة المعتدلة التي يدّعيها زعماء المعارضة».

وأمس (السبت)، قال القائد العام لإدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، الذي يوصف بأنه الزعيم الفعلي لسوريا حالياً، إن إسرائيل تستخدم ذرائع كاذبة لتبرير هجماتها على سوريا، لكنه ليس مهتماً بالانخراط في صراعات جديدة في الوقت الذي تركز فيه البلاد على إعادة الإعمار.

ويقود الشرع، المعروف باسم أبو محمد الجولاني، «هيئة تحرير الشام» الإسلامية، التي قادت فصائل مسلحة أطاحت بالأسد من السلطة، يوم الأحد الماضي، منهيةً حكم العائلة الذي استمرّ 5 عقود من الزمن.

ومنذ ذلك الحين، توغّلت إسرائيل داخل منطقة منزوعة السلاح في سوريا أُقيمت بعد حرب عام 1973، بما في ذلك الجانب السوري من جبل الشيخ الاستراتيجي المطل على دمشق، حيث سيطرت قواتها على موقع عسكري سوري مهجور.

كما نفَّذت إسرائيل، التي قالت إنها لا تنوي البقاء هناك، وتصف التوغل في الأراضي السورية بأنه «إجراء محدود ومؤقت لضمان أمن الحدود»، مئات الضربات على مخزونات الأسلحة الاستراتيجية في سوريا.

وقالت إنها تدمر الأسلحة الاستراتيجية والبنية التحتية العسكرية لمنع استخدامها من قبل جماعات المعارضة المسلحة التي أطاحت بالأسد من السلطة، وبعضها نشأ من رحم جماعات متشددة مرتبطة بتنظيم «القاعدة» و«داعش».

وندَّدت دول عربية عدة، بينها مصر والسعودية والإمارات والأردن، بما وصفته باستيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة في هضبة الجولان.

وقال الشرع في مقابلة نُشرت على موقع «تلفزيون سوريا»، وهي قناة مؤيدة للمعارضة، إن الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة. وأضاف أن الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة البناء والاستقرار، وليس الانجرار إلى صراعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار.

وذكر أن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار «بعيداً عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة».