موافقة حكومية ـ قضائية في إسرائيل على الاتفاق مع لبنان

TT

موافقة حكومية ـ قضائية في إسرائيل على الاتفاق مع لبنان

صدرت في إسرائيل ثلاثة قرارات (الأربعاء) تؤيد بشكل رسمي ومبدئي الاتفاق مع لبنان على ترسيم الحدود البحرية الاقتصادية بين البلدين، وتعدّ خطوات جدية مع الاتفاق، لكن المصادقة النهائية تحتاج إلى خطوات أخرى. فقد تقرر طرحه على الكنيست لدراسة بنوده، على أن تعود الحكومة وتصادق عليه رسمياً ونهائياً في غضون أسبوعين. وفي محاولة لإجهاض معارضة اليمين المتطرف، دعا رئيس الوزراء، يائير لبيد، رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، ليطلعه على مضمون الاتفاق وما يحيط به من وراء الكواليس.
وجاء القرار الأول في محكمة العدل العليا، حيث رد القضاة دعوى تطالب برفض الاتفاق ومنع الحكومة من إقراره. وقررت المحكمة، أن الحكومة لم تخالف القانون. وجاء في موقف النيابة العامة، باسم الحكومة، أن قرار الحكومة بخصوص اتفاق الحدود البحرية «ليس نهاية المطاف، وإنما تحريك عملية مصادقة على الاتفاق، وفي جميع الأحوال، يتوقع أن تطالب الحكومة بالتطرق مرة أخرى للاتفاق لاحقاً». وأضافت النيابة، أن «اجتماعي الكابينيت والحكومة المتوقعان اليوم، وكذلك القرار الذي ستتخذه الحكومة في نهاية المداولات، لا يعنيان المصادقة على الاتفاق أو نشوء وضع ليس بالإمكان تغييره؛ ولذلك من الواضح أنه لا مكان لأي تدخل قضائي الآن». وبناءً على ذلك؛ رفضت المحكمة العليا الالتماسات التي طالبت بوقف إجراءات الحكومة.
وبعدها، ترأس لبيد اجتماعاً للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية في الحكومة (الكابينيت). وشهد نقاشات بين الوزراء، برز فيها رفض وزيري الدفاع، بيني غانتس، والقضاء، غدعون ساعر، لاستخدام كلمة «اتفاق تاريخي»، التي استخدمها كل من لبيد والرئيس الأميركي، جو بايدن، والرئيس اللبناني. وقال غانتس، إن الاتفاق بالغ الأهمية ويحقق مكاسب كبيرة واستراتيجية لإسرائيل، ولكن ليس لدرجة اعتباره تاريخياً. وقال ساعر، إن اعتباره تاريخياً مبالغ فيه ومرفوض واعتباره هستيريا كما تدعي المعارضة الإسرائيلية خاطئ. والصحيح، أنه اتفاق جيد، فيه خسائر وفيه مكاسب للطرفين وفوائده أكبر.
وأيّد جميع وزراء الكابينيت الاتفاق، باستثناء وزيرة الداخلية، أييليت شاكيد، التي امتنعت عن التصويت. وأيّد رئيس الحكومة البديل، نفتالي بنيت، الاتفاق؛ ليفند بذلك التكهنات حول معارضته ونيته استخدام الفيتو ضد المصادقة عليه. وقال بنيت، إنه «ليس كل ما هو جيد لبنان سيئ لإسرائيل، ومن الصواب المصادقة على الاتفاق». وأضاف، أن الاتفاق «ليس انتصاراً دبلوماسياً تاريخياً، لكنه ليس استسلاماً مروعاً».
وقدم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، أهرون حليوا، تقارير استخباراتية وتحدثا عن تقديرات أمنية وتحليل لخطاب أمين عام «حزب الله»، حسن نصر الله، الأخير. وشددا على أن الاتفاق «يعزز أمن إسرائيل».
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، خلال الاجتماع، إنه سيدعو رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، من أجل اطلاعه على تفاصيل اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان.
وأما القرار الثالث، فقد جاء في اجتماع الهيئة الكاملة للحكومة، الذي عقد فور انتهاء اجتماع الكابنيت. وتم إقرار مبادئ الاتفاق بأكثرية ساحقة.
وخلال 14 يوماً، يستطيع النواب تقديم ملاحظات واقتراحات، بحيث تدرسها وتتخذ قراراً نهائياً بشأنها. ويعني ذلك، أن الكنيست لن يصوت على الاتفاق وسيقتصر بحثه وإقراره على الحكومة.


مقالات ذات صلة

توتّر على الحدود الإسرائيلية-اللبنانية بعد تظاهرة لأنصار «حزب الله»

المشرق العربي توتّر على الحدود الإسرائيلية-اللبنانية بعد تظاهرة لأنصار «حزب الله»

توتّر على الحدود الإسرائيلية-اللبنانية بعد تظاهرة لأنصار «حزب الله»

دعت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل)، مساء الجمعة، إلى الهدوء بعد توتر بين حرس الحدود الإسرائيليين وأنصار لـ«حزب الله» كانوا يتظاهرون إحياءً لـ«يوم القدس». ونظّم «حزب الله» تظاهرات في أماكن عدّة في لبنان الجمعة بمناسبة «يوم القدس»، وقد اقترب بعض من أنصاره في جنوب لبنان من الحدود مع إسرائيل. وقالت نائبة المتحدّث باسم يونيفيل كانديس أرديل لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ عناصر القبعات الزرق «شاهدوا جمعاً من 50 أو 60 شخصاً يرمون الحجارة ويضعون علم حزب الله على السياج الحدودي».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي تباين بين «أمل» و«حزب الله» بشأن صواريخ الجنوب

تباين بين «أمل» و«حزب الله» بشأن صواريخ الجنوب

ذكرت أوساط سياسية لبنانية أنَّ «الصمت الشيعي» حيال إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه منطقة الجليل في شمال إسرائيل لا يعني أنَّ «حزب الله» على توافق مع حركة «أمل» بهذا الشأن، بمقدار ما ينم عن تباين بينهما، إذ ارتأيا عدم إظهاره للعلن لقطع الطريق على الدخول في سجال يمكن أن ينعكس سلباً على الساحة الجنوبية. وقالت المصادر إنَّ حركة «أمل»، وإن كانت تتناغم بصمتها مع صمت حليفها «حزب الله»، فإنها لا تُبدي ارتياحاً للعب بأمن واستقرار الجنوب، ولا توفّر الغطاء السياسي للتوقيت الخاطئ الذي أملى على الجهة الفلسطينية إطلاق الصواريخ الذي يشكّل خرقاً للقرار 1701. وعلى صعيد الأزمة الرئاسية، ذكرت مصادر فرنسية مط

العالم العربي المطارنة الموارنة يستنكرون تحويل جنوب لبنان إلى «صندوق» في الصراعات الإقليمية

المطارنة الموارنة يستنكرون تحويل جنوب لبنان إلى «صندوق» في الصراعات الإقليمية

استنكر المطارنة الموارنة في لبنان، اليوم (الأربعاء)، بشدة المحاولات الهادفة إلى تحويل جنوب لبنان إلى صندوق لتبادل الرسائل في الصراعات الإقليمية. ووفق وكالة الأنباء الألمانية، طالب المطارنة الموارنة، في بيان أصدروه في ختام اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي شمال شرقي لبنان اليوم، الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية بالحزم في تطبيق القرار 1701، بما في ذلك تعزيز أجهزة الرصد والتتبُّع والملاحقة. وناشد المطارنة الموارنة، في اجتماعهم برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، «القوى الإقليمية والمجتمع الدولي مساعدة لبنان على تحمل أعباء لم تجلب عليه ماضياً سوى الخراب والدمار وتشتيت ا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي ميقاتي: عناصر غير لبنانية وراء إطلاق الصواريخ من الجنوب على إسرائيل

ميقاتي: عناصر غير لبنانية وراء إطلاق الصواريخ من الجنوب

أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، اليوم الأحد، أن العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان والانتهاك المتمادي للسيادة اللبنانية أمر مرفوض، مؤكدا أن «عناصر غير لبنانية» وراء إطلاق الصواريخ من الجنوب. وقال ميقاتي إن «الهجوم الإسرائيلي على المصلّين في الأقصى وانتهاك حرمته أمر غير مقبول على الإطلاق، ويشكل تجاوزاً لكل القوانين والأعراف، ويتطلب وقفة عربية ودولية جامعة لوقف هذا العدوان السافر». وعن إطلاق الصواريخ من الجنوب والقصف الإسرائيلي على لبنان، وما يقال عن غياب وعجز الحكومة، قال ميقاتي إن «كل ما يقال في هذا السياق يندرج في إطار الحملات الإعلامية والاستهداف المجاني، إذ منذ اللحظة

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي لبنان لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن رفضاً لاعتداءات إسرائيل

لبنان لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن رفضاً لاعتداءات إسرائيل

قررت الحكومة اللبنانية تقديم شكوى إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن ضد إسرائيل، على خلفية الغارات التي نفذتها على مناطق لبنانية بعد إطلاق صواريخ من الجنوب اللبناني باتجاه المستوطنات الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

غارة إسرائيلية تقتل 15 فلسطينيا مكلفين بتأمين شاحنات مساعدات في غزة

آثار الدمار جراء غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة (رويترز)
آثار الدمار جراء غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة (رويترز)
TT

غارة إسرائيلية تقتل 15 فلسطينيا مكلفين بتأمين شاحنات مساعدات في غزة

آثار الدمار جراء غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة (رويترز)
آثار الدمار جراء غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة (رويترز)

قال مسعفون في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس إن غارة جوية إسرائيلية استهدفت مجموعة من الفلسطينيين المكلفين بتأمين شاحنات مساعدات في رفح مما أسفر عن مقتل 15 على الأقل.