بينما تم تحديد تأثير المساحات الخضراء والزرقاء على صحتنا العقلية وصحة النوم والوظيفة المعرفية منذ وقت ليس بالقصير، بدأ العلماء أخيرا بالتحقيق في كيفية تأثير العوامل البيئية بشكل مباشر على حالة فيتامين (د) بأجسامنا.
ففي دراسة جديدة حول البيئة الدولية (EI)، فحص العلماء في الصين العلاقة بين المساحات الخضراء السكنية وتلوث الهواء والأشعة فوق البنفسجية ومستويات فيتامين (د) لدى البالغين فوق سن 65. وذلك باستخدام بيانات من مسح طول العمر الصحي الصيني لعامي 2012 و 2014 وقياسات التعرض البيئي من نفس السنوات.
ووجد العلماء أن صحة بيئتنا تلعب بالفعل دورًا في حالة فيتامين «د» لدينا.
كيف تؤثر البيئة على حالة فيتامين (د)؟
يعتبر كل من تلوث الهواء ونقص فيتامين (د) من القضايا العالمية. في الولايات المتحدة يؤثر تلوث الهواء بنقص فيتامين «د» (VDD) على 29 % من البالغين و41 % آخرين يعانون من نقص فيتامين (د).
ووفقًا لـ«المجلة الأوروبية لعلم الغدد الصماء» يؤثر «VDD» على 30-60 % من السكان في أوروبا الغربية والجنوبية والشرقية. وما يصل إلى 80 % من السكان في دول الشرق الأوسط (حيث ينتشر تلوث الهواء بشكل أكبر).
وأثناء دراسة البيئة الدولية، تم التركيز على المساحات الخضراء السكنية (أي كمية النباتات الطبيعية المحيطة بمنزل الشخص) لتقليل احتمالية الإصابة بـ VDD.
كما وجد أن الأشعة فوق البنفسجية تقلل من احتمالية الإصابة بـ VDD.
وفي حين أنه من الصحيح أن زيادة التعرض لأشعة الشمس يمكن أن يرفع مستويات فيتامين «د» لديك، إلا أن هناك العديد من العوامل الأخرى التي تلعب دورًا؛ مثل العمر والجنس ولون البشرة وخط العرض والمناخ والموسم والوقت الذي تقضيه في الخارج مع تعرض الجلد، وذلك وفق ما نشر موقع «mbghealth» العلمي المتخصص.
وكدليل على أن نظام الغدد الصماء بفيتامين «د» (VDES)، الذي ينظم تكوين الجلد وعملية الأيض بفيتامين «د» يتأثر بالتعرض للمواد الكيميائية البيئية وتلوث الهواء؛ فقد تم العثور على ملوثات الهواء؛ على وجه التحديد PM2.5 (ملوثات الهواء المستنشقة التي يمكن أن تنتقل بعمق إلى رئتيك) والأوزون (O3) لزيادة احتمالية VDD أثناء دراسة EI.
كيف يتحقق الاكتفاء بفيتامين «د» بغض النظر عن المكان الذي نعيش فيه؟
لا تعد أشعة الشمس مصدرًا موثوقًا لفيتامين «د» لمعظم الناس في معظم المناخات حول العالم، والطعام ليس حلاً جيدًا أيضًا، مع الأخذ في الاعتبار أن فيتامين (د) يوجد بكميات قليلة في معظم المصادر الغذائية.
والحقيقة أن المكملات هي الطريقة الأكثر فعالية للوصول إلى حالة فيتامين (د) الصحية. لكن، مع ذلك، فان جميع مكملات فيتامين (د) ليست متساوية؛ لذا ابحث عن مكمل يومي بجرعة عالية الفعالية (5000 وحدة دولية) من فيتامين «د 3» (وليس د 2) ودهون صحية مدمجة (لامتصاص مثالي).
يعد نقص فيتامين «د» مشكلة عالمية؛ إذ تؤثر الصحة البيئية على الحالة الصحية لفيتامين «د»، وفقًا لدراسة جديدة من «منظمة البيئة الدولية» استهدفت كبار السن في الصين، توصلت الى ان احتمال الإصابة بمرض VDD يرتبط ارتباطًا سلبيًا بالخضرة السكنية والأشعة فوق البنفسجية. ولكنه يرتبط ارتباطًا إيجابيًا بتلوث الهواء.
ولضمان وصول حالة فيتامين (د) إلى مستوى الاكتفاء والحفاظ عليه بغض النظر عن المكان الذي تعيش فيه، ضع في اعتبارك تناول مكمل فيتامين (د) عالي الجودة وعالي الفعالية. مع الأخذ في الاعتبار ان المرأة الحامل أو المرضع التي تتناول أدوية يجب عليها استشارة الطبيب أو مقدم الرعاية الطبية قبل البدء بتناول المكملات الغذائية المناسبة.