البرهان يكشف عن تسوية وشيكة لحل أزمة السودان

الوساطة الأممية تؤكد قرب التوصل إلى اتفاق «مرضٍ للجميع»

رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان (أ.ب)
رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان (أ.ب)
TT

البرهان يكشف عن تسوية وشيكة لحل أزمة السودان

رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان (أ.ب)
رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان (أ.ب)

تلوح في الأفق بوادر انفراج في الأزمة السياسية في السودان، إثر إعلان رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان و«الآلية الثلاثية» الأممية والأفريقية التي تقود الوساطة بين الفرقاء السودانيين، اقتراب التوصل إلى تسوية لحل الأزمة السياسية بالتراضي بين جميع الأطراف. وأبدى البرهان لدى مخاطبته، يوم الاثنين، حشداً جماهيرياً بمنطقة كدباس في ولاية نهر النيل، شمال السودان، تفاؤله بأن تشهد الساحة السياسية انفراجاً في الأيام المقبلة، مشيراً إلى أن الجميع بدأوا يستشعرون المخاطر التي تحيط بالسودان.
وأكد أن القوات المسلحة لم تنحَزْ لفئة أو حزب، قائلاً: «مَن يقولون إن القوات المسلحة تدعم حزب المؤتمر الوطني (الذي كان يتزعمه الرئيس المعزول عمر البشير) كاذبون. وما تخليهم يغشوكم».
وجدد البرهان التأكيد على التزام الجيش بالابتعاد عن العمل السياسي، وإفساح الطريق أمام القوى السياسية لتشكيل حكومة مدنية كاملة. وأضاف: «ما عندنا أي رغبة للوجود في الحكم، نعمل في شأننا المتمثل في الأمن والدفاع، ونحن مصممون على الأمر ونمضي فيه». وأكد البرهان علمه بكل تفاصيل مبادرة شيخ محمد حاج حمد الجعلي، أحد قادة الطرق الصوفية بمنطقة كدباس، التي تدعو لتوحيد أهل السودان، معلناً ترحيبه بالمبادرة وكل المبادرات التي تدعو لإيجاد حل للأزمة التي تواجه البلاد. وأضاف أن كل دعوة صلح تنطلق من «المسيد» (مقر الشيخ) حقيقية وصادقة «وليس فيها تحيز لجهة ولا انحياز لفئة»، مضيفاً أن «البلاد تمر بمرحلة تحتاج إلى الوحدة والوقوف مع بعضنا».
وكان شيخ منطقة كدباس قد تقدم بمبادرة لتوحيد «قوى الثورة» استجاب لها تحالف «الحرية والتغيير» وعدد من الكيانات النقابية، لتوسيع القاعدة الجماهيرية لإنهاء الإجراءات التي تولى بموجبها الجيش السلطة في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021.
من جانبه، بحث نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو «حميدتي» مع «الآلية الثلاثية» التطورات التي تشهدها البلاد في ضوء الحراك بين المكونات السياسية بغية التوصل إلى حل للأزمة الراهنة. وتضم «الآلية الثلاثية» كلاً من رئيس بعثة الأمم المتحدة فولكر بيرتس، وممثل الاتحاد الأفريقي محمد بلعيش، وممثل منظمة «الإيقاد» محمود يونس. وأكد حميدتي، ضرورة التوصل إلى حل، من خلال اتفاق يمهد لتشكيل حكومة لاستكمال الفترة الانتقالية. وأشاد بجهود «الآلية الثلاثية» في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتصارعة، مشيراً إلى حكمة الشعب السوداني التي يتمتع بها في تجاوز المصاعب كافة التي تواجه البلاد.
وأشار المتحدث باسم «الآلية الثلاثية» محمد بلعيش، في تصريحات صحافية، عقب اللقاء مع حميدتي، إلى قرب الوصول إلى تسوية سياسية مرضية لكل أطراف العملية السياسية. وأضاف: «نرى أننا نقترب أكثر فأكثر من تسوية مرضية لكل أطراف العملية السياسية». وقال بلعيش: «آن الأوان لكي ينخرط الجميع في العملية السياسية بروح بناءة، لإخراج البلاد من هذا النفق، من أجل تطبيع علاقات السودان مع محيطيه الإقليمي والدولي، ومعالجة الوضع الاقتصادي، واستكمال السلام الشامل، وترسيخ الإجراءات التي تصب في استقرار السودان». وأوضح بلعيش أن اللقاء تناول التطورات الجارية في الساحة، من خلال الحراك الذي تقوده اللجنة التسييرية لنقابة المحامين، إلى جانب الحوار الجاري بين المكونات السياسية.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الرئيس التونسي يدعو لتسريع العودة الطوعية للمهاجرين السريين

عدد من المهاجرين السريين في مخيم بمعتمدية جبنيانة التابعة لولاية صفاقس (أ.ف.ب)
عدد من المهاجرين السريين في مخيم بمعتمدية جبنيانة التابعة لولاية صفاقس (أ.ف.ب)
TT

الرئيس التونسي يدعو لتسريع العودة الطوعية للمهاجرين السريين

عدد من المهاجرين السريين في مخيم بمعتمدية جبنيانة التابعة لولاية صفاقس (أ.ف.ب)
عدد من المهاجرين السريين في مخيم بمعتمدية جبنيانة التابعة لولاية صفاقس (أ.ف.ب)

دعا الرئيس التونسي قيس سعيّد المنظمة الدولية للهجرة إلى تكثيف الجهود لتسهيل العودة الطوعية للمهاجرين غير القانونيين من تونس إلى بلدانهم، بحسب تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

جاء ذلك في بيان نشرته الرئاسة التونسية على موقع «فيسبوك» في وقت متأخر ليلة الثلاثاء، مشيرة إلى أنه «تمت إعادة 1544 مهاجراً» منذ بداية العام. وقالت إن الرقم «كان يمكن أن يكون أرفع بكثير لو تمّ بذل مجهودات أكبر حتّى يتمّ وضع حدّ نهائي لهذه الظاهرة غير المقبولة، لا على المستوى الإنساني ولا على المستوى القانوني».

واستناداً إلى إحصاءات السلطات التونسية، فقد أعيد في يناير (كانون الثاني) الماضي نحو 7250 مهاجراً إلى بلدانهم خلال عام 2024.

الرئيس التونسي طالب بتسريع العودة الطوعية للمهاجرين السريين (موقع الرئاسة)

وأصبحت تونس في السنوات الأخيرة نقطة انطلاق رئيسية في شمال أفريقيا للمهاجرين، الذين يقومون بعبور محفوف بالمخاطر عبر البحر الأبيض المتوسط على أمل الوصول إلى أوروبا. وتبعد أقرب نقطة من تونس إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية أقل من 150 كيلومتراً، وغالباً ما تكون أول نقطة وصول للمهاجرين غير القانونيين، الذين يحاولون العبور كل عام.

ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، فقد مات أو فُقد 343 شخصاً أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط هذا العام.

وتواجه تونس ضغطاً متزايداً من الاتحاد الأوروبي للحدّ من هذه الرحلات غير القانونية، بينما أثارت مجموعات حقوقية مخاوف بشأن معاملة المهاجرين، الذين يعيشون بشكل مؤقت في مناطق غير مؤهلة للسكن في تونس؛ وهو ما أثار غضب الكثير من التونسيين، الذين يتهمون هؤلاء المهاجرين بالتسبب في مشاكل كثيرة في مدنهم، أبرزها عدم النظافة وإثارة المشاكل والفوضى.

وقبل أيام فككت السلطات الأمنية خياماً لمهاجرين في معتمدية جبنيانة التابعة لولاية صفاقس، التي شهدت احتقاناً بين السكان المحليين والمهاجرين الوافدين من دول أفريقيا جنوب الصحراء.

ونفذت قوات الأمن عملية أمنية محدودة في مزارع بالمنطقة الريفية في جبنيانة، التي تشهد تركزاً لأعداد من المهاجرين العالقين، بحسب ما نقل شهود لوكالة الأنباء الألمانية. وتم خلال العملية تفكيك بعض الخيام بعد احتجاجات سابقة للسكان المحليين ضد الحضور المتزايد للمهاجرين في مزارعهم، ووسط شكاوى من أعمال عنف وسطو متكررة.

وتأتي العملية في أعقاب انتقادات سابقة لنواب في البرلمان من جهة صفاقس لأزمة الهجرة المتفاقمة في المنطقة.

في سياق ذلك، طالب النائب طارق المهدي بتدخل الجيش للتصدي لما سماه «احتلال لغابات الزياتين في مدينتي جبنيانة والعامرة المجاورتين، وعمليات سطور متكررة ينفذها مهاجرون».

كما انتقدت أيضاً النائبة فاطمة مسدي ما وصفته بـ«دولة داخل الدولة» في غابات الزياتين بالعامرة، في مقاطع فيديو وثقتها على حسابها بموقع «فيسبوك» وسط مخيم عشوائي.

ويعمل المهاجرون على تدبر أمرهم في تلك المخيمات، ويقول أغلبهم إنهم لا يريدون البقاء في تونس، لكن الحرس البحري يمنعهم من العبور إلى الجزر الإيطالية القريبة من سواحل ولاية صفاقس.

من جهته، قال الناشط عماد سلطاني، رئيس «جمعية الأرض للجميع»: «على الدولة أن تفكر في مكان يحفظ كرامة المهاجرين حسب القوانين الدولية، وهذا الحل يمكن أن يحفظ سيادة الدولة على أراضيها».

كما طالب سلطاني السلطة بمراجعة الاتفاقيات، التي وقَّعتها تونس مع الاتحاد الأوروبي لكبح موجات الهجرة من سواحلها؛ لأنها «جزء من المشكل».