كيم يتابع استعراضاته الصاروخية قبالة اليابان وكوريا الجنوبية

واشنطن مستمرة في مراقبة «استفزازات» بيونغ يانغ بالتنسيق مع حلفائها

كوريون جنوبيون يتابعون أخبار الصواريخ الجديدة (أ.ف.ب)
كوريون جنوبيون يتابعون أخبار الصواريخ الجديدة (أ.ف.ب)
TT

كيم يتابع استعراضاته الصاروخية قبالة اليابان وكوريا الجنوبية

كوريون جنوبيون يتابعون أخبار الصواريخ الجديدة (أ.ف.ب)
كوريون جنوبيون يتابعون أخبار الصواريخ الجديدة (أ.ف.ب)

أطلقت كوريا الشمالية صاروخين باليستيين جديدين فجر الأحد، بعد ساعات على انتهاء مناورات عسكرية مشتركة شملت حاملة طائرات أميركية تعمل بالطاقة النووية قبالة شبه الجزيرة الكورية. وهو الإطلاق السابع من نوعه منذ نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي.
وأعلن الجيش الكوري الجنوبي في سيول أنه «رصد صاروخين باليستيين قصيري المدى أُطلقا من منطقة مونشون في مقاطعة كانجوون باتجاه البحر الشرقي» الذي يسمى «بحر اليابان» أيضاً. وقالت هيئة الأركان المشتركة في بيان إن الصواريخ «قطعت 350 كيلومتراً على ارتفاع 90 كيلومتراً»، عادّةً ذلك «استفزازاً خطيراً».
وأكدت طوكيو أيضاً إطلاق الصاروخين. وقال خفر السواحل الياباني إنهما سقطا خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان على ما يبدو. وأوضح نائب وزير الدفاع الياباني، توشيرو إينو، أن طوكيو تحلل الصواريخ، مشيراً إلى أن «أحد الصاروخين يمكن أن يكون باليستياً وأُطلق من غواصة».
وشدد رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، على أن حكومته «سوف تستمر في مراقبة الأعمال الاستفزازية لكوريا الشمالية من كثب». وأضاف للصحافيين في مدينة سوزوكا بوسط اليابان، أنه «بالإضافة إلى جمع المعلومات الضرورية، والقيام بأنشطة المراقبة، تحتاج اليابان إلى التعاون من قرب مع الدول المعنية»، ويشمل ذلك الولايات المتحدة الأميركية وكوريا الجنوبية.
وفي هذا السياق، أجرى مسؤول كبير في وزارة الخارجية اليابانية محادثات هاتفية منفصلة مع نظيريه في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بشأن إطلاق كوريا الشمالية المتكرر صواريخ باليستية. وذكرت «هيئة الإذاعة اليابانية (إن إتش كيه)»، الأحد، أن رئيس مكتب الشؤون الآسيوية والأوقيانوسية في وزارة الخارجية، فوناكوشي تاكيهيرو، تحدث عبر الهاتف مع الممثل الأميركي الخاص لشؤون كوريا الشمالية سونغ كيمغ. كما أجرى محادثات مع الممثل الخاص لكوريا الجنوبية لشؤون السلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية كيم جون.
واتفق المسؤولون الثلاثة «على أن إطلاق كوريا الشمالية المتكرر الصواريخ الباليستية منذ أواخر الشهر الماضي، بما في ذلك صباح الأحد، يشكل تهديداً ملحاً للأمن الإقليمي، ويمثل تحدياً خطيراً للمجتمع الدولي». كما تبادل المسؤولون الآراء بشأن رد فعل بيونغ يانغ الحاد على التصريح الخطير الصادر عن منظمة الطيران المدني الدولي. وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة ...عدا أنه يشكل خطرا على الطيران المدني. وأكد المسؤولون أن الدول الثلاث ستواصل العمل معاً من كثب لتعزيز الردع في المنطقة، ونزع سلاح كوريا الشمالية النووي بالكامل.
من جهتها، أكدت «القيادة الأميركية للمحيطين الهندي والهادي (إندوباكوم)»، في بيان، إنها «تتشاور بشكل وثيق مع حلفائها وشركائها»، مشيرة إلى أن إطلاق الصاروخين يدل على الطبيعة «المزعزعة للاستقرار» لبرامج الصواريخ الكورية الشمالية.
وقبل ساعات من هذه التجربة السابعة لإطلاق صواريخ خلال أسبوعين، أكدت بيونغ يانغ أن تسريع تجارب أسلحتها هو «رد فعل مشروع» على «التهديدات العسكرية المباشرة من الولايات المتحدة». وكانت سيول ذكرت الشهر الماضي أنها رصدت أدلة تفيد بأن كوريا الشمالية تستعد لإطلاق صاروخ باليستي قصير المدى، كانت بيونغ يانغ قد اختبرت نموذجاً منه آخر مرة في مايو (أيار) الماضي.
وتهدف عمليات إطلاق الصواريخ عادة إلى تطوير قدرات جديدة. لكن ليف إريك إيسلي، الأستاذ في جامعة إيوا في سيول، يرى أن التجارب الأخيرة جرت «من أماكن مختلفة وفي أوقات مختلفة من اليوم، وقد تهدف إلى إظهار حالة استعداد عسكري». وقال لوكالة الصحافة الفرنسية: «انها ليست لمجرد الدفاع عن النفس والردع كما تزعم بيونغ يانغ»، عادّاً أن «نظام كيم جونغ أون يحاول إجبار سيول وطوكيو وواشنطن على التخلي عن التعاون الأمني بينها». لكن في اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي في سيول عقب التجربة الأخيرة، تعهد مسؤولون كوريون جنوبيون بتعزيز هذا التعاون، كما ورد في بيان.
ويرى محللون أيضاً أن بيونغ يانغ استغلت الخلاف داخل مجلس الأمن الدولي لإجراء مزيد من التجارب الصاروخية. وكان مجلس الأمن عقد الأسبوع الماضي اجتماعاً طارئاً بعد تحليق صاروخ كوري شمالي فوق اليابان. لكنه شهد انتقاداً حاداً من الصين لواشنطن؛ «لأنها تسببت في عمليات الإطلاق هذه من خلال مناوراتها في المنطقة»... وتلك المناورات هي التي أجرتها قوات مشتركة أميركية ويابانية وكورية جنوبية في الأسبوع الماضي، رداً على التهديدات والأعمال الصادرة من بيونغ يانغ، وترافقت مع إعادة نشر حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس رونالد ريغان» ومجموعتها الضاربة في المنطقة .
ورأت سو كيم، المحللة في مؤسسة «راند كوربوريشن»، أن كيم جونغ أون «يستفيد من العلاقات السيئة للولايات المتحدة مع روسيا والصين، لذلك من غير المرجح أن نرى موسكو أو بكين تدعمان الولايات المتحدة في قضية كوريا الشمالية في أي وقت قريب»؛ على حد قولها.
وتحذر سيول وواشنطن منذ أشهر من أن بيونغ يانغ ستجري تجربة نووية أخرى، على الأرجح بعد مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني المقرر افتتاحه في 16 أكتوبر(تشرين الأول) الحالي .
وقال أنكيت باندا، المحلل الأمني في «مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي»، إن «سلسلة من الاختبارات الصاروخية مثل تلك التي رأيناها يمكن أن تكون دليلاً على استعداد لتجربة نووية، لكن من الصعب جداً التكهن (بموعدها) بدقة». وأضاف أن «أي تجرية يمكن أن تجرى فور إصدار كيم الأمر تقريباً». وسبق أن أجرت كوريا الشمالية عدداً قياسياً من التجارب منذ بداية العام. وتبنت عقيدة جديدة في سبتمبر الماضي تؤكد أن وضعها بصفتها قوة نووية «لا رجعة عنه».


مقالات ذات صلة

كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

العالم كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

تعتزم كوريا الشمالية تعزيز «الردع العسكري» ضد كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، منتقدة اتفاق القمة الذي عقد هذا الأسبوع بين البلدين بشأن تعزيز الردع الموسع الأميركي، ووصفته بأنه «نتاج سياسة عدائية شائنة» ضد بيونغ يانغ، وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية. ونشرت وكالة الأنباء المركزية الكورية (الأحد)، تعليقاً انتقدت فيه زيارة الدولة التي قام بها رئيس كوريا الجنوبية يون سيوك - يول إلى الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، ووصفت الرحلة بأنها «الرحلة الأكثر عدائية وعدوانية واستفزازاً، وهي رحلة خطيرة بالنسبة لحرب نووية»، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الألمانية. وذكرت وكالة أنباء «

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

حذرت كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لتعزيز الردع النووي ضد بيونغ يانغ لن يؤدي إلا إلى «خطر أكثر فداحة»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. كانت واشنطن وسيول حذرتا الأربعاء كوريا الشمالية من أن أي هجوم نووي تطلقه «سيفضي إلى نهاية» نظامها. وردت الشقيقة الشديدة النفوذ للزعيم الكوري الشمالي على هذا التهديد، قائلة إن كوريا الشمالية مقتنعة بضرورة «أن تحسن بشكل أكبر» برنامج الردع النووي الخاص بها، وفقا لتصريحات نقلتها «وكالة الأنباء الكورية الشمالية» اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
العالم شركة تبغ ستدفع 600 مليون دولار كتسوية لانتهاكها العقوبات على بيونغ يانغ

شركة تبغ ستدفع 600 مليون دولار كتسوية لانتهاكها العقوبات على بيونغ يانغ

وافقت مجموعة «بريتيش أميركان توباكو» على دفع أكثر من 600 مليون دولار لتسوية اتهامات ببيعها سجائر لكوريا الشمالية طوال سنوات في انتهاك للعقوبات التي تفرضها واشنطن، كما أعلنت وزارة العدل الأميركية الثلاثاء. في أشدّ إجراء تتخذه السلطات الأميركية ضدّ شركة لانتهاك العقوبات على كوريا الشمالية، وافق فرع الشركة في سنغافورة على الإقرار بالذنب في تهم جنائية تتعلق بالاحتيال المصرفي وخرق العقوبات. وأفادت وزارة العدل الأميركية بأنه بين عامَي 2007 و2017، عملت المجموعة على تشغيل شبكة من الشركات الوهمية لتزويد صانعي السجائر في كوريا الشمالية بسلع. وقال مسؤولون أميركيون إن الشركة كانت تعلم أنها تنتهك عقوبات أم

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم كوريا الشمالية: وضعنا كدولة تملك أسلحة نووية حقيقة لا يمكن إنكارها

كوريا الشمالية: وضعنا كدولة تملك أسلحة نووية حقيقة لا يمكن إنكارها

نقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية، اليوم الجمعة، عن وزيرة خارجية كوريا الشمالية، تشوي سون هوي، قولها إن وضع البلاد باعتبارها دولة تمتلك أسلحة نووية سيظل حقيقة لا يمكن إنكارها، وإنها ستستمر في بناء قوتها حتى القضاء على التهديدات العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها. جاءت تصريحات الوزيرة في بيان ينتقد الولايات المتحدة ودول مجموعة السبع.

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم كوريا الشمالية ترفض دعوة «مجموعة السبع» للامتناع عن تجارب نووية جديدة

كوريا الشمالية ترفض دعوة «مجموعة السبع» للامتناع عن تجارب نووية جديدة

رفضت كوريا الشمالية، اليوم (الجمعة)، دعوة مجموعة السبع لها إلى «الامتناع» عن أي تجارب نووية أخرى، أو إطلاق صواريخ باليستية، مجددةً التأكيد أن وضعها بوصفها قوة نووية «نهائي ولا رجعة فيه»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». ونددت وزيرة الخارجية الكورية الشمالية تشوي سون هوي بالبيان «التدخلي جداً» الصادر عن «مجموعة السبع»، قائلة إن القوى الاقتصادية السبع الكبرى في العالم تُهاجم «بشكل خبيث الممارسة المشروعة للسيادة» من جانب بلادها. وقالت تشوي في بيان نشرته «وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية» إن «موقف جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية بصفتها قوة نووية عالمية نهائي ولا رجوع فيه». واعتبرت أن «(مج

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.