ألحق انفجار شاحنة قوي أمس (السبت) أضراراً جسيمة بجسر يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم، ويضم طريقاً برياً ومساراً للقطارات، في ضربة إلى رمز مرموق لضم موسكو لشبه الجزيرة وطريق الإمداد الرئيسي للقوات الروسية التي تقاتل للسيطرة على الأراضي التي استعادتها أوكرانيا في الجنوب.
وفي هذا السياق، نشرت شبكة «آر تي» الروسية أبرز المعلومات والحقائق عن الجسر وتاريخه وأهميته بالنسبة لروسيا، وهي كما يلي:
* ماذا نعرف عن شكل الجسر وتصميمه؟
يتكون الجسر الذي يعبر فوق مضيق كيرتش من طريقين منفصلين: طريق مكون من 4 حارات للمركبات وخط سكة حديد مزدوج المسار لقطارات الركاب والشحن.
ويبلغ طول الجسر 19 كيلومتراً، وهو مجهز بأقواس ملاحة طولها 35 متراً، تسمح للسفن بالمرور تحتها.
* متى تم بناؤه؟
كشفت موسكو عن خطط بناء هذا الجسر بعد فترة وجيزة من إعلان ضمها لشبه جزيرة القرم عام 2014.
واستغرق البناء 4 سنوات وبلغت تكلفته 228 مليار روبل (3.7 مليار دولار).
وتم إطلاق الطريق البري المكون من 4 حارات في مايو (أيار) 2018، في حين أن الجزء الخاص بخط السكك الحديدية لم يعمل بكامل طاقته إلا في عام 2020.
وافتتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجسر في احتفال كبير في 2018، ووصفه في ذلك الوقت بأنه «رمز لإعادة توحيد شبه جزيرة القرم مع روسيا».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1578735713851510785?s=20&t=zb_mo9YcZXYOWyuYkQVQBQ
* ما أهمية هذا الجسر بالنسبة لروسيا؟
يعد جسر القرم هو الرابط المباشر الوحيد بين البر الرئيسي لروسيا وشبه جزيرة القرم، فهو شريان حيوي للنقل والإمداد، وهو بمثابة الطريق الأسهل والأسرع لتوصيل البضائع الأساسية والوقود.
بالإضافة إلى ذلك، فقد دعم الجسر قطاع السياحة بالمنطقة. فقد قالت الحكومة الإقليمية مطلع الشهر الماضي إن 3.3 مليون سائح زاروا شبه جزيرة القرم لقضاء الإجازة الصيفية، مشيرة إلى أن هناك 1.2 مليون سيارة عبرت الجسر خلال تلك الفترة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الجسر مهم أيضاً للجيش، لأنه يسمح بنقل الدبابات والمدافع وغيرها من المعدات الثقيلة بسرعة عن طريق السكك الحديدية.
* كيف ستمر السيارات والشاحنات عبر مضيق كيرتش بعد هذا التفجير؟
تم تعليق حركة المرور في البداية بعد الحادث، لكن بحلول المساء سُمح للسيارات والحافلات بعبور الجسر في الاتجاهين بالتناوب باستخدام الحارات التي بقيت سليمة، بينما انتظرت مركبات البضائع الثقيلة للعبور بواسطة العبارات.
وقالت وزارة النقل الروسية، في بيان، مساء السبت، إنه يمكن للقطارات استخدام الجسر مرة أخرى.
وتم إغلاق المطار المدني الكبير الوحيد في شبه جزيرة القرم في سيمفيروبول بعد أن شنت روسيا عمليتها العسكرية في الدولة المجاورة في فبراير (شباط)، ومن ثم لن يتمكن السكان من استخدام هذا المطار للمرور عبر مضيق كيرتش.
وقد أشارت شبكة «آر تي» الروسية إلى أن هناك أيضاً خياراً آخر لانتقال السكان والسيارات عبر المضيق، وهو القيام برحلة طويلة براً، مشيرة إلى أن هذا الخيار أصبح متاحاً بعد إعلان موسكو انضمام أربعة أقاليم أوكرانية إليها في وقت سابق من هذا الشهر.
وقال مسؤولون روس إنهم سيقومون بإنشاء ممر نقل بري من شبه جزيرة القرم إلى روسيا عبر هذه المناطق التي «تم ضمها لروسيا حديثاً».